غزة: الآلاف يحيون ذكرى وفاة عرفات لأول مرة منذ 10 سنوات
١١ نوفمبر ٢٠١٧
منذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة عام 2007 لم يكن سكانه، وخاصة المنتمين إلى حركة فتح، يستطيعون إحياء ذكرى وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في مهرجانات علنية. هذا العام اختلف بسبب توقيع اتفاق المصالحة بين الفصيلين.
إعلان
احتشد عشرات الآلاف من أعضاء وأنصار حركة فتح في ساحة السرايا وسط مدينة غزة اليوم السبت (11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017) لإحياء الذكرى الثالثة عشرة لرحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، في مهرجان مركزي تنظمه الحركة لأول مرة منذ سيطرة حركة حماس على القطاع قبل عشر سنوات.
وتوافد العشرات مرتدين الكوفية التي ميزت عرفات منذ الصباح الباكر من مختلف أنحاء قطاع غزة، وذلك للمشاركة في المهرجان الذي تنظمه حركة فتح ورفعت خلاله أعلام فلسطين وصور عرفات والرئيس محمود عباس ورايات الحركة ولافتات كتب عليها "عاشت فتح" و"وحدة وحدة وطنية" و"دولة وعلم وهوية". وهذه أول مرة تسمح حماس بإحياء ذكرى عرفات منذ 2007.
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية، التي تديرها حماس، إياد البزم في تصريح صحافي: "تم استكمال كافة الترتيبات بين وفد من قيادة حركة فتح والأجهزة الأمنية بما يضمن إقامة المهرجان بشكل يليق بشعبنا وبالذكرى".
وأضاف البزم أن "الأجهزة الأمنية والشرطية (أجرت) ترتيباتها لتأمين وتسهيل إقامة المهرجان". كما يتولى تأمين المهرجان من الداخل مئات من رجال الشرطة والأمن من عناصر فتح يرتدون سترات صفراء مميزة كتب عليها "فتح"، في حين يتولى عناصر شرطة حماس تأمينه من الخارج وفي الشوارع المؤدية إلى ساحة السرايا، وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس.
وكان عرفات قد توفي في مثل هذا اليوم عام 2004 في مستشفى بباريس بعد تدهور مفاجئ في صحته، ويأتي إحياء ذكرى رحيله بعد أن وقّعت حركتا حماس وفتح في الثاني عشر من أكتوبر/ تشرين الأول اتفاق مصالحة في القاهرة برعاية مصرية. وبموجب هذا الاتفاق، يفترض أن تستعيد السلطة الفلسطينية السيطرة على قطاع غزة بحلول الأول من ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
ي.أ/ ع.ج (د ب أ، أ ف ب)
في صورـ قصة الدور المصري في الملف الفلسطيني الإسرائيلي عبر التاريخ
لعبت مصر تاريخيا دورا رئيسيا ومؤثرا في العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية. القاهرة خاضت حروبا ضد إسرائيل، في حين ساهمت أيضا في دفع عملية السلام. إليكم أبرز ملامح الدور المصري منذ عهد عبد الناصر وحتى عهد السيسي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/B. Daugherty
التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للمرة الأولى علنا برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاثنين (19 سبتمبر/ أيلول 2017) في نيويورك، في خطوة تعكس رغبة مصر في العودة إلى مقدمة الساحة الدبلوماسية في الشرق الأوسط. وبحث السيسي ونتانياهو على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة عملية السلام الإسرائيلية-الفلسطينية المعطلة منذ عام 2014.
صورة من: picture-alliance/ZUMAPRESS.com
وشهدت زيارة إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إلى مصر في سبتمبر/ أيلول 2017 لبحث المصالحة الفلسطينية من جانب آخر تطورا ملحوظا في موقف القاهرة حيال حركة حماس بعد فترة طويلة من الفتور. وكانت القاهرة اتهمت حماس بدعم جماعة الإخوان المسلمين، التي صنفت "منظمة إرهابية" في مصر منذ الإطاحة في صيف 2013 بالرئيس الإسلامي محمد مرسي.
