غداة ضربات روسية كثيفة.. كييف تتعافى وعودة الكهرباء للملايين
١٧ ديسمبر ٢٠٢٢
استأنفت العاصمة الأوكرانية الخدمات الأساسية بعد أحدث موجة من الضربات الجوية الروسية التي استهدفت البنية التحتية الحيوية، حيث تحرك السكان في المدينة التي يخيم عليها الضباب واستعدوا لموسم العطلات وسط حالة من عدم اليقين.
إعلان
تعمل أوكرانيا السبت (17 كانون الأول/ديسمبر 2022) على إعادة التيار الكهربائي والمياه بأسرع وقت، غداة تضرر شبكاتها في أنحاء البلاد جراء ضربات صاروخية روسية جديدة. وقال نائب مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية كيريلو تيموشينكو إن أكبر حصيلة بشرية جراء الهجمات الجديدة سُجلت في منطقة دنيبروبتروفسك بوسط البلاد، حيث قتل أربعة أشخاص وأصيب 15 آخرون. وأضاف أن قصف السبت خلف قتيلا وثلاثة جرحى في منطقة خيرسون الجنوبية.
وأكد حاكم خيرسون ياروسلاف يانوشيفيتش إصابة دار للمسنين في قرية ستيبانيفكا، من دون تسجيل إصابات.
وأشارت رئاسة أركان القوات الأوكرانية مساء السبت إلى أن "العدو يواصل تركيز جهوده على تنفيذ عمليات هجومية في اتجاه باخموت (التي يحاول الروس السيطرة عليها منذ الصيف الماضي) وأفدييفكا" في منطقة دونيتسك شرق البلاد.
من جانبه، أعلن الكرملين السبت أن الرئيس فلاديمير بوتين التقى في اليوم السابق القائمين على الهجوم العسكري في أوكرانيا، وطلب منهم تقديم "مقترحاتهم" بشأن مستقبل العمليات.
وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن الكهرباء عادت إلى ما يقرب من ستة ملايين شخص في البلاد.
وأوقفت في العاصمة كييف حركة المترو الجمعة لتحويل المحطات إلى ملاجئ، لكنها استؤنفت في الصباح الباكر كما عادت إمدادات المياه، بحسب ما قال رئيس بلدية المدينة فيتالي كليتشكو. وأكد المسؤول أن "75 بالمئة من سكان العاصمة لديهم تدفئة" وأن العمل مستمر من أجل "تحقيق استقرار في وضع" الطاقة.
كما أعيدت الكهرباء إلى خاركيف (شرق)، ثاني أكبر مدن أوكرانيا، وفق حاكمها أوليغ سينيغوبوف.
في المقابل، "توقف الإمداد بالمياه والتدفئة" في كراماتورسك، وفق ما أفاد رئيس بلدية المدينة الشرقية بعد ظهر السبت.
وأكدت شركة "أوكرنرجو" الوطنية المشغلة للكهرباء التي اعتمدت التقنين الطارئ بعد الضربات، أنه رغم عمليات الإصلاح لا يزال العجز على صعيد الطاقة "كبيرا".
واوضح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن كييف و14 منطقة في المجمل تأثرت بانقطاع التيار الكهربائي أو المياه في أعقاب القصف. وقال "كل الأهداف اليوم مدنية. تطال الضربات الروسية خصوصا منشآت للطاقة والتدفئة".
أما الجيش الروسي، فقد أكد أنه قصف أيضًا أهدافًا عسكرية أوكرانية مهمة. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن "ضربة كبيرة بواسطة أسلحة بالغة الدقة نفذت الجمعة 16 كانون الاول/ديسمبر مستهدفة أنظمة قيادة عسكرية ومجمعا عسكريا وصناعيا ومواقع أوكرانية للطاقة". وتابعت الوزارة "إثر الضربة، تم منع وصول شحنة أسلحة وذخائر اجنبية الصنع إضافة الى الحؤول دون تقدم احتياطيين (تابعين للقوات الأوكرانية) نحو مناطق قتال وتعليق عمل شركات صنع الأسلحة واصلاحها".
وبعد سلسلة انتكاسات عسكرية خلال الخريف، اختارت روسيا منذ تشرين الأول/أكتوبر تكتيك الضربات الكثيفة بهدف تدمير الشبكات ومحولات الكهرباء في أوكرانيا ما يغرق ملايين المدنيين في البرد والظلام مع حلول الشتاء.
ووسط ضباب شتوي قاتم اليوم السبت، أعاد المسؤولون فتح جسر مشاة شهير تضرر خلال غارة جوية سابقة ووضعوا شجرة عيد ميلاد أصغر من المعتاد في ساحة مركزية. وجرت العادة على تزيين المساحة الشاسعة أمام كاتدرائية القديسة صوفيا التي يعود تاريخها إلى قرون مضت، بشجرة عملاقة دائمة الخضرة في عيد الميلاد. لكن المسؤولين اختاروا هذا العام شجرة اصطناعية بطول 12 مترا مزينة بأضواء موفرة للطاقة تعمل بمولد. ويشكل المسيحيون الأرثوذكس غالبية سكان أوكرانيا البالغ عددهم 43 مليون نسمة.
خ.س/ف.ي (أ ف ب، رويترز)
من فظائع روسيا في أوكرانيا: اغتصاب وإعدامات وقنابل عنقودية
بعد مرور أكثر من تسعة أشهر على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، رصدت كييف وحلفاؤها الغربيون وهيئات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية آلاف الحالات التي يشتبه بأنها تشكل جرائم حرب.
