1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

غزة- البحث عن خيارات بديلة لإعادة الرهائن بعد تعثر المفاوضات

صلاح شرارة د ب أ
٢٥ يوليو ٢٠٢٥

بعدما كانت هناك آمال في حدوث انفراجة لإيقاف الحرب في غزة، سحبت إسرائيل وفدها من الدوحة وأطلق ويتكوف رصاصة الرحمة على تلك الآمال، وقال إنه يبحث عن خيارات بديلة. واستغربت حماس من تصريحات المبعوث الأمريكي.

احتجاجات أهال الرهائن في غزة من أجل إعادتهم. في الصورة عيناف زانغاوكر، والدة الرهينة ماتان زانغاوك تحتج من أجل إعادة ابنها المحتجز لدى حماس في غزة - تل أبيب 18 يناير/كانون الثاني 2025.
ختم ويتكوف كلماته بالقول إنه يبحث عن "خيارات بديلة" لإعادة الرهائن ومحاولة تهيئة بيئة أكثر استقرارا لسكان غزة، دون الكشف عن طبيعة تلك الخيارات.صورة من: Ronen Zvulun/REUTERS

عقب إعلان إسرائيل عن استدعاء وفدها التفاوضي من الدوحة، أطلق المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف رصاصة الرحمة على الآمال التي كانت معقودة على التوصل إلى اتفاق يفضي إلى وقف الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ نحو 22 شهرا ووضع حد لواحدة من أكبر الأزمات الإنسانية.

"إسرائيل تستعد لتوسيع العملية البرية"

ففي الوقت الذي سعت فيه إسرائيل لتصوير سحب وفدها على أنه خطوة في إطار مواصلة المشاورات، وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن تلك الخطوة جاءت بهدف التفاوض بشأن قضايا مصيرية بتنسيق مع جميع الأطراف وأن ذلك لا يعني انهيار المفاوضات، نقلت صحيفة يسرائيل هيوم عن مصدر وصفته بالمطلع أن عودة الوفد لا تدل على تطور إيجابي، مضيفة أن الجيش الإسرائيلي يستعد لتوسيع العمليات البرية في القطاع.

وحاول منسق شؤون الأسرى والمفقودين الإسرائيلي جال هيرش طمأنة عائلات الرهائن عبر التأكيد أن عودة الوفد التفاوضي تستهدف تبادل الآراء بشأن كيفية تقليص الفجوات في المفاوضات، موضحا أن الوفد ظل في الدوحة طيلة 18 يوما "قطعنا خلالها شوطا كبيرا نحو التقدم"، إلا أن ويتكوف كان أكثر وضوحا في تلخيص ما آلت إليه المفاوضات وفتح النار على حماس، واعتبر في انتقاد واضح لموقف الحركة أن ردها الأخير على مقترح وقف إطلاق النار "يظهر عدم رغبتها في التوصل لاتفاق بشأن غزة".

احتجاجات بين دبلوماسيين ألمان تجاه سياسة إسرائيل

02:33

This browser does not support the video element.

ويتكوف يبحث عن خيارات بديلة لإعادة الرهائن

واتهم المبعوث الأمريكي حماس بأنها "لا تبدي حسن نية رغم الجهود الكبيرة التي بذلها الوسطاء"، مشددا على عزم الولايات المتحدة إنهاء هذا الصراع وتحقيق سلام دائم في غزة. وختم ويتكوف كلماته بالقول إنه يبحث عن "خيارات بديلة" لإعادة الرهائن ومحاولة تهيئة بيئة أكثر استقرارا لسكان غزة، دون الكشف عن طبيعة تلك الخيارات.

