1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

غزة وجنوب إسرائيل- كيف حال الناس بعد التصعيد العسكري الأخير؟

١٣ أغسطس ٢٠٢٢

بعد ثلاثة أيام من دوي الصواريخ وصفارات الإنذار، يتنفس سكان غزة وجنوب إسرائيل الصعداء ويعودون إلى حياتهم الطبيعية. ويعبر إسرائيليون وفلسطينيون لـDW عن قلقهم من احتمال تصعيد آخر في المستقبل.

مبنى مدمر في غزة (10.08.2022)
بعد ثلاثة أيام من الغارات الجوية والقصف المدفعي للجيش الإسرائيلي، سكان غزة يتنفسون الصعداءصورة من: Omar Ashtawy/APA Images/ZUMA Press/picture alliance

عندما دخل وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه مصر بين إسرائيل "وحركة الجهاد الإسلامي" الفلسطينية في غزة حيز التنفيذ في وقت متأخر من ليلة الأحد (السابع من آب/ أغسطس 2022)، وصلت فرق الإغاثة إلى "كيبوتس" (كلمة عبرية معناها تَجَمُّعٌ) نيريم في جنوب إسرائيل، على بعد بضعة كيلومترات من قطاع غزة.
وقالت ميشال رحاف: "بحلول يوم الأحد، أصبح الأمر صعبًا حقًا، بسبب الشدة (القصف)، وكانت الفترات الفاصلة بين الإنذارات قصيرة جدًا". ومع أطفالها الثلاثة وكلبيها، أمضت الإسرائيلية، البالغة من العمر 45 عامًا، ثلاثة أيام في غرفتهم الآمنة، وهي مساحة محمية في منزلهم المكون من طابق واحد. كانت صفارات الإنذار تدوي بشدة تحذيرًا من سقوط صواريخ أو قذائف هاون من غزة. وغادرت بعض العائلات "الكيبوتس" في بداية الهجوم، لكن رحاف وأفراد عائلتها بقوا هنا.

واقفة في الغرفة الآمنة بجوار أكوام من الملابس والفراش، أخبرت رحاف DW كيف مرّت العائلة بمواقف مماثلة مرارًا وتكرارًا في السنوات الأخيرة، وأضافت: "لقد كان لها تأثيرها. بحلول الساعة العاشرة مساءً، كنا جميعًا مضطربين وأردنا أن ينتهي (ذلك)".

في مكان قريب، سارت أديل رايمر مع DW حول منزلها. وقالت: "المرء لا يعتاد على هذا. لا أحد يعتاد على أن يكون لديه من صفر إلى 10 ثوانٍ للركض إلى مكان آمن". تتذكر رايمر عندما كانت الظروف مختلفة، في الثمانينيات، عندما تم بناء منزلها من قبل سكان غزة الذين جاءوا للعمل في إسرائيل.

عملية "مطلع الفجر"
في الخامس من آب/ أغسطس، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "مطلع الفجر" فيما وصفه بضربة جوية استباقية قتلت أحد كبار قادة "حركة الجهاد الإسلامي" الفلسطينية في غزة. وفي وقت سابق من الأسبوع نفسه، تلقت إسرائيل تهديدات من الجماعة المسلحة بعد أن ألقت القبض على قيادي بارز في الحركة في الضفة الغربية.

ميشال رحاف وأولادها يعودون إلى حياتهم الطبيعيةصورة من: Tania Kraemer/DW

كان هذا التصعيد هو الأخطر منذ أيار/ مايو 2021، عندما خاضت إسرائيل وحركة حماس المسلحة التي تسيطر على غزة، حربًا استمرت 11 يومًا. ويعتقد محللون إسرائيليون أن حماس، التي أعربت عن دعمها لـ"حركة الجهاد الإسلامي"، امتنعت عن التورط في المواجهة لأنها لا تزال تعيد تجميع صفوفها. وبالإضافة إلى ذلك، يقول المحللون إن هناك ضغوطًا عامة واقتصادية على حماس لعدم التورط في صراع آخر.

أطلقت "حركة الجهاد الإسلامي" ما يقدر بنحو 1175 صاروخًا بشكل رئيسي تجاه المجتمعات الإسرائيلية القريبة من غزة، وقليل منها باتجاه تل أبيب والقدس. انفجر نحو 200 صاروخ طائش داخل غزة، بحسب الجيش الإسرائيلي الذي أضاف أن نظام "القبة الحديدية" للدفاع الصاروخي نجح في اعتراض 97٪ من صواريخ "حركة الجهاد الإسلامي".

شعبية لابيد تزداد
أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي المؤقت، يائير لابيد، بالعملية ووصفها بأنها ناجحة ورادعة بشكل حاسم. ويعتقد بعض المحللين أنه يمكنه أن يستخدمها كوسيلة ضغط في محاولته لتشكيل الحكومة الائتلافية المقبلة بعد انتخابات الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر. فقد أظهرت ثلاثة استطلاعات للرأي نشرتها قنوات إخبارية إسرائيلية يوم الإثنين (الثامن من آب/أغسطس 2022) أن شعبيته تزداد.

