أطفال الريف عادة ما يعانون أقل من مشاكل في المجاري التنفسية والحساسية مقارنة بأطفال المدن، وقد تبين للعلماء والأطباء أن سبب ذلك يعود إلى أن الغبار المنبعث من حظائر الأبقار الذي يحمي الأطفال من الإصابة بالحساسية.
إعلان
من المعروف أن الأطفال الذين يعيشون في الريف يكونون على احتكاك مع مختلف الحيوانات وروثها وخاصة تلك الأليفة التي يتم تربيتها في حظائر مثل الأغنام والأبقار، وهذا ما يساهم في تقوية جهازهم المناعي ويحميهم من الإصابة بالربو والحساسية. لكن كيف يتم ذلك ووفق أي آلية؟ دراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين الأوروبيين تجيب على هذا السؤال.
نشرت مجلة العلوم الأمريكية "ساينس" بحثا ما توصل إليه فريق من الباحثين الأوروبيين في جامعة غنت البلجيكية بعد أبحاث أجروها على عدد من الفئران في المخبر توصلوا من خلالها إلى كشف الآلية التي تحمي بها غبار حظيرة الأبقار من الإصابة بالحساسية وأمراض تنفسية، حسب موقع "لابور فيلت" الألماني للأخبار العلمية والنصائح الطبية.
وقام الباحثون بجعل الفئران تتنفس على مدى طويل وكل يومين مرة كميات قليلة من غبار حظيرة أبقار مع الهواء. وقد تبين لهم فيما بعد أن تلك الفئران كانت أقل معاناة وحساسية تجاه غبار المنزل وما يتضمنه من بكتيريا وذرات تسبب الحساسية للإنسان أيضا، مقارنة مع فئران أخرى بقيت بعيدة عن غبار الحظيرة.
المكيفات الهوائية: هل يمكن أن تُصيبنا بالمرض؟
لمكيفات التبريد مخاطر على الصحة، فهواءها البارد جاف يجفف الأغشية المخاطية بسهولة، ما يسهل دخول الفيروسات والبكتريا على الجسم سريعا، إضافة إلى تأثيرها على الدورة الدموية. جولة مصورة تعرفنا بأضرار المكيفات الهوائية.
المكيفات الهوائية هي الحل الأمثل
كثيرون لا يستطيعون العمل عندما يكون الطقس حارا والعرق يتدفق، ليكون جهاز التكييف هو الحل الأمثل لمشكلة الحرّ. إذ يخفض درجة الحرارة ويساعد على استعادة الطاقة، إلا أن لذلك عواقبه.
تكييف الهواء... متى يكون صحيا؟
تشغيل المكيف بشكل غير صحيح هو أحد أسباب الإصابة بالأمراض. وللوقاية من ذلك ينبغي أن لا يتجاوز الفرق بين درجة الحرارة الخارجية والداخلية من 6 إلى 8 درجات.
صورة من: Fotolia/bzyxx
تأثير على الدورة الدموية
يضر الحرّ الشديد في الخارج والبرد في الداخل بالدورة الدموية، كما أن التكييف المستمر يعيق تكيف الجسم مع الفصل الذي نعيشه. وبالانتقال فجأة من مكان بارد إلى مكان حار، يعرق الجسم ويخسر الكثير من الأملاح، كما أن ضغط الدم يبقى منخفضا رغم أن القلب ينبض بقوة. وإذا لم تكن درجات الحرارة متباينة كثيرا فإن الجسم لا يعرق كثيرا ولا يفقد أملاحا كثيرة، ويبقى ضغط الدم مستقرا.
صورة من: Fotolia/Jürgen Fälchle
احتمال الإصابة بنزلة برد
كلما كان جو الغرفة باردا، كلما ازداد جفاف الهواء فيها، لأن الهواء البارد يمتص ماء أقل، عكس الهواء الحار. لذلك تجف الأغشية المخاطية بشكل أسرع في مكان مكيف وتخترق الفيروسات والبكتيريا بسهولة أكبر الجسم، والنتيجة تكون الإصابة بالبرد.
صورة من: picture alliance/Bodo Marks
الاحتياط من مكيفات الطائرة
في الطائرات خطر الإصابة بالبرد يكون أكبر، وذلك بسبب قرب المسافرين من بعضهم البعض، إضافة إلى الهواء الجاف المنتشر من أجهزة التكييف، وبالرغم من أن الهواء في الطائرة يتم تصفيته 30 مرة في الساعة، إلا أن على المسافر أن يحمي نفسه من نزلة البرد بطريقته الخاصة.
صورة من: Pavel Losevsky/Fotolia
مصدر للجراثيم
يتراكم في مصفاة جهاز تكييف الهواء الأوساخ وحبوب الطلع والفطرية وكائنات دقيقة أخرى. ويساعد الماء المكثَف في المكيف والحرارة على تكاثر الجراثيم بسرعة، وإذا لم يُنظف المكيف باستمرار فإن هذه الجراثيم تنتشر في الهواء.
صورة من: MPI - Polymerforschung
للوقاية من الربو
من الأفضل تنظيف مكيفات الهواء سواء في السيارة أو الحافلة أو مراكز التسوق، إذ يصاب الكثيرون بالسعال عند تشغيل مكيف الهواء في السيارة، ويرجع سبب ذلك غالبا إلى عدم تنظيف المكيف لمدة طويلة، ما قد يؤدي غلى الإصابة بمرض الحساسية أو الربو. لذا يعتبر تنظيف المكيف ضرورة لابد منها، ويكفي القيام به جيدا مرة واحدة سنويا.
7 صورة1 | 7
والسبب في ذلك حسب الباحثين هو انزيم بروتين A20 المعدل الذي حصلت عليه الفئران من خلال غبار الحظيرة والذي يلعب دورا في حماية الجسم من الحساسية، حسب موقع مجلة "شبيغل" الألمانية. ولدى فقدان هذا الانزيم المعدل يفقد الجهاز المناعي قدرته على الحماية من الحساسية. ويقول الباحثون، إلى جانب العوامل الوراثية تلعب ظروف الحياة والبيئة التي يعيش فيها الأطفال دورا كبيرا في الإصابة بالحساسية حين يكبرون.
وفي تجارب أخرى أجراها الباحثون على أنسجة الرئة، حيث أخذوا عينات من أناس أصحاء وآخرين مصابين بالربو، ودرسوا رد فعل الخلايا على "إندوتوكسين" أي السم الداخلي المنشأ. وقد تبين لهم أن نسبة هذا السم كان أقل لدى الأصحاء منه لدى المصابين بالربو. والسبب يعود إلى انزيم بروتين A20 الذي يوجد بكميات أكبر في خلايا رئة الأصحاء مقارنة مع مرضى الربو. وهذا الانزيم بالذات هو الذي يلعب دورا في حماية الأطفال الذين ينمون في جو ريفي ويتعرضون لغبار الحظيرة، وفق ما جاء في موقع مجلة "شبيغل".
ويأمل الباحثون أن تؤدي نتيجة هذه التجارب والنتائج التي توصلوا إليها، إلى المساعدة في الأبحاث المتعلقة بمرض الربو واكتشاف لقاح مضاد له يقي من الإصابة بهذا المرض التنفسي الخطير.