غسان سلامة: بعثة الأمم المتحدة في ليبيا تعمل مثل"الجواهرجي"
٣ فبراير ٢٠١٩
في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، يردّ غسان سلامة، المبعوث الأممي إلى ليبيا، على الاتهامات الموجهة إليه من قبل أطراف النزاع مشددا على حيادية البعثة الأممية. وشبه سلامة عمل الأمم المتحدة في ليبيا بـ"الجواهرجي".
إعلان
ردّ غسان سلامة، المبعوث الأممي إلى ليبيا، عن الهجوم التي تعرض له في الآونة الأخيرة خاصة من الشرق الليبي، في حواره أدلى به لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، نشر اليوم الأحد (الثالث من فبراير/ شباط 2019)، مشددا على أن البعثة الأممية "على الحياد".
وأوضح سلامة أن "هذا الهجوم جيد ولم يزعجني وكنت أتوقعه، ولو لم يحدث ذلك، فإن هذا معناه أنني لا أعمل من أجل تغيير الأوضاع في ليبيا إلى الأفضل".
ويُتهم سلامة بأنه يتصرف في ليبيا كرئيس دولة وليس كمبعوث أممي، بينما ردّ الأخير أنه "في حقيقة الأمر، كل طرف ليبي يفرح عندما تقف بعثة الأمم المتحدة إلى جانبه، ويريد منها أن تتقدم أكثر، لكن عندما يشعر بأنها أقرب إلى طرف آخر يوجه إليها اتهامات بأنها تتدخل في الشؤون الليبية... بعثة الأمم المتحدة تعمل بصورة تشبه /الجواهرجي/، وهذا يتمثل في حيادها واحترامها تماماً للتفويض الذي حصلت عليه للعمل في ليبيا".
كما عزا المبعوث الأممي معضلة انتشار السلاح القائمة في ليبيا إلى ترسانة معمر القذافي الهائلة، إضافة إلى تدفق مستمر للسلاح إلى البلاد التي تشهد فوضى منذ الإطاحة بالنظام السابق.
وتقدر الأمم المتحدة وجود نحو 15 مليون قطعة سلاح في أيدي المواطنين. فيما يشير المبعوث الأممي في حواره المذكور على "نتائج عملية" تمّ تحقيقها في هذا الخصوص، رافضا في الوقت ذاته الطرح القاضي بتأجيل موعد الانتخابات لحين جمع السلاح، لأن ذلك "سيجعلنا ننتظر لسنوات".
معاناة المهاجرين في ليبيا
03:09
وحول فرص نجاحه في مهمته، ذكر سلامة: "لقد تمكنت من إحداث اختراق في أمور كثيرة، وتبقى أمور أصعب. لكن بالإجمال نحن أمام حالة لا تسأل نفسك ما حظوظ النجاح فيها. المهم أننا نعمل من أجل استقرار وبناء الدولة الليبية بكل الوسائل".
وكان غسان سلامة قد أجرى يوم أمس السبت محادثات مع وزير الخارجية المصري سامح شكري بخصوص الملف الليبي. وتعتبر مصر أحد الأطراف الفاعلة في الساحة الليبية.
وصرح المُستشار أحمد حافظ المُتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، بأن الوزير أكدّ على مُحدّدات الموقف المصري من الأزمة تعتمد على "الدفع بالحل السياسي لتسوية الأزمة، وذلك في إطار حوار ليبي ليبي ووفقاً للاتفاق السياسي الليبي، وبما يضمن الحفاظ على وحدة وسيادة الدولة الليبية وسلامة أراضيها".
وكان مبعوث الأمم المتحدة لليبيا قد صرح أخيرا عن أمله في التمكن قريبا من الدعوة إلى مؤتمر وطني في ليبيا بهدف انهاء المرحلة الانتقالية وتمهيد الطريق لانتخابات رئاسية وتشريعية. وقال غسان سلامة خلال اتصال بالفيديو قبل أسبوعين مع مجلس الأمن الدولي "خلال السنة الماضية، تلقينا طلبات متزايدة لتسهيل تنظيم مؤتمر وطني. سنحاول الدعوة اليه في الاسابيع القادمة".
وأضاف "سيجتمع الليبيون نساء ورجالا عبر البلاد في مكان ما لتقرير كيف ستنهي الأمة الفترة الانتقالية" القائمة منذ الاطاحة بنظام معمر القذافي في 2011. وقال المبعوث إن هذه العملية ستشمل امكانية تنظيم استفتاء على مشروع دستور.
و.ب/م.س (د ب أ، أ ف ب)
أبرز القوى المسلحة المتصارعة على النفوذ في المشهد الليبي
البعض يقول إنها حوالي 30، في حين يصل البعض الآخر بالرقم إلى 1600. إنها الجماعات والميلشيات التي تحمل السلاح في ليبيا. DW عربية ترصد في هذه الجولة المصورة أبرز القوى المسلحة في المشهد الليبي الديناميكي والمتداخل.
صورة من: Reuters TV
العاصمة طرابلس
قوة حماية طرابلس، وهي تحالف يضم مجموعات موالية لحكومة الوفاق. وأبرزها: "كتيبة ثوار طرابلس" وتنتشر في شرق العاصمة ووسطها. قوة الردع: قوات سلفية غير جهادية تتمركز خصوصاً في شرق العاصمة وتقوم بدور الشرطة ولها ميول متشددة. كتيبة أبو سليم: تسيطر خصوصا على حي أبو سليم الشعبي في جنوب العاصمة. كتيبة النواسي: إسلامية موجودة في شرق العاصمة حيث تسيطر خصوصا على القاعدة البحرية.