وكتب الصحفي في هآرتس، أمير تيبون: "في غزة في نهاية هذا الأسبوع، نال لابيد احترام العديد من الإسرائيليين من خلال أخذ زمام المبادرة بدلاً من انتظار الطرف الآخر لاتخاذ خطوة ثم الرد".

وفي غياب حل سياسي تفاوضي، يظل سكان جنوب إسرائيل واقعيين. وقالت رحاف وهي جالسة في الخارج على شرفتها: "إنها ليست نهاية الأمر بالتأكيد. لقد كانت جولة مع (حركة) الجهاد (الإسلامي). لدينا جولة مع حماس ستأتي في وقت ما في المستقبل القريب. الأمر أشبه بوضع ضمادة لاصقة على الجرح".

في أماكن مثل نيريم، يتم إنشاء ملاجئ متنقلة كل بضع مئات من الأمتارصورة من: Tania Kraemer/DW

الدمار في قطاع غزة
على بعد بضعة كيلومترات عبر الحدود في قطاع غزة، خرج السكان بعد ثلاثة أيام من الغارات الجوية والقصف المدفعي للجيش الإسرائيلي. على مدى ثلاثة أيام، قال الجيش إنه قصف أكثر من 170 هدفًا في القطاع.

كانت الحفرة العميقة في موقع تم قصفه وسط الحي الذي يسكن فيه بمدينة رفح جنوب القطاع مشهدًا مألوفًا جدًا لمحمد شعث. هنا، قتلت غارة جوية بشكل مستهدف قائدًا بارزًا آخر في "حركة الجهاد الإسلامي" مساء السبت. كما قُتِل مسلحان وخمسة مدنيين بينهم طفل.

قال شعث، البالغ من العمر 24 عامًا والعاطل عن العمل: "حياتي حروب. في أعوام 2008 و2012 و2014 و2021 و2022. أتمنى أن تتغير حياتنا في هذه المدينة"، وأضاف: "معظم المنازل هنا لها أسطح من التوتياء، لذلك كان هناك الكثير من الأضرار بشكل واضح. كل هذه الحروب أثرت علينا كثيرًا".

ووافقه في ذلك محمود، وهو شاب آخر كان يساعد في إزالة الأنقاض، وقال: "حياتنا مليئة بالحروب.. حروب اقتصادية واجتماعية وسياسية.. دائمًا حروب.. حياتنا اليومية حرب".
لم ينم محمود طيلة الأيام الثلاثة الماضية في محاولة لتهدئة إخوته الصغار الذين كانوا خائفين من صوت القصف.

وأضاف الشاب البالغ من العمر 22 عامًا: "أتمنى فقط أن أكون مثل الشباب الآخرين، وأن أعيش بأمان وأطعم أسرتي. الحياة الطبيعية. إنه حلم بسيط للغاية".

سكان مدينة غزة أيضًا يعودون إلى حياتهم الطبيعيةصورة من: Ashraf Amra/APA Images/ZUMA/picture alliance

دمار في غزة
أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بمقتل 46 شخصًا، من بينهم 16 طفلاً، بالإضافة إلى مسلحين، كما أصيب أكثر من 360 شخصًا. ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تضررت مئات من الوحدات السكنية. وقالت "حركة الجهاد الإسلامي" إن 12 من مسلحيها قتلوا.

عانى سكان القطاع من أربع حروب والعديد من التصعيدات العسكرية منذ أن استولت حماس، المصنفة كجماعة إرهابية من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، على السلطة من السلطة الفلسطينية في عام 2007. وفرضت إسرائيل حصارًا على القطاع، وتم إغلاق الحدود المصرية معه، ما يحد من الوصول إليه برًا وجوًا وبحرًا. ويشمل ذلك أيضًا وجود قيود مشددة على حركة معظم السكان وتدفق البضائع.
وأثناء إزالة الأنقاض مرة أخرى في غزة، أعادت إسرائيل يوم الإثنين (الثامن من آب/أغسطس) فتح معابرها مع القطاع وسمحت بمرور إمدادات الوقود والمساعدات الإنسانية الأخرى.

وأغلقت محطة الكهرباء الوحيدة في المنطقة خلال الصراع بعد نفاد الوقود يوم السبت، ما أدى إلى قطع إمدادات الكهرباء الضعيفة أصلًا في الصيف. ومن المتوقع أن يستخدم آلاف العمال الفلسطينيين معبر "إيريز" (معبر بيت حانون) الحدودي الذي أعيد فتحه لاستئناف العمل في إسرائيل في الأيام المقبلة.

وقالت آية ملاحي، وهي خريجة إعلام من غزة، وتبلغ من العمر 24 عامًا: "الوضع في غزة لا يوصف - هناك الكثير من الأزمات مثل الحرب (التي اندلعت) قبل أيام قليلة، وخسائر كثيرة جدًا. إنها تستنزف من جميع الجوانب"، وأضافت: "لا يوجد عمل. لا أحد يستطيع أن يصنع أو يبني مستقبلاً في غزة".

تانيا كريمر/م.ع.ح

ساهم في التغطية من رفح ومدينة غزة: أيمن مغامس

 

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW