غرفة صلاة للمسلمين بمشفى ألماني: مكان للسَّكينة فما خصوصيته؟
٢٨ أبريل ٢٠٢٤
في مواجهة المرض والموت يبحث المزيد من المرضى والأقارب والعاملين المسلمين في مستشفيات ألمانيا عن فرصة للصلاة. ورغم وجود ما تسمى بغُرَف السَّكِينة بمستشفيات ألمانية عديدة لجميع الأديان تبقى لغرف الصلاة الإسلامية خصوصيتها.
إعلان
في مستشفى هيليوس بمدينة سالتْسغيتَر بولاية سكسونيا السفلى الألمانيةتوجد غرفة صلاة للمسلمين منذ 25 عاماً، بثُرياتها ونوافذها وزخارفها الإسلامية وسجادها الأخضر، واتجاهها نحو مكة وعلى حيطانها تظهر نقوش لاسم الله والنبي محمد، وفق ما ينقل موقع تلفزيون "إن دي آر" الألماني العام.
وفيها مصاحف باللغتين العربية والألمانية، والغرفة مقسومة بستارة إلى مُصلَّيَيْن أحدهما للرجال والآخر للنساء، وعند بابها أماكن لخلع الأحذية، وقريب منها توجد دورات مياه للوضوء.
والداخل إلى الغرفة المُصلَّى يشعر بأجواء الطمأنينة والسكينة، فهذه الغرفة بالنسبة للمرضى والأقارب والموظفين المسلمين هي مكان للتوقف والتريث من روتين المستشفى، المحموم أحياناً.
ويصلي فيها -خمس مرات في اليوم- أيضا أطباء مسلمون عاملون في المستشفى نفسه. ويرون فيها رمزا للتسامح والتنوع مؤكدين على أن الصلاة تمنح للكثيرين من الناس قوة وأملاً جديدين -خاصةً في أوقات الأزمات وعند الشعور بالقلق على صحتهم- مؤكدين على أن كثيرين من المرضى وأقربائهم يشعرون بالراحة حين يلجأون إلى الإيمان بإله، أيَّاً كان اسمه في مختلف الأديان.
ضريبة المسجد على المسلمين في ألمانيا
01:29
من ناحية أخرى توجد بمستشفى مدينة براونشفايغ -في ولاية سكسونيا السفلى ذاتها- غرفة للسكينة والصلاة، وهي ليست خاصة بالمسلمين بل مفتوحة لجميع أتباع الأديان -مسلمين ومسيحيين أو يهوداً أو غيرهم- ولكن لا تتوفر فيها المتطلبات الدينية اللازمة لصلاة المسلمين، وهذا ما يجعل مسلمين هناك يطالبون منذ فترة طويلة بتخصيص غرفة في المستشفى لممارسة عبادتهم الإسلامية.
فحين يصلي المسلمون يجب أن يكون الاتجاه نحو القبلة ويجب ألا يمشي الناس أمام المصلينوبالتالي في حالة غرفة السكون -المشتركة بين أتباع جميع الأديان- قد ينشأ سوء تفاهم أو انزعاج من جانب المسلمين أو من جانب أتباع الأديان الآخرين، كما يقول ناشطون مسلمون مؤيدون لوجود غرفة إضافية خاصة بصلاة المسلمين تُجهَّز وفقاً لاحتياجات عباداتهم حتى لا يكون هناك أي احتكاك أو سوء تفاهم، وفق ما يرون.
أعده للعربية: ع.م
يوم المسجد المفتوح في ألمانيا... فعاليات للتعريف بالإسلام
في يوم الوحدة الألمانية المصادف الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام، تفتح المساجد في ألمانيا أبوابها فيما يعرف بـ"يوم المسجد المفتوح"، في خطوة تهدف لتعريف الزوار بالإسلام عن كثب من خلال إقامة العديد من النشاطات.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Baumgarten
منذ عام 1997، تقام فعالية "يوم المسجد المفتوح" في الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام، والذي يصادف يوم الوحدة الألمانية. واختيار هذا اليوم بالذات لم يأت مصادفة، فالمجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا يود في هذا اليوم أن يؤكد على "أن المسلمين جزء من الوحدة الألمانية بالإضافة إلى التعبير عن ارتباطهم بمجموع السكان في ألمانيا". وفي هذه السنة يتوقع أن يبلغ عدد زوار المساجد 100 ألف شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
الجاليات الإسلامية تريد في هذا اليوم أن تقرب الزوار من الإسلام أكثر، واختارت المساجد كأفضل مكان للالتقاء، فالمساجد ليست مكاناً للصلاة فقط، بل ولعقد اللقاءات والندوات أيضاً.
