حثت صحيفة غارديان البريطانية المجتمع الدولي على تقديم المساعدة للمهاجرين من الروهينغا التائهين في بحر اندامان وعدم تركهم يواجهون مصيرهم بمفردهم. في الوقت نفسه اعترضت البحرية التايلاندية قاربا يحمل مهاجرين من الروهينغا.
إعلان
علقت صحيفة "غارديان" البريطانية الواسعة الانتشار في عددها الصادر اليوم السبت (16 مايو/ أيار) على مأساة مهاجري الروهينغا المسلمين الذين تقطعت بهم السبل في بحر اندامان. واستهلت الصحيفة تعليقها بالقول إن "مأساة لاجئي مسلمي الروهينغا الهائمين على وجوههم في مياه بحر اندامان بلا حيلة، هي مأساة مروعة، ومن ثم فإن تقديم المساعدة لهم أمر ضروري، وينبغي أن تمارس الضغوط على حكومات تايلاند وماليزيا واندونيسيا لتذكيرهم بواجبهم الإنساني من أجل مساعدة هؤلاء الناس البؤساء".
في الوقت نفسه رأت "غارديان" أن مبررات هذه الحكومات أيضا "صحيحة" عندما تقول إنها لا يمكنها تحمل هذا العبء وحدها وتوقعها زيادة حدة المشكلة إذا واصلت ميانمار اضطهاد هؤلاء الناس وإذا لم يتم التصدي بصورة حاسمة لأنشطة المهربين "منعدمي الضمائر" في المنطقة.
في سياق متصل، قال ضابط بالبحرية التايلاندية اليوم السبت إن سفنا ماليزية اعترضت طريق قارب مكدس بالمهاجرين بعد أن صحبته البحرية التايلاندية إلى خارج مياه تايلاند في بحر أندامان. وأضاف الضابط الذي كان على متن إحدى سفن البحرية، أن قارب المهاجرين هو نفس القارب الذي أعادته البحرية التايلاندية إلى عرض البحر أمس الجمعة.
وقال إن المهاجرين أبلغوا البحرية التايلاندية اليوم برغبتهم في الذهاب إلى ماليزيا. وأضاف أن البحرية التايلاندية زودت القارب بالغذاء والوقود وأجرت الصيانة اللازمة للمحرك قبل أن تصحبه زوارقها إلى خارج مياه تايلاند.
لاجئو الروهينغا: تائهون في البحر أو مقهورون في المخيمات
يحاول آلاف اللاجئين من بنغلادش الوصول إلى ماليزيا وأندونيسيا هرباً من الفقر، خصوصاً الروهينغا، التي فرّت من بورما وتعتبرها الأمم المتحدة من بين الإثنيات الأكثر اضطهاداً في العالم. غير أن الطريق ليس مفروشاً بالورود.
صورة من: Reuters/R: Bintang
تمكن هؤلاء الأطفال ـ على الأقل ـ من النجاة، حيث أنقذهم الصيادون الأندونيسيون قبالة السواحل بعد أن نفذ البنزين في قاربهم، الذي بالكاد يصلح للإبحار.
صورة من: Reuters/R. Bintang
اللاجئون يأخذون قسطاً من الراحة بعد رحلة متعبة، والعديد منهم أصيبوا بالمرض أو يعانون من سوء التغذية. وحسب الأمم المتحدة يعد الروهينغا من بين الشعوب الأكثر اضطهاداً في العالم خصوصاً في ميانمار/بورما.
صورة من: Reuters/R: Bintang
يعد الروهينغا في ميانمار بمثابة "مهاجرين غير شرعيين" من بنغلادش، وهو البلد الذي يتعرضون فيه أيضاً للتمييز. ويتم في الغالب حرمانهم من الجنسية البنغلادشية.
صورة من: Reuters/R: Bintang
منذ عام 2012 نزح من ميانمار وحدها حوالي مئة ألف من الروهينغا، حيث تستغل العصابات المنظمة وضعهم لكسب أرباح تجارية عبر تهجيرهم في قوارب مكتظة، ينتهي العديد منها بالغرق.
صورة من: Reuters
حسب جميعة الشعوب المهددة، فقد تم اختطاف حوالي 80 ألف روهينغي في عام 2014، ويتم استغلالهم كعبيد في الزراعة والصناعة والصيد، كما يتعرضون للتعذيب وتبتزّ عائلاتهم.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Yulinnas
العديد من اللاجئين الروهينغا لا يريدون الهجرة إلى تايلاند بسبب ظروف المعيشة غير الإنسانية هناك. وحسب جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة، فالذين هاجروا إلى بنغلادش تم اختطافهم.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Yulinnas
يتعرض اللاجئون يومياً للترهيب والعنف والتعذيب والاغتصاب لحد الموت في المخيمات. ومؤخرا أُكتشفت في أدغال جنوب تايلاند مقبرة لأكثر من ثلاثين جثة يبدو أنها للروهينغا.
صورة من: Reuters/D. Sagolj
في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2015 فقط، حاول 25 ألف روهينغي الوصول عبر القوارب إلى ماليزيا أو إندونيسيا، حسب وكالة الأمم المتحدة للاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/Z. Maulana
ووفقا لمنظمات حقوق الإنسان، فإن حوالي ستة آلاف لاجئ لا يزالون عالقين في البحر. وقالت السلطات الإندونيسية إن مهربين تركوا بعض اللاجئين يواجهون مصيرهم قبالة السواحل.
صورة من: Reuters/R: Bintang
لم تكن السلطات الإندونيسية مهيأة لمثل هذا الاندفاع الكبير لللاجئين، لكنها قدمت ملاجئ مؤقتة ومواد غذائية، فيما تم نقل البعض إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
صورة من: Reuters/R: Bintang
في مدينة لوكوزكون تم تحويل قاعة للرياضة إلى ملجأ. ويتبرع العديد من السكان بالمواد الغذائية والملابس. وبسبب الاكتظاظ الكبير بدأت السلطات البحث عن أماكن أخرى.
صورة من: Reuters/R: Bintang
مستقبل الروهينغا الذين تقطعت بهم السبل في ماليزيا وإندونيسيا يبقى مجهولاً في انتظار صدور قرار لبعثة المنظمة الدولية للهجرة حول الخطوات الممكنة للتعامل مع الوضع.
صورة من: picture-alliance/dpa/Z. Maulana
12 صورة1 | 12
وتقطعت السبل بآلاف المهاجرين في مياه جنوب شرق آسيا بعد أن تركهم المهربون في بحر أندامان بعد حملة تايلاندية على تهريب البشر. وأعادت حكومات المنطقة السفن إلى عرض البحر رافضة تحمل المسؤولية عن المهاجرين القادمين من ميانمار وبنغلادش.
يذكر أن الروهينغا هم مجموعة عرقية مسلمة تواجه هجمات إثنية عنيفة على يد المتطرفين البوذيين في ميانمار كما تعاني هذه المجموعة من التمييز الرسمي من قبل الحكومة هناك، التي لا تنظر إليهم باعتبارهم مواطنين بالبلاد.