غاوك يستقبل الصحفي التركي المعارض جان دوندار في برلين
٧ نوفمبر ٢٠١٦
في بادرة رمزية لإعلان تضامنه مع الصحفيين الأتراك وإظهار قلقه بشأن التطورات الحالية في تركيا، استقبل الرئيس الألماني غاوك رئيس تحرير صحيفة جمهوريت السابق جان دوندار. غاوك عبر عن احترامه لجهود دوندار في مجال حرية الصحافة.
إعلان
التقى الرئيس الألماني يواخيم غاوك الصحفي التركي المعارض جان دوندار في برلين اليوم الاثنين (السابع من تشرين الثاني/ نوفمبر 2016). وعبر غاوك لدوندار، الذي كان يرأس تحرير صحيفة "جمهوريت" اليومية المعارضة عن "قلقه الهائل" إزاء التطور الحالي لدولة القانون وحرية الصحافة في تركيا. وعبر غاوك عن احترامه لجهود دوندار في مجال حرية الصحافة، الذي صدر بحقه حكم بالسجن عدة سنوات.
وحسب مشاركين في اللقاء، فإن دوندار انتقد خلال المقابلة التي استمرت 90 دقيقة في قصر بيلفو الرئاسي في برلين السياسة الأوروبية تجاه أنقرة وقال إن أوروبا لم تنجح في إظهار بديل لنظام أردوغان المستبد. وأضاف هؤلاء أن دوندار رسم خلال المقابلة "صورة كئيبة ولكن مختلفة لتركيا اليوم".
كما عبر الصحفي التركي المعارض عن شكره لغاوك لتوجيه الدعوة له وشكره للمستشارة أنغيلا ميركل لوصفها موجة الاعتقالات الأخيرة بحق الصحفيين في تركيا بأنها تمثل ناقوس خطر. وأكد دوندار خلال المقابلة أن جزءا كبيرا من المجتمع التركي يريد تركيا حديثة وقال إن تركيا هذه تحتاج لدعم.
وكان دوندار قد اتهم الحكومة الألمانية مؤخرا باتخاذ رد فعل متردد إزاء الاعتقالات الأخيرة للصحفيين في تركيا. وانتقل الصحفي التركي للعيش في ألمانيا بعد إدانته في تركيا بتهمة الخيانة. وأكد غاوك أن دوندار مرحب به في ألمانيا كضيف.
من جانبه اعتبر كريستيان مير، المدير التنفيذي لمنظمة مراسلون بلا حدود، والذي كان ممن حضروا اللقاء، توجيه هذه الدعوة لدوندار بمثابة "رسالة قيمة على التضامن" مع الكثير من الصحفيين الملاحقين في تركيا ولكنه أكد في الوقت ذاته أن "..الوقت قد حان لتقديم دعم ملموس، على سبيل المثال على شكل توفير تأشيرات سفر طارئة وغير بيروقراطية للصحفيين الذين يواجهون خطرا داهما".
وكان غاوك قد انتقد بالفعل قبل بضعة أيام التعامل "القمعي" للرئيس التركي ضد الصحفيين والمعارضين قائلا في تصريح لمجلة دير شبيغل الألمانية: "ما أراه حاليا في تركيا يصيبني بالذهول". وانتقد غاوك خلال زيارة له إلى تركيا عام 2014 ما رآه قصورا في الديمقراطية في تركيا، العضو بحلف شمال الأطلسي ناتو وهو ما أدى لردود فعل عنيفة من قبل الرئيس التركي.
أ.ح/ح.ع.ح (د ب أ)
العلاقات التركية الأوروبية ـ محطات من الاتفاق والاختلاف
العلاقات التركية الأوروبية، والتركية الألمانية على وجه الخصوص، لم تكن يوما في غاية التناغم، لكنها شهدت خلال السنة الماضية فترة تقارب مصالح، أعقبتها توترات بلغت أوجها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sagolj/Zivulovic/Kombo
أفضت أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا إلى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل، حيث عول الأوروبيون على أنقره في وقف هذا التدفق عبر أراضيها، فيما وجدت تركيا فرصتها في الاستفادة من هذه الفرصة التي قلما جاد بها الزمن.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
يقضي الاتفاق باستقبال تركيا اللاجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل استقبال أعضاء الاتحاد الأوروبي للاجئين سورين بطريقة قانونية، لكن هذا الاتفاق تضمن شروطا ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد في المنشار أمام هذا الاتفاق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لتدفق اللاجئين، تزعمت جهود تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
لكن العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبني البرلمان الألماني قرارا يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
وما تزال العلاقات بين تركيا وألمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألماني فضلا عن إحباط أنقرة مما اعتبرته تضامنا فاترا معها في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/ تموز، والذي بدأ على خلفيته فصلا جديدا من التوتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
فإثر حملة الاعتقالات وما أسمي بحملة "التطهير" التي نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة، ما أفضى مجددا إلى توترات في العلاقات وعرض الاتفاق بشأن اللاجئين للجمود وربما للفشل قريبا.
صورة من: picture-alliance/Zuma/T. Adanali
وكرد على محاولة الانقلاب رفضت أنقره تعديل قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل، كما أنها تسعى لاستصدار تشريع لإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي كانت أنقره قد ألغتها بطلب من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد. وهذا ربما يشكل رصاصة الرحمة على هذه المفاوضات. (الصورة لأردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز)
صورة من: picture-alliance/epa/J. Warnand
وظهرت دعوات من داخل الاتحاد الأوروبي لوقف محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث شككت النمسا في قدرة تركيا على الوفاء بالمعايير الأوروبية الخاصة بالديمقراطية. لكن الاقتراح النمساوي لم يحظ سوى بدعم ضئيل داخل الاتحاد رغم الاستياء داخل التكتل إزاء أنقره.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Atalay
في بداية سبتمبر/أيلول الماضي سعى الاتحاد الأوروبي مع تركيا لاختبار الأجواء لعودة التقارب بين الجانبين عقب التوتر منذ الانقلاب الفاشل، وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبور "نحتاج لتقارب ونحتاج لتطبيع الوضع". وقد عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك، كما زارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Aktas
لكن التوتر عاد مجددا بين أنقره والاتحاد الأوروبي وبينها وبين برلين على خلفية تضييق أنقره على حرية الصحافة واعتقال صحفيين، وكذلك اعتقال نواب معارضين مؤيدين للأكراد. ووصل الأمر بأردوغان مؤخرا إلى اتهام برلين بـ "إيواء إرهابيين"، وهو ما رفضته برلين.