أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول دعمه رؤية "إسرائيل الكبرى"، غضبًا وانتقادات لاذعة في دول عربية وإسلامية، وصفت تصريحاته بأنها "تصعيد" و"تهديد لسيادة" دول المنطقة. فماذا قالت تلك الدول؟
صدرت العديد من المواقف المنددة بتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي حول "رؤية إسرائيل الكبرى". صورة من: Abir Sultan/AP Photo/picture alliance
إعلان
نددت دول عربية بتطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال مقابلة صحفية، إلى "رؤية إسرائيل الكبرى"، معربة عن رفضها "للأفكار التوسعية" لإسرائيل، ومحذرة من "تصعيد" و"تهديد لسيادة" بلدان المنطقة.
ما هي فكرة "إسرائيل الكبرى"؟
يؤشر مصطلح "إسرائيل الكبرى" إلى الحدود التوراتية من زمن الملك سليمان، والتي يُفترض أنها تشمل حاليا الضفة الغربية المحتلة، إضافة إلى أجزاء من الدول المجاورة لإسرائيل مثل الأردن ولبنان وسوريا. وسبق لليمين المتطرف في إسرائيل أن دعا إلى احتلال هذه الأراضي.
ماذا قال نتنياهو عن "إسرائيل الكبرى"؟
خلال مقابلة مع قناة "آي 24" الإسرائيلية أول أمس الثلاثاء، سأل الصحفي، الذي أجرى المقابلة، رئيس الحكومة الإسرائيلية عمّا إذا كان يتبنى "رؤية إسرائيل الكبرى"، عارضا عليه "خريطة الأرض الموعودة"، فردّ نتنياهو مرتين "بالتأكيد"، ووصف الخريطة قائلا: "إنها إسرائيل الكبرى".
وتابع نتنياهو "غالبا ما أفكر بوالدي، بجيل آبائنا الذي كان عليه تأسيس الدولة، وجيلنا، جيلي. علينا ضمان استمرار وجودها، وأرى في ذلك مهمة عظيمة".
مصر تطالب بإيضاحات والأردن تعتبره استفزازا
في بيان في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء، أدانت وزارة الخارجية المصرية "ما أثير ببعض وسائل الإعلام الاسرائيلية حول ما يُسمى بـ "إسرائيل الكبرى". وأشارت إلى أن القاهرة "طالبت بإيضاحات لذلك في ظل ما يعكسه هذا الأمر من إثارة لعدم الاستقرار وتوجه رافض لتبني خيار السلام بالمنطقة والإصرار على التصعيد".
وقال البيان: "تؤكد مصر بأنه لا سبيل لتحقيق السلام إلا من خلال العودة إلى المفاوضات وانهاء الحرب على غزة وصولا لإقامة دولة فلسطينية على خطوط الرابع من يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية على أساس حل الدولتين والقرارات الدولية ذات الصلة".
ومن جانبها، استنكرت الخارجية الأردنية ما اعتبرته "تصعيدا استفزازيا خطيرا، وتهديدا لسيادة الدول".
العراق يدين ويدعو لموقف عربي
وبدوره، أعلن العراق إدانته بـ "أشد العبارات"، للتصريحات الصادرة بشأن ما يسمى "رؤية إسرائيل الكبرى"، والتي تكشف بوضوح عن "الأطماع التوسعية وتؤكد السعي إلى "زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة".
وقالت وزارة الخارجية العراقية، في بيان نشرته على صفحتها بموقع فيسبوك اليوم الخميس، إن "هذه التصريحات تمثل استفزازا صارخا لسيادة الدول، وانتهاكا فاضحا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، الأمر الذي يستدعي موقفا عربيا ودوليا واضحا وحازما للتصدي لمثل هذه السياسات".
إعلان
السعودية وطهران تنضمان للدول المُدينة للتصريحات
وأدانت السعودية بدورها التصريحات الصادرة عن نتنياهو. وأكدت الخارجية السعودية "رفضها التام للأفكار والمشاريع الاستيطانية والتوسعية التي تتبناها سلطات الاحتلال الإسرائيلي"، مؤكدة "الحق التاريخي والقانوني للشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة".
أما إيران، فجاء موقفها على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، الذي اعتبر تصريحات نتنياهو "نية فاشية للتعدي على دول المنطقة"، بحسب ما نقلته وكالة تسنيم الدولية للأنباء، اليوم الخميس (14 أغسطس/ آب 2025).
وذكرت تسنيم أن بقائي أدان فجر اليوم الخميس، تصريج رئيس الوزراء الإسرائيلي "بخصوص ما يسمى بمشروع /إسرائيل الكبرى/ - الذي يعد إعلانا صريحا عن نية هذا النظام لمزيد من التعدي المستمر على أراضي الدول المستقلة بما فيها مصر والأردن ولبنان وسوريا - واعتبره مثالا صارخا على انتهاك ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي".
