تفجّرت أزمة غير مسبوقة بين محمد صلاح ومدربه آرنى سلوت. فبعد عدم مشاركته في مباراة ليدز أطلق النجم المصري تصريحات نارية قلبت الطاولة، وفتحت باب التكهنات حول مستقبله مع "الريدز".
وصلت الخلافات لمستوى جديد من التصعيد بين المدرب آرنى سلوت والنجم محمد صلاح وأحد السيناريوهات المحتملة رحيل الاثنين عن ليفربول. (أرشيف: 26/11/2025)صورة من: Jason Cairnduff/Action Images/REUTERS
إعلان
بعد جلوسه على مقاعد البدلاء لثالث مباراة على التوالي، كسر المصري محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزي، صمته بعد التعادل المرير 3-3 مع ليدز يونايتد مساء أمس السبت في الجولة 15 بالدوري الإنجليزي (برمييرليغ)، ليكشف عن علاقة متدهورة مع مدربه آرنى سلوت، ومستقبل غامض في ليفربول قبل ذهابه مع منتخب مصر إلى بطولة كأس أمم أفريقيا التي ستقام بالمغرب بعد أسبوعين.
جلس صلاح على مقاعد البدلاء ليشاهد ليفربول يفلت منه الفوز بهدف قاتل في الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع. نزيف نقاط مبكر يُبعد الفريق عن صدارة الدوري، إذ تجمّد رصيده عند 23 نقطة في المركز التاسع، بفارق 10 نقاط عن أرسنال صاحب الصدارة.
صلاح: ألقَوا بي تحت الحافلة
تراجع النتائج هذا الموسم دفع المدير الفني آرنى سلوت لتغييرات في التشكيل، فغاب صلاح عن القائمة الأساسية في آخر ثلاث مباريات، ولم يشارك في اثنتين منها.
ورغم ذلك لم تتحسن الحصيلة: تعادلٌ مع ليدز وسندرلاند وفوزٌ صعب على ويستهام (المتعثر) ليجمع خمس نقاط فقط من تسع ممكنة. شعر صلاح بالتجاهل ليدلي بتصريحات مثيرة بعد مباراة ليدز أظهرت تدهور العلاقة بين النجم المصري ومدربه وتحد ث عن "التضحية" به في الشتاء.
بعد نهاية مباراة ليدز يونايتد، خرج صلاح عن صمته فقال "أشعر بخيبة أمل كبيرة… يُحمِّلونني المسؤولية ويضعون الضغط عليّ. قلت مرارًا إن علاقتي جيدة بالمدرب، لكن فجأة لم تعد هناك علاقة، لا أعرف لماذا"، مضيفا: "يحاول البعض تصويري كسبب مشكلة الفريق… لقد ألقَوا بي تحت الحافلة، لكنني لا أعتقد أنني المشكلة".
وتابع النجم الذي تتغني باسمه جماهير ليفربول منذ 2017: "لا يجب أن أقاتل كل ثلاثة أيام لأحصل على مركزي. ما قدّمته يشفع لي لوضعٍ أفضل داخل الفريق… أنا لست أكبر من النادي، لكنني قدّمت ما يشفع لمركزي".
محمد صلاح فرعون مصر ونجم ليفربول
01:23
This browser does not support the video element.
آنفيلد… مباراة الوداع قبل كأس أفريقيا؟
وكشف صلاح في تصريحاته أنه دعا والدته لحضور مواجهة برايتون المقبلة في ملعب "آنفيلد" معقل ليفربول، مؤكّدًا أنه سيستمتع بالمباراة حتى لو لم يبدأ أساسيًا، وواصفًا اللقاء بأنه "وداع" قبل التوجّه إلى كأس الأمم الأفريقية مع منتخب مصر في المغرب (21 ديسمبر/ كانون الأول – 18 يناير/ كانون الثاني). وترك عبارة لافتة: "سنرى ما سيحدث… سأستمتع على أي حال لأنني لا أعرف ما الذي سيحدث لاحقًا".
إعلان
سناريوهات ترسم مستقبل صلاح
منذ صيف 2017، كتب صلاح اسمه بحروف من ذهب في ليفربول: ألقاب كبرى كدوري أبطال أوروبا 2019 وكأس العالم للأندية وكأس الاتحاد وكأس الرابطة والدرع الخيرية إلى جانب استعادة لقب الدوري بعد عقود من الغياب.
كما أصبح ثالث الهدافين التاريخيين للنادي بتسجيل 250 هدفًا في 420 مباراة. هذا الإرث يجعل أي قرار بشأنه شديد الكلفة جماهيريًا وماليًا وفنيًا لكن على الأرجح ينتظره أحد السيناريوهات التالية:
أولا: تهدئة العاصفة والعودة للعب أساسيا
يمكن أن يكون هناك إصلاح سريع للعلاقة برعاية الإدارة، وتقريب وجهات النظر بين صلاح وسلوت، مع تعهّد فني بإعادة إشراكه أساسيًا في الجولات المقبلة. وسيكون المكسب من ذلك هو الاستقرار الفني وتخفيف الضغوط قبل استحقاقات أوروبية ومحلية.
ثانيا: إقالة سلوت وفتح صفحة جديدة مع صلاح
مع استمرار سوء النتائج واقتراب اختبار أوروبي صعب أمام إنتر ميلان بعد غدٍ الثلاثاء، قد ترى الإدارة أن تغيير المدرب هو الحل الأسرع. والنتيجة المرجّحة هي فتح صفحة جديدة مع صلاح واستعادة الثقة في غرفة الملابس.
ثالثا: رحيل صلاح في يناير في صفقة ضخمة
بيعٌ صلاح بمبلغ كبير في يناير/ كانون الثاني، مع تعدد العروض، خصوصًا من الدوري السعودي، إلى جانب اهتمام أندية أوروبية. وسينتج عن هذا عائد مالي يعيد تشكيل المشروع، لكنه مقامرة رياضية وجماهيرية.
رابعا: الصدمة المزدوجة… إقالة سلوت ورحيل صلاح
خزينة تنتعش من صفقة بيع صلاح، ومدرب جديد يعيد ضبط البوصلة بعد صيف مكلف بالتعاقد مع أسماء كبيرة مثل ألكسندر إيزاك وفلوريان فيرتس وهوغو إيكيتيكي. سيناريو جذري يعيد بناء الفريق بسرعة، لكنه يحمل مخاطرة فقدان "الهوية" مع رحيل أحد رموزها.
في الأفق مواجهة ثقيلة أمام إنتر في دوري الأبطال، وضغط جدول محلي، واستعداد صلاح للالتحاق بمنتخب مصر. كل ذلك يدفع إدارة ليفربول لحسم الاتجاه سريعًا قبل أن تتحول الأزمة إلى كرة ثلج.
وتبقى هناك تساؤلات مهمة: هل تختار الإدارة "ترميم الجسور" مع نجمها الأبرز، أم تذهب إلى "هزّة كبيرة" تُعيد تشكيل الفريق؟ وما بين مقاعد البدلاء والتصريحات والجدول المضغوط للفريق، ستُحسم قصة صلاح وسلوت وليفربول في تفاصيل الأيام القليلة المقبلة.
تحرير: صلاح شرارة
محمد صلاح.. هل تلقى رحلة الصعود الفريدة نهاية حزينة؟
إصابة نجم ليفربول المصري محمد صلاح في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام الريال وخروجه من هذه المباراة تلقي بظلال كبيرة على اللاعب المصري الفذ. فهناك أخبار حول أن الإصابة قد تبعده عن مشاركة منتخب بلاده مصر في مونديال روسيا.
صورة من: picture-alliance/Newscom/D. Klein
خروج بالدموع
خرج النجم المصري محمد صلاح مصاباً في كتفه بعد نصف ساعة من انطلاق مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، بين فريقه ليفربول الإنكليزي وريال مدريد الإسباني حامل اللقب السبت (26أيار/ مايو 2018) في كييف. وسقط صلاح على أرض الملعب بعد احتكاك مع قائد الريال سيرجيو راموس. وبرغم دخول الجهاز الطبي لإسعافه، إلا أنه خرج باكياً بعد ثوان قليلة.
