رفعت منظمات دعوى قضائية في ألمانيا ضد جندي إسرائيلي من أصل ألماني، تتهمه بالتورط في عمليات قتل مدنيين عزل بقطاع غزة. ويشتبه في انتماء الجندي إلى "وحدة الأشباح" الإسرائيلية التي تواجه اتهامات بارتكاب انتهاكات في القطاع.
أضافت المنظمات الحقوقية أن إجراءات قانونية ضد أعضاء من يسمى "وحدة الأشباح" في الكتيبة 202 من المظليين جارية أيضا في فرنسا وإيطاليا و جنوب أفريقيا وبلجيكا.صورة من: Chen Junqing/Xinhua/IMAGO
إعلان
رفع محامون مختصون بالدفاع عن حقوق الإنسان دعوى قضائية ضد جندي إسرائيلي من أصل ألماني للاشتباه بتورطه في استهداف مدنيين فلسطينيين عزل في قطاع غزة.
وقال المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان وثلاث منظمات فلسطينية معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان إنها تقدمت بشكوى جنائية إلى المدعي العام الاتحادي الألماني بحق قناص في الجيش الإسرائيلي.
وقال المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان إن الجندي البالغ من العمر 25 عاماً ولد ونشأ في ميونيخوكان لديه إقامة مسجلة في ألمانيا حتى وقت قريب، لكن المركز لم يستطع تأكيد أنه يحمل جنسية مزدوجة.
وفي شكوى مؤلفة من 130 صفحة، قال المركز الأوروبي إن الجماعات المشاركة قدمت أدلة، بما في ذلك أبحاث تقص وتسجيلات مسموعة ومرئية، تتهم الجندي بالانتماء إلى ما يسمى "وحدة الأشباح" في الكتيبة 202 من المظليين.
وقال المركز الأوروبي في بيان إن الأدلة التي لديه تشير إلى أن أعضاء في تلك الوحدة قتلوا مدنيين في قطاع غزة عمدا.
ولم يستجب الجيش الإسرائيلي أو وزارة الخارجية الإسرائيلية أو مكتب المدعي العام الاتحادي الألماني لطلبات من رويترز للحصول على تعليق.
وقالت منظمات حقوق الإنسان إن عمليات إطلاق نار محددة الهدف من قناصة قرب مستشفيي القدس وناصر في قطاع غزة جرى توثيقها في الفترة من تشرين الثاني/نوفمبر 2023 وآذار/مارس 2024. وأضافت أن إجراءات قانونية ضد أعضاء من الوحدة نفسها جارية أيضا في فرنسا وإيطاليا و جنوب أفريقيا وبلجيكا.
وقال المركز الأوروبي إن القضية رفعت بموجب القوانين الألمانية التي تسمح للادعاء العام بالتحقيق في جرائم دولية إذا كان المتهمون ولدوا في ألمانياأو يحملون جنسيتها.
وقال ألكسندر شفارتز المحامي في المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان في بيان "ينبغي ألا تكون هناك معايير مزدوجة، حتى لو كان المشتبه بهم أعضاء في الجيش الإسرائيلي".
وينفي الجيش الإسرائيلي باستمرار أي عمليات قتل مستهدفة للمدنيين، مؤكدا أنه يستهدف فقط البنية التحتية لـ "الإرهاب" في القطاع، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
تحرير: خالد سلامة
غزة.. حين يصدح العود يصمت ضجيج الحرب لوهلة
وسط أنقاض غزة وخرائبها يتمسّك الموسيقيون الشباب بآلاتهم ويجدون بين الجوع والخوف والفقد لحظةً من الأمل والكرامة، تولد من بين أنغام الموسيقى.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
معا للتغلب على الخوف
صف في مدرسة كلية غزة.. الجدران مخرقة بندوب الشظايا وزجاج النوافذ تناثرت أشلاؤه مع عصف القذائف. في إحدى قاعاتها الصغيرة، تجلس ثلاث فتيات وصبي في درس في العزف على الغيتار، أمام معلمهم محمد أبو مهدي الذي يؤمن الرجل أن للموسيقى قدرة على مداواة أرواح أهل القطاع، وأن أنغامها قد تخفف من وطأة القصف، ومن مرارة الفقد ومن قسوة العوز.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
مواصلة الدروس
في مطلع العام الماضي كان أحمد أبو عمشة، أستاذ الغيتار والكمان، ذو اللحية الكثّة والابتسامة العريضة، من أوائل أساتذة المعهد الوطني للموسيقى "إدوارد سعيد" وطلابه الذين شردتهم الحرب لكنه بادر إلى استئناف تقديم الدروس مساءً لنازحي الحرب في جنوب غزة. أمّا اليوم، فقد عاد ليستقرّ مجدداً في الشمال، في مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
"الموسيقى تمنحني الأمل"
"الموسيقى تمنحني الأمل وتخفف من خوفي"، تقول ريفان القصاص، البالغة من العمر 15 عاما وقد بدأت تعلم العزف على العود في ربيعها التاسع. وتأمل القصاص في أن تتمكن يوما ما من العزف في خارج القطاع. القلق كبير بين الناس من أن يتم اقتلاعهم مرة أخرى بعد قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي في 8 أغسطس/ آب السيطرة على مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
ظروق قاسية
أمام خيمة مدرسي الموسيقى تقع مدينة غزة وقد استحالت إلى بحر من الحطام والخراب. يعيش معظم السكان في ملاجئ أو مخيمات مكتظة، وتشح المواد الغذائية والمياه النظيفة والمساعدات الطبية. ويعاني الطلاب والمعلمون من الجوع ويصعب على بعضهم الحضور إلى الدروس.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
شيء جميل بين الموت والحياة
الفلسطيني يوسف سعد يقف مع عوده أمام مبنى المدرسة المدمر. لم تنج من القتال سوى قلة قليلة من الآلات الموسيقية. يوسف البالغ من العمر 18 عاما لديه حلم كبير: "آمل أن أتمكن من تعليم الأطفال الموسيقى، حتى يتمكنوا من رؤية الجمال رغم الدمار".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
افتخار وكبرياء في القلب
من الطبيعي أن يتم عرض ما تعلمه الطلاب من العزف على الآلات الموسيقية في ظل الظروف الكارثية أمام الجمهور. في خيمة يعرض طلاب الموسيقى ما يمكنهم فعله ويحصدون تصفيقا حارا. المجموعة الموسيقية متنوعة. وتقول طالبة للعزف على الغيتار تبلغ من العمر 20 عاما: "أحب اكتشاف أنواع موسيقية جديدة، لكنني أحب الروك بشكل خاص. أنا من عشاق الروك".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
سعداء ولو للحظة!
ولا يغيب الغناء عن المشهد، فتناغم أصوات الأطفال على خشبة مرتجلة يتناهى كنسمة مُرهفة، يخفف من وقع إيقاع الانفجارات القاتلة. تلك الانفجارات التي لا يدري أهل غزة إن كانوا سيفلتون من براثنها عند الضربة التالية أم سيكونون من ضحاياها.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
الموسيقى في مواجهة الألم
يعزف أسامة جحجوح على آلة الناي وهي آلة موسيقية المستخدمة في الموسيقى العربية والفارسية والتركية. يقول: "أحيانا أعتمد على تمارين التنفس أو العزف الصامت عندما يكون القصف شديدا. عندما أعزف، أشعر أنني أستعيد أنفاسي، وكأن الناي يزيل الألم من داخلي".
أعده للعربية: م.أ.م