صورة من: picture-alliance/dpa/Paul Zinken
معظم المساجد تقدم جولات في هذا اليوم، وتظهر الصورة إحدى تلك الجولات في مسجد في بلدة هورت التابعة لمدينة كولونيا، حيث يتلقى الزوار معلومات عن العمارة والتاريخ والحياة اليومية في المساجد التي تعتبر أهم ملتقيات الجاليات الإسلامية في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Baumgarten
المسجد المركزي في مدينة دويسبورغ هو من أكبر المساجد في ألمانيا، وتم افتتاحه عام 2008. يشارك المسجد في نشاطات تدعم الاندماج في المدينة. في يوم المسجد المفتوح، يتيح المسجد لزواره، بالإضافة للجولة، فرصة مشاهدة صلاتي الظهر والعصر، بالإضافة إلى تقديم الشاي لهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Skolimowska
يتعرف الزوار على الإسلام أكثر ابتداء من اتباع بعض القواعد البسيطة المتبعة في المساجد، حيث يخلعون أحذيتهم قبل الدخول إلى مكان الصلاة، كما يشاهدون كيف يتوضأ المسلمون. ويقوم المسجد المركزي في كولونيا بتوضيح بعض الطقوس والقواعد للزوار في يوم المسجد المفتوح.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Baumgarten
المسجد الأزرق في هامبورغ، الذي أخذ اسمه من المسجد الأزرق في إسطنبول، لا يقع على البوسفور، بل على نهر ألستر! وهو رابع أكبر مسجد في ألمانيا. في العام الماضي وفي يوم المسجد المفتوح، رسم الفنان حسن روح العالمين "مذبحة كربلاء"، ذات الأهمية الكبيرة في المذهب الشيعي.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Scholz
أبواب المساجد لا تفتح في يوم المسجد المفتوح فقط، وإنما هناك فرصة لتبادل الزيارات في يوم الكاثوليك أيضاً، كما في مسجد يافوز السلطان سليم بمانهايم، حيث قامت الراهبات وطالبات الدين من كنيسة مريم العذراء المقابلة للمسجد بجولة تعرفن فيها على الإسلام بشكل أقرب.
صورة من: picture-alliance/dpa
يحصل الناس أحياناً على بعض الهدايا الرمزية في هذا اليوم، كالصبي الصغير الذي يظهر في الصورة، والذي حصل على مَسبَحة في يوم المسجد المفتوح في منطقة بونامس بفرانكفورت.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Rumpenhorst
ويتيح يوم المسجد المفتوح للزوار مشاهدة المصلين عند تأدية الصلاة ولو لمرة واحدة. ورغم أنه لا يمكن للزوار دخول مكان الصلاة إلا أنهم يمكن أن يتابعوا الصلاة من أماكن تطل عليها، كما يظهر في الصورة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Hanschke
وبعد الجولة في يوم المسجد المفتوح، يمكن للزوار أن يستمتعوا بوجبات من جميع أنحاء العالم. وقد قدم مسجد شهيتليك (جامع الشهادة) في حي نويكولن ببرلين تشكيلة واسعة من الأطباق لزواره خلال السنوات الماضية.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Hanschke
مسجد فضل عمر في هامبورغ والذي تم افتتاحه عام 1957 لديه شيء للجميع في يوم المسجد المفتوح، حيث تقام فيه ورشات عمل للرسم والخط العربي، بالإضافة إلى معرض يمكن فيه القيام بـ"رحلة عبر الزمن الإسلامي". كما يقدم الرعاية للأطفال، ومشروبات منعشة لراكبي الدراجات خلال استراحتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Daniel Reinhardt
وفي مدينة دريسدن أيضاً تدعو المساجد الناس للتعرف على الإسلام وإلى التبادل الثقافي. وقد أطلق مسجد المصطفى في المدينة برنامجاً يتم فيه تقديم القهوة للزوار إضافة إلى محاضرات توضيحية عن الإسلام.
هيلينا فايزه/ محي الدين حسين