صورة من: Reuters/H. Amara
"الجيش الوطني الليبي"
قوات اللواء السابق خليفة حفتر المسماة "الجيش الوطني الليبي"، تسيطر على معظم مناطق الشرق من سرت غرباً إلى الحدود المصرية. وتسيطر قوات حفتر على مناطق الهلال النفطي على ساحل المتوسط شمالاً إلى مدينة الكفرة ونواحي سبها جنوباً وتسعى حاليا للسيطرة على طرابلس. قوات حفتر هي الأكثر تسلحا وقوامها بين 30 و45 ألف مقاتل، وضمنهم ضباط سابقون في الجيش الليبي وتشكيلات مسلحة وعناصر قبلية إضافة إلى سلفيين.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Doma
كتائب مصراتة
فصائل نافذة في مصراتة الواقعة في منتصف الطريق بين مدينتي طرابلس وسرت، وهي معادية للمشير خليفة حفتر ومنقسمة بين مؤيدين ومعارضين لحكومة الوفاق الوطني. والمعارضة منها متحالفة مع فصائل إسلامية موالية للمفتي صادق الغرياني ولخليفة الغويل. وتتواجد بعض هذه الفصائل كذلك في العاصمة. وتسيطر مجموعات من مصراتة على سرت ومحيطها، وتمكنت من تحرير سرت من تنظيم الدولة الإسلامية في نهاية 2016.
صورة من: picture alliance/abaca
"فجر ليبيا"
كان تحالفاً عريضاً لميلشيات إسلامية، يربطها البعض بجماعة الإخوان المسلمين (حزب العدالة والبناء)، وضم ميلشيات "درع ليبيا الوسطى" و"غرفة ثوار طرابلس" وكتائب أخرى من مصراته. في 2014 اندلعت معارك عنيفة بين هذا التحالف و"الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر، خرج منها حفتر مسيطراً على رقعة كبيرة من التراب الليبي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
فصائل منكفئة في الزنتان
انكفأت فصائل الزنتان بعد طردها من طرابلس في 2014 إلى مدينتها الواقعة جنوب غرب العاصمة. تعارض هذه الفصائل التيارات الإسلامية، ويبقي عدد منها على صلات مع حكومة الوفاق الوطني و"الجيش الوطني الليبي" في الوقت نفسه. وتسيطر هذه الفصائل على حقول النفط في غرب البلاد. وعينت حكومة الوفاق أخيرا ضابطا من الزنتان قائدا عسكريا على المنطقة الغربية.
صورة من: DW/D. Laribi
جماعات متحركة في الصحراء
تعتبر فزان أهم منطقة في الجنوب الليبي تنتشر فيها عمليات التهريب والسلاح..وتحدثت تقارير إعلامية عن وجود ما لا يقل عن سبعة فصائل إفريقية، تنحدر من تشاد ومالي والسودان والنيجر والسنغال وبروكينافاسو وموريتانيا، في المناطق الحدودية في الجنوب الليبي. ومن أبرز الجماعات المسلحة في الجنوب الليبي: الطوارق، وجماعات تابعة لقبائل التبو، وجماعات جهادية(القاعدة وداعش) تتنقل على الحدود بين دول الساحل والصحراء.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Delay
"داعش"
دخل تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلامياً باسم "داعش" ليبيا في تشرين الأول/ أكتوبر 2014. وفي كانون الأول/ديسمبر من نفس العام تبنى التنظيم أول اعتداء بعد تمركزه في البلاد مستغلاً غياب السلطة. ويمارس التنظيم لعبة الكر والفر، كما حقق مكاسب، إذ سيطر في فترات على النوفلية وسرت ودرنة وغيرها، ليعود ويخسر بعض الأراضي. وفي شباط/فبراير 2015 خرج شريط بثه التنظيم الإرهابي يظهر ذبح 21 قبطياً مصرياً.
صورة من: picture-alliance/militant video via AP
"القاعدة" وأفراخها
في 2012 قتل أربعة أميركيين بينهم السفير في هجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي. واتهمت واشنطن مجموعة "أنصار الشريعة" المرتبطة بالقاعدة بتنفيذ الاعتداء. وقبل ثلاثة أشهر قضت محكمة أمريكية بسجن أحمد أبو ختالة، الذي يعتقد أنه كان زعيماً لـلمجموعة، لمدة 22 عاماً بعدما دانته بالتورط في الهجوم. وتحدثت تقارير إعلامية أن فصائل تنشط على رقعة واسعة من التراب الليبي مرتبطة بالقاعدة وتعمل تحت مسميات مختلفة.
صورة من: Reuters
بين 2011 و2018
ذكرت تقارير للأمم المتحدة أنه يوجد في ليبيا ما يقرب من 29 مليون قطعة سلاح بين خفيفة ومتوسطة وثقيلة. وبدوره قدر رئيس الوزراء الليبي الأسبق، محمود جبريل، عدد الميلشيات المسلحة بأكثر من 1600 ميليشيا مسلحة، بعد أن كانوا 18 تشكيلاً عسكريا فقط يوم سقوط العاصمة في آب /أغسطس 2011.
إعداد: خ.س/ م.س