بيب غوارديولا ذاهب لا محالة إلى الدوري الإنجليزي. لقد حقق مع بايرن الكثير، لكنه عجز عن تحقيق لقب دوري الأبطال، ويقول إن بايرن ليس مستعدا للفوز به، لكنه يؤكد في الوقت نفسه أنه سيفعل كل شيء للحصول عليه.
إعلان
من الصعب أحيانا أن تفهم بيب غوارديولا فهو يقول كلاما يكون في بعض المرات بمثابة ألغاز تحتاج لشرح لا سيما عندما يتحدث باللغة الألمانية التي يجتهد في الحديث بها لكنها مازالت عصية عليه. وربما لا يحتاجها كثيرا في المستقبل بعدما أكد أنه سينتقل إلى الدوري الانجليزي.
"الألقاب أرقام مملة"
ومن بين ما قاله غوارديولا، ويحتاج إلى تركيز لكي يفهمه المتابع، حديثه مؤخرا في نهاية معسكر بايرن الشتوي بالعاصمة القطرية الدوحة. فرغم صوته الذي أصابته البحة وظهور الإرهاق عليه تحدث غوارديولا في فندق إقامته قائلا إن حياته لن تتغير سواء فاز بالدوري الألماني مرتين أو ثلاثة، فالأهم بالنسبة للمدرب الأسباني هي علاقته مع اللاعبين، حسب تعبيره.
وتابع المدرب الكتالوني "كرة القدم هي إحساس، والألقاب هي أرقام، والأرقام مملة." وأوضح غوارديولا (44 عاما) أنه إذا لعب بايرن بنفس الطريقة التي لعب بها في دور الذهاب بالبوندسليغا وتمكن من الفوز بأربعة أهداف أو خمسة، وقدم أداء جيدا أمام فولفسبورغ أو دورتموند فإن الناس تعود إلى بيوتها وهي سعيدة "وعندما نمنح الجمهور السعادة تكون هذه أفضل هدية."
فهل الألقاب فعلا لا تعني لغوارديولا شيئا؟ أم أن تصريحه من النوع الذي يطلق عليه "السذاجة المصطنعة"؟ يقول موقع فوكوس الألماني من الخطأ الاعتقاد بأن الفوز بالثلاثية أو حتى خسارة الدوري الألماني لا تلعب دورا بالنسبة لغوارديولا. فغوارديولا يكره الخسارة، ومن بين الأدلة على ذلك ما قاله كاتب السيرة الذاتية لغوارديولا الصحفي الرياضي مارتي بيراناو: "النتائج مهمة بالنسبة له لكن الأكثر أهمية له من النتائج هو كيفية تحقيقها، لأن الفوز من الممكن أن يكون خادعا."
بيراناو هو صاحب كتاب "سيد غوارديولا. العام الأول مع بايرن ميونيخ"، وهو من الكتب الأكثر مبيعا. وقال الصحفي الأسباني إن الهزائم بالنسبة لغوارديولا هي ثمن تحقيق خطا التقدم. وأنه يعرف على عكس ما يعتقد آخرون كثيرون، أن هناك من لديهم خطط كروية أخرى، ويستطيعون أن ينتصروا عليه. وقد حدث ذلك بالفعل أمام ريال مدريد في ميونيخ عام 2014، وأمام بورتو عام 2015.
كما أن غوارديولا، بناء على ما صرح به براناو لموقع "سبورت 1" الألماني، "يعرف أنه لا يمكنه أن يكسب كل شيء، غير أنه يقاتل من أجل كل شيء."
الثلاثية المفقودة!
الفوز بالدوري الألماني للمرة الثالثة مسألة شبه مؤكدة بالنسبة لغوارديولا، ففريقه متقدم على أقرب منافسيه بثماني نقاط، كما أنه لا يوجد منافس حقيقي له في بطولة الكأس، إذا ما وضعنا في الاعتبار تذبذب أداء الفرق الأخرى، بما فيها دورتموند. لكن التحدي بالنسبة لغوارديولا هو الفوز بدوري أبطال أوروبا.
