غارات للطيران السوري تقتل عشرة أشخاص في الغوطة الشرقية
١٧ نوفمبر ٢٠١٧
لقي عشرة أشخاص مصرعهم بالغوطة الشرقية إثر غارات للطيران السوري. هذا فيما فشلت روسيا بتمرير قرار بشأن تجديد تفويض لجنة تحقيق دولية لتحديد المسؤول عن هجوم خان شيخون الكيماوي واستخدمت الفيتو لمنع تمرير قرار في نفس المسألة.
إعلان
قتل عشرة أشخاص بينهم ستة أطفال جراء غارات مكثفة شنها الطيران السوري الجمعة (17 تشرين الثاني/نوفمبر 2017) على منطقة الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة قرب دمشق، حسبما أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان". ويشهد هذا التصعيد مرحلة جديدة من أعمال العنف بين النظام السوري والفصائل المقاتلة التي تسيطر على هذا المعقل المحاصر في شرق العاصمة. ورد مقاتلو الفصائل على هذا القصف بإطلاق قذائف على العاصمة الجمعة ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وجرح أخرين.
ويأتي التصعيد بعد هجوم شنته الفصائل المقاتلة الثلاثاء على إحدى القواعد العسكرية التابعة للنظام في بلدة حرستا الواقعة في هذه المنطقة. وأحصى المرصد مقتل 43 مدنياً لدى الطرفين أغلبهم من الغوطة الشرقية (36 قتيلاً) منذ يوم الثلاثاء.
وكالات روسية: قاذفتنا تستهدف "داعش"
وفي سياق منفصل، نقلت وكالات أنباء روسية عن بيان نشرته وزارة الدفاع قوله إن ست قاذفات روسية بعيدة المدى ضربت أهدافاً لتنظيم "الدولة الإسلامية" قرب بلدة البوكمال في محافظة دير الزور في سوريا اليوم الجمعة. وأضافت وكالات الأنباء أن القاذفات من الطراز توبوليف (تي.يو-22إم3) أقلعت من قواعد في روسيا وحلقت فوق إيران والعراق قبل تنفيذ غاراتها. ونقلت وكالة تاس عن الوزارة قولها إن الطائرات قصفت مواقع حصينة لـ"الدولة الإسلامية" واستهدفت مسلحين وعربات مدرعة وإن الأقمار الصناعية وطائرات مراقبة بدون طيار أكدت تدمير الأهداف التي تم تحديدها.
وفي سياق ذي صلة، أعلن "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن 26 شخصاً على الأقل قتلوا الجمعة في محافظة دير الزور شرق سوريا في انفجار سيارة مفخخة نسبت إلى تنظيم "الدولة الإسلامية". وبين القتلى 12 طفلاً من ضحايا الهجوم الذي استهدف تجمعا للنازحين.
فشل مشروع قرار روسي
وفي السياق السوري أيضاً ولكن دبلوماسياً، لم يحصل مشروع قرار أعدته روسيا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتجديد تفويض لجنة تحقيق دولية لتحديد المسؤول عن هجمات كيماوية في سوريا على الأصوات التسعة المطلوبة كحد أدنى لإقراره أمس الخميس.
ويحتاج صدور القرار إلى موافقة تسعة أعضاء مع عدم استخدام الدول الخمس الدائمة العضوية، وهي الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين، لحق النقض (الفيتو). وحصل مشروع القرار الروسي على تأييد أربعة أصوات مقابل اعتراض سبعة وامتناع أربعة أعضاء عن التصويت.
روسيا والفيتو العاشر
وكانت روسيا استخدمت في وقت سابق حق النقض ضد مشروع قرار أمريكي يتعلق بنفس المسألة. وهذا الفيتو هو العاشر من نوعه ضد تحرك من مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا منذ بدء الحرب في 2011 لتعطل مسودة قرار أعدتها الولايات المتحدة لتجديد تفويض تحقيق دولي يسعى لتحديد المسؤول عن هجمات كيماوية بسوريا. وانتهي تفويض اللجنة المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بحلول منتصف الليل أمس الخميس.
يشار إلى أن التحقيق كان قد خلص إلى أن النظام السوري استخدم غاز السارين المحظور في هجوم في الرابع من أبريل/نيسان. وحصلت المسودة الأمريكية على دعم 11 صوتاً، بينما عارضتها روسيا وبوليفيا وامتنعت الصين ومصر عن التصويت.
انتقاد ألماني للفيتو الروسي
ومن جانبها حثت الحكومة الألمانية على تقديم المسؤولين عن استخدام السلاح الكيماوي في سوريا إلى العدالة. وانتقد المتحدث باسم الحكومة، شتيفان زايبرت، الفيتو الروسي ووصفه بـ"الخطير"، مضيفاً أنه يشكل تناقضاً "صارخاً" للموقف الروسي نفسه. وتابع أن روسيا نفسها شجبت الهجمات وطالبت بتقديم الجناة للعدالة، مطالباً موسكو بالالتزام بهذا الموقف.
