غارات تركية جديدة تستهدف مقاتلين أكراد شمالي العراق وسوريا
٢٦ أبريل ٢٠١٧
الجيش التركي يقول إنه رد بالمثل على نيران مورتر أطلقت من منطقة خاضعة للحكومة السورية وأصابت منشأة عسكرية بجنوب شرق تركيا، فيما يزداد التوتر بين واشنطن وأنقرة بشأن قصف نفذته الأخيرة على مقاتلين أكراد في سوريا والعراق.
إعلان
قال الجيش التركي اليوم الأربعاء (26 أبريل نيسان 2017) إنه رد بالمثل على قذائف مورتر انطلقت من منطقة خاضعة لسيطرة الحكومة السورية أصابت موقعا عسكريا في إقليم خطاي بجنوب شرق البلاد. وذكر الجيش في بيان أن هجوما منفصلا بقذائف المورتر شنته وحدات حماية الشعب الكردية السورية استهدف موقعا عسكريا آخر في هاتاي أيضا اليوم الأربعاء. وقال الجيش إن الهجومين لم يسفرا عن خسائر بشرية.
وقال بيان للجيش إن الطائرات التركية قصفت أمس الثلاثاء مواقع للمسلحين الأكراد في منطقة سنجار بالعراق وفي شمال شرق سوريا مما أسفر عن مقتل نحو 70 مسلحا. وأضاف أن الطائرات قصفت أهدافا للمقاتلين الأكراد في شمال العراق اليوم مما أوقع ستة قتلى.
وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية السورية امتدادا لحزب العمال الكردستاني.
وكانت تركيا قد أعلنت في وقت سابق اليوم أنها أبلغت مسبقا الولايات المتحدة وروسيا بالضربات التي نفذتها الثلاثاء ضد مواقع كردية في سوريا وأخرى في العراق. وكانت الولايات المتحدة التي تقود التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا عبرت عن "قلقها العميق" بعد القصف التركي.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاووش اوغلو لوسائل إعلام تركية من اوزبكستان حيث يقوم بزيارة "قبل ساعتين من هذه العملية وكما تنص عليه اتفاقاتنا، تقاسمنا المعلومات مع الولايات المتحدة وروسيا".
وأضاف "في الأسابيع الماضية، ابلغنا أصدقاءنا الأميركيين وحلفاءنا عبر القنوات العسكرية والدبلوماسية بأننا سنشن عملية في هذه المنطقة".
وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية مارك تونر الثلاثاء "نشعر بقلق عميق إزاء قيام تركيا بشن ضربات جوية في شمال سوريا وشمال العراق من دون تنسيق مناسب سواء مع الولايات المتحدة أو التحالف الدولي الأوسع لهزيمة داعش". وأضاف "لقد عبرنا عن هذا القلق للحكومة التركية مباشرة".
وتركيا حليف للولايات المتحدة وعضو في الحلف الأطلسي، وهكذا من المتوقع أن تحرص واشنطن على عدم التفريط بها كشريك خوفا من فقدان دعم أنقرة في مكافحة الارهاب. في الوقت نفسه، يعمل مستشارون عسكريون أميركيون مع القوات الكردية ضد الجهاديين، الأمر الذي يثير استياء تركيا التي تعتبر هؤلاء المقاتلين الأكراد مجموعات "إرهابية" بسبب روابطهم بحزب العمال الكردستاني.
ي.ب/ ح ح (ا ف ب، رويترز)
مشاكل اندماج السوريين في تركيا ما تزال قائمة
تُعد الإشكالية اللغوية وعدم الحصول على أجور لائقة من بين المصاعب التي يواجهها اللاجئون السوريون في تركيا. ولم يتغير هذا الوضع، رغم مكوث العديد منهم هناك لأعوام كثيرة.
صورة من: DW/D. Cupolo
صبي ينظر باتجاه الشارع من داخل مدرسة في مخيم للاجئين في نصيب2 جنوبي تركيا. وقد عاش العديد من السوريين هناك لأكثر من خمس سنوات، ولكن لديهم صعوبات في الاندماج داخل المجتمع التركي، بسبب الحواجز اللغوية وظروف العمل الصعبة. يقدم هذا المخيم أماكن إقامة جيدة تتوافق مع المعايير الدولية، ولكن السكان مازالو يكافحون من أجل كسر العزلة المجتمعية.
صورة من: DW/D. Cupolo
على ضفاف نهر الفرات أقيم عام 2012 مخيم اللاجئين نصيب 2 والذي يوفر عروضا مجانية في التعليم والرعاية الصحية. وهناك أيضا محلات السوبرماركت للسكان السوريين البالغ عددهم 4500 لاجئا. وعلى خلاف الخيام التقليدية في مخيمات اللاجئين تعيش العائلات هنا في منازل على شكل حاويات، مزودة بحمامات وتدفئة وتكييف.
صورة من: DW/D. Cupolo
وفقا لأرقام وزارة التربية الوطنية التركية فإن 40 بالمائة من الأطفال اللاجئين السوريين في سن الدراسة لا يذهبون إلى المدرسة. لكن التعليم في مخيم نصيب 2 مجاني ومتوفر للطلاب بجميع المراحل الدراسية باللغة العربية والتركية والانجليزية، غير أن بعض اللاجئين انتقدوا أن تعلم اللغة التركية لا يتوافق مع طموحاتهم للعمل مستقبلا بأجور جيدة.
صورة من: DW/D. Cupolo
بالنسبة للأطفال، فالتعليم الأفضل يكون خارج المخيم، حيث لا يتم تعلم اللغة التركية بداخلها بشكل سريع، وهم يريدون تعلما أسرع من اجل الالتحاق بالصفوف المدرسية التي يتواجد بها طلاب أتراك. كما يعتبر مصطفى عمر الذي يدرس اللغة الإنجليزية وهو في الأصل من مدينة حمص، أن "اللاجئين يشعرون بالأمان داخل المخيم مع مواطنيهم، وهو الأمر الأهم بالنسبة لنا".
صورة من: DW/D. Cupolo
"التفاعل بين الأطفال السوريين والأتراك مهم لتخفيف التوترات الاجتماعية، كما يقول عمر كادكوي، وهو باحث متخصص في مجال التكامل الاقتصادي والاجتماعي للاجئين. ولكنه يلاحظ: "ومع ذلك، فالمدارس الحكومية ومراكز التعليم المؤقتة تعاني من نقص في وجود موظفين مؤهلين لتعليم التركية كلغة ثانية"
صورة من: DW/D. Cupolo
هناك قصص نجاح واضحة. ماهر إسماعيل، 17عاما، درس اللغة التركية لمدة عام واحد ويلاحظ "إنها سهلة التعلم "، ويقول إسماعيل في لقائه مع DW. "أستطيع أن أفهم نسبة 70 في المائة من الكلام بالتركية". وعندما يُنهي المدرسة الثانوية فهو يأمل في دراسة الهندسة بجامعة غازي عنتاب القريبة ، كما ذكر مدير المخيم إبراهيم خليل دمير
صورة من: DW/D. Cupolo
نسبة البطالة مرتفعة بين السوريين، ولكن العديد يعثرون على وظائف متدنية المهارات، خاصة في قطاعات يكون العمل فيها شاقا، في حين ينشأون آخرون شركات خاصة بهم. ستة آلاف من الشركات السورية تم إنشاؤها في تركيا بين 2011 و 2017. نسبة 13 في المائة منها موجودة في غازي عنتاب القريبة. ويسعى العديد من السوريين نقل مهاراتهم المهنية إلى السوق التركية.
صورة من: DW/D. Cupolo
كهرمان مراش، 24 عاما، يقيم في المخيم في زيارة لجديه في يوم عطلة، وهو يعمل 12 ساعة في اليوم، سبعة أيام في الأسبوع في محل لبيع الكباب في مدينة قريبة مقابل 1000 ليرة تركية أي ما يوازي 256 يورو، ويقول إنه يود أن يتعلم التركية والذهاب إلى المدرسة إلا أنه ليس له وقت للقيام بذلك.
صورة من: DW/D. Cupolo
الأغلبية الساحقة من سكان المخيم يفكرون في العودة إلى ديارهم في سوريا. محمد حاجي (يسار) يقوم بتعبئة الخضار والفواكه طوال اليوم براتب 35 ليرة تركية، أي ما يوازي 9 يورو. ويقول إنه لا يفكر في الذهاب إلى المدرسة هنا، حيث إنه يود العودة إلى سوريا. ويوافقه زكريا عريض (يمين) من الرقة في هذا الرأي. فهو أيضا ينتظر تحرير مدينته من داعش.
صورة من: DW/D. Cupolo
عيوش أحمد (خارج إطار الصورة) تحمل واحدة من حفيداتها. وتعيش عيوش في نصيب 2 منذ خمس سنوات، وكانت من أوائل السكان في المخيم. فحفيداتها رأين نور الحياة في المخيم. وتقول: "إذا بقينا هنا فإن حفيداتي سوف يصبحن تركيات، أما إذا عدنا إلى سوريا فسوف يبقين سوريات". (دييغو كوبلو/علاء جمعة)