لم يستطع بايرن ميونيخ في تاريخه الممتد لنحو 115 عاما (تأسس عام 1900 ميلادي) أن يحقق الثلاثية (الدوري والكأس المحليين إضافة إلى دوري أبطال أوروبا) إلا مرة واحدة، وكان ذلك في عام 2013. وبعدها في الصيف جاء غوارديولا إلى ميونيخ ولديه آمال كبيرة، واستقبل استقبال الأبطال لا سيما من قبل إدارة النادي ولقي كل الدعم خصوصا من قبل كارل هاينز رومينيغه.
ووصل بايرن ميونيخ في العامين الماضيين تحت قيادة غوارديولا إلى نصف النهائي لكنه خرج أمام ريال مدريد بالخسارة ذهابا وإيابا عام 2014، ليفوز ريال بعد ذلك باللقب. وخسر في العام الماضي 2015 أمام برشلونة، ليفوز برشلونه بعدها باللقب أيضا، الذي أقيم في العاصمة الألمانية برلين.
والآن تمكن غوارديولا من قيادة بايرن للوصول إلى ثمن نهائي دوري الأبطال، والذي سيواجه فيه يوفنتوس الإيطالي في 23 من فبراير/ شباط ثم يكون لقاء العودة في ميونيخ في 16 من مارس/ آذار. وقد استعد غوارديولا لإياب البوندسليغا ودوري الأبطال بمعسكر قطر وقال: "اللاعبون الآن أفضل من العامين الماضيين، لأننا تدربنا كثيرا وتحدثنا ونقع في أخطاء أقل."
تعرف على أعمدة نجاح فريق بايرن ميونيخ
عن جدارة واستحقاق كبيرين أحرز فريق بايرن ميونيخ بطولة الدوري الألماني قبل نهايتها. والفضل في هذا النجاح يعود إلى عدة أشخاص. نستعرض في هذه الجولة المصورة أهم أعمدة نجاح بايرن ميونيخ داخل المستطيل الأخضر وخارجه.
صورة من: picture-alliance/dpa
المدرب الاستراتيجي
استطاع بيب غوارديولا خلال فترة زمنية قصيرة أن يفرض مفهومه التدريبي واستوعب لاعبو الفريق البافاري تكتيكات الإسباني الذكي وأهمها: امتلاك الكرة بكثرة، والتمريرات القصيرة المتقنة والأنيقة. ومنها أيضا شن هجمات بدون توقف حتى لو كان الفريق متقدما على منافسه بثلاثة أهداف أو أربعة لصفر. لذلك ترى معظم لاعبي الفرق المنافسة يجرون فقط خلف لاعبي بايرن، ولا يقومون بعملية التحام وصراع معهم على الكرة.
صورة من: Getty Images
اللاعب الشامل
سواء في مركز الظهير الأيسر أو الظهير الأيمن أو حتى كلاعب خط وسط مدافع، منذ هذا الموسم، دائما يقدم فيليب لام أداء بمستوى عالمي في جميع الأماكن التي يوضع فيها، باستثناء مركز قلب الدفاع وحراسة المرمى لأنه قصير القامة قليلا. في الدوري الألماني، لمع نجمه بشدة في فبراير / شباط حتى أنه سجل هدفا في مرمى نورنبرغ، بعدما كان صائما عن التسجيل منذ هدفه في سان باولي في ديسمبر 2010.
صورة من: Getty Images
الجدار
كحارس لفريق بايرن ميونيخ تعود مانويل نوير الآن على أن يبقى متفرجا في معظم الأوقات أثناء مباريات البوندسليغا. ففي الموسم الجاري من النادر جدا أن تصل الكرة للاعبي الفرق المنافسة داخل منطقة جزاء نوير، فمدافعو بايرن هم في العادة من يملكون الكرة هنا. مع هذا فمانويل نوير يقظ دائما ومتواجد على الفور في المكان المناسب واللحظة المناسبة. لم يدخل مرماه هذا الموسم سوى 12 هدفا فقط، وهو رقم يتحدث عن نفسه.
صورة من: Getty Images
المغناطيس
عندما جاء خافي مارتينيز قبلب سنة ونصف إلى بايرن، كانت من لهم معرفة بالدوري الأسباني هم في فقط أساسا من يعرفون ميزات القوة لدى هذا اللاعب الإسباني، الذي دُفع فيه مبلغ 40 مليون يورو. أما اليوم فالجميع يدرك تماما مدى أهمية هذا اللاعب بالنسبة لمنظومة الفريق البافاري. مارتينيز هو المغناطيس الهادئ، الذي يلتقط الكرات سواء عندما يضعه غوارديولا في مركز قلب الدفاع أو كلاعب وسط مدافع.
صورة من: Getty Images/Afp/Christof Stache
اللاعب الأمنية
"إما هذا أو لا أحد": عبارة قالها غوارديولا قبل بداية الموسم عن تياغو الكانتارا، الذي يعرفه منذ أن كان مدربا لبرشلونة. واشترى بايرن اللاعب الإسباني مقابل 25 مليون يورو، وبإمكانهم اليوم أن يشعروا بأنهم محظوظون لأنهم استطاعوا ضم جوهرة أخرى إلى عقدهم. تياغو يمكنه توجيه دفة المباراة من خلال نظرته الرائعة للملعب ونجح في تسجيل هدف بطريقة رائعة، جلب به الفوز على شتوتغارت في الوقت المحتسب بدلا من ضائع.
صورة من: picture-alliance/dpa
العائد
لم يشارك باستيان شفاينشتايغر كثيرا في مباريات هذا الموسم فقد كان اللاعب الدولي مصابا لفترة طويلة جدا. والآن ها هو في طريق عودته إلى سابق قوته، وعاد مجددا للإمساك بزمام المباريات على أرضية الملعب. زملاؤه يبنون تحركاتهم عليه، ويمكن أن تكون خبرته بقيمة الذهب في بقية الموسم وخاصة في دوري أبطال أوروبا.
صورة من: picture-alliance/dpa
الجلاد
كماهجم داخل منطقة جزاء الفريق المنافس يقوم ماريو مانجوكيتش بدور لا يحتاجه بيب غوارديولا في منظومة لعبه. رغم ذلك فإن المهاجم الكرواتي، صاحب الـ17 هدفا في الدوري هذا الموسم، يعد المهاجم الأكثر خطورة لدى بايرن.كما أنه سجل هدفين أيضا في دوري أبطال أوروبا وثلاثة في كأس ألمانيا. ورغم نسبة تهديفه العالية فمن المتوقع غالبا أن يرحل مانجوكيتش في الصيف القادم عندما يأتي روبرت ليفاندوفسكي إلى بايرن.
صورة من: Bongarts/Getty Images
الجناحان الطائران
وبينما يتمركز مانجوكيتش في المنتصف منتظرا الكرات لتحويلها إلى أهداف في مرمى الخصوم، يكثف الهولندي أرين روبن والفرنسي فرانك ريبري هجماتهما الخطيرة من على الجانبين. روبين سجل عشرة أهداف وصنع ستة أخرى. أما ريبري فسجل ثمانية أهداف ومرر عشر تمريرات حاسمة. مستواهما عالمي وكلاهما ذو قدرة رائعة على السيطرة على الكرة، لدرجة لا تسمح للمنافسين بإيقافهم أبدا طوال المباراة.
