بسبب ارتكابه انتهاكات قانونية، تم تغريم حزب البديل من أجل ألمانيا مبلغا يفوق مليون يورو منذ عام 2017. فما هي أهم مخالفاته؟ علما أن الأحزاب الأخرى أيضا الممثلة في البرلمان دفعت غرامات، لكن أقل بكثير.
أبرز الانتهاكات من جانب حزب "البديل من أجل ألمانيا" تتعلق بتبرعات غير مسموح بهاصورة من: Jens Krick/Flashpic/picture alliance
إعلان
منذ انضمامه إلى البرلمان الألماني الاتحادي (بوندستاغ) عام 2017، اضطر حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي إلى دفع غرامات تقدر بحوالي 1,1 مليون يورو لانتهاكه قانون الأحزاب.
وبحسب تقرير صادر عن إدارة "البوندستاغ" وستنشره صحيفة "فيلت آم زونتاغ" الألمانية في عددها غدا الأحد، اضطرت الأحزاب الممثلة في البرلمان الاتحادي إلى دفع غرامات يقدر إجماليها بحوالي 1,8 مليون يورو منذ عام 2017، لأسباب متعددة منها قبول تبرعات غير قانونية، أو تقديم إفادات كاذبة في تقارير المساءلة، أو إساءة استخدام أموال الكتلة البرلمانية.
انتهاكات البديل
ووفقا لنظرة عامة للتقرير الذي اطلعت عليه أيضا وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، فإن أبرز الانتهاكات من جانب حزب "البديل من أجل ألمانيا" تتعلق بتبرعات غير مسموح بها من شركة "غول إيه جي" السويسرية للدعاية الانتخابية خلال الانتخابات الإقليمية لولاية بادن-فورتمبرغ عام 2016، وفي ولاية شمال الراين- ويستفاليا عام 2017، بالإضافة إلى تبرع من سويسرا يقارب 400 ألف يورو.
ولم يبت نهائيا بعد في قرار بالتغريم يزيد قليلا عن 108 آلاف يورو، وقد استأنف حزب البديل من أجل ألمانيا على القرار، وهو منظور الآن أمام المحكمة الإدارية الاتحادية.
غرامات باقي الأحزاب
واضطر الحزب المسيحي الديمقراطي، والحزب الاشتراكي الديمقراطي، وحزب الخضر، وحزب اليسار، والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، والحزب الديمقراطي الحر إلى تسديد غرامات أقل بكثير.
ووفقا للتقرير، بلغت الغرامات الخاصة بالحزب المسيحي الديمقراطي حوالي 200 ألف يورو، والحزب الاشتراكي الديمقراطي حوالي 140 ألف يورو، والخضر 134 ألف يورو، وحزب اليسار 92 ألف يورو، والحزب البافاري 79 ألفا و300 يورو، والحزب الديمقراطي الحر نحو 2300 يورو.
وردا على استفسار من صحيفة "فيلت آم زونتاغ"، أشار "البديل من أجل ألمانيا" إلى تاريخه الحزبي القصير. وقال كارستن هوتر، أمين الخزانة الاتحادي للحزب، في تصريحات للصحيفة: "في سنواته الأولى، لم يتمتع حزب البديل من أجل ألمانيا بالخبرة الواسعة التي جنتها أحزاب أخرى على مدار عقود في التعامل مع التبرعات"، موضحا أن جميع التبرعات التي يحصل عليها الحزب تخضع الآن لمراجعة دقيقة.
تحرير: عارف جابو
كيف تمول الأحزاب الألمانية حملاتها الانتخابية؟
لوحات الدعاية للمرشحين في الشوارع والمؤتمرات الانتخابية والشرح المفصل لبرامج الأحزاب، كلها أمور تكلف الأحزاب مبالغ طائلة. فمن أين تأتي الأحزاب الألمانية بالمال اللازم لتمويل حملاتها الانتخابية؟
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Pedersen
اعتماد كبير على التبرعات
تلعب التبرعات –بالإضافة لدعم الدولة الذي تحصل عليه جميع الأحزاب الأخرى- دوراً مهماً في تمويل حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، الذي ترأسه المستشارة أنغيلا ميركل. وبلغت التبرعات التي حصل عليها الحزب في عام 2017 وحده، أكثر من مليوني يورو. أما تكاليف الحملة الانتخابية للحزب لانتخابات 2017 فقدرت بنحو 20 مليون يورو، وفقا لبيانات الحزب نفسه.
