غزة ـ تواصل القصف وغوتيريش يجدد دعوته لوقف إطلاق النار
١٢ مايو ٢٠٢٤
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من جديد إلى وقف إطلاق النار في غزة. وفيما تتواصل الغارات الإسرائيلية في القطاع، ذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن صاروخا تم إطلاقه من القطاع أصاب مبنى سكنيا في عسقلان.
إعلان
جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأحد (12 مايو/ أيار 2024) دعوته إلى "وقف فوري لإطلاق النار" بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، مطالبا بـ"الإفراج غير المشروط" عن جميع الرهائن.
وقال غوتيريش في كلمة مسجّلة بُثّت خلال مؤتمر دولي للمانحين في الكويت "إنني أكرر دعوتي - دعوة العالم - إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن، وزيادة فورية في المساعدات الإنسانية".
كما حذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الأحد من أن هجوما واسعا على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة "لا يمكن أن يحصل"، مؤكدًا أن هجوما كهذا يتعارض مع "القانون الدولي الإنساني". وقال تورك في بيان "لا أرى أبدًا كيف يمكن أن تتوافق أوامر الإخلاء الأخيرة في منطقة تضم وجودا مدنيا كثيفا مع المتطلبات الملزمة للقانون الدولي الإنساني (...) أو مع التدابير الموقتة الملزمة التي أمرت بها محكمة العدل الدولية".
ومن جهتها أعربت المملكة المتحدة على لسان وزير خارجيتها ديفيد كامرون الأحد، عن معارضتها لهجوم برّي إسرائيلي على رفح في جنوب قطاع غزة، في غياب "خطة واضحة" لحماية أكثر من مليون شخص يقيمون في المدينة المكتظة. وقال كامرون في تصريحات لشبكة سكاي نيوز الإخبارية "من أجل شنّ هجوم واسع على رفح، يجب أن تتوافر خطة واضحة تماما بشأن سبل إنقاذ الأرواح وإبعاد الناس" عن دائرة الخطر. وقال "لم نرَ خطة مماثلة، ولذلك نحن لا نؤيد" الهجوم الإسرائيلي، مؤكدا أنه في غياب هذه الخطة "لحماية المدنيين... ستكون محاولة تنفيذ هجوم واسع أمرا بالغ الخطورة".
فرار 300 ألف شخص من رفح
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، اليوم الأحد، إن نحو 300 ألف شخص فروا من رفح خلال الأسبوع الماضي مع استمرار التهجير القسري وغير الإنساني للفلسطينيين. وأضافت الوكالة، في منشور على حسابها بموقع فيسبوك "لا يوجد مكان آمن للذهاب إليه في قطاع غزة". وكان الجيش الإسرائيلي قد أمر، أمس السبت، بعمليات إخلاء جديدة في مدينة رفحبجنوب قطاع غزة في إطار استعداداته لتوسيع عملياته.
مقتل طبيبين في قصف إسرائيلي
وأعلن الدفاع المدني في غزةالأحد مقتل طبيبين جراء غارة إسرائيلية على مدينة دير البلح وسط القطاع. وقال الدفاع المدني في بيان "انتشال جثمان الطبيب محمد نمر قزعاط ونجله الطبيب يوسف جراء غارة إسرائيلية على مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، ونقلهما إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح".
وأوضح أن الطبيبين هما من حي تل الهوا في شمال القطاع، ونزحا إلى دير البلح في ظل الحرب بين إسرائيل وحركة حماس. ويأتي ذلك في وقت تواصلت الضربات الإسرائيلية على مختلف أنحاء القطاع، خصوصا رفح في أقصى الجنوب.
وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس بحصول غارات ليلية على مناطق مختلفة من قطاع غزة خلّفت أكثر من 30 قتيلاً، وفق مصادر طبية وشهود. وقتل ما لا يقل عن 21 شخصاً في غارات على وسط غزة نُقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح، وفق ما أعلن المستشفى.
ومن جهتها أعلنت وزارة الصحة التابعة لسلطة حماس في غزة، اليوم الأحد، مقتل 493 كادرا صحيا واعتقال 310 آخرين ومازال العشرات منهم مفقودين، مشيرة إلى أن الجيش الاسرائيلي "استهدف 130 سيارة إسعاف".
ونشرت الوزارة، حصيلة لسبعة أشهر حرب، في منشورأوردته اليوم على صفحتها بموقع "فيسبوك" بمناسبة اليوم العالمي للتمريض، إن الجيش "الاسرائيلي دمر المنظومة الصحية بالكامل وأخرج 33 مستشفى و 55 مركزا صحيا عن الخدمة"، موضحة أن الجيش الاسرائيلي "مازال يسيطر على المعابر ويمنع إدخال الأدوية والوقود ويمنع خروج آلاف المرضى". وقالت إن الحصيلة إرتفعت إلى 35 ألفا و 34 قتيلا و78 ألفا و755 مصابا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
إطلاق صاروخ في اتجاه عسقلان
كما نفذت طائرات إسرائيلية غارات جوية مكثّفة على حي السلام قرب معبر رفح المغلق منذ سيطرة القوات الإسرائيلية عليه. واستهدف قصف مدفعي حي الزيتون في مدينة غزة (شمال). ونُفّذت غارات على جباليا وعلى طول طريق صلاح الدين، وفق شهود.
