غزة ـ مظاهرة نادرة تطالب بوقف الحرب وتنحي "حماس الإرهابية"
٢٥ مارس ٢٠٢٥
أفاد شهود عيان بأن مئات، وحسب مصدر آخر آلاف، الفلسطينيين تظاهروا في شمال قطاع غزة للمطالبة بوقف الحرب، لكنهم طالبوا حماس بالتنحي عن حكم القطاع ورفعوا شعارات "كفى دمارا" و "حماس برا برا" و"هي هي حماس إرهابية".
وعادة ما تكون التظاهرات في غزة مدفوعة بنداءات من الفصائل الفلسطينية، لكن هذه المرة جاءت من قلب الشارع، بلا توجيه أو قيادة واضحة، صورة من: AFP
إعلان
في مشهد نادر الحدوث في قطاع غزة، خرج آلاف الفلسطينيين في مسيرات احتجاجية في شوارع بلدة بيت لاهيا وجباليا شمال القطاع، مطالبين بوقف الحرب، لكن اللافت أن العديد من المشاركين في المسيرات، التي بدت عفوية، طالبوا حماس بالخروج عن السلطة، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، فيما نقلت وكالة فرانس برس عن شهود عيان أن العدد هو بالمئات.
ووسط الهتافات المطالبة بالحرية والسلام، رفع المتظاهرون شعارات تدين استمرار القتال وتطالب برحيل قيادات حماس.
وردد المتظاهرون هتافات منها "كفى دمارا" و "حماس برا برا" و"هي هي حماس إرهابية"، بحسب ما نقلته فرانس برس عن شهود عيان.
ويرى مراقبون أن هذه الاحتجاجات قد تشكل تحديا غير مسبوق لحركة حماس، التي اعتادت على قمع أي صوت معارض. صورة من: AFP
وقال مجدي الذي رفض ذكر اسم عائلته إن "عشرات الشباب تجمعوا قرب خيام النازحين في بيت لاهيا وتحولت إلى تظاهرة عفوية لأن الناس تعبت، من الحرب، ولكن أثناء السير أمام مستشفى الأندونيسي ردد البعض هتافات ضد حماس، وكفى حربا".
وأضاف "إذا كان خروج حماس من مشهد حكم غزة هو الحل فلماذا لا تتخلى حماس عن الحكم لحماية الشعب".
وقال محمد وهو أحد المشاركين في التظاهرة "لا أعرف من نظم التظاهرة، أنا شاركت بشكل تلقائي لأنها فرصة لتوجيه رسالة للعالم أن الشعب يقول كفى حربا".
وأضاف "رأيت عددا من أمن حماس بلباس مدني وقاموا بتفريق التظاهرة".
إعلان
"تعبنا من الحروب" و "لسنا وقودا لمشاريع سياسية"
ويقول محمد الكيلاني، مدرس لغة عربية وأب لطفلين، فقد وظيفته بعد أن دمرت المدرسة التي كان يعمل بها في غارة جوية: "إحنا مش أرقام في نشرات الأخبار، إحنا ناس لها بيوت وعائلات وأحلام. تعبنا من الحروب اللي
كل مرة بتسرق منا حياتنا"، وفق ما نقلت الوكالة الألمانية (د ب أ)
ويضيف: "كل يوم بطلع من البيت مش متأكد إذا راح أرجع أشوف ولادي، وإذا بكرة أصلا موجود لهم. بس المشكلة مش بس بالحرب، المشكلة إنه حياتنا كلها صارت رهينة بيد ناس ما بتسأل عنا، لا حماس ولا غيرها".
صورة من: AFP
أما محمود الحواجري، الذي فقد عمله في البناء بسبب الدمار، فيقول: "كبرنا وإحنا بنسمع عن بكرا اللي عمره ما إجى. طفولتنا راحت، شبابنا عم يضيع، وإحنا لسا بنحلم بحياة طبيعية". ويضيف بلهجة غاضبة: "إحنا مش وقود لمشاريع سياسية، مش لازم كل مرة ندفع الثمن لحسابات قادة ما بهمهم غير سلطتهم".
ويتزايد شعور المواطنين في غزة بأنهم عالقون في صراع لا يخدم سوى المصالح السياسية، بينما هم يدفعون الثمن الأكبر.
وأبو خالد أبو رياش، صاحب متجر في الخمسين من عمره، خسر كل شيء بعد أن دمر محله في القصف، ليجد نفسه مع عائلته بلا مأوى ولا مصدر رزق. ويقول بحسرة: "رزقي راح، بيتي تدمر، ولادي اتشردوا، ولسا بيحكوا لنا اصبروا. حماس بتطالبنا نصبر، بس هم عايشين بأمان وولادهم مش تحت القصف".
تحد غير مسبوق لحماس
ولم يصدر أي تعليق من حماس التي تعد جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
صورة من: AFP
وعادة ما تكون التظاهرات في غزة مدفوعة بنداءات من الفصائل الفلسطينية، لكن هذه المرة جاءت من قلب الشارع، بلا توجيه أو قيادة واضحة، في مؤشر على التحول الذي يشهده المزاج الشعبي تجاه حماس وإدارتها للقطاع.
ويرى مراقبون أن هذه الاحتجاجات قد تشكل تحديا غير مسبوق لحركة حماس، التي اعتادت على قمع أي صوت معارض.
وقال خبراء ومحللون فلسطينيون إن على حركة حماس الانتباه إلى هذا الغضب الشعبي المتزايد، مشيرين إلى أن تجاهل أصوات السكان الذين لم يعودوا قادرين على تحمل المزيد سيضع الأمور في الفترة المقبلة لنفق مظلم.
