غراندي لـDW: "فريق اللاجئين" رسالة للعالم بأن الإنجاز ممكن!
٣١ يوليو ٢٠٢٤في هذا الحوار مع دويتشه فيله عربية (DW عربية) من أولمبياد باريس، يؤكد فيليبو غراندي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الأهمية الكبيرة لفريق اللاجئين الأولمبي، ليس فقط في المنافسات، ولكن لأجل إيصال رسالة لأكثر من 120 مليون لاجئ عبر العالم، بأن هناك فريقا يمثلهم ويدافع عن قضاياهم.
لكن غراندي يشير كذلك إلى أسفه من عدم تحقق كل دعوات السلام واستمرار الحروب عبر العالم، رغم تأكيد الألعاب الأولمبية على ضرورة وقف هذه النزاعات، مؤكدا مع ذلك أن الأمل سوف يستمر.
ما هي أهمية وجود فريق أولمبي من اللاجئين، بالنسبة لجميع اللاجئين الآخرين في العالم؟
إنها رسالة قوية بشكل لا يصدق. أود أن أقول إن هذه رسالة للمجتمعات العالمية للاجئين، وهي أن الإنجاز ممكن حتى في أسوأ الظروف.بعثة الفريق الأولمبي المتكونة من 37 رياضياًمرت بتجارب صعبة جدا، مثل باقي اللاجئين عبر العالم. تجربة المنفى هي تجربة صعبة، خصوصا من ناحية الفقدان، إذ تفقد المنزل، تفقد العائلة، تفقد العمل. وقد تفقد الهوية أحيانًا ولسبب ما.
لذلك أن تشاهد مجموعة من اللاجئين يتنافسون مع أعظم الرياضيين في العالم، وأن يكونوا جزءا من المجتمع الرياضي العالمي، أي أن يلعبوا ويركضوا ويقفزوا ويسبحوا مع الآخرين، فهذا يقدم رسالة قوية بالطبع. صحيح أن المعاناة وفقدان الحرمان سيستمر، وصحيح أن هذه التجربة لن تحل جميع المشاكل، لكنني آمل أن ترسل رسالة إيجابية محفزة. وأيضا، هي رسالة ليس فقط للاجئين، بل للعالم بأسره.
كيف يمكن أن يؤدي وجود هذا المنتخب لزيادة التعاطف العالمي مع اللاجئين؟
في كثير من الأحيان نسمع أشياء سلبية عن اللاجئين، ومن ذلك القول إنهم يأتون هنا لسرقة الوظائف، وتهديد أمننا وقيمنا وغير ذلك من هذه المزاعم. لكن انظروا إليهم، 37 شابًا وشابة يتنافسون مع الآلاف من أفضل الرياضيين في العالم ويعيشون التجربة نفسها ويشتركون في القيم نفسها ويشعرون بالعواطف نفسها.
إنها رسالة قوية أن اللاجئين هم بشر مثلنا، لديهم الاحتياجات والطموحات نفسها، ومن ذلك القدرة نفسها على تحقيق الإنجاز. عموما فوجود 120 مليون شخص لاجئ نزحوا من منازلهم عبر العالم ليس فقط قصة حزينة، بل هي مأساة هذا عصرنا. إنها علامة على عجزنا عن إحلال السلام وعن إيجاد حلول للعمل معًا.
بيد أننا نرغب، بالضبط بسبب تلك المأساة، في إرسال رسالة إيجابية عن الأمل، لأنه إذا فقدنا الأمل، فسوف يكون الأمر أسوأ للجميع، ولكن بشكل خاص لأولئك الـ120 مليون، لذلك على الأقل دعونا نحاول الحفاظ على الدافع، أي الأمل لحل محنتهم.
هل تعتقد أنه يتم بذل جهد كاف من قبل اللجنة الأولمبية لدعم هؤلاء اللاجئين؟
يجب أن أخبرك أنني كنت مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بهذا المشروع، فريق اللاجئين الأولمبي، منذ عام 2016 عندما أطلقته اللجنة الأولمبية الدولية في أولمبياد ريو في البرازيل. وما فعلوه، أي اللجنة الأولمبية، مذهل، ليس فقط للرياضيين الذين يتنافسون في الأولمبياد، وهم كانوا دائمًا مجموعة صغيرة نسبيًا، ولكن للعديد من الرياضيين الآخرين.
اللجنة الأولمبية الدولية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمات الأخرى تعاونت لإنشاء"ملاذ أولمبي" نروج من خلاله للرياضة كأداة للاندماج، والتنمية، والصحة النفسية.
لذلك الموارد التي تم وضعها، والجهد المخصص والطاقة المستثمرة في هذا المشروع الرياضي من أجل السلام، من أجل الاندماج، من أجل التنمية هو كبير جدًا. بالطبع، يمكننا أن نفعل أكثر بكثير، ولكنني واثق تمامًا من أنه بعد كل دورة ألعاب أولمبية، مع الرؤية التي يمنحها فريق اللاجئين الأولمبي لهذه الجهود، يمكننا أن نوسع الأمر أكثر. وفي هذا الإطار، فالألعاب الأولمبية فرصة للبشرية.
كيف ذلك؟
خلالها ننسى خلافاتنا لبعض الوقت بالنسبة لما يحدث الآن في العالم بسبب الوضع الإقليمي أيضًا، هناك أماكن كثيرة في حالة اضطراب.
لكن الحروب مستمرة؟
صحيح، العديد من الناس يقولون إننا نستمر في بداية كل دورة ألعاب أولمبية بالقول إنه ينبغي أن يكون هناك وقت للحقيقة، ولأجل إيقاف الحروب، لكن لاحقا لا يحدث هذا للأسف. في أماكن كثيرة، كما ذكرت، وفي أماكن عديدة أخرى حتى خارج الأضواء، مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية أو ميانمار، لا تزال الأمور فظيعة لكثير من الناس.
ولكني أقول إنه يجب أن نستمر، فكما أن الألعاب الأولمبية هي لحظة تتنافس فيها جميع الدول بسلام، فهي لحظة قوية لتذكير العالم بأن السلام ضروري للغاية ليس فقط للأشخاص العالقين في الحرب، بل للجميع.
كيف ترى أن هؤلاء الرياضيين الذين يلعبون في فريق اللاجئين، يرون زملاءهم الرياضيين يتنافسون تحت أعلام دولهم الأصلية؟
أعتقد أن هذه الحالة فردية، وكل حالة مختلفة، لكن يجب أن أخبرك، أتذكر في نسخة أولمبياد سابقة، رأيت رياضيين من دولة معينة يذهبون إلى رياضيين لاجئين من وطنهم، يعانقونهم ويأخذون صورًا معهم. آمل أن يحدث هذا أكثر فأكثر.
أجرى الحوار من باريس: هشام الدريوش