"المفاوضات ستستمر رغم إطلاق النار"

في الأثناء، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر مطلع اتهامه لحماس بطرح مواقف لا تتيح إحراز تقدم وأن الفجوات قائمة في جميع الملفات، إلا أنه أكد هو الآخر أنه "لا يوجد انهيار للمحادثات". وكشف المصدر أن إسرائيل ربما ترسل وفدها مجددا إلى قطر عندما يكون هناك تقدم، "الوسيطان مصر وقطر أبديا نهجا نشطا واستباقيا وبذلا جهودا كبيرة جدا... كنا في نفس المبنى نحن وحماس حيث تنقل الوسطاء بين الأطراف ونقلوا المواقف المتبادلة... المفاوضات ستستمر رغم إطلاق النار".

حماس تستغرب من تصريحات ويتكوف

وردا على اتهامات المبعوث الأمريكي لها بوضع العراقيل أمام المفاوضات، أكدت حماس أنها تعاملت منذ بداية المسار التفاوضي "بكل مسؤولية ووطنية ومرونة عالية في مختلف الملفات" وأنها حرصت على التوصل إلى اتفاق "يوقف العدوان وينهي معاناة شعبنا في قطاع غزة". وبينما حرصت حماس على التأكيد أن ردها الأخير لم يكن منفردا وأنه جاء "بعد مشاورات موسعة مع الفصائل الفلسطينية والوسطاء والدول الصديقة" وأنها تعاطت بإيجابية مع جميع الملاحظات التي تلقتها "بما يعكس التزاما صادقا بإنجاح جهود الوسطاء والتفاعل مع كل المبادرات المقدمة"، أعربت الحركة عن استغرابها لتصريحات المبعوث الأمريكي، مؤكدة حرصها على استكمال المفاوضات والانخراط فيها بما يساهم في تذليل العقبات والتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار".

يشار إلى أن حركة حماس، هي جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.

ماذا قال نتنياهو؟ وماذا قال لابيد؟

ووسط تلك الاتهامات ومحاولات التبرير، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه "إذا كانت حماس ترى في استعدادنا للتوصل إلى صفقة، فرصة لفرض شروط استسلام تهدد إسرائيل، فهي مخطئة وبشكل كبير". على الجانب الآخر، رأى زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد أنه "قد حان الوقت لأن تقدم إسرائيل عرضا واضحا وعلنيا على الطاولة- إنهاء الحرب وإعادة جميع الأسرى وتعزيز كبير للمساعدات الإنسانية لسكان غزة وإنهاء حكم حماس... بإمكاننا ويجب علينا أن نطالب العالم بأسره بدعم مثل هذه الصفقة".

الاعتراف بدولة فلسطينية .. انتقادات إسرائيلية وأمريكية لماكرون

إلا أن مراقبين يرون أن تعثر المفاوضات هذه المرة يأتي في لحظات فارقة يمر فيها الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بمرحلة تاريخية تختلف عن جولاته السابقة في ظل متغيرات جيوسياسية وحالة استقطاب غير مسبوقة على الساحة الدولية. وربما جاء تحديد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الخميس شهر سبتمبر/أيلول المقبل موعدا للاعتراف بالدولة الفلسطينية ليكشف عن مستوى الأزمة، حيث قوبل إعلانه بسيل من الانتقادات اللاذعة من جانب العديد من المسؤولين الإسرائيليين سواء في الحكومة أو المعارضة لدرجة ربما تشي بفصل جديد من فصول التوتر الفرنسي الإسرائيلي.

وانتقدت الولايات المتحدة بشدة إعلان ماكرون اعتزامه الاعتراف بالدولة الفلسطينية، واصفة الخطوة بأنها متهورة ومدمرة لجهود السلام. وكتب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" يوم الخميس: "هذا القرار المتهور يخدم فقط دعاية حماس ويعوق السلام".

ويحوم شبح انهيار المفاوضات بشأن اتفاق ينهي حرب غزة في وقت تخيم فيه الانقسامات والحسابات المتداخلة على المواقف الدولية بدرجة يصعب معها توحيد الجهود للخروج من أزمة تهدد حياة نحو مليوني فلسطيني باتوا على شفا المجاعة.

تحرير: عارف جابو

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW