غالبية الألمان ترفض مشاركة حزب البديل في حكومة مستقبلية
٤ أغسطس ٢٠٢٣
بالرغم من التقدم الذي حققه الحزب في استطلاعات الرأي، كشف استطلاع حديث رفض غالبية الألمان مشاركة حزب البديل من أجل ألمانيا الشعبوي في أية حكومة مستقبلية. وأثار التقدم الذي أحرزه الحزب قلق السياسيين.
إعلان
كشف استطلاع حديث للرأي أن غالبية الألمان يرفضون مشاركة حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي في حكومة مستقبلية. ومع ذلك رصد الاستطلاع تزايداً في انفتاح الألمان نحو تعاون الأحزاب الأخرى مع الحزب اليميني.
وأظهر الاستطلاع الذي أجراه معهد "يوغوف" لقياس مؤشرات الرأي ونشرت نتائجه اليوم الجمعة (الرابع من أغسطس/ آب 2023) أن 41% من الألمان ذكروا أنه يتعين على الأحزاب أن تستبعد تماماً التعاون مع حزب "البديل من أجل ألمانيا". وكانت هذه النسبة في منتصف تموز/ يوليو الماضي تبلغ 47%.
في المقابل ذكر 35% من الألمان أن قرار التعاون يجب أن يُتخذ بناء على كل حالة على حدة. وفي الاستطلاع السابق كانت هذه النسبة 27%.
ووفقاً لـ"يوغوف"، تم إجراء الاستطلاع السابق قبل الجدل الذي أثير حول تصريحات رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي فريدريش ميرتس في مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون الألماني "ZDF" قبل أسبوعين تقريباً. وفي إشارة إلى النجاحات الانتخابية التي حققها حزب "البديل من أجل ألمانيا"، قال ميرتس: "علينا قبول ذلك. وبالطبع يتعين على البرلمانات المحلية البحث عن طرق للتعاون في تشكيل المدن والولايات والمناطق".
وبعد انتقادات شديدة من صفوفه، أكد ميرتس أن قرار عدم التعاون مع "البديل الألماني" الذي اتخذه حزبه لا يزال سارياً. وينص قرار اتخذه الحزب خلال مؤتمره العام في 2018 على ما يلي: "يرفض الحزب المسيحي الديمقراطي في ألمانيا التحالفات وأشكال التعاون المماثلة مع كل من حزب اليسار وحزب البديل من أجل ألمانيا".
ارتفاع شعبية حزب البديل اليميني المتطرف في ألمانيا
03:25
إلى ذلك حصل حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي على وعد من مكتب حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) بعدم توجيه المزيد من الانتقادات للحزب خلال مؤتمره في نهاية هذا الأسبوع.
وجاء الاتفاق بعد أن قال رئيس جهاز الاستخبارات، توماس هالدنفانغ، لوكالة الأنباء الألمانية في وقت سابق من هذا الأسبوع إن "العديد من مرشحي الحزب في الانتخابات، تحدثوا عن نظريات مؤامرة يمينية متطرفة، مثل ما يسمى بـ "نظرية الاستبدال العظيم" خلال مؤتمر حزب البديل من أجل ألمانيا لاختيار المرشحين لانتخابات الاتحاد الأوروبي.
ويصنف مكتب حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) حزب البديل من أجل ألمانيا على أنه يميني يُشتبه في تطرفه ويخضعه للمراقبة. وفي حزيران/يونيو الماضي فاز الحزب بأول انتخابات محلية في منطقة زونينبرغ بولاية تورينغين. يشار إلى أن الاستبدال العظيم هو فرضية دفعت بها نظرية مؤامرة القوميين ذوي البشرة البيضاء التي تشير إلى أنه سيتم "استبدال" ذوي البشرة البيضاء بمهاجرين من غير ذوي البشرة البيضاء.
وسرعان ما رفع حزب البديل من أجل ألمانيا دعوى قضائية ضد توماس هالدنفانغ وطالب بإصدار أمر قضائي طارئ. وقال متحدث باسم المحكمة إن وكالة المخابرات توافق على الامتناع مؤقتاً عن توجيه المزيد من الانتقادات مع استمرار القضية.
وكشفت استطلاعات الرأي الأخيرة ارتفاع شعبية حزب البديل من أجل ألمانيا مما أثار القلق بين الساسة الرئيسيين والعديد من الألمان بشأن تحول محتمل نحو اليمين المتطرف. وبحسب "يوغوف"، فإن 23% من الألمان يؤيدون حزب "البديل من أجل ألمانيا.
ع.ا.ج/ خ.س (د ب أ)
"مواطنو الرايخ".. متطرفون ألمان يخططون لإسقاط الدولة
يُعرف عن أعضاء حركة "مواطني الرايخ" التطرف اليميني والعنف وعدم الاعتراف بجمهورية ألمانيا الاتحادية التي تأسست بعد انهيار النازية. فما هي هذه الحركة؟ وما الخطر الذي تشكله؟ وكيف تتعامل معهم ألمانيا؟
صورة من: picture-alliance/chromorange/C. Ohde
ماذا يعتقد أعضاء الحركة؟
ترفض حركة "مواطني الرايخ" وجود شيء اسمه الدولة الألمانية الحديثة، ويصرّ أعضاء الحركة على أن الامبراطورية الألمانية لا تزال قائمة بحدود 1937 أو حتى بحدود 1871. تقول الحركة إن ألمانيا حاليا لا تزال محتلة من لدن القوى الأجنبية، وأن البرلمان والحكومة وكذلك السلطات الأمنية، ليست سوى دمى متحكم فيها من تلك القوى.
