غرفة عمليات إيطالية ـ ليبية مشتركة لمكافحة تهريب المهاجرين
٩ ديسمبر ٢٠١٧
توافقت ليبيا وإيطاليا على انشاء "غرفة عمليات مشتركة" لمكافحة مهربي المهاجرين والمتاجرين بالبشر، ستضم ممثلين لخفر السواحل والنائب العام الليبي وجهاز المخابرات ونظراءهم الإيطاليين. لكن هناك انتقادات لهذا التعاون.
إعلان
أفاد بيان لمكتب فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، المدعومة من الأمم المتحدة، أن الحكومة اتفقت مع إيطاليا اليوم السبت (9 كانون الأول/ ديسمبر 2017) على إقامة غرفة عمليات مشتركة لمكافحة المهربين والمتاجرين بالبشر في إطار جهود للحد من تدفق المهاجرين إلى أوروبا.
وأعلن عن اتفاق تأسيس غرفة العمليات بعد اجتماع في طرابلس ضم السراج ووزير الداخلية الليبي عارف الخوجة ونظيره الإيطالي ماركو مينيتي. وجاء في بيان أصدره مكتب السراج أن الغرفة ستتألف من "ممثلين عن خفر السواحل وجهاز الهجرة غير الشرعية والنائب العام الليبي وجهاز المخابرات ونظرائهم الإيطاليين". ولم تصدر أي تفاصيل عن مكان إقامة الغرفة والكيفية التي ستعمل بها.
وخلال لقائه السراج، أشاد الوزير الإيطالي "بما يحققه خفر السواحل الليبي من نجاحات في عمليات إنقاذ المهاجرين غير الشرعيين في البحر المتوسط وملاحقة عصابات التهريب، كما نوه بالخطوات المهمة لحكومة الوفاق لترحيل أعداد كبيرة من المهاجرين طوعياً إلى بلدانهم الأصلية"، لكنه قال إنه "رغم النجاحات التي تحققت في ملف الهجرة إلا أن أعداد المهاجرين غير الشرعيين خارج مراكز الإيواء تظل كبيرة ونحتاج إلى تعاون أكبر وخصوصا في تأمين حدود ليبيا الجنوبية، التي يتدفق عبرها هؤلاء المهاجرون"، واعداً بمساعدة قيمتها 35 مليون يورو خلال هذا الأسبوع من جانب دول وسط أوروبا.
انتقادات للتعاون الإيطالي الليبي
ليبيا هي البوابة الرئيسية للمهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا بحرا، رغم تراجع الأعداد بشكل كبير منذ يوليو/ تموز، بعدما بدأت فصائل ليبية والسلطات في اتخاذ إجراءات لمنع المغادرين تحت ضغط إيطالي. وقام أكثر من 600 ألف شخص بالرحلة خلال الأعوام الأربعة الأخيرة.
وهذا الأسبوع، تحدث السراج عن وجود نصف مليون مهاجر في ليبيا إضافة إلى عشرين ألفا موجودين في 42 مركزا تتبع لوزارة الداخلية. وتواظب منظمات حقوقية على انتقاد التعاون بين إيطاليا وليبيا على صعيد مكافحة الهجرة غير الشرعية. واعتبرت الأمم المتحدة أن هذا التعاون "غير إنساني" داعية إلى التزام دولي أكبر في هذا المجال. وأعقب هذه الاتهامات عرض شبكة "سي ان ان" الأميركية وثائقيا يظهر بيع مهاجرين رقيقا في ليبيا، ما أثار موجة استياء دولية.
ص.ش/ح.ع.ح (رويترز، أ ف ب)
مهاجرون يباعون في "أسواق النخاسة" بليبيا
لا تقف معاناة المهاجرين الأفارقة عند إمكانية إخفاق محاولة وصولهم إلى أوروبا بطريقة غير شرعية عبر المتوسط. ففي حال القبض عليهم في ليبيا يكونون عرضة لعملية "تجارة حقيقية" بالبشر، بحسب تقرير لمنظمة الهجرة العالمية.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
مركز لإحتجاز مهاجرين أفارقة في ليبيا. تسيطر جهات متعددة على مراكز اللاجئين، بعضها يعود لسلطة إحدى الحكومات المتنازعة على السلطة في البلاد. وبعضها الآخر يقع تحت نفوذ ميلشيات مسلحة..ويتعرض المهاجرون لضروب من الاستغلال و"تجارة البشر".
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
صورة تظهر وافدين محتجزين داخل أحد السجون في ليبيا، حيث يباع معظمهم في "أسواق عبيد" حقيقية بحسب ما كشف تقرير منظمة الهجرة العالمية، ومعظم المباعين هم من الأفارقة الذين يعبرون ليبيا بقصد السفر إلى أوروبا بطريقةٍ غير شرعية.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
مهاجر إفريقي يبدو محتجاً على وضعه. بحسب تقرير منظمة الهجرة العالمية، فإن المهاجرون يباعون بمبالغ تتراوح بين 200 و500 دولار، حيث يتم شراء مهاجر واستغلاله في العمل، ويكون المُشتري مسؤولاً عن الشخص بشكل كامل، في حين أن بعضهم قد ينجح بالهرب وبعضهم يفشل ليبقى عرضةً للاستغلال.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
بحسب شهادات "صادمة" لمهاجرين لموظفي منظمة الهجرة، فإن مئات الرجال والنساء يتم بيعهم. وتتم عمليات البيع في ساحات عامة أو مستودعات. ووفقاً للشهادات فإن مهاجرون في مدينة سبها جنوب ليبيا، التي تعد أحد المراكز الرئيسة لتهريب المهاجرين، افترشوا الأرض في مرآب وساحات انتظار للسيارات.
صورة من: Reuters/L.Gnago
يدير "سوق العبيد" ليبيون يساعدهم غانيون ونيجيريون يعملون لحساب الليبيين، ويُستخدم أغلب المهاجرين كعمالة يومية في البناء والزراعة. وبعضهم يتقاضى أجرا والبعض الآخر يُكره على العمل دون أجر.
صورة من: Reuters/L. Gnago
عدا عن خطر القتل فإن المهاجرين الذين يقعون فريسة مهربين يواجهون سوء تغذية بشكل مستمر وانتهاكات جنسية، بحسب ما أكد محمد عبدي كير مدير العمليات الطارئة في منظمة الهجرة العالمية، الذي وصف الوضع بـ"الكارثي".
صورة من: Reuters/H. Amara
يتم في هذه الأسواق بيع النساء واللواتي، بحسب التقرير، يتعرضن لسوء معاملة بشكل كبير، كما سجلت شهادات لسيدات تعرضن للاغتصاب أو الإجبار على العمل بالدعارة، كما يتم بيعهن على أساس أنهن "جواري للمتعة".
صورة من: Sara Prestiani
تعتبر ليبيا البوابة الرئيسية للمهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا بحراً، حيث سلك أكثر من 150 ألف شخص هذا الطريق في الأعوام الثلاثة الماضية. ومن المعروف أن حوالي 600 شخص توفوا في البحر منذ مطلع عام 2017 وقتل عدد غير معلوم أثناء السفر باتجاه الشمال عبر الصحراء وصولا إلى البحر المتوسط.