من جهة أخرى ذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية اليوم الأحد أن صاروخا تم إطلاقه من قطاع غزة، أصاب مبنى سكنيا، في مدينة "عسقلان" الساحلية الإسرائيلية. وأضافت التقارير أن ثلاثة أشخاص أصيبوا، في الهجوم، الذي وقع الليلة الماضية، على المدينة، التي تقع على بعد حوالي عشرة كيلومترات، شمال غزة.
ويشار إلى أن حركة حماس الفلسطينية، زادت مؤخرا من هجماتها على بلدات وقرى إسرائيلية. وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أمس السبت، أنه تم إطلاق أربعة صواريخ من رفح في جنوب قطاع غزة على بلدة كرم أبو سالم.
وقال الجيش إن منظومة القبة الحديدية اعترضت واحدا من هذه الصواريخ، بينما الثلاثة الأخرى سقطت في مناطق مفتوحة، مضيفا أنه لم تقع إصابات. كان المتحدث باللغة العربية باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي دعا إلى إخلاء المزيد من الأحياء في شرق رفح بسبب نشاط حركة حماس في الأيام والأسابيع الأخيرة.
ويذكر أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
ع.ش/ م.س/ع.ج.م (د ب أ، أ ف ب)
معبر رفح.. تحديات كبيرة تواجه شريان الحياة الوحيد لسكان غزة
الوضع الإنساني في غزة كارثي حسب تأكيدات منظمات مستقلة. المساعدات الإنسانية بدأت بالتدفق أخيراً عبر معبر رفح، لكن حجمها يبقى "ضعيفا" بسبب الحاجيات الكبيرة، خاصة مع خروج عدة مستشفيات عن الخدمة وارتفاع حصيلة القتلى والجرحى.
صورة من: Mahmoud Khaled/Getty Images
بدء تدفق المساعدات لقطاع محاصر
عشرات الشاحنات، المحملة بالمساعدات الإنسانية، دخلت إلى غزة عبر معبر رفح قادمة من مصر. الشاحنات محملة بالأدوية والمستلزمات الطبية وكميات من الأغذية. الأمم المتحدة تقول إن 100 شاحنة على الأقل يجب أن تدخل غزة بشكل يومي لتغطية الاحتياجات الطارئة، وسط تأكيدات أن ما دخل بعد فتح المعبر يبقى قليلاً للغاية، بينما تؤكد مصادر مصرية وجود العشرات من الشاحنات التي تنتظر دورها للعبور.
صورة من: Mahmoud Khaled/Getty Images
شريان الحياة الوحيد في زمن الحرب
معبر رفح هو المعبر الرئيسي لدخول غزة والخروج منها في الفترة الحالية، بعد فرض إسرائيل "حصاراً مطبقاً" على القطاع، وقطع الكهرباء والماء والتوقف عن تزويده بالغذاء والوقود، في ظل الحرب الدائرة مع حركة حماس. لا تسيطر إسرائيل على المعبر لكنه توقف عن العمل جراء القصف على الجانب الفلسطيني منه. وبتنسيق أمريكي، تم الاتفاق على إعادة فتح المعبر لدخول المساعدات، بشروط إسرائيلية منها تفتيش المساعدات.
صورة من: Ahmed Gomaa/Xinhua/IMAGO
"ليست مجرد شاحنات"
الخلافات على تفتيش الشاحنات أخذت وقتاً كبيرا، ما أثر على وصول سريع للمساعدات. الأمم المتحدة أكدت أن العمل جارِ لتطوير نظام تفتيش "مبسط" يمكن من خلاله لإسرائيل فحص الشحنات بسرعة. أنطونيو غوتيريش صرح من أمام معبر رفح: "هذه ليست مجرد شاحنات، إنها شريان حياة، وهي تمثل الفارق بين الحياة والموت لكثير من الناس في غزة"، واصفاً تأخر دخول المساعدات (لم تبدأ إلّا بعد أسبوعين على بدء الصراع) بـ"المفجع".
صورة من: Ahmed Gomaa/Xinhua/IMAGO
إجراءات مشددة منذ زمن
تشدد مصر بدورها القيود على معبر رفح منذ مدة، ويحتاج المسافرون عبره إلى تصريح أمني والخضوع لعمليات تفتيش مطولة ولا يوجد انتقال للأشخاص على نطاق واسع، خصوصاً في فترات التصعيد داخل غزة. دعت القاهرة مؤخراً جميع الراغبين في تقديم المساعدات إلى إيصالها إلى مطار العريش الدولي، لكنها رفضت "تهجير" الفلسطينيين إلى أراضيها ودخولهم عبر معبر رفح، واقترحت صحراء النقب.
