غموض حيال مشاركة المغرب في أمم إفريقيا للمحليين في الجزائر
١٣ يناير ٢٠٢٣
قالت مصادر مغربية أن المنتخب يسستعد للسفر إلى الجزائر للمشاركة في كأس إفريقيا للمحليين، لكن من غير الواضح إلى الآن ما إذا كان سيسمح لطائرة الفريق التوجه مباشرة إلى الجزائر، وهي نقطة الخلاف الرئيسية. الغموض سيد الموقف.
وقال المصدر لوكالة فرانس برس في وقت متأخر من مساء أمس الخميس إن ستوجه الجمعة إلى الجزائر للمشاركة في كأس إفريقيا للمحليين من مطار سلا"، المجاروة للعاصمة.
وبحسب موقع هسبريس، فقد وصلت بعثة المنتخب الوطني للمحليين إلى مطار الرباط سلا الدولي، في انتظار قرار السفر إلى الجزائر.
وأكد مراسل لفرانس برس في عين المكان تواجد المنتخب المغربي صباح الجمعة بمطار سلا المجاورة للعاصمة الرباط، لكن طائرته بقيت تنتظر في المدرج للحصول على ترخيص دخول الأجواء الجزائرية.
وقال فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في تصريح مساء أمس، إنه لا يزال ينتظر ترخيص الجهات المنظمة لكأس إفريقيا للمحليين للسفر عبر رحلة مباشرة من مدينة الرباط نحو قسنطينة.
تصريحات لقجع جاءت في الوقت الذي لم يوضح فيه المصدر الدبلوماسي المغربي، ما إذا كانت طائرة المنتخب ستتوجه مباشرة إلى الجزائر أم ستمر عبر بلد آخر، حيث تغلق الأخيرة مجالها الجوي في وجه الطائرات المغربية منذ أكثر من عام في سياق أزمة دبلوماسية بين الجارين.
ولم يتسنّ الحصول على تأكيد من السلطات الجزائرية.
وذكرت مصادر إعلامية أن رئيس الكاف باتريس موتسيبي أجتمع مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مساء اليوم رأسا لرأس حسب ما أعلنه موتسيبي نفسه في ندوة صحافية بالجزائر، ووفق المصادر قال موتسيبي: “اجتمعت قبل قليل مع رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون وكان اجتماعا جيدا ومثمرا”، لكن لم يتضح ما إذا كان قد ناقش مع الرئيس الجزائري موضوع مشاركة المغرب.
يذكر أنه الاتحاد المغربي لكرة القدم كان قد أعلن صباح الخميس غياب منتخبه عن البطولة "لعدم الترخيص لرحلته، انطلاقاً من مطار الرباط سلا في اتجاه مطار قسنطينة، بواسطة طائرة الخطوط الملكية المغربية الناقل الرسمي للمنتخبات الوطنية".
من جهته قال المسؤول في الاتحاد محمد مقروف لوكالة فرانس برس مساء الخميس "اللاعبون يتدربون وسوف نسافر حالما نحصل على ترخيص من الاتحاد الإفريقي (كاف) للرحلة الجوية التي سوف تقل المنتخب"، لكنه أضاف "لم نتوصل لحد الساعة بأي ترخيص"، فيما أكد لقجع أن البعثة المغربية جاهزة للسفر في أي وقت تتوصل فيه بالرد الإيجابي، مشيراً إلى أن اللاعبين جاهزون لخوض هذه المنافسة نظرا لكونهم يستعدون منذ مدة، وفق ما نقل موقع هسبريس.
وكان الاتحاد المغربي أوضح في بيان أنه بعث بطلب للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) في 22 كانون الأول/ديسمبر "باعتباره الجهاز المسؤول على تنظيم بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، من أجل الحصول على ترخيص لرحلة جوية عبر الخطوط الملكية المغربية من الرباط إلى قسنطينة"، وأضاف "تم قبول الطلب من حيث المبدأ، من خلال مراسلة رسمية توصلت بها الجامعة من الاتحاد الافريقي لكرة القدم".