صورة من: Reuters/M. Salem
رغم الحضور القوي للقضية الفلسطينية في برامج الأحزاب المصرية، وبالأخص "حزب «العدالة والحرية"، الذراع السياسي لحركة الإخوان المسلمين بعد الثورة، وحضورها لدى الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، وبالرغم من تحسن العلاقات بين مرسي وحركة حماس في غزة كان بقاء معبر رفح مغلقًا -خاصة بعد مقتل 16 جنديًا مصريًا على الحدود في 6 أغسطس 2012- دليلًا على موقف مصر تجاه ملف حصار غزة وفتح معبر رفح.
صورة من: picture-alliance/dpa
دعمت مصر بقيادة مرسي حركة حماس في الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، فقامت بسحب السفير المصري في نوفمبر 2012 ردًا على الحرب. وصاحب الدعم الحكومي ردود فعل شعبية ورسمية وإرسال وفود للقطاع وحث دول الجوار على اتخاذ إجراءات قوية ضد "العدوان"، كما عملت مصر على رعاية تهدئة الأوضاع وإقرار هدنة بين الطرفين. وتُوِّج الدعم المصري بزيارة رئيس وزراء مصر حينها هشام قنديل إلى غزة.
صورة من: Jack Guez/AFP/Getty Images
بوصول أوباما إلى سدة الحكم، عاد الحديث مجددا إلى الدور المصري في عملية السلام، وكانت العلاقات الأمريكية المصرية شهدت تدهورا في عهد جورج بوش الابن والرئيس المصري محمد حسني مبارك، وذلك بعد انتقادات أمريكية لملف حقوق الإنسان. وزار مبارك واشنطن في آب / أغسطس 2009، وأكد هناك على أهمية الوصول إلى اتفاق سلام شامل بين الفلسطينيين والإسرائليين، وصرح أنه بوسع دول عربية إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
صورة من: AP/picture-alliance/dpa/Montage DW
دعمت مصر وحضرت توقيع اتفاق أوسلو، الذي شهد اعترافا متبادلا بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل وإعلان المبادئ، الموقّع في البيت الأبيض بتاريخ 13 سبتمبر/ أيلول 1993، بعد مفاوضات سرية فلسطينية إسرائيلية في النرويج. وكان للرئيس الأسبق حسني مبارك دور كبير في دعم هذا الاتفاق.
صورة من: AFP/Getty Images
كان الرئيس المصري محمد أنور السادات أول رئيس عربي يوقع معاهدة سلام مع إسرائيل، وهو ما عرف باتفاقية كامب ديفيد وذلك في 17 سبتمبر/ أيلول 1978،والتي تمت ضمن رعاية الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، وأثارت الاتفاقية انتقادات عربية. وتم تعليق عضوية مصر في الجامعة العربية خلال الفترة بين 1979- 1989.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/B. Daugherty
أحدثت حرب 1973 تغييرات عميقة على الصعيد المحلي المصري، وعلى الصعيد العالمي، ومهدت حرب أكتوبر إلى تعزيز العمل السياسي بين مصر وإسرائيل، حيث اتجه الرئيس السادات بعدها إلى المفاوضات من أجل تحقيق سلام مع إسرائيل، ودعا الفلسطينيين إلى المشاركة بالعملية السياسية وهو ما أثار انتقادات فلسطينية وقتها.
صورة من: picture-alliance/dpa
كانت مصر القوة العربية الكبرى، ففي الخمسينيات والستينيات كان عبد الناصر يلهب حماس العرب بتحديه لقوى الاستعمار وعدائه لإسرائيل وبحديثه عن القومية العربية والاشتراكية، ورسخ عبد الناصر نفوذ مصر في شتى أنحاء المنطقة رغم الهزيمة أمام إسرائيل في حرب عام 1967. (إعداد: علاء جمعة)