صورة من: Reuters/F. Bensch
سرية تكاليف الحملة الانتخابية
أما حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي (الحزب البافاري)، الشقيق الأصغر للحزب المسيحي الديمقراطي، والذي يشكل معه ما يعرف بـ"الاتحاد المسيحي"، فلم يكشف عن تكلفة حملته الانتخابية لأسباب استراتيجية داخله. لكن توقعات الخبراء، التي تعتمد على حملة الحزب الأخيرة في عام 2013، تشير إلى أن تكلفة الحملة الانتخابية هذا العام تقدر بنحو تسعة ملايين يورو.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Weigel
الحزب الاشتراكي يكسب أموالاً بنفسه
تكلفة الحملة الانتخابية للحزب الاشتراكي الديمقراطي خلال انتخابات عام 2013، تفوقت على كافة الأحزاب الأخرى وبلغت تحديداً 23 مليون يورو. وارتفعت إلى 24 مليون يورو خلال الحملة الانتخابية الحالية. وبدلا من الاعتماد بشكل كبير على التبرعات، يكسب الحزب الاشتراكي بنفسه أموالاً من خلال المشاركة في مؤسسات مختلفة، وهو ما يدر على الحزب سنوياً نحو مليوني يورو.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
اعتماد أساسي على التبرعات
الحزب الديمقراطي الحر هو الآخر يعتمد بشكل كبير على التبرعات مثل الحزب المسيحي الديمقراطي، وتلقى الحزب خلال العام الجاري وحده، أكثر من 1.5 مليون يورو من كبار المتبرعين. ورغم قلة ميزانية الحملة الانتخابية للحزب مقارنة بالأحزاب الأخرى، والتي بلغت نحو خمسة ملايين يورو، إلا أن حملة الحزب هذا العام جذبت الاهتمام بشكل واضح.
صورة من: picture alliance/dpa/S. Gollnow
حملة انتخابية بأقل تكلفة ممكنة
ميزانية الحملة الانتخابية لحزب الخضر كانت ضئيلة أيضا مقارنة بأحزاب أخرى، إذ بلغت هذا العام، بناء على أقوال الحزب ذاته، نحو 5.5 مليون يورو، مقارنة بنحو خمسة ملايين يورو خلال انتخابات 2013.
صورة من: picture alliance / dpa
أعضاء الحزب يمولون حملته الانتخابية
اختلاف واضح في طريقة تمويل حزب "اليسار"، الذي لا يعتمد على التبرعات وإنما على مساهمات الأعضاء، والتي تشكل نحو 34 بالمئة من مصادر دخل الحزب. وأنفق "اليسار" نحو 6.5 مليون يورو على الحملة الانتخابية لهذا العام، مقارنة بنحو 4.5 مليون يورو خلال انتخابات 2013.
صورة من: DW/P. Böll
حيلة مذهلة- بيع الذهب لأجل المال!
ابتكر حزب البديل من أجل ألمانيا، طريقة جديدة لتمويل نفسه، تعتمد على بيع الذهب للأعضاء بالحزب؛ بحجة أن الذهب أكثر أمناً من اليورو، الذي يعارضه الحزب أصلاً. وحصل الحزب من خلال عمليات البيع – التي تم منعها مؤخراً- على نحو مليوني يورو، تستخدم في تمويل الحملة الانتخابية، التي تشير تقديرات إلى أنها بلغت نحو ثلاثة ملايين يورو.
صورة من: DW/M. Sileshi Siyoum
تبرع غير مباشر
في الوقت نفسه يحقق الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، مكاسب أيضا من خلال "الرعاية". فعن طريقها تحصل أحزاب على دعم مالي من شركات ومؤسسات، يتمثل في توفير مساحات للوحات الدعاية والإعلان للحزب. ينتقد الكثيرون غياب الشفافية في هذه الطريقة. ويتخلى حزب "اليسار" تماماً عن فكرة "الرعاية"، التي تلعب دورا محدودا بالنسبة لأحزاب أخرى مثل الخضر والديمقراطي الحر (الليبرالي).
صورة من: picture-alliance/F. May
مبلغ مقابل كل صوت!
تشارك الدولة أيضا في تمويل الحملات الانتخابية، لكن بعد انتهاء الانتخابات، إذ يحصل كل حزب على مبلغ معين (83 سنتاً) مقابل كل صوت يحصل عليه في الانتخابات. وهي طريقة يمكن للأحزاب من خلالها تعويض تكلفة الحملات الانتخابية. اعداد: تابيا برونته/ ابتسام فوزي