بناء على ذلك كان المنتخب المغربي يستعد للتوجه إلى مدينة قسنطينة على متن طائرة مغربية انطلاقاً من مطار الرباط سلا يوم 10 كانون الثاني/يناير، بحسب ما أكدت الجامعة في بيانها، بيد أنها قالت حينها أنها بالترخيص.
من المقرر أن تقام البطولة المخصصة للاعبين المحليين في الفترة الممتدة بين 13 كانون الثاني/يناير والرابع من شباط/فبراير المقبلين في الجزائر. ووقع المغرب في مجموعة ثالثة تضم السودان ومدغشقر وغانا. وهو حامل لقب النسختين الأخيرتين عام 2018 على أرضه و2020 في الكاميرون.
وأغلقت الجزائر مجالها الجوي في 22 أيلول/سبتمبر 2021 أمام جميع الطائرات المدنية والعسكرية المغربية، بعد قطع العلاقات الدبلوماسية مع الرباط متهمة الأخيرة "بارتكاب أعمال عدائية". فيما أعرب المغرب عن أسفه إزاء هذا القرار، ورفض "مبرراته الزائفة"، علما أن علاقات البلدين متوترة منذ عقود بسبب النزاع حول الصحراء الغربية.
ع.ح./ع.ج.م. (أ ف ب)
العلاقات المغربية الجزائرية.. محطات بين التلاحم والعداء
قطع الجزائر علاقتها الدبلوماسية مع المغرب هو أحدث تطور لعقود من التوتر والأزمات، حيث تحولت العلاقة بين البلدين من الدعم والمساندة إلى القطيعة والعداء بسبب ملف الصحراء الغربية الشائك وتراشق الاتهامات بدعم الانفصاليين.
صورة من: daniel0Z/Zoonar/picture alliance
المغرب يدعم الثورة الجزائرية
عند اندلاع ثورة التحرير الجزائرية في نوفمبر 1954 سارع ملك المغرب محمد الخامس آنذاك إلى دعم حركة المقاومة، وبادر على مدار سنوات إلى استضافة قادة الثورة، مؤكدا على أن تحرر الجزائر هي قضية مركزية للدول المغاربية. وفي ظل تعاطف شعبي كبير، تمّ جمع التبرعات وفُتحت الحدود أمام الثوار الجزائريين، ما ساهم في رفد الثورة الجزائرية بالمال والسلاح.
صورة من: dpa
حرب الرمال
صفو العلاقات تكدر في العام 1963، حين اندلعت "حرب الرمال" بين البلدين الجارين بسبب مجموعة حوادث حدودية. وكان ذلك بعد عام على استقلال الجزائر لتستمر "حرب الرمال" عدة أيام تاركة شرخاً حقيقيا في العلاقات.
صورة من: picture-alliance/dpa/UPI
المسيرة الخضراء ساهمت في توتر العلاقة
عبر "المسيرة الخضراء" في 1975 والتي شارك فيها 350 ألف مغربي، بسط المغرب سيطرته على الصحراء الغربية. وفي آذار/ مارس 1976 قطع علاقاته الدبلوماسية مع الجزائر بعد اعترافها بـ"الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية" التي أعلنتها جبهة بوليساريو.
صورة من: picture-alliance/dpa/DB UPI
تحسن في العلاقات
في 26 شباط/فبراير 1983 التقى الملك الحسن الثاني مع الرئيس الشاذلي بن جديد على الحدود الجزائرية المغربية. ساهم هذا اللقاء في عودة حرية التنقل بين البلدين، كما أُعلن عن ذلك في أبريل/ نيسان من العام ذاته. ثم في أيار/مايو تمّ الاتفاق على السماح تدريجيا بتنقل الأشخاص وبحرية نقل السلع بين البلدين وفتح الخطوط الجوية وسكك الحديد.
