1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

غزة: هل تصل المساعدات الإنسانية بالوقت المناسب وتكفي الجميع؟

١٤ أكتوبر ٢٠٢٥

تستعد منظمات الإغاثة الدولية لتقديم المساعدة العاجلة للأسر في قطاع غزة، لكن المخاوف تتصاعد من أن هذه الإمدادات قد لا تصل في الوقت المناسب، أو قد لا تكفي لسد الاحتياجات المتزايدة لمن أنهكتهم الحرب.

يسير فلسطينيون نازحون على طول الطريق الساحلي، متجهين نحو شمال غزة، الجمعة 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025، بعد أن وافقت إسرائيل وحماس على وقف إطلاق النار في حربهما وإطلاق سراح الرهائن المتبقين.
يعتمد غالبية الفلسطينيين في غزة على المساعدات الإنسانية لأجل العيش. في الصورة نازحون فلسطينيون يتجهون عائدين نحو شمال غزة، بعد الموافقة على وقف إطلاق النار. صورة من: Abdel Kareem Hana/AP Photo/picture alliance

بعد دقائق من بدء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة، صرّح إياد عماوي، ممثل لجنة إغاثة غزة، وهي منظمة محلية تُنسّق عمل المنظمات غير الحكومية الإنسانية الأصغر، في حديثه لـ DW  قائلا إن "المؤشرات على الأرض تُشير إلى أن الجيش الإسرائيلي بدأ بالانسحاب تدريجيا".

وأضاف عماوي يوم الجمعة (10 أكتوبر/ تشرين الأول): "آمل أن تكون الخطوة التالية زيادة إمدادات الغذاء والخيام والملاجئ المتنقلة، بالإضافة إلى المعدات الثقيلة لإزالة الأنقاض، وتطهير الطرق، وتهيئة الأراضي لمخيمات جديدة مع بدء عودة النازحين إلى بلداتهم ومدنهم الأصلية".

ومن جهته، قال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، إن "هناك ما يكفي من الغذاء الجاهز للنقل بالشاحنات إلى غزة لإطعام جميع سكانها لمدة ثلاثة أشهر".

ووفقا لتوم فليتشر، منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، فإن هذه الكمية تبلغ 170 ألف طن متري (أي ما بين 8700 و11 ألف شاحنة، كل منها يزن من 15 إلى 20 طنا) من الغذاء والدواء وغيرها من المساعدات الإنسانية.

وقال فليتشر في لقاء إعلامي في نيويورك الخميس الماضي: "سنسعى إلى زيادة الإمدادات إلى مئات الشاحنات يوميا"، مضيفا أن الأمم المتحدة "ستعزز توفير الغذاء في جميع أنحاء غزة للوصول إلى 2.1 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات غذائية، وحوالي 500 ألف شخص يحتاجون إلى التغذية. يجب مكافحة المجاعة في المناطق التي استشرت فيها، ومنع حصولها في مناطق أخرى".

وأوضح: "نظرا لحجم الاحتياجات، ومستوى الجوع، سيتطلب الأمر جهدا جماعيا هائلا، وهذا ما حشدنا من أجله كل الطاقة"، مضيفا: "نحن على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة".

"وصول المساعدات رهين بالالتزام بوقف إطلاق النار"

من جهتها، قالت سارة ديفيس، المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إسرائيل والأراضي المحتلة، لـ DW يوم الجمعة إن "اللجنة الدولية للصليب الأحمر على أهبة الاستعداد لزيادة استجابتها الإنسانية وفقا لما تسمح به الظروف الميدانية". وأضافت: "نحن مستعدون لتقديم المساعدة، وكذلك توزيعها بأمان وفعالية، وفقا للمبادئ الإنسانية".

بالإضافة إلى ذلك، قال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، أنور العوني، في تصريح لوكالة أسوشيتد برس، إن "الاتحاد الأوروبي مستعد لإرسال المساعدات بسرعة ودعم جهود إعادة الإعمار والأمن في غزة في حال صمد وقف إطلاق النار".

منذ فترة طويلة، يعتمد سكان قطاع غزة على المساعدات الإنسانية، لكن الحرب التي شنتها إسرائيل ضد حماس على مدى العامين الماضيين أدت إلى تفاقم الحاجة للمساعدات. وانطلقت شرارة هذه الحرب إثر الهجمات الإرهابية بقيادة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والتي قتل فيها إسلامويون مسلحون أكثر من 1200 شخص واختطفوا نحو 250 رهينة إلى غزة. ومنذ ذلك الحين، دمّر الجيش الإسرائيلي أجزاءً واسعة من القطاع، ووفقًا للسلطات الصحية في غزة، التي تقودها حماس، قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 67 ألف فلسطيني، بينهم عشرات الآلاف من الأطفال. وقد نزح ما يقرب من 90% من السكان، بعضهم عدة مرات.

