غزل متبادل بين ريبيري وأنشيلوتي وانتقاد ضمني لغوارديولا
هشام الدريوش٢٥ يوليو ٢٠١٦
أثنى ريبيري كثيرا على المدرب الجديد لبايرن ميونيخ كارلو أنشيلوتي وقال إنه أعاد له الثقة من جديد، في إشارة إلى العلاقة الفاترة التي كانت تجمعه مع المدرب السابق بيب غوارديولا.
إعلان
يخوض فرانك ريبيري استعداداته للموسم المقبل مع فريقه بايرن ميونيخ بحماس كبير. وتجلى ذلك بشكل واضح في أدائه القوي في المباريات التحضيرية الثلاث التي لعبها الفريق البافاري لحد الآن. ريبيري كان أفضل لاعب في تلك المباريات حيث سجل مرتين. الأولى أمام فريق ليبشتات قبل أن يعود للتسجيل من جديد في مباراة السبت أمام لاندسهوت المنتمي لقسم الهواة. وحتى في المباراة الإعدادية الأخرى التي خاضها بايرن ميونيخ أمام مانشستر سيتي، الذي يشرف عليه المدرب السابق لبايرن ميونيخ بيب غوارديولا، لفت ريبيري مرة أخرى الأنظار بمراوغته وتمريراته الحاسمة.
"أشعر بالحرية وبحماس كبير"، يقول جناح بايرن ميونيخ في حوار مع مجلة كيكر الألمانية. فما السر في عودة ريبيري إلى الاستمتاع بالعب والإمتاع أيضا على عكس المواسم الأخيرة التي عاني فيها ولم يرتق للمستوى المطلوب؟
أنشيلوتي يعيد الثقة لريبيري
السبب الرئيسي وراء ذلك يرجع للمدرب الجديد للفريق البافاري كارلو أنشيلوتي، الذي قال عنه ريبيري "أنشيلوتي هدية للفريق". وبالرغم من أن ريبيري يبلغ من العمر 33 عاما، إلا أنه لا يزال يحتاج لمدرب يكون قريبا منه نفسيا ويمنحه ثقة عالية في النفس تدفعه لإخراج كل ما في جعبته من مؤهلات. وقد أكد ريبيري ذلك بنفسه عندما قال: "أنا هكذا. فأنا لا أحتاج لشخص يعلمني كرة القدم. لكن الأهم بالنسبة لي هو الثقة والاحترام والقرب. عندئذ يمكني أن ألعب ليس فقط بمائة في المائة من مؤهلاتي وإنما أيضا بمائة وخمسين في المائة".
تصريحات ريبيري حول أنشيلوتي تخفي في طياتها انتقادا لغوارديولا الذي أشرف على تدريب بايرن ميونيخ في المواسم الثلاثة الأخيرة. فعلاقة غوارديولا وريبيري اتسمت بالبرودة. وغالبا ما اشتكى الدولي الفرنسي السابق من أنه لم يلق الدعم الكافي من المدير الفني السابق للفريق البافاري، خصوصا عندما كان يعاني من الإصابة وغاب لفترة طويلة عن الملاعب. وفي الزيارة الأخيرة لغوارديولا إلى ملعب أليانز أرينا في إطار المباراة الودية التي جمعت بايرن مع مانشستر سيتي لم يبادر الطرفان حتى للتسليم على بعضهما.
انتقاد خفي لغوارديولا
وبالرغم من أن ريبيري يرفض الحديث عن الماضي ويتطلع للمستقبل إلا أن تصريحاته تؤكد الفرق بين عمله مع غوارديولا عنه مع أنشيلوتي. ويوضح ذلك بالقول: "مع أنشيلوتي أصبحت أشعر بالثقة مجددا. إنه مدرب رائع. أنا أحتاج لأشخاص مثله ومثل يوب هينكيس وأوتمار هيتسفيلد".
ومنذ تسلم أنشيلوتي رسميا مهام تدريب بايرن ميونيخ بادر إلى الحديث مع ريبيري وأوضح له قيمته بالفريق والدور المهم الذي سيلعبه. وهي رسالة تنعكس إيجابيا على نفسية اللاعب وتجعله يشعر بأهميته في الفريق. وعاد أنشيلوتي ليؤكد على ذلك في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي عندما قال: "ريبيري لاعب رائع. تعجبني طريقته في اللعب وتركيزه. ويمكنه أن يصبح أكثر أهمية بالنسبة لنا. لديه مؤهلات كبيرة وخبرة واسعة".
الدولي الفرنسي السابق رد على ثناء أنشيلوتي عليه بالقول إنه مدرب كبير ويعرف كيف يتعامل مع اللاعبين، مضيفا "أنا سعيد لأنه متواجد هنا. إنه المدرب الأنسب لنا".
قبل سبعة أعوام وبالتحديد في عام 2009 كان أنشيلوتي يرغب في ضم ريبيري إلى صفوف فريق تشيلسي الذي كان يشرف عليه آنذاك لكنه فشل في ذلك. وهو ما يظهر إعجاب المدرب الإيطالي منذ مدة بالجناح الفرنسي.
كلها إشارات توحي بأن ريبيري قد يعيش موسما رائعا يعيد إلى عشاقه ذكريات التألق التي قدمها خلال الأعوام الأولى التي قضاها في كتيبة البافاري. "مع أنشيلوتي يمكننا تحقيق إنجازات كبيرة. وأتطلع جدا لانطلاق الموسم الجديد"، يؤكد ريبيري.
