ألمانيا تمنح الإيرانية نيلوفر حميدي جائزة حرية الصحافة
٢ مايو ٢٠٢٣
منح صحفية إيرانية معتقلة غطت واقعة الشابة الإيرانية مهسا أميني جائزة حرية الصحافة من رابطة ألمانية، والأمين العام للأمم المتحدة يندد باستهداف الصحافيين، مشيراً إلى أنّ "حرية الصحافة تتعرّض للهجوم في جميع أنحاء العالم".
إعلان
أعلن اتحاد الصحفيين الألمان في ولاية هيسن اليوم الثلاثاء (الثاني من أيار/ مايو 2023) منح الصحفية الإيرانية نيلوفر حميدي التي غطت واقعة الشابة الكردية ينا مهسا أميني. وذكر الاتحاد أن قلم حرية الصحافة سيتم منحه للصحفية حميدي.
كانت حميدي التي تعمل لصالح صحيفة "شرق"، قد توجّهت إلى المستشفى حيث كانت مهسا أميني في غيبوبة قبل وفاتها. وأعلنت حميدي عن مصير الفتاة الكردية، التي توفيت أثناء احتجاز شرطة الأخلاق في إيران لها بعد إلقاء القبض عليها بتهمة مخالفة قواعد اللباس الإسلامي .
وتم اعتقال نيلوفر حميدي، البالغة من العمر نحو 30 عاما، في 20 سبتمبر/ أيلول الماضي، وفق أسرتها.
وقال اتحاد الصحفيين الألمان في بيان إن حميدي لا تزال في الحبس منذ ذلك الحين وإن من الممكن أن يصدر حكم بالإعدام بحقها "لكن النظام الإسلامي لم يتمكن بهذا من إيقاف الاحتجاجات التي أطلقتها الصحفية الشابة بتغطيتها".
وسيتسلم الصحفي إنغو زامروني، وهو مقدم برامج ومذيع أخبار بالقناة الألمانية الأولى، الجائزة نيابة عن حميدي.
يذكر أن جائزة قلم حرية الصحافة يتم منحها لتكريم صحفيين معتقلين ظلما أو مضطهدين، ويقوم اتحاد الصحفيين في هيسن بمنح هذه الجائزة في الثالث من أيار/ مايو من كل عام، والذي يوافق اليوم العالمي لحرية الصحافة.
غوتيرش: كل حرياتنا تعتمد على حرية الصحافة
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد ندّد اليوم الثلاثاء باستهداف الصحافيين، مشيراً إلى أنّ "حرية الصحافة تتعرّض للهجوم في جميع أنحاء العالم". وقال غوتيريش في رسالة عبر الفيديو بُثّت عشية الذكرى الثلاثين لليوم العالمي لحرية الصحافة "كلّ حرياتنا تعتمد على حرية الصحافة... حرية الصحافة هي شريان الحياة لحقوق الإنسان". وأضاف "ولكن حرية الصحافة تتعرّض للهجوم في جميع أنحاء العالم"، مشيراً إلى أنّه "يتمّ استهداف الصحافيين والعاملين في الإعلام بشكل مباشر عبر الإنترنت وخارجه خلال قيامهم بعملهم الحيوي. ويتعرّضون للمضايقة والترهيب والاعتقال والسجن يومياً".
وكانت منظمة مراسلون بلا حدود قد أفادت بأنّ 55 صحافياً وأربعة متعاونين مع وسائل إعلام ، قُتلوا أثناء قيامهم بعملهم في العام 2022. ولفت الأمين العام للأمم المتحدة الانتباه إلى "تزايد تركيز صناعة الإعلام في أيدي قلّة وإفلاس العديد من وسائل الإعلام المستقلّة". وقال إنّ "الحقيقة مهدّدة بالتضليل وخطاب الكراهية اللذين يسعيان إلى طمس الخطوط الفاصلة بين الحقيقة والخيال وبين العلم والمؤامرات".
ع.خ/ ص.ش (د ب ا ، ا ف ب)
اعتقالات واغتيالات.. أوضاع "حرية الصحافة" عربياً لا تزال مقلقة
لاتزال أوضاع حقوق الإنسان وحرية الصحافة والتعبير في الكثير من الدول العربية مقلقة. وفي اليوم العالمي لحرية الصحافة يجب التذكير بأنّ صحافيين كثر يقبعون وراء القضبان وآخرون فقدوا حياتهم. هذه نماذج من سبع بلدان.
صورة من: Jdidi Wassim/SOPA Images /Zuma/picture alliance
السعودية- لا صوت للنقد
تأتي السعودية في مراتب متأخرة للغاية في مؤشرات حرية الصحافة، خصوصا منذ مقتل جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول. لكن ليس الصحفيون السعوديون وحدهم من يواجهون الخطر، فحتى الأجانب يُسجنون. منهم الصحفي اليمني علي أبو لحوم، الذي أدانته الرياض بالسجن 15 عاما بتهمة الدعوة للإلحاد والردة، بسبب حساب على تويتر كان يديره باسم مستعار، فيما تقول مراسلون بلا حدود إن الحساب كان ينتقد السلطات السعودية.
صورة من: RSF
المغرب- ثلاثة صحفيين بارزين وراء القضبان
يقبع عدد من الصحفيين والمدونين المغاربة في السجن، بينهم ثلاثة صحفيين بارزين. أحدهم عمر الراضي. صحفي اشتهر في التحقيقات الاستقصائية، سُجن بتهم التجسس لصالح دول أجنبية والاعتداء الجنسي. لكن منظمات حقوقية تُرجع سبب الاعتقال إلى الضجة التي خلفها كشفه تعرّض هاتفه للتجسس بواسطة برنامج بيغاسوس، خصوصا أن تقريراً لمنظمة العفو الدولية أفاد بالأمر نفسه، ما خلق توترا حينها بين الرباط والمنظمة الحقوقية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Bounhar
لبنان- الاغتيال يهدد الإعلاميين
لا يعاني الصحفيون في لبنان بالضرورة من جبروت السلطة، بل الخطر يأتي بشكل أكبر من التنظيمات المسلحة التي قد تغتالهم. المثال من واقعة الإعلامي والمحلل السياسي لقمان سليم الذي عثر عليه مقتولا في سيارته، شهر فبراير/شباط 2021، برصاصات في الرأس. وهو ناقد كبير لحزب الله وسبق أن حمله مسؤولية تدهور الأوضاع في البلد، ويعد هذا الاغتيال الثاني من نوعه في أقل من سنتين بعد اغتيال مصور الجيش اللبناني جوزيف بجاني.
صورة من: Lokman Slim family/AP Photo/picture alliance
العراق- التهديد ليس من المسلحين فقط
العراق هو أحد أكثر دول العالم خطورة على الصحفيين بسبب تهديدات التنظيمات المسلحة. قُتل على الأقل ثلاثة صحفيين في آخر ثلاث سنوات، وأجبر عدد منهم على المغادرة وطلب اللجوء. لكن الأمر لا يخصّ فقط تهديدات الاغتيال، الاعتقالات والأحكام بدورها حاضرة، فقبل عام اتهمت سلطات كردستان العراق ثلاثة صحفيين بالتجسس، وحكمت عليهم بست سنوات بتهم تهديد الأمن القومي.
صورة من: Dalshad Al-Daloo/Xinhua/picture alliance
الإمارات- صورة مغايرة لـ"مكان التسامح"
تقدم الإمارات نفسها على أنها إحدى قلاع التسامح في الشرق الأوسط، لكن منظمات حقوقية تشكك في ذلك خصوصا مع القيود الواسعة على الصحافة هناك بما فيها الصحافة الدولية. ومن أكبر قضايا التضييق على الصحفيين في الإمارات، ما وقع للصحفي الأردني تيسير النجار الذي سُجن ثلاث سنوات، وأسلم الروح بعد تدهور أحواله الصحية، أقل من سنتين بعد خروجه.
صورة من: RSF
مصرـ أحد أكبر سجون الصحفيين
تعدّ مصر واحدة من أكبر سجون العالم بالنسبة للصحفيين، ومؤخرا تم إحصاء 66 صحفيا على الأقل في السجن. الأسماء كثيرة لكن بينها أربعة صحفيين يعملون في الجزيرة مباشر، والمفارقة أنهم اعتقلوا جميعا بعد وصولهم إلى مصر لقضاء إجازات عائلية، رغم تحسن العلاقة نسبيا بين مصر وقطر. أحدهم، واسمه أحمد النجدي، يبلغ من العمر 67 عاما، وهناك تأكيدات بمعاناته من ظروف صحية صعبة.
صورة من: Salvatore Di Nolfi/dpa/picture alliance
الصفحة لم تُطو في الجزائر
أعلنت الجزائر عن "عفو رئاسي" بحق الكثير من الصحفيين والمعتقلين السياسيين، لكن على الواقع لم تتغير الكثير من الأمور. لا يزال نشطاء كثر رهن السجن بسبب آرائهم، منهم الصحفي والناشط الحقوقي حسن بوراس المتهم بالانتماء إلى "جماعة إرهابية" هي منظمة رشاد، فيما ترى تقارير حقوقية أن الأمر يتعلق باعتقال على خلفية منشورات على فيسبوك، وسبق لتقارير إعلامية أن أكدت انسحاب بوراس من هذه المنظمة قبل اعتقاله.