وبعد أن ألغت إسرائيل وقفا لإطلاق النار في مارس/ آذار 2025 وفرضت حصارًا على قطاع غزة، حذّرت الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى من المجاعة في يوليو/تموز.

كيف ستصل المساعدات إلى غزة؟

يوم الجمعة، صرّح وزير الدفاع الإيطالي غيدو كروسيتو بأنّ الشرطة الإيطالية ستستأنف دورياتها على معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر في 14 أكتوبر/تشرين الأول.

في عام 2005، أنشأ الاتحاد الأوروبي بعثة لتوفير وجود محايد كطرف ثالث على المعبر. وقال كروسيتو في بيان: "امتثالا لاتفاقية ترامب، سيُفتح معبر رفح في اتجاهين بالتناوب، ذهابا إلى مصر وإيابا إلى غزة".

عادة ما يكون هذا المعبر مخصصا لعبور الأفراد، ولكن على مدار العامين الماضيين، تراكمت شاحنات المساعدات الإنسانية على الجانب المصري من الحدود. وتوقع كروسيتو أن تتدفق يوميا حوالي 600 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر رفح، وكذلك معبري كرم أبو سالم (كرم شالوم) وإيريز، وكلاهما على حدود غزة مع إسرائيل.

نظرا لحجم الاحتياجات، ومستوى الجوع، سيتطلب الأمر تضافر الجهود لأجل إيصال المساعدات الكافية لقطاع غزةصورة من: Moiz Salhi/Anadolu/picture alliance

كما دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إلى إدخال المساعدات الغذائية إلى غزة عبر المعابر الثلاثة. وصرح ريكاردو بيريس، المتحدث باسم اليونيسف قائلا: "الوضع حرج، نواجه خطر ارتفاع حاد في وفيات الأطفال، ليس فقط حديثي الولادة، بل أيضا الرضع، نظرا لأن أجهزتهم المناعية أصبحت أكثر وهنًا من السابق".

هيومن رايتس ووتش تحذر من وفيات مستقبلية

وقال عمر شاكر، مدير مكتب إسرائيل وفلسطين في هيومن رايتس ووتش، لـ DW يوم الجمعة: "ستستمر معاناة الفلسطينيين في غزة وموتهم أيضا، ما دامت إسرائيل تواصل حصارها غير القانوني للقطاع، بما في ذلك من خلال تقييد الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى من تقديم المساعدات التي تشتد الحاجة إليها".

كما حذّر من أن آلاف الفلسطينيين في غزة قد لقوا حتفهم نتيجة سوء التغذية والجفاف والأمراض الناجمة عن منع السلطات الإسرائيلية وصول الغذاء والماء وغيرها من الإمدادات الضرورية لبقائهم على قيد الحياة.

ماذا عن مؤسسة غزة الإنسانية؟

في الوقت الحالي لا يزال دور مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) غير واضح. عِلمًا بأنها مؤسسة مقاولات مدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، حلّت محل الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى كمورد رئيسي للغذاء لسكان غزة في مايو/أيار بعد أن اتهمت إسرائيل حماس، المصنفة منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الأخرى، بنهب الإمدادات.

مستوى الجوع بين أهالي قطاع غزة يجعل المنظمات تحشد طاقاتها استعدادا لتلبية الحاجة الكبيرة لدى السكانصورة من: Mahmoud Issa/REUTERS

وصرح المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، يوم الخميس بأنه لا علم له بأي دور لمؤسسة غزة الإنسانية خلال وقف إطلاق النار. وأشاد توم فليتشر، منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، بخطة وقف إطلاق النار المدعومة من الولايات المتحدة، مؤكدا "أهمية دور الأمم المتحدة في صميم الاستجابة الإنسانية".

وتعرضت إسرائيل ومؤسسة غزة الإنسانية، لانتقادات لاذعة بعد اتهام جيش الدفاع الإسرائيلي والعصابات المسلحة بقتل وإصابة مئات المدنيين الفلسطينيين في نقاط توزيع المساعدات. ورفضت المؤسسة هذه الاتهامات، مشيرة إلى صعوبات توزيع المساعدات في مناطق النزاع.

وفي منشور حديث على منصة X، قال المدير التنفيذي لمؤسسة "GHF"، جون أكري، إن المؤسسة لا تزال ملتزمة بدعم "أهالي غزة بالأمل والكرامة والثقة، وهي حريصة على العمل مع جميع من يشاركوننا هذه الرسالة. فلنأمل أن تُحقق الأيام والأسابيع القادمة سلاما دائما".

أعدته للعربية: ماجدة بوعزة

جنيفر هولايس محررة ومحللة تركز على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW