شن الجيش السوري هجوما على مناطق خاضعة للمعارضة في مدينة حلب في عملية وصفها مصدر رسمي بأنها "عملية كاملة"، فيما قصفت طائرات روسية وسورية طوال الليل الأحياء الشرقية للمدينة فأصابت ثلاثة مراكز للدفاع المدني في المدينة.
إعلان
وصف مصدر عسكري سوري اليوم الجمعة ( 23 أيلول/ سبتمبر 2016) هجوما تنفذه القوات الحكومية على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شرقي مدينة حلب بأنها "عملية كاملة" تشمل هجوما بريا وقال إن الهجمات الجوية والمدفعية التحضيرية قد تستمر "لفترة من الزمن". وذكر المصدر أن "العملية بدأت لكنها قد تستمر بالنسبة للضربات الجوية والضربات الأرضية فترة من الزمن (وهذا) مرتبط بالموقف الميداني وبخسائر الإرهابيين وبمعطيات أخرى يقدرها القادة الميدانيون".
وأضاف المصدر العسكري أن العمليات البرية لم تبدأ بعد، مشيرا بالقول "حين أعلنا بدء العمليات البرية، فهذا يعني أننا بدأنا العمليات الاستطلاعية والاستهداف الجوي والمدفعي، وقد تمتد هذه العملية لساعات أو أيام قبل بدء العمليات البرية"، مشيرا إلى أن "بدء العمليات البرية يعتمد على نتائج هذه الضربات".
وكان الجيش السوري قد أعلن عن بدء عمليات في شرق حلب في وقت متأخر الليلة الماضية وحث المدنيين على تجنب مواقع جماعات المعارضة. وذكر المصدر أن الجيش يهدف إلى "عدم الإضرار بالمدنيين".
من جانبه، قال مدير خدمة الدفاع المدني في شرقي مدينة حلب إن ضربات جوية أصابت ثلاثة من أربعة مراكز للدفاع المدني في مناطق سيطرة المعارضة في المدينة مما أدى لتوقفها عن العمل. وقال عمار السلمو لرويترز إن القصف سوى أحد المراكز بالأرض وعطل آخر عن العمل تماما كما دمر مخزنا للوقود يخص الدفاع المدني. وأضاف "اليوم نحن يمكن أن نقول إننا توقفنا على العمل بسبب أننا غير قادرين على إكمال أي مهمة لعدم وجود الوقود وتدمير الآليات وشدة القصف".
حلب على عتبة معركة مصيرية بين قوات المعارضة والنظام
تواصل قوات النظام السوري والمعارضة قتالها في حلب في معركة تبدو مصيرية. النجاح النسبي للمقاتلين مؤخرا في فك الحصار المفروض على المدينة لم يحسم بعد المعارك التي يلقى فيها العديد مصرعهم هناك، أيضا بسبب الجوع ونقص الأدوية.
صورة من: IDA/I. Abdulrahman
تقف مدينة حلب السورية على أعتاب معركة مصيرية بين قوات نظام الأسد والفصائل المقاتلة في المدينة. ويقيم حوالى مليون و200 ألف نسمة في الاحياء الغربية تحت سيطرة النظام مقابل نحو 250 ألفا في الأحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل المقاتلة.
صورة من: Reuters/A. Abdullah
تقدمت الفصائل المقاتلة السبت (السادس من آب/ أغسطس) في جنوب غرب حلب، ونجحت في فك حصار كانت قوات النظام قد فرضته قبل ثلاثة أسابيع على الاحياء الشرقية للمدينة، كما تم قطع طريق امدادات رئيسية لقوات النظام في الاحياء الغربية.
صورة من: Reuters/A. Ismail
فرحة أخرى داخل مدينة مبنج بريف حلب، حيث يطارد مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية آخر فلول تنظيم "الدولة الإسلامية". وتتوقع القوات اليوم الاثنين (التاسع من آب/ أغسطس) انتهاء "تحرير المدينة بالكامل" خلال ساعات. في الصورة تعبر سيدة عن فرحتها برؤية أحد المقاتلين السوريين.
صورة من: Reuters/R. Said
كانت قوات النظام السوري قد سمحت لمحاصرين في حلب بالخروج من المدينة، وقيل إن عشرات العائلات خرجت فعلا من المناطق الشرقية عبر ممر الشيخ سعيد، كما قالت الوكالة الرسمية للأنباء "سانا"، التي ذكرت أيضا أن مسلحين سلموا أسلحتهم لقوات النظام.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sana
كانت قوات النظام قد تلقت ضربة قوية يوم السبت (السادس من آب/ أغسطس) بعد أن تمكنت الفصائل المقاتلة من السيطرة على الكليات العسكرية جنوب غرب حلب، وعلى الجزء الاكبر من حي الراموسة المحاذي لها والذي يمر عبره طريق الامداد الوحيد الى الاحياء الغربية.
صورة من: Reuters/A. Abdullah
القتال المحتدم في حلب وريفها لم تسلم منه حتى سيارات الإسعاف وشاحنات المعونات الإنسانية. هنا تعرضت المركبتان للقصف من قبل طائرات روسية أدت إلى هذا المشهد، الذي ترفضه القوانين والأعراف الدولية والإنسانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.H.Ubeyd
رجلان يحاولان إطفاء النيران التي لحقت بشاحنة للمساعدات الإنسانية. مع استمرار إطلاق النار في حلب وفي غيرها من مناطق الحرب في سوريا يصعب وصول المواد الغذائية والمعونات إلى المناطق المحاصرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.H.Ubeyd
الموت في كل مكان وقد يحدث أيضا بسبب غياب العقاقير والأدوية. وقد أصدر أطباء من داخل حلب ومنظمات غير حكومية سورية وأجنبية نداءات استغاثة، نظرا للأوضاع المتردية للمنشآت والخدمات الصحية في ظل الحصار المفروض على البلد، والذي تسبب في نقص كبير للأدوية والمستحضرات الطبية.
صورة من: IDA/I. Abdulrahman
8 صورة1 | 8
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية (فرانس برس) عن المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الجمعة أنه قد أحصى ثلاثين غارة ليلا وهذا الصباح، مشيرا إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "يمكن تأكيد مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة العشرات بجروح في حي الفردوس، إلا أن الحصيلة يمكن أن ترتفع لأن هناك أشخاصا لا يزالون تحت الأنقاض". وأوضح أن "الطائرات السورية تلقي براميل متفجرة على المدينة، والطائرات الحربية الروسية تنفذ غارات". وقال مراسل لوكالة فرانس برس في مناطق المعارضة في حلب إن القصف تسبب بتضرر مركزين للدفاع المدني أو "الخوذ البيضاء".
دبلوماسيا، يلتقي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم الجمعة مجددا نظيره الروسي سيرغي لافروف في نيويورك، غداة فشل اجتماع لمجموعة العمل الدولية حول سوريا هدف إلى إعادة إرساء الهدنة التي تم الاتفاق عليها في وقت سابق من هذا الشهر بين واشنطن وموسكو وانهارت بعد أسبوع من تطبيقها.