خ.س/ح.ع.ح (أ ف ب، رويترز، ي ب د)
في صور: الأسلحة الكيماوية في سوريا - خان شيخون هل تنهي اللاعقاب؟
الهجوم الكيماوي على خان شيخون في محافظة ادلب، أعقبته اتهامات لقوات النظام السوري. مشاهد القتل البشعة للمدنيين والأطفال بالخصوص حركت المجتمع الدولي، وجعلت ملف الأسلحة الكيمياوية في سوريا يخرج من دائرة اللاعقاب.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/Syria Civil Defence
الهجوم بغازات سامة على مدينة خان شيخون السورية وتسببه بمقتل العشرات ضمنهم أطفال، أعقبته ردود فعل دولية منددة، لكن عجز مجلس الأمن الدولي عن إصدار موقف ردا على الهجوم، أحدث منعرجا في الموقف الأمريكي حيث بادرت إدارة الرئيس ترامب بتوجيه ضربة جوية بصواريخ توماهوك على قاعدة جوية في حمص مرتبطة بالبرنامج الكيماوي السوري.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/Syria Civil Defence
أعربت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن "قلقها العميق" تجاه الهجوم الكيماوي الذي استهدف بلدة خان شيخون. وأعلنت أن "بعثة تقصي الحقائق التابعة للمنظمة دخلت مرحلة جمع وتحليل كل الأدلة من المصادر الموجودة". كما أكدت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول حقوق الإنسان في سوريا أنها "تحقق حاليا" في الهجوم الكيميائي الذي وقع في محافظة إدلب. وشددت على "واجب تحديد هوية منفذي هذه الهجمات ومحاسبتهم".
صورة من: picture-alliance/AP
وقتل أكثر من 70 مدني، وأصيب المئات غالبيتهم من الأطفال باختناق، في هجوم بالأسلحة الكيميائية على بلدة "خان شيخون" بريف إدلب، وسط إدانة دولية واسعة.
صورة من: Getty Images/Afp
وكان الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" قد صرح أن استخدام الأسلحة الكيميائية "يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي"، مبديا أسفه من أن "الأمم المتحدة ليست في وضع يسمح لها بالتحقق من هذه التقارير بصورة مستقلة".
صورة من: picture-alliance/dpa
وكانت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وزعت مسودة مشروع قرار إلى مجلس الأمن يطالب بإجراء تحقيق سريع بعد أن اتهمت المعارضة السورية والعديد من الدول الغربية النظام السوري بالمسؤولية عن الهجوم.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/Syria Civil Defence
ويعد الهجوم الأكثر دموية من نوعه، منذ أن أدى هجوم لقوات النظام بغاز السارين إلى مقتل نحو 1400 مدني بالغوطة الشرقية في أغسطس/ آب 2013.
صورة من: picture-alliance/AA/I. Ebu Leys
نسبة لبيانات الأمم المتحدة ففي آذار/مارس 2013، تم استخدم غاز السارين لأول مرة في في خان العسل بحلب وتسبب بسقوط 20 قتيلاً و80 مصاباً، بينهم مدنيون وجنود من قوات النظام. و في 21 آب / أغسطس 2013، استخدمت قوات النظام، غاز السارين، في قصفها للغوطة الشرقية.
صورة من: picture alliance/ZUMA Press
ويرى مراقبون إمكانية حصول فصائل سورية معارضة على الأسلحة الكيماوية عن طريق العراق، خاصة أن الحدود المفتوحة ، كما أن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية أكد مرارا أن الجماعات المسلحة استخدمت الأسلحة الكيماوية في العام الماضي.
صورة من: picture alliance/AA/F. Taki
وفي تشرين أول/ أكتوبر من العام 2013 وافقت سوريا على تدمير مخزونها من الأسلحة الكيماوية بموجب اتفاقية توسطت فيها موسكو وواشنطن.
صورة من: Reuters
وفيما يعقد مجلس الأمن اجتماعا طارئا لمناقشة أبعاد الهجوم، رفضت روسيا مشروع القرار الذي قدمته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى مجلس الأمن والذي يدين الهجوم واصفة إياه بـ "غير مقبول".
صورة من: picture-alliance/dpa
وأعلنت منظمة الصحة العالمية في بيان أصدرته من جنيف أن ضحايا هجوم في سوريا يشتبه في أنه نفذ بأسلحة كيماوية ظهرت عليهم أعراض تماثل رد الفعل على استنشاق غاز أعصاب. وقالت المنظمة في بيان "يبدو أن بعض الحالات ظهرت عليها مؤشرات إضافية تماثل التعرض لمواد كيماوية فسفورية عضوية وهي فئة من المواد الكيماوية التي تتضمن غاز الأعصاب."
صورة من: picture-alliance/AP
الجيش السوري نفى نفيا قاطعا من جهته أي استخدام لمواد كيماوية، وأتهم الجماعات المعارضة ومن يقف خلفها في تخزين واستخدام الأسلحة الكيماوية، وهو ما أكدته روسيا التي دافعت عن النظام السوري، وقالت إن سلاح الجو السوري استهدف "مستودعا" لفصائل معارضة يحتوي "مواد سامة". (الكاتب: علاء جمعة)