صورة من: Majdi Fathi/apaimages/IMAGO
توافق أمريكي - إسرائيلي على معبر رفح
بعد أيام على الحرب، توافق جو بايدن وبنيامين نتانياهو على استمرار التدفق للمساعدات إلى غزة . بايدن قال إن "المساعدات الإنسانية حاجة ملحة وعاجلة ينبغي إيصالها"، وصرح مكتب نتياهو أن "المساعدات لن تدخل من إسرائيل إلى غزة دون عودة الرهائن"، لكنها "لن تمنع دخول المساعدات من مصر" بتوافق أمريكي - إسرائيلي على عدم استفادة حماس منها، التي يصنفها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كحركة إرهابية.
صورة من: Evelyn Hockstein/REUTERS
غزة بحاجة إلى وقود
رفضت إسرائيل أن تشمل المساعدات الوقود، وهو ما انتقدته وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة، قائلة إن القرار "سيُبقي أرواح المرضى والمصابين في غزة في خطر". وكالة الأونروا أكدت أن الوقود المتوفر لديها في القطاع غزة "سينفد قريباً، ودونه لن يكون هناك ماء ولا مستشفيات ولا مخابز ولا وصول للمساعدات". لكن مدير إعلام معبر رفح البري قال إن ستة صهاريج وقود دخلت يوم الأحد (22 تشرين الأول/ أكتوبر).
صورة من: Said Khatib/AFP
دعم أوروبي لإسرائيل مع ضمان المساعدات لغزة
بعد جدل حول تجميدها للمساعدات، ضاعفت المفوضية الأوروبية مساعداتها الإنسانية لغزة ثلاث مرات لتصل إلى أكثر من 75 مليون يورو، مع "تأييدها حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد إرهابيي حماس". الاتحاد الأوروبي أكد أنه يدرس فرض "هدنة إنسانية للسماح بتوزيع المساعدات". ألمانيا علقت المساعدات التنموية للفلسطينيين لكنها أبقت على الإنسانية منها، وأولاف شولتس رحب ببدء إرسال المساعدات، قائلا: "لن نتركهم وحدهم".
صورة من: FREDERICK FLORIN/AFP
مطالب عربية بوقف إطلاق النار
ربطت عدة دول عربية بين دخول المساعدات وبين وقف إطلاق النار. وأعلنت دول الخليج دعماً فورياً لقطاع غزة بقيمة 100 مليون دولار، فضلاًَ عن مبادرات منفردة لعدة دول في المنطقة. الدول العربية التي شاركت في "قمة القاهرة للسلام" دعمت بيان مصر، الذي دعا إلى "وقف الحرب الدائرة التى راح ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".
صورة من: Khaled Desouki/AFP/Getty Images
"عدم التخلي عن المدنيين الفلسطينيين"
وزيرة التنمية الألمانية سفنيا شولتسه بعثت بخطاب إلى كتل أحزاب الائتلاف الحاكم قالت فيه إن احتياجات ومعاناة الناس في غزة وفي أماكن أخرى يمكن أن تزداد. وأدانت هجوم حماس ووصفته بأنه هجوم وحشي وغادر. وقالت :" نحن لا نواجه حركات نزوح كبيرة ووضع إمدادات منهارا وحسب بل إننا نواجه أيضا أعمالا حربية نشطة وكان من بينها التدمير الأخير للمستشفى الأهلي في غزة الذي كانت تشارك وزارة التنمية الألمانية في دعمه".
صورة من: Leon Kuegeler/photothek.de/picture alliance
ضريبة إنسانية باهظة للحرب
بدأت الحرب بهجوم دموي لحماس في السابع من أكتوبر، خلّف مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي أغلبهم من المدنيين، فضلاً عن اختطاف أكثر من مئتين. ردت إسرائيل بقصف متواصل للقطاع، ما أوقع أكثر من خمسة آلاف قتيل وتدمير بنى تحتية وتضرّر 50 بالمئة من إجمالي الوحدات السكنية في القطاع، بينما نزح أكثر 1,4 مليون شخص داخل غزة حسب الأمم المتحدة، فضلا عن مقتل العشرات في الضفة الغربية وسط مخاوف من تمدد الصراع إقليمياً.
صورة من: YAHYA HASSOUNA/AFP/Getty Images
هجوم حماس الإرهابي
مشهد يبدو فيه رد فعل فلسطينيين أمام مركبة عسكرية إسرائيلية بعد أن هاجمها مسلحون تسللوا إلى مناطق في جنوب إسرائيل، ضمن هجوم إرهابي واسع نفذته حماس يوم 07.10.2023، وخلّف مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي أغلبهم من المدنيين واختطاف أكثر من مائتين. ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية. إ.ع/ ع.خ / م.س.