صورة من: Imago/VI Images
محمد صلاح مع ليفربول ضد روما
سجل محمد صلاح، الذي انضم إلى ليفربول قادما من روما، أربعة وأربعين هدفا في مسابقات هذا الموسم ليقود ناديه بلا هوادة إلى قبل نهائي دوري أبطال أوروبا. السبت (26 أيار/ مايو 2018) محمد صلاح وفريقه ليفربول سيواجه نادي ريال مدريد ونجمه رونالدو في نهائي دوري الأبطال.
صورة من: picture-alliance/Newscom/D. Klein
محمد صلاح من نصر إلى نصر
من نصر الى نصر يتقدم اللاعب الدولي المصري محمد صلاح خطوة أخرى بانتخابه أفضل لاعب في انكلترا هذا الموسم. وقد وُصف بأن "كلّ كرة يلمسها تبدو أنها تسكن الشباك"، وبالفعل فقد سجل صلاح 44 هدفا في كل مسابقات هذا الموسم.
صورة من: picture-alliance/dpa/PA Wire/B. Coombs
من لا يحب صلاح؟
تعشقه الجماهير في ملعب آنفيلد، ويسمونه "مو صالا" وألفوا له أناشيد يتغنون فيها بسرعته ومهارته وحتى الأطفال في ليفربول يرسمونه في كراساتهم. وهناك من يرسم لحية على وجهه ويرتدي باروكة تشبه شعر صلاح. ويقول عنه الألماني ماركوس شتاينهوفر، زميله السابق في بازل السويسري: "لا يملك المرء إلا أن يحب صلاح". ويضيف حسبما نقلت صحيفة زود دويتشه تسايتونغ الألمانية" "مو بشوش بطبعه وراسخ ومتواضع".
صورة من: picture-alliance/AP/R. Vieira
سويسرا جعلت الحلم ممكنا
لو ظل صلاح في مصر لبقي كعشرات المواهب المصرية الأخرى التي لم تتخط شهرتها إفريقيا والعالم العربي. لكن القدر كتب له طريقا آخر. فبعد تألقه مع منتخب مصر الأوليمبي في أولمبياد لندن تعاقد معه بازل في موسم 2013/2012، ففاز معه بالدوري وبلقب أفضل لاعب في سويسرا، ليرحل إلى تشيلسي الإنجليزي في شتاء 2014. لكنه لم يجد الفرصة لدى مورينيو فذهب في شتاء 2015 على سبيل الإعارة لفيورنتينا الإيطالي.
صورة من: picture-alliance/dpa
إيطاليا طريق العودة لإنجلترا
حلم البرمييرليغ بقي مع صلاح، الذي تألق في فيورنتينا، ليصبح معشوق الجماهير، غير أنه فضل بعدها التعاقد مع روما في صيف 2015. وبقى به موسمين وظهر بقوة كهداف وصانع أهداف. حيث سجل في الدوري 29 هدفا خلال 65 مباراة خاضها بقميص "ذئاب" العاصمة الإيطالية. ثم تعاقد معه ليفربول في يونيو/ حزيران 2017 مقابل 42 مليون يورو، بناء على رغبة المدرب الألماني يورغن كلوب، الذي كان يريد إعطاء خط هجومه المزيد من السرعة.
