غاوك يدعو للحفاظ على الديمقراطية وانفتاح ألمانيا على العالم
١٨ يناير ٢٠١٧
دعا الرئيس الألماني يواخيم غاوك، في خطاب يختم به فترته الرئاسية، للحفاظ على الديمقراطية، وسينتخب خليفة غاوك شهر المقبل من قبل البرلمان، ومن شبه المؤكد اختيار وزير الخارجية فرانك ـ فالتر شتاينماير رئيسا جديدا لألمانيا.
إعلان
وقال غاوك اليوم (الأربعاء 18 يناير/ كانون الثاني 2017) في برلين "إننا نعيش في جمهورية تتيح إمكانية تتيح إمكانية تحقيق السعادة الشخصية والتقدم والحرية وتحاول ربطها بتساوي الفرص والعدالة الاجتماعية". واستطرد موضحا "هذا هو الأفضل...ألمانيا الأكثر ديمقراطية بالمقارنة مع أي وقت مضى".
وبشأن الأجيال المقبلة، دعا غاوك إلى "الشجاعة لمواجهة التحديات الحالية بشكل يُبقي ألمانيا كبلد يُحبد العيش فيه". وحذر غاوك من المخاطر التي تهدد الديمقراطية في ألمانيا. كما أشار إلى تراجع القوة الرابطة التي تجمع الاتحاد الأوروبي حيث أكد أن الأزمات في أوكرانيا وسوريا شكلت تحديات بالنسبة للسياسة الخارجية الألمانية في وقت تفاقمت فيه المخاطر الإرهاب الإسلامي. وزاد فيه المد الشعبوي.
وقال غاوك إن هذا المد ينشر أفكار التقوقع على الوطن ورفض الأجانب وحرية التجارة ويضع الدستور الديموقراطي موضع تساؤل. "هناك هجوم على الديمقراطية الليبرالية وعلى المشروع السياسي الأوروبي" على حد تعبير غاوك. وأضاف أن الأمر يتطلب بدل مجهودات كبيرة لتقوية ألمانيا في المستقبل.
ويذكر أن غاوك (76 عاما) قرر عدم الترشح لفترة رئاسية ثانية. ومن بين أسباب عدم ترشحه لولاية ثانية تقدم سنه، وبعض المشاكل الصحية. واتخذ غاوك قراره رغم أن حزبا الاتحاد المسيحي وكذلك الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر أيدوا لفترة رئاسية ثانية، كما أيدت ميركل إعادة انتخابه رئيسا. ومؤخرا في أحد استطلاعات الرأي قال 70 في المائة من المواطنين الألمان إنهم يؤيدون بقاء غاوك في منصبه لولاية ثانية.
وسينتخب خليفة غاوك في شهر 12 من شهر فبراير/ شباط المقبل من قبل البرلمان الألماني حيث يتوفر الائتلاف المسيحي والحزب الديمقراطي الاشتراكي على أغلبية مريحة، ومن تم فمن شبه المؤكد أن يتم انتخاب مرشح الائتلاف الحاكم وهو وزير الخارجية الحالي فرانك ت فالتر شتاينماير رئيسا جديدا لألمانيا.
ح.ز/ و.ب (د.ب.أ)
الرئيس يواخيم غاوك ـ محطات حياة حافلة
لا يرغب الرئيس الألماني يواخيم غاوك في الترشح لولاية ثانية. وستستمر ولايته الحالية لتسعة أشهر. ويشكل هذا المنصب لخمس سنوات أعلى منصب في الدولة. وستعقد "الجمعية الاتحادية" جلستها في فبراير المقبل لانتخاب رئيس جديد.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Macdougall
تولى يواخيم غاوك إدارة وثائق جهاز المخابرات لألمانيا الشرقية سابقا (ستازي) وحتى الآن يطلق على تلك الإدارة إسم " إدارة غاوك". قبل ذلك تم انتخابه عام 1990 كناشط في الدفاع عن حقوق الإنسان في مجلس الشعب الأخير لجمهورية ألمانيا الشرقية سابقا.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد الاستقالة المفاجئة للرئيس الألماني هورست كولر عام 2010 من منصبه، اقترح الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر يواخيم غاوك كمرشح لمنصب الرئاسة. وصنفته وسائل الإعلام آنذاك كمرشح الشعب. لكن الجمعية الاتحادية صوتت في الدورة الثالثة لصالح كريستيان فولف مرشح الحزبين المسيحي والليبرالي لمنصب الرئاسة الإتحادية.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد مرور نحو ثلاث سنوات استقال الرئيس كرستيان فولف، واقترحت أحزاب المعارضة مجددا غاوك لشغل منصب الرئاسة، وهذه المرة بدعم من الحكومة. وكشف استطلاع قبل تصويت الجمعية الاتحادية أن نسبة 69 في المائة تساند ترشيح غاوك. وكانت النتيجة في 18 مارس 2012 أكثر وضوحا، حيث حصل غاوك على 991 صوت من مجموع 1228.