بايرن يفوز بالدوري ويكتب تاريخا جديدا في سجله الحافل
فاز بايرن ميونيخ بالدوري الألماني للمرة السادسة والعشرين بتاريخه والرابعة على التوالي، في إنجاز جديد. وحسم اللقب رسميا هذا الموسم (2015 / 2016) في الجولة الـ 33 تاركا المركز الثاني لمنافسه التقليدي بروسيا دورتموند.
صورة من: picture alliance/Perenyi
الجيل الحالي لبايرن ميونيخ بقيادة فيليب لام (32 عاما) ومعه الحارس مانويل نوير (30 عاما) وتوماس مولر (26 عاما) فعلوا ما لم يفعله الأولون وفازوا بالدوري الألماني للمرة الرابعة على التوالي بعد أعوام 2013، و2014، و2015، والآن 2016.
صورة من: Reuters/M.Rehle
الفوز باللقب أربع مرات متتالية إنجاز تاريخي غير مسبوق في الدوري الألماني. فحتى الجيل الذهبي في السبعينيات -بقيادة المدرب الأسطوري أودو لاتيك وفي وجود القيصر بيكنباور- كان أكبر إنجاز له هو الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية في أعوام 1972، و1973، و 1974.
صورة من: picture-alliance/ASA/Werek
ومرة أخرى عاود المدرب أودو لاتيك الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية لكن بجيل جديد في بايرن في أعوام 1985، و1986، و1987. ومن أبرز لاعبي هذا الجيل الحارس البلجيكي بفاف والمدافع الألماني أوغستالر وعميد لاعبي العالم لوتار ماتيوس، وميشائيل رومينيغه.
صورة من: Imago/Werek
وفي عصر المدرب القدير أوتمار هيتسفيلد، الملقب بالجنرال استطاع بايرن أن يفوز بلقب الدوري ثلاث مرات متتالية أيضا في أعوام 1999، و2000، و2001. وكان الفريق آنذاك مرصعا بالنجوم وعلى رأسهم أوليفر كان، وجيوفاني إلبر وسامي كوفور، وفازوا أيضا عام 2001 بدوري أبطال أوروبا.
صورة من: picture-alliance/ULMER
ومنذ انطلاق البوندسليغا في موسم 1963/1964 لم يحقق أي فريق آخر فيما عدا بايرن ميونيخ وبوروسيا مونشغلادباخ الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية. وكان مونشنغلادباخ في جيله الذهبي في السبعينيات بقيادة النجم الأسطوري غونتر نتيستر قد فاز بالبطولة في أعوام 1975، و1976، و1977، وفي مرتين منهما كان المدرب هو أودو لاتيك.
صورة من: picture-alliance/dpa
ويقف وراء الإنجاز الكبير للجيل الحالي في بايرن ميونيخ المدرب الإسباني العملاق بيب غوارديولا (45 عاما)، الذي استلم تدريب الفريق من العملاق يوب هاينكس عام 2013. ونجح غوارديولا في الفوز مع الفريق بالدوري ثلاث مرات متتالية وفاز بالكأس مرة واحدة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Hassenstein
ورغم إنجازاته في ميونيخ لم يتمكن المدرب الكاتالوني من الفوز مع الفريق باللقب المنشود، دوري أبطال أوروبا. وكان قريبا من الصعود إلى المباراة النهائية هذا العام لكنه خرج من دور قبل النهائي أمام أتليتكو مدريد رغم فوزه في مباراة العود 2-1، حيث أن بايرن كان قد خسر مباراة الذهاب بصفر مقابل هدف.
صورة من: Reuters/S. Perez
وفشل الجيل الحالي مع غوارديولا في تحقيق الثلاثية، التي حققوها مع سلفه يوب هاينكس عام 2013. لكن الفرصة لازالت أمامهم لتحقيق الثنائية، إذا ما فازوا على دورتموند في نهائي الكأس في الملعب الأولمبي في برلين يوم 21 أيار/ مايو، ليكون ختاما جيدا لغوارديولا مع الفريق قبل انتقاله هذا الصيف لتدريب مانشستر سيتي الإنجليزي.
صورة من: Reuters
وإضافة إلى المدرب القدير فإن إنجاز بايرن في الفوز بالدوري للمرة الرابعة على التوالي يعود أيضا لماكينة الأهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي، الذي سجل للفريق حتى الآن هذا الموسم 29 هدفا ليتربع على عرش هدافي الدوري متقدما على الغابوني بيير إمريك أوباميانغ هداف دورتموند.
صورة من: Imago/photoarena/Eisenhuth
كما أن الحارس العملاق مانويل نوير كان حافظا أمينا ووحيدا لعرين بايرن ميونيخ خلال المواسم الأربعة، التي فاز فيها الفريق بالدوري الألماني، علما بأنه انتقل إلى بايرن عام 2011 قادما من شالكه. ومدد عقده مؤخرا مع الفريق حتى عام 2021.
صورة من: Getty Images/Bongarts/L. Baron
الوافدون الجدد على بايرن ميونيخ أرتورو فيدال ودوغلاس كوستا وكذلك كينغسلي كومان أثبتوا جدارتهم من أول موسم يلعبونه مع الفريق، حيث سدوا ثغرة في خط الوسط تسببت فيها إصابة أرين روبين وفرانك ريبيري، ونجحوا في تحقيق الإنجاز التاريخي.