شتاينماير يتولى رسميا مهامه الجديدة رئيسا لألمانيا
١٩ مارس ٢٠١٧
مع تولي فرانك فالتر شتاينماير منصب الرئاسة في ألمانيا خلفا ليواخيم غاوك، قد تشهد السياسة الألمانية مبادرات يقودها السياسي المحنك شتاينماير، بالرغم من أن هذا المنصب في ألمانيا فخري إلى حد كبير، وصلاحياته محدودة.
إعلان
رسميا فإن فرانك فالتر شتاينماير أصبح منذ صباح اليوم الأحد (19 مارس/ آذار 2017) الرئيس الجديد لألمانيا خلفا للرئيس السابق يواخيم غاوك.
وترك غاوك 77عاما منصبه أمس السبت بعد خمس سنوات في منصب الرئيس وهو منصب فخري إلى حد كبير. وقد رفض الاستمرار لولاية ثانية على الرغم من ارتفاع شعبيته. وحضر مراسم التكريم التي أقيمت مساء الجمعة أمام المقر الرئاسي وحضرها 600 ضيفا كان في مقدمتهم نائب المستشارة الألمانية زيغمار غابرييل ووزيرة الدفاع أورزولا فون دير لاين ورئيس مدينة برلين ميشائيل مولر. وغابت عن المراسم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي لم تتمكن من الحضور بسبب زيارتها لواشنطن ولقائها بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ويعتبر الرئيس الجديد شتاينماير لاعبا أساسيا في السياسة الألمانية الاتحادية وذلك منذ سنوات عديدة، شغل فيها العديد من المناصب منها منصب وزير للخارجية في الائتلاف الموسع.
الرئيس الألماني غاوك يغادر منصبه.. محطات في صور
يواخيم غاوك لم يرغب في الترشح لمنصب الرئاسة لولاية جديدة رغم أن فرصه كانت كبيرة والكثيرون كانوا يرغبون في رؤيته رئيسا مرة أخرى. لكنه لم يكن واثقا من وضعه الصحي. الصور التالية تلخص أبرز محطات مسيرته.
صورة من: picture-alliance/dpa
أدار يواخيم غاوك طيلة 10 سنوات بعد الوحدة الألمانية هيئة مراقبة وثائق وزارة أمن الدولة التابعة لألمانيا الشرقية السابقة. في 1990 تم انتخاب الناشط الحقوقي عضوا في آخر برلمان لجمهورية ألمانيا الديمقراطية ثم اقترحته الهيئة لتولي منصب الرئيس وهو ما وافقت عليه حكومة ألمانيا بعد الوحدة. وحتى اليوم تحمل هيئة مراقبة وثائق وزارة أمن الدولة بشكل غير رسمي اسم هيئة غاوك.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد مغادرته للهئية في عام 2000 عمل غاوك ككاتب صحفي وناشط سياسي. وبعد الاستقالة المفاجئة للرئيس الألماني الأسبق هورست كولر اقترحه الحزب الديمقراطي الاجتماعي وحزب الخضر خليفة له وقام الإعلام بالترويج له على أساس أنه مرشح الشعب. لكنه في النهاية انهزم أمام مرشح حكومة التآلف المسيحي الليبرالي كريستيان فولف.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد حوالي سنتين من ذلك، استقال كريستيان فولف أيضا. ودعت أحزاب المعارضة مرة أخرى إلى ترشيح غاوك. هذه المرة حظي أيضا بدعم الحكومة الاتحادية. وفي استطلاع للرأي أيد 69 بالمائة من المستجوبين انتخاب غاوك. نتائج الانتخابات في مارس/ آذار 2012 جاءت أكثر وضوحا: في الجولة الأولى من الاقتراع، 991 صوتا من أصل 1228 من أصوات الجمعية العمومية الاتحادية جاءت لصالح غاوك.
صورة من: picture-alliance/dpa
يختلف يواخيم غاوك أن أسلافه من الرؤساء. فهو أول من تولى منصب الرئاسة بدون الانتماء إلى حزب سياسي، وهو أول من لم ترافقه في المناسبات الرسمية زوجته وإنما شريكة حياته دانييلا شات التي ارتبط بها في عام 2000. أما زوجته غرهيلد غاوك، التي أنجب منها أربعة أولاد، فيعيش منفصلا عنها منذ 25 عاما.