صورة من: picture-alliance/dpa
فرض تأشيرة واغلاق الحدود
في 16 آب/أغسطس 1994 استنكرت الرباط تصريحات الرئيس الجزائري اليمين زروال التي اعتبر فيها أن الصحراء الغربية "بلد محتل". وفي 26 آب/ أغسطس فرض المغرب التأشيرة على جارته الشرقية عقب هجوم استهدف فندقا في مراكش قُتل فيه سائحان إسبانيان على يد إسلاميين متطرفين. واتّهم المغرب قوات الأمن الجزائرية بالضلوع في الهجوم، فيما أغلقت الجزائر حدودها مع المغرب.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Senna
تقارب وجفاء
في 25 تموز/يوليو 1999 شارك الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في مراسم جنازة الملك الراحل الحسن الثاني في الرباط. لكن بداية التقارب سرعان ما نسفته مجزرة أوقعت 29 قتيلا في جنوب غرب الجزائر، اتّهم بوتفليقة على خلفيتها المغرب بتسهيل تسلل إسلاميين مسلّحين إلى بلاده.
صورة من: AP
عودة اللقاءات
لقاءات بين الرئيس بوتفليقة والعاهل المغربي محمد السادس، أسهمت في "كسر الجليد" قليلاً. ففي تموز/يوليو 2011 أعلن ملك المغرب تأييده لإعادة فتح الحدود البرية ولتطبيع العلاقات. وهو ما ردّ عليه الراحل عبد العزيز بوتفليقة معرباً عن "عزمه إعادة تعزيز العلاقات لما فيه مصلحة البلدين".
صورة من: Getty Images/AFP/E. Feferberg, F. Senna
دعوة لفتح صفحة جديدة
في كانون الأول/ديسمبر 2019 دعا الملك محمد السادس إلى فتح "صفحة جديدة" في رسالة تهنئة إلى الرئيس الجزائري الجديد عبد المجيد تبون.
صورة من: Niviere David/ABACAPRESS/picture alliance
ملف الصحراء الشائك يتجدد
في كانون الأول/ديسمبر 2020 نددت الجزائر بـ"مناورات أجنبية" تهدف إلى زعزعة استقرارها متّهمة بذلك إسرائيل التي كانت قد وقعت مع المغرب "معاهدة تطبيع"، ضمن اتفاق ثلاثي أفضى أيضا إلى اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية. وفي 18 تموز/يوليو 2021 استدعت الجزائر سفيرها لدى المغرب "للتشاور".
"اعادة النظر" بالعلاقات بين البلدين
في 31 تموز/يوليو الماضي، في خطابه بمناسبة اعتلاءه على العرش، أعرب ملك المغرب عن "أسفه للتوترات بين البلدين" ودعا إلى إعادة فتح الحدود البرية. لكن الجزائر قررت في 18 آب/ أغسطس "إعادة النظر" في علاقاتها مع المغرب الذي اتّهمته بالتورّط في الحرائق الضخمة التي اجتاحت البلاد.
صورة من: Billel Bensalem/App/dpa/picture alliance
قطع العلاقات
في 24 آب/ أغسطس أعلن وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب بسبب "الأعمال العدائية" للمملكة ضد الجزائر "منذ استقلالها"، إلى غاية "استخدام برنامج بيغاسوس للتجسس على مسؤولين جزائريين ودعم حركة انفصالية" على حدّ قوله.
صورة من: Fateh Guidoum/AP/picture alliance
أسف مغربي لقطع العلاقات
وفي ردّ فعل رسمي، أعربت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج عن أسفها "للقرار الأحادي" الذي اتخذته الجزائر، معتبرة إياه قراراً "غير مبرر"، لكنه "متوقعا بالنظر إلى منطق التصعيد الذي تم رصده خلال الأسابيع الأخيرة"، كما جاء في بيان الوزراة المغربية. (اعداد: علاء جمعة)