صورة من: Getty Images
المهاجم السريع
وإذا لم ينجح كل هؤلاء في التسجيل، يتكفل توماس مولر بإحراز الأهداف. فالمهاجم السريع يحمّس زملائه بمنتهى القوة وهو مسؤول عن تحقيق أجواء جيدة في الفريق. وبالإضافة إلى ذلك فإن مولر الهداف الخطير وصاحب الساقين الرقيقتين لديه إحساس لا يخطئ المكان الذي يجب أن يتواجد فيه لكي يسبب أعلى مستوى من الخطورة للخصم.
صورة من: Getty Images
المخطوف
كثيرا ما قام بايرن ميونيخ بخطف (شراء) أفضل اللاعبين لدى أقوى منافسيه. وقد نجح بايرن في خطف ماريو غوتزه من بوروسيا دورتموند مقابل 37 مليون يورو، وخطف معه أمل خصمه في الفوز باللقب. وقد حدثت زوبعة بسبب انتقال غوتزه "المهاجم غير الصريح"، الذي سجل هدفا في مرمى بوروسيا دورتموند، فريقه القديم. وسيلحق بماريو غوتزه إلى بايرن ميونيخ الصيف القادم ماكينة الأهداف روبرت ليفاندوفسكي مهاجم دورتموند الحالي.
صورة من: Reuters
الصف الثاني
إذا غاب أي لاعب من لاعبي الصف الأول للفريق البافاري، فهناك من يحل مكانه من اللاعبين الدوليين الجالسيين على مقعد البدلاء، وعلى أتم الاستعدادات لملء الفراغ، وبنفس القدر من الجودة تقريبا. البايرن لا يعرف كلمة "لاعب احتياطي"، فيما عدا حارس المرمى توم شتاركه، والمدافع دييغو كونتينتو والناشيء بيير إميل هويبيرغ. أما البقية فكلهم نجوم، معظمهم دوليون في منتخباتهم.
صورة من: picture alliance/Pressefoto Ulme
المدير: زامر المتذمر
وحتى لا يحدث أي تهاون داخل بايرن ميونيخ هناك ماتياس زامر. فالرجل الذي يشغل منصب المدير الرياضي للفريق يجد دائما ما يضايقه حتى لو كان بايرن فائزا على المنافس 9-0. فهو يضع إصبعه على الجروح، حتى لو لم تكن هناك جروح. وبطموحه الهائل ورغبته المطلقة في الفوز دائما وتحسين المستوى باستمرار، تناسب شخصية ماتياس زامر ميونيخ عامة وليس بايرن فقط.
صورة من: picture-alliance/dpa
الراعي السابق
في الخلفية يظهر أُولي هونيس، صانع بايرن، الذي حكم عليه مؤخرا بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف بسبب قضية تهرب ضريبي بقيمة حوالي 27 مليون يورو. وقد استطاع هونيس أن يجلب إلى الفريق أنسب العناصر، وجعل من بايرن ميونيخ فريقا أكثر روعة وقوة.
صورة من: picture-alliance/dpa
13 صورة1 | 13
لكن غوارديولا يعترف بأن فريقه يواجه مشكلة "عندما يدخل مرمانا هدفا نفقد خطنا بعض الشيء. بمعنى أن التماسك لا يظل طوال التسعين دقيقة. وهذا حدث في بورتو، وفي برشلونه، وفي الموسم قبل الماضي ضد ريال مدريد."
وحدث أيضا مؤخرا في الدوري الألماني أمام غلادباخ عندما انهزم بايرن بـ1-3، وهي الهزيمة الوحيدة له في الدوري هذا الموسم. ونقل موقع صحيفة فرانكوفرتر ألغماينه عن غوارديولا قوله: "حاليا لسنا مستعدين للفوز بدوري أبطال أوروبا. فنحن بحاجة إلى خطوة للأمام." وتابع المدرب، الغامض أحيانا، وهو يطرطق بالسبابة مع الأصبع الوسطى: "سأفعل كل شيء من أجل الفوز بهذا اللقب، وفي حالة الضرورة بفوز ماسخ."