تحرير: صلاح شرارة
الإسرائيليون والفلسطينيون.. عقود من الصراع على الأرض والذاكرة
في الوقت الذي تحتفل فيه إسرائيل بمرور 70 عاماً على تأسيس دولتها، يحيي الشعب الفلسطيني ذكرى "النكبة". سنوات طوال من الشد والجذب بين الطرفين دون الوصول إلى حل للصراع الذي خلف ضحايا كثر وخسائر جسيمة.
صورة من: AP Graphics
إعلان التأسيس والاعتراف
في الـ 14 من أيار/مايو 1948 أعلن رئيس الوزراء ديفيد بن غوريون قيام دولة إسرائيل. وكانت أمريكا أول الداعمين لتلك الدولة والمعترفين بها ورُفع علم الدولة الجديدة أمام مبنى الأمم المتحدة في نيويورك. قيام إسرائيل فتح الباب على مصراعيه لـ"صراع الشرق الأوسط".
صورة من: picture-alliance / dpa
"أرض الميعاد"
اليهود أكبر مكون في المجتمع الإسرائيلي. ويصل عدد سكان الدولة العبرية اليوم أكثر من 8٫5 مليون نسمة. وينعت اليهود موطنهم الحالي بـ"أرض الميعاد"، إذ يعتقدون أن الرب وعد إبراهيم وعاهده على أن تكون هذه الأرض لنسله، وبأنها الأرض التي سيعود إليها اليهـود.
صورة من: AFP/Getty Images
"النكبة"
"عيد الاستقلال" بالنسبة للإسرائيليين هو ذكرى "النكبة" بالنسبة للفلسطينيين. فبسبب حرب 1948 فقد فلسطينيون كثر بيوتهم ومورد رزقهم. وقدر عدد الذين خرجوا من بلدهم حينذاك بـ 700.000 فلسطيني، يُنعتون اليوم باللاجئين الفلسطينيين.
صورة من: picture-alliance/dpa
لاجئون في دول الجوار وفي الضفة والقطاع
يُقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين اليوم بحوالي 5 مليون لاجئ فلسطيني. وحسب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا)، فإن اللاجئين الفلسطينيين يوجدون بـ 58 مخيم في الأردن ولبنان وسوريا وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية. وتُطلق كلمة "لاجئ" على الخارجين من فلسطين بعد نكبة 1948، في حين يقال "نازحون" لمن غادروا فلسطين بعد نكسة 1967.
ظروف مزرية
يعيش اللاجئون الفلسطينيون أوضاعاً اجتماعية واقتصادية قاسية في المخيمات. فقد كشفت أونروا في تقاريرها عن الأوضاع المزرية لهؤلاء، والتي تمتاز عموماً بالفقر وبالكثافة السكانية وبظروف الحياة المكبلة. علاوة عن بنية تحتية غير ملائمة كالشوارع والصرف الصحي. ويشار إلى أن اللاجئين الفلسطينيين في هذه المخيمات لا "يملكون" الأرض التي بني عليها مسكنهم، في حين يمكنهم "الانتفاع" بالأرض للغايات السكنية.
صورة من: Mona Naggar
لماذا أنوروا؟
الأونروا هي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى. وتعمل على المساعدة والحماية وكسب التأييد لهم، وذلك إلى أن يتم التوصل إلى حل لمعاناتهم. وتخصص الوكالة مدارس وعيادات صحية ومراكز توزيع داخل المخيمات وخارجها. تم تأسيس الوكالة بموجب القرار رقم 302 (رابعا) الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة.
صورة من: Getty Images/AFP/
حق العودة
حق العودة حلم يراود معظم اللاجئين الفلسطينيين. ولجأ الفلسطينيون وخصوصاً بعد اتفاق أوسلو إلى تشكيل لجان ومؤسسات بهدف الحفاظ على قضية اللاجئين والدفاع عن حق العودة.
صورة من: picture-alliance/dpa/ZUMA Wire/APA Images/A. Amra
حق العودة "إدامة للصراع"
وقفت إسرائيل، منذ وقت قريب، إلى جانب أمريكا فيما يخص إغلاق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التابعة للأمم المتحدة، وتمثل ذلك في تصريحات نتانياهو، الذي قال: "أتفق تماماً مع انتقادات الرئيس الأميركي دونالد ترامب القوية للأونروا". كما اعتبر أونروا "منظمة تديم مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، وتديم أيضاً رواية ما يسمى بحق العودة الذي يهدف إلى تدمير دولة إسرائيل".
صورة من: REUTERS
"مسيرة العودة" أم "مسيرة الفوضى"؟
الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لا يعرف نهاية. "مسيرة العودة"، كانت آخر التحركات التي قام بها الفلسطينيون، إذ احتشد الآلاف منهم قرب الحدود مع إسرائيل استعداداً لإحياء "يوم الأرض"، ما أسفر على مقتل وجرح العشرات. هذه المسيرة نعتتها إسرائيل بـ"مسيرة الفوضى"، واتهمت حماس بتنظيمها. إعداد: مريم مرغيش.