بعد اتهامها لإيران بارتكاب "اعتداء بيئي"، واجهت وزيرة البيئة الإسرائيلية، غيلا جملائيل، انتقادات شديدة من طرف منظمة غرينبيس المدافعة عن البيئة، التي رأت في اتهامات الوزيرة الإسرائيلية "رائحة دعاية انتخابية".
إعلان
وجهت منظمة "غرينبيس" المدافعة عن البيئة الجمعة (الخامس من مارس/آذار 2021) انتقادات لاذعة لوزيرة إسرائيلية اتهمت طهران بارتكاب "اعتداء بيئي" بعد تسرب عدة أطنان من القار إلى سواحل البحر المتوسط منتصف الشهر الماضي، كانت على حد قولها، على متن سفينة "أبحرت من إيران".
وقال مدير فرع غرينبيس في إسرائيل، جوناثان ايكهنباوم، إن تصريحات وزيرة البيئة الإسرائيلية، غيلا جملائيل، تضر أكثر مما تنفع. وصرح للإذاعة الإسرائيلية العامة: "الأمر معيب ويفتقر لأي أسس واقعية في هذه المرحلة". وقال إن اتهامات الوزيرة الإسرائيلية للعدوة اللدودة للدولة العبرية تحمل "رائحة كريهة لدعاية انتخابية" مع اقتراب الانتخابات العامة في 23 آذار/مارس.
وقال ايكهنباوم إن اتهامات وزيرة البيئة التي نشرتها على تويتر الأربعاء تمثل "ضربة لمصداقية إسرائيل في المحافل الدولية وخصوصا لمصداقية وزارة حماية البيئة".
وغيلا جملائيل من أقرب حلفاء رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الذي تعد سياساته المتشددة إزاء إيران، من أسس حملته الانتخابية التي يسعى فيها إلى ولاية جديدة.
وضربت رياح قوية وأمواج عاتية غير مسبوقة محملة بأطنان من القطران الشهر الماضي ساحل إسرائيل متسببة بتلوث شواطئ طولها 160 كيلومترا بدءا من رأس الناقورة جنوب لبنان المجاور، إلى عسقلان شمال قطاع غزة.
وقالت وزيرة البيئة الإسرائيلية خلال مؤتمر صحافي إن "سفينة تقوم بأنشطة قرصنة وترفع العلم الليبي وأبحرت من إيران، هي المسؤولة عن هذا الاعتداء البيئي"، مؤكدة أن بلادها لن تسمح "لأحد بالإضرار بطبيعتنا أو بحرنا أو سواحلنا". وذكرت الإذاعة العامة إن دوائر الاستخبارات لا تتفق مع تقديرات الوزيرة.
ع.ش/خ.س (أ ف ب، د ب أ)
البرازيل.. تسرب نفطي مجهول يثير حيرة السلطات
منذ شهر مضى وتزحف بقعة من النفط الخام نحو الشواطئ الواقعة شمال شرق البرازيل، لتضع السلطات في حيرة إزاء مصدرها ولتفتح باب التكهنات. لكن آثارها ماثلة للعيان في تهديدها للتنوع البيئي في المنطقة.
صورة من: Sergipe State Government
نفط مجهول المصدر
في بداية أيلول/ سبتمبر بدأت وكالات بيئية في البرازيل تلاحظ زحف بقعة زيت إلى أكثر من 100 شاطئ في تسع ولايات بالشمال الشرقي للبلاد، بداية من مارينيو في الشمال إلى باهيا. بدوره أعلن وزير البيئة البرازيلي ريكاردو ساليس هذا الأسبوع جمع ما يزيد عن 100 طن من النفط على طول الخط الساحلي البالغ طوله 3000 كيلومتر خلال الشهر الماضي. ومع ذلك لم تتوصل السلطات إلى مصدره.
صورة من: Sergipe State Government
فعل إجرامي؟
أما الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو فرجَّحَ في تصريحات له مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري أن يكون التسريب النفطي نتيجة فعل إجرامي. فيما رأت تكهنات مبكرة احتمالية أن يكون السبب هو تحطم سفينة أو وقوع حادثة بمنصة نفط بحرية. وعلى الرغم من رفضه الإدلاء بأي أسماء في أثناء استكمال التحقيق، فقد لفت بولسونارو بالقول: "يظهر على شاشة الرادار الخاصة بنا أحد البلدان الممكن أن يكون مصدر النفط".
صورة من: Sergipe State Government
بتروبراس تنفي مسؤوليتها
تقوم البرازيل بعمليات تنقيب بحريّة كبيرة. وأوضحت شركة النفط البرازيلية المملوكة للدولة "بتروبراس" أن اختبارات جزئيئة على بعض العينات قد أظهرت عدم وجود تطابق مع أنواع النفط التي تنتجها الشركة وتبيعها. وأفادت تقارير إعلامية بأن مصدر التسريب ربما تكون وراءه منصات نفطية قبالة فنزويلا، بيدْ أنه لم ترد أي تقارير عن وجود مشكلات من تلك المنطقة.
صورة من: DW/T. Milz
خطر داهم
ذكرت بتروبراس أن الطاقم البيئي بالشركة أجرى عمليات تنظيف للشواطئ في 8 ولايات، بناء على طلب وكالة حماية البيئة إيباما. ولفتت الوكالة إلى أنها تعكف على معالجة السلاحف البحرية والطيور في المنطقة التي انجرفت وغطاها النفط. كما باتت صغار السلاحف التي تخرج الآن من البيوض المدفونة على الشاطئ تحت تهديد خطر داهم.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Handout Instituto Verdeluz
تكهنات مختلفة
انضمت كل من الشرطة الاتحادية ووزارة العدل والبحرية البرازيلية إلى التحقيق المعني بالوصول إلى مصدر التسريب. وفي حين تم استبعاد أن يكون التسريب نتيجة لتحطم سفينة أو وقوع حادثة أخرى، يعتقد بعض الخبراء أن المصدر من الممكن أن يكون ناقلة نفط تُنظف حاوياتها على المسار المشغول بين جنوب البحر الكاريبي وآسيا. وكانت ولاية سيرجيبي أكثر الولايات تضرراً بالكارثة.
صورة من: DW/T. Milz
تحت التهديد
أجبرت بقعة النفط الخام الصيادين ومرتادي الشواطئ على البقاء بعيداً عن المناطق الملوثة. وتحظى شواطئ البرازيل ومنتجعاتها بشهرة عالمية، إذ تجذب ملايين السكان المحليين والأجانب سنويّاً خصوصاً من إسبانيا والبرتغال. ولفت السكان المحليون إلى إنها البقعة الأسوأ خلال عقود. يأتي من بين المدن الكبرى الواقعة بطول الساحل الملوث: ساو لويز وفورتاليزا وريسيفي وسالفادور. مارتن كوبلر/ جهاد الشبيني