صورة من: Reuters/M. Rossi
لا يحتاجه ليفربول؟
كانت صفقة صلاح حينها ثاني أغلى صفقة في تاريخ ليفربول وبسببها لام البعض المدرب كلوب، مثلما فعل الناقد الرياضي ماكسيمليان شميكل، الذي كتب بموقع "غول" بالألمانية إن صلاح لاعب رائع غير أن التعاقد معه "لا فائدة منه نظرا لوجود كوتينيو ومانيه وفيرمينو، ثم إن مشكلة ليفربول في الدفاع وليس الهجوم". ولا نعلم إن كان صلاح قد قرأ كلام شميكل أو غيره من منتقدي الصفقة إلا أن رده على المشككين جاء سريعا وبقوة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Puchner
البداية من ميونيخ
كانت بطولة "كأس أودي" الودية في ميونيخ الظهور الرسمي الأول لصلاح بقميص ليفربول، لكن باللون الأبيض. حيث نجح الوافد الجديد في تشكيل خطورة على مرمى بايرن ميونيخ في عقر داره وسجل الهدف الثاني في اللقاء، الذي انتهى بفوز ليفربول على الفريق البافاري 3- صفر في أول أغسطس/ آب 2017. ولتشهد عاصمة بافاريا ميلاد النجم المصري مع ليفربول.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/P. Manzo
يورغن كلوب يمنحه الحرية
في روما كان المدرب سباليتي يمدح صلاح يوما وينتقده يوماً آخر، لكن يورغن كلوب، وهو من أقرب المدربين لقلوب اللاعبين في الأندية التي دربها، فَهم صلاح جيدا ومنحه الحرية في التحرك في الجناح الأيمن، ليظهر النجم الشاب وكأنه تخلص من قيود كانت تكبل ساقيه وتمنعه من إظهار مهاراته الفطرية في الجري والمراوغة. لقد فك كلوب أغلاله. ويقول المدرب الألماني: "صلاح مهم لنا حتى لو لم يسجل لأننا نبني خططنا عليه".
صورة من: Reuters/L. Smith
ملك مصري يركض عبر الجناح
يقول الألماني ماركوس شتاينهوفر زميله السابق في بازل "في موقف رجل لرجل يكون صلاح سريعا بشكل لا يصدق.. وارتكاب أخطاء ضده هو غالبا الإمكانية الوحيدة (لإيقافه) لكن لا يمكن أن يفعل معه لاعب ذلك الأمر 100 مرة في مباراة واحدة". ويغني له جماهير ليفربول "مو صلاح .. ملك مصري.. يركض عبر الجناح.." وقال عنه محمد أبوتريكه إن صلاح حرم مصر من ميدالية أوليمبية في سباقات الجري، بسبب اختياره أن يصبح لاعب كرة قدم.
صورة من: Imago/Action Plus/N. Krsitc
التعاون بدلا من التنافس
في أول مباراة له مع ليفربول في الدوري الإنجليزي، في 12 أغسطس/ آب 2017، نجح صلاح في تسجيل هدف وصناعة آخر في مباراة انتهت بالتعادل مع واتفورد 3-3. وبقي على هذا الأمر يسجل ويصنع في كل مباراة تقريبا بالتعاون مع تشمبرلين وفيرمينو ومانيه وكوتينيو، قبل أن يرحل الأخير إلى برشلونة. ووصلت أهدافه في البرميير ليغ 32 هدفاً، كما صنع أكثر من 10 أهداف لزملائه، الذين يشكل معهم ثنائيات رائعة.
صورة من: Reuters/A. Yates
الصراع مع هاري كين
ظل صلاح حتى بداية مارس/ آذار 2018 يتبادل مع هاري كين، نجم توتنهام ومنتخب إنجلترا، اعتلاء صدارة هدافي البرمييرليغ قبل أن يحسم صلاح المسألة في الجولات التالية، حيث نجح في تسجيل 32 هدفا ليصبح الهداف التاريخي للدوري الإنجليزي.
صورة من: picture-alliance/Actionplus
ملك إفريقيا ورئيساً لمصر!
كان موسم 2017/ 2018 عام السعد على صلاح ومنتخب مصر. فقد قاده صلاح في أكتوبر/ تشرين الأول 2017، للصعود لكأس العالم لأول مرة منذ 1990. كما توج بجائزة أفضل لاعب إفريقي لعام 2017، متفوقا على مانيه وأوباميانغ. وقالت صحيفة "ذا صن" البريطانية إنه عند فرز بطاقات الاقتراع في انتخابات الرئاسة المصرية في مارس/ آذار 2018، تم العثور على أكثر من مليون بطاقة كتب الناخبون عليها اسم محمد صلاح كخيار لهم. صلاح شرارة.