صورة من: Valentyn Ogirenko/REUTERS
منشآت الطاقة
في 29 تشرين الثاني/نوفمبر، اعتبر وزير العدل الألماني ماركو بوشمان أن الضربات الروسية التي "تدمر بشكل منهجي امدادات الكهرباء والتدفئة" قبل أبرد أشهر الشتاء تشكل "جريمة حرب رهيبة". وأشار بوشمان إلى أن السلطات الأوكرانية سجلت حتى الآن نحو 50 ألف حالة جرائم حرب مفترضة. كما اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "أي ضربة ضد المنشآت المدنية تشكل جريمة حرب ولا يمكن أن تبقى بدون عقاب".
صورة من: Gleb Garanish/REUTERS
تهجير وفصل أطفال عن أسرهم
في تشرين الثاني/نوفمبر، أفادت منظمة العفو الدولية أن روسيا ربما تكون ارتكبت جرائم ضد الإنسانية بإجبارها المدنيين في المناطق التي تحتلها على الانتقال إلى مناطق أخرى، مع فصل الأطفال عن عائلاتهم في انتهاك للقانون الإنساني الدولي. ويأتي هذا التقرير لمنظمة العفو بعد تقرير آخر في آب/أغسطس أغضب كييف لاتهامه أوكرانيا بتعريض حياة المدنيين للخطر من خلال إنشاء قواعد عسكرية في المدارس والمستشفيات.
صورة من: Dimitar Dilkoff/AFP/Getty Images
اغتصابات
في 14 تشرين الأول/أكتوبر، دانت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة جرائم الاغتصاب والاعتداءات الجنسية التي تتهم القوات الروسية بارتكابها في أوكرانيا، معتبرة أنها تمثل بشكل واضح "استراتيجية عسكرية" و"تكتيكاً متعمداً لتجريد الضحايا من إنسانيتهم". وطالبت السيدة الأوكرانية الأولى أولينا زيلينسكا بـ"رد عالمي" على استخدام العنف الجنسي كسلاح حرب قائلة إن مدعين في كييف يحققون بأكثر من مئة جريمة محتملة.
صورة من: Vuk Valcic/ZUMA Press Wire/ZUMAPRESS/Picture alliance
إعدام أسرى
في 27 أيلول/ سبتمبر، قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في إن القوات الروسية والجماعات المسلحة التابعة لها تُخضع أسرى أوكرانيين لعمليات إعدام خارج نطاق القضاء وعنف جنسي وانتهاكات أخرى. وقالت ماتيلدا بوغنر، رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا، "إنهم يتعرضون لمعاملة قاسية ومهينة من قوات الأمن الروسية والجماعات المسلحة التابعة لها بدت أنها منهجية".
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
أربع مناطق
وفي 23 أيلول/سبتمبر، اتهم محققو الأمم المتحدة موسكو بارتكاب "جرائم حرب"، عارضين تقريراً يخالف الاحتراس الذي أبدته المنظمة الدولية بهذا الصدد حتى ذلك التاريخ. في المقابل، اعتبر المحققون أنه لا يزال مبكراً جداً الحديث عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بخلاف ما تؤكده أوكرانيا ومنظمات غير حكومية.
وحسب التقرير، وقعت الانتهاكات في مناطق كييف وتشيرنيغيف وخاركيف وسومي.
صورة من: Oleksii Chumachenko/ZUMA/IMAGO
خيرسون
في 18 تشرين الثاني/نوفمبر، خلص باحثون من جامعة ييل في تقرير مدعوم من وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن المئات اعتقلوا أو فُقدوا في منطقة خيرسون وأن العشرات ربما تعرضوا للتعذيب. وقال التقرير إن 55 على الأقل من حالات الاعتقال أو الاختفاء تضمنت مزاعم بالتعرض لمعاملة يمكن أن ترقى إلى التعذيب وفقاً للقانون الدولي، مثل الضرب والإيهام بالإعدام والروليت الروسي والصدمات الكهربائية وتعذيب الأقارب.
صورة من: Igor Burdyga/DW
خاركيف
في حزيران/يونيو، اتهمت منظمة العفو الدولية روسيا بارتكاب جرائم حرب من خلال الهجمات على خاركيف التي استُخدِمت في كثير منها قنابل عنقودية محظورة أدت إلى مقتل مئات المدنيين. وقالت منظمة العفو إنها كشفت عن أدلة في خاركيف على الاستخدام المتكرر من جانب القوات الروسية للقنابل العنقودية 9N210 و9N235 والألغام الأرضية المتناثرة وكلها محظورة بموجب الاتفاقات الدولية.
صورة من: Sofia Bobok/AA/picture alliance
إيزيوم
في أيلول/سبتمبر أعلنت السلطات الأوكرانية العثور على "450 جثة لمدنيين تحمل آثار موت عنيف وتعذيب" مدفونة في غابة عند مشارف إيزيوم في منطقة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا. وتمكن مراسل لفرانس برس في الموقع من مشاهدة جثة واحدة على الأقل مكبلة اليدين بواسطة حبل. إثر ذلك دعت الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي إلى إنشاء محكمة دولية خاصة بجرائم الحرب في أوكرانيا.
صورة من: Goktay Koraltan/Depo/abaca/picture alliance
بوتشا
أضحت مدينة بوتشا، إحدى ضواحي شمال غرب كييف، في نظر الغرب رمزاً لـ"جرائم الحرب" الروسية في أوكرانيا. وعثر في أوائل نيسان/أبريل الماضي على مئات الجثث في بوتشا بعد انسحاب القوات الروسية. وتم اتهام جنود روس بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين هناك.
إعداد: خالد سلامة