م ف/ع.ج.م (د ب أ، أ ف ب)
وقف إطلاق النار ينعش الآمال في السلام وطي صحفة حرب غزة
بعد إطلاق سراح الدفعة الأولى من الرهائن الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين ودخول المساعدات إلى قطاع غزة؛ أصبح الأمل كبيرا بعودة باقي الرهائن لأهاليهم، وعودة النازحين لديارهم، وطي صفحة الحرب والبدء بإعادة الإعمار.
صورة من: Menahem Kahana/AFP
فرحة لا توصف
فرحة الأهل بعودة أحبائهم بعد أكثر من 15 شهرا من الاختطاف، لا توصف. حيث فقد كثيرون الأمل بعودة أحبائهم المختطفين بعدما انقطعت أخبارهم وعدم معرفة ما إذا كانوا على قيد الحياة.
صورة من: Maayan Toaf/GPO/Handout/REUTERS
إطلاق ثلاث رهائن في اليوم الأول
في اليوم الأول لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ تم إطلاق ثلاث رهائن، وهن: رومي غونن (24 عاما) وأيميلي داماري (28 عاما) ودورون شتاينبرشر (31 عاما)، وقضت هؤلاء 470 يوما في الاحتجاز لدى حماس في غزة.
صورة من: Oded Balilty/AP/picture alliance
الإصابة لم تعكر فرحة العودة
بعض الرهائن الإسرائيليين أصيبوا بجروح أثناء اختطافهم أو احتجازهم، مثل ايميلي داماري، التي أطلق سراحها في اليوم الأول لدخول اتفاق وقف إطلاق حيز التنفيذ، حيث أنها أصيبت في يدهم.
صورة من: Israel Defense Forces/Handout/REUTERS
إطلاق سراح سجناء
في اليوم الأول للاتفاق أطلقت إسرائيل سراح 90 معتقلا فلسطينيا مقابل إطلاق حماس سراح 3 رهائن، كن محتجزات في قطاع عزة منذ 15 شهرا. حسب قائمة قدمتها هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة للسلطة الفلسطينية، فإن جميع المفرج عنهم هم من النساء أو القصر.
صورة من: Ammar Awad/REUTERS
الاحتفال بعودة المعتقلين الفلسطينين
تجمع العشرات في بلدة بيتونيا في الضفة الغربية لاستقبال حافلتين تقلان عشرات المعتقلين الفلسطينيين الذين أطلق سراحهم من سجن عوفر الإسرائيلي، رافعين أعلاما فلسطينية وأعلام حماس، وصعد عدد منهم على سطح الحافلتين، بينما كانت تسمع أصوات المفرقعات والألعاب النارية والزغاريد.
صورة من: Ammar Awad/REUTERS
الاحتفال بوقف إطلاق النار
انتظر الفلسطينيون في غزة بفارغ الصبر اتفاق وقف إطلاق النار لينعموا بشيء من الهدوء دون خوف من القصف. وقد بادر الصغار للتعبير عن فرحتهم بعفوية وبساطة، كما في الصورة من مدينة رفح.
صورة من: Abed Rahim Khatib/dpa/picture alliance
السير بين الدمار
فور الإعلان عن دخول الهدنة حيز التنفيذ، بادر آلاف النازحين الفلسطيين للعودة إلى ديارهم وخاصة في شمال قطاع غزة. أكثرهم عاد سيرا على الأقدام رغم طول المسافة. لكن كثيرين قد لا يجدون سقفا يأويهم بعد الدمار الذي خلفته الحرب.
صورة من: Omar Al-Qattaa/AFP/Getty Images
العودة بأي وسيلة
لم ينتظر النازحون تأمين وسيلة نقل مريحة للعودة إلى ديارهم، حيث عاد كثيرون سيرا على الأقدام وبعضهم استخدم عربات تجرها الحمير او أي وسيلة نقل أخرى للعودة إلى منزله ونقل ما يمكن من أمتعة وأدوات منزلية.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
انتظار قافلات المساعدات على معبر رفح
فور التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار انطلقت قوافل المساعدات الإنسانية الدولية تتدفق عبر مصر إلى معبر رفح، وكانت مئات الشاحنات تنتظر على المعبر للسماح لها بالدخول إلى قطاع غزة.
صورة من: AFP/Getty Images
دخول المساعدات إلى القطاع
قالت الأمم المتحدة إن أكثر من 630 شاحنة دخلت غزة يوم الأحد، ووصل منها على الأقل 300 محملة بالمساعدات الإنسانية إلى شمال القطاع في اليوم الأول لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. والمرحلة الأولية للاتفاق مدتها ستة أسابيع، تنص على دخول 600 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية يوميا إلى غزة.
صورة من: Amr Nabil/AP Photo/picture alliance
دمار هائل
حسب تقرير حديث للأمم المتحدة فإن نحو 60 بالمئة من المباني في قطاع غزة إما تضررت أو دُمرت خلال الحرب، مما أدى إلى نزوح حوالي 90 بالمئة من السكان. وأظهر تقرير للأمم المتحدة نشر العام الماضي أن إعادة بناء المنازل المدمرة في غزة قد يستمر حتى عام 2040 على الأقل.
صورة من: Hasan N. H. Alzaanin/Anadolu/picture alliance
عشرات آلاف القتلى والمصابين
الحرب المستمرة في غزة منذ أكتوبر 2023 خلفت دمارا هائلا وأكثر من 47 ألف قتيل و111 ألف جريح في غزة بعضهم أصيب بإعاقة دائمة، حسب أرقام السلطات الصحية التابعة لحماس في غزة. وفي الجانب الإسرائيلي قتل أكثر من 1200 واصيب 5400 آخرين.