صورة من: picture-alliance/dpa
بموجب القانون الأساسي يتمتع الرئيس الاتحادي باستقلالية عن السلطات الحكومية. غاوك هو أول رئيس في هذا المنصب الذي لم ترافقه عقيلته في المناسبات الرسمية، بل رفيقة حياته دانييلا شات، والتي ارتبط بها منذ عام 2000. قبل 25 عاما انفصل غاوك عن زوجته غيلهيلد غاوك التي أنجبت له أربعة أطفال.
صورة من: Picture-alliance/dpa/W. Kumm
الموضوع المحوري المفضل لدى غاوك هو الحرية. ويعتبر منتقدوه بأنه يتحدث عن ذلك في صياغة ساذجة مناهضة للشيوعية، في حين يرى آخرون أن تمجيده للحرية يعبر عن مناصرة للرشد: فالحرية لا تعني بالضرورة السعادة أو الفرحة، بل هي مسؤولية واقعية لاتنطلق من أشكال سلطة الدولة فقط.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
كممثل لجمهورية ألمانيا الاتحادية قام يواخيم غاوك بزيارة العديد من البلدان كما قابل رؤساء الدول والحكومات وغيرهم. ولم يلتزم غاوك دوما بالتحفظ الدبلوماسي: ففي تركيا انتقد حكومة رئيس الوزراء اردوغان مطلع 2014 واعتبر أنه ينهج توجها رقابيا وتأثيرا قضائيا وأسلوبا متسلطا.
صورة من: Reuters
في مارس 2016 تحدث غاوك أمام طلبة جامعة شنغاي عن تأثيرات انعدام الثقة بين الدولة والمواطنين، مشيرا إلى ضرورة حصول أية حكومة على الشرعية من خلال الانتخابات الحرة. ولم يأخذ ذلك من حفيظة الحكومة الصينية، لأن غاوك تحدث عن تجربة ألمانيا الشرقية سابقا، حيث إنه ينحدر منها.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
بعد مرور شهرين على زيارته لتركيا 2014 حيث تفقد أيضا مخيما للاجئين على الحدود مع سوريا، لفت غاوك الانتباه إلى العدد المتزايد من اللاجئين الفارين عبر البحر ودعا إلى ضرورة التحرك والتضامن مع الشركاء الأوروبيين لتحقيق ما يمكن تحقيقه سياسيا على أرض الواقع. بعد 14 شهرا أكدت المستشارة أنغيلا ميركل مقولتها في هذا الشأن: "سننجح في ذلك".
صورة من: picture alliance/AA
بإعلانه أنه لن يترشح لولاية رئاسية ثانية عام2017 أطلق الرئيس يواخيم غاوك جدلا حول هوية الرئيس المقبل. غاوك برر قراره بأن سنه المتقدم لم يعد يسمح له بتقديم "الطاقة والحيوية" المطلوبتين في مثل هذا المنصب. لمنصب الرئيس في ألمانيا الاتحادية صبغة فخرية ومعنوية، غير أن غاوك لم يتردد في إعلان مواقفه في السياسات الداخلية، مثل دعم استقبال اللاجئين أو التأكيد على المسؤوليات التاريخية للبلاد.