صورة من: picture-alliance/SULUPRESS/MV
فولفغانغ إبل.. أول "مواطني الرايخ"
فولفغانغ إبل من برلين الغربية هو أول من قال باستمرار وجود "دولة الرايخ". عمل إبل في خدمة القطارات المحلية ببرلين التي أدارتها آنذاك حكومة ألمانيا الشرقية تحت اسم "دويتشه رايشسبان". وعند تسريحه من وظيفته عام 1980، زعم بأنه كان موظفا حكوميا بالفعل في "دولة الرايخ" ولا يمكن إقالته من قبل مؤسسة قامت بعد الحرب. لكنه خسر كل الدعاوى القضائية التي رفعها ليتبنى بعد ذلك نظريات متطرفة وعنصرية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Ebener
ماذا يفعل أعضاؤها؟
يرفض المنتسبون للحركة أداء الضرائب أو الغرامات. يعتبرون أن كل ما يجنونه مالهم الخاص وأن ممتلكاتهم كالمنازل هي أمور بعيدة تماما عن أيّ تنظيم أو إشراف من سلطات الدولة. يرفض أعضاؤها كذلك الإقرار بالدستور الألماني وبقية القوانين الموجودة في البلد، لكنهم في الآن ذاته يرفعون عدة دعاوى قضائية! يقومون بإعداد أوراقهم الخاصة غير المعترف بها كجوازات السفر ورخص القيادة.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Ohde
كيف تطوّرت الحركة؟
بدأت الحركة سنوات الثمانينيات، لكن ما بدا أنه مجموعة ضعيفة دون قيادة، تطوّر إلى حركة من حوالي 19 ألف منتسب بحسب ما تؤكده الاستخبارات الألمانية. حوالي 950 من أعضائها تم تصنيفهم متطرفين من أقصى اليمين. على الأقل ألف عضو في الحركة يملكون رخص حيازة السلاح، وعدد كبير منهم يتبنون إيديولوجيات معادية للسامية وللأجانب.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ما هي سمات أعضائها؟
يبلغ معدل أعمار أعضاء المجموعة 50 عاما. الرجال هم الجنس الأكثر حضورا داخلها. كما تجذب أشخاصًا يعانون من مشاكل مالية واجتماعية. يترّكز أعضاؤها بشكل أكبر في جنوبي وكذلك شرقي البلاد. من أشهر أسمائها، أدريان أرساخي، متوج سابق بلقب أكثر رجال ألمانيا وسامة. يقضي حاليا عقوبة بسبع سنوات، منذ الحكم عليه عام 2019 بعد إطلاقه النار وتسبّبه بجروح لرجل شرطة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
المنعطف الخطير
تُعتبر قضية فولفغانغ ب. ، الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2017 بعد إدانته بقتل ضابط شرطة، هي المنعطف الذي دفع السلطات الألمانية إلى التعامل بشكل أكثر جدية مع متطرّفي هذه المجموعة. قام هذا المُدان بإطلاق النار على ضباط كانوا يفتشّون منزله بحثًا عن إمكانية حيازته أسلحة نارية. أحدثت الجريمة ضجة كبيرة وجذبت أنظار العالم كما طرقت ناقوس الخطر حول العنف اليميني المتطرف في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
جهود متأخرة
يتهم متتبعون ألمانيا بأنها لم تأخذ لمدة طويلة التهديد الذي تمثله هذه المنظمة على محمل الجد، ففي 2017 فقط بدأت الأجهزة الأمنية الألمانية لأول مرة بتوثيق الجرائم ذات الخلفية المتطرفة بين المجموعة. منذ ذلك الحين، تكرّرت المداهمات الأمنية لأهداف الحركة، كما قامت السلطات بحظر العديد من أنشطتها وفروعها. كذلك حقق جهازا الشرطة والجيش داخلياً لمعرفة إذا ما وُجد أعضاء أو متعاطفون مع الحركة بين صفوفهما.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
"إخوة" عبر العالم
رغم إعلان تشبثها بـ"الامبراطورية الألمانية"، إلّا أن عددا من أعضائها ظهروا مع العلم الروسي، ما قوّى اتهامات للحركة بأنها مدعومة من روسيا لأهداف تضرّ بالسلطات الألمانية. هناك تشابه بين "مواطني الرايخ" والحركة الأمريكية "حرية على الأرض" التي يؤمن أعضاؤها أنهم لا يحترمون إلّا القوانين التي تناسبهم بها وبالتالي فهم مستقلون عن الحكومة وقوانينها.
صورة من: DW/D. Vachedin
الأمير هاينريش الثالث عشر.. قائد المؤامرة
تزعم الأمير هاينريش الثالث عشر مجموعة "مواطني الرايخ" المتهمة بتدبير مؤامرة الانقلاب التي كشفت عنها السلطات مؤخرا. كان هاينريش قد خسر كل القضايا التي رفعها لاستعادة ممتلكات تعود لحقبة القيصر. وزعم بعد ذلك أن جمهورية ألمانيا الاتحادية قامت على أسس غير صحيحة، مرددا عبارات معادية للسامية وروج لإحياء الإمبراطورية وزعم أنه جرى تفكيكها ضد رغبة الشعب. إعداد: سامانثا إيرلي، رينا غولدينبرغ (ترجمة إ.ع/ م.ع)