صورة من: Picture-alliance/dpa/W. Kumm
موضوع غاوك الرئيسي هو الحرية، التي يعجبه أن ينعتها "بتفويض الفرد". وهو ما يرى فيه نقاده تبنيا لخطاب معاد للشيوعية بشكل تافه يمجد الأنانية. لكن هناك من يعتبر خطابه نابعا من الليبرالية وداعيا لتحمل المسؤولية الراشدة: فالحرية بحسب هذا المفهوم لا تؤدي تلقائيا للسعادة والرضا بقدر ما تعني المسؤولية الشخصية الوجودية التي تتجاوز سلطة الدولة.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
باعتباره الممثل الرسمي لألمانيا بحسب القانون الدولي زار غاوك العديد من الدول. ولم يتحلَّ أثناء هذه الزيارات بالدبلوماسية دائما: ففي تركيا اتهم حكومة رئيس الوزراء أردوغان آنذاك بممارسة الرقابة والتدخل في القضاء والسلطوية. وإزاء لوم أردوغان حافظ غاوك على هدوئه وأكد على أنه قام بالواجب.
صورة من: Reuters
في مارس/ آذار 2016 تحدث غاوك إلى طلبة صينيين في شنغهاي عن عدم الثقة الذي يهيمن على العلاقة بين السلطات والمواطنين إذا كانت الحكومة لا تملك الشرعية عبر الانتخابات الحرة، ذاكرا بالاسم نظام ألمانيا الشرقية. السلطات الصينية وإن كانت حافظت على هدوئها، إلا أن ذلك لم يمنعها من تسليط مقص الرقابة على النص. لكن هذا الإجراء لم يمنع التشبيه الضمني بين النظامين من نشره بفضل ترجمة راجت في الإنترنت.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
بعد شهرين من زيارته لتركيا، التي تفقد فيها أيضا أوضاع مركز لاستقبال اللاجئين على الحدود مع سوريا، نوه غاوك إلى العدد المتنامي للاجئين الوافدين إلى أوروبا بحرا، ودعا إلى اتخاذ التدابير اللازمة: تسريع الإجراءات للبت في طلبات اللجوء، وتعزيز التكاتف بين الشركاء الأوروبيين وانتهاج براغماتية أكبر بخصوص ما يمكن تحقيقه سياسيا. وكل ذلك قبل 14 شهرا من مقولة ميركل الشهيرة "نحن قادرون على ذلك".
صورة من: picture alliance/AA
أعاد أداء غاوك الاحترام مجددا لمنصب رئاسة ألمانيا. فبعد استقالة سلفيه قبل الأوان، بررغاوك اكتفاءه بولاية واحدة بشكل إنساني ومسؤول جدا، قائلا إن صحته قد لا تضمن له إتمام ولاية ثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Hirschberger
في آخر خطاب كبير ألقاه حث غاوك الألمان المزيد من الثقة في الذات وإلى تبني "وطنية مستنيرة". لكن ما سيبقى في الأذهان هو تبنيه الدائم لخطاب يحث على الحرية. وهو "ما يجسده الرئيس المنتهية مهامه، حتى النخاع"، كما وصفه بذلك فرانك فالتر شتاينماير في أول كلمة ألقاها بعد انتخابه خليفة لغاوك.
الكاتب: فالتر، جان. د/ س.أ
صورة من: picture alliance/dpa/dpa-Zentralbild/B. Pedersen
10 صورة1 | 10
وتولي هذا السياسي المحنك لمنصب الرئيس يشكل علامة فارقة للعديد من المراقبين في ألمانيا. كما أنه ومنذ سنوات عديدة يمثل وجها سياسيا معروفا لغالبية المواطنين الألمان. وهو يتمتع بسمعة طيبة سياسيا، وحاز على نتائج جيدة ضمن استطلاعات الرأي.
وبدأ مسيرته في المناصب الحكومية في عهد المستشار السابق غيرهارد شرودر، المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي. وعقب فوز الحزب الاشتراكي الديمقراطي في انتخابات عام 1998 وتولي شرودر منصب مستشار ألمانيا انتقل شتاينماير معه إلى برلين وتولى منصب رئيس مكتب المستشارية بعد ذلك.
وفي عام 2005، وبعد دخول حزبه الاشتراكي الديمقراطي في ائتلاف موسع مع الحزب الديمقراطي المسيحي بزعامة ميركل، تبوأ شتاينماير منصب وزير الخارجية إضافة إلى نائب للمستشارة ما بين عامي 2007 و 2009. في عام 2009 رشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي شتاينماير لمنافسة ميركل على منصب المستشارية، لكن الحزب خسر الانتخابات، واعتبر البعض أن ذلك كان بسبب بعد شتاينماير عن الجمهور.