غوايدو يتلقى دعما قويا من أوروبا ومادورو يلجأ للبابا
٤ فبراير ٢٠١٩
تلقى زعيم المعارضة الفنزويلية غوايدو دعما كبيرا من أوروبا باعتراف 19 دولة أوروبية به رئيسا مؤقتا للبلاد أبرزها ألمانيا وفرنسا وإسبانيا. وفيما رفضت إيطاليا الاعتراف به، لجأ الرئيس مادورو للبابا فرنسيس طالبا التوسط.
إعلان
اعترفت 19 دولة أوروبية الاثنين (الرابع من شباط/ فبراير 2019) رسمياً بزعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو رئيسا انتقاليا للبلاد بعدما رفض الرئيس نيكولاس مادورو الدعوة لإجراء انتخابات رئاسية ضمن المهلة التي حددتها دول أوروبية له. بيد أن الاتحاد الأوروبي لم يتمكن من تبني موقف موحد يعترف بغوايدو بسبب رفض إيطاليا، وفق مصادر دبلوماسية.
وتتصدر ألمانيا قائمة الدول الأوروبية التي اعترفت بغوايدو رئيسا انتقاليا تليها إسبانيا وفرنسا وبريطانيا والبرتغال وهولندا.
من جانبه رحّب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو باعتراف هذه الدول الأوروبية بغوايدو رئيسا انتقاليا، داعيا بقية الدول إلى الاقتداء بها. في المقابل أعلنت وزارة الخارجية الفنزويلية في بيان أن كراكاس ستعيد تقييم علاقاتها الدبلوماسية مع الدول الأوروبية التي اعترفت بالمعارض غوايدو رئيسا انتقاليا للبلاد.
وكانت روسيا، أحد أبرز حلفاء مادورو، نددت بالمواقف الأوروبية، وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "نعتبر محاولات منح السلطة المغتصبة (في إشارة إلى رئيس البرلمان) شرعيةً بمثابة تدخل مباشر وغير مباشر في شؤون فنزويلا الداخلية".
وكان رئيس البرلمان الفنزويلي التي تهيمن عليه المعارضة اعلن نفسه رئيسا بالوكالة في 23 كانون الثاني/يناير، معتبرا أن مادورو اغتصب السلطة حين أعيد انتخابه لولاية جديدة.
مادورو يلجأ للبابا فرنسيس
ورفض مادورو (56 عاماً) والذي يحظى بدعم روسيا والصين وكوريا الشمالية وتركيا وكوبا، الإنذار الأوروبي كما اتهم الولايات المتحدة بتدبير انقلاب عليه.
وفي مقابلة مع قناة تلفزيونية إيطالية، أعلن مادورو أنه وجه رسالة إلى البابا فرنسيس طالبا مساعدته ووساطته، وقال "أبلغته أنني في خدمة قضية المسيح (...) وفي هذا السياق طلبت مساعدته في عملية لتسهيل الحوار وتعزيزه". وأضاف "طلبت من البابا أن يبذل اقصى جهوده وان يساعدنا على طريق الحوار. آمل بتلقي رد إيجابي".
أ.ح/ع.ش (أ ف ب)
صراع شرس على السلطة في فنزويلا
عدد متزايد من الناس يخرجون في فنزويلا إلى الشارع، بعضهم يدعمون الرئيس نيكولاس مادورو وآخرون يحتفون بخصمه خوان غوايدو، إذ يظل التوتر السياسي في ازدياد. مشاهد من بلد يشهد غلياناً سياسياً واجتماعياً.
صورة من: Reuters/C. G. Rawlins - picture-alliance/dpa/Xinhua
الخصم
هل هو الرجل القوي الجديد في فنزويلا؟ خوان غوايدو البالغ من العمر 35 عاما الذي هو رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) في فنزويلا يريد قيادة البلد إلى مستقبل جديد. وفي الثالث والعشرين من كانون الثاني/ يناير 2019 أعلن نفسه رئيساً انتقالياً لفنزويلا ـ ما يُعد تحديا خطيراً للرئيس المنتخب الموجود في السلطة نيكولاس مادورو.
صورة من: picture-alliance/dpa/sincepto/R. Hernandez
النضال من أجل المنصب !
مادورو أوضح مؤخراً أنه لا يريد الدعوة إلى انتخابات جديدة، كما يطالب بذلك كثيرون. لكنه يواجه معارضة قوية يتهمه ممثلوها بتحمل مسؤولية تدهور الاقتصاد في البلاد حيث يعاني السكان من نسبة تضخم تتجاوز مليون في المائة. كما أنهم يتهمونه بالمراهنة أكثر على استخدام العنف.
صورة من: Reuters/M. Quintero
ليس وحيداً
وعلى الرغم من المعارضة المتنامية ضده، ينعم مادورو بدعم قطاعات كبيرة من الشعب ممن يعتقدون أن العدالة الاجتماعية وتساوي الفرص لن يتحقق إلا معه. وشعارهم هو اللون الأحمر، لون الاشتراكية. والجماهير الحمراء توحي لمادورو أنه ليس وحيدا في خندقه.
صورة من: Getty Images/AFP/Y. Cortez
نحن كثر
لكن حتى غوايدو بإمكانه أن يعول على أنصاره. وبخلاف أتباع مادورو فإنهم لا يراهنون على لون رمزي، بل على العلم الفنزويلي بالأحمر والأزرق والأصفر بنجومه البيضاء الثمان، ورسالتهم هي أن القضية هي الوطن وليس مذهب سياسي.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Parra
اقتصاد متهاوٍ
السبب الرئيسي وراء الاحتجاجات هو أن اقتصاد البلد الذي كان غنياً، تهاوى في السنوات الأخيرة. وبسبب سعر النفط المنخفض تتدفق أموال أقل على صندوق الدولة. والقدرة الشرائية للمواطنين تتراجع بسبب التضخم. والنتيجة هي رفوف فارغة في كل المحلات التجارية، ومن أجل تفادي الجوع رحل كثير من الفنزويليين إلى الخارج.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Vautierle Pictorium
تضامن مع فنزويلا
هذه العائلة ـ مثل كثير من الفنزويليين ـ هربت إلى البرازيل. وبعدما تم قبول افرادها هناك كلاجئين، فإنها في طريقها إلى مدينة بوا فيستا حيث تنوي الاستقرار. واللافتة التي يحملها الرجل في الصورة توحي باستعداد البرازيليين على المساعدة، وهم متضامنون في غالبيتهم.
صورة من: Reuters/N.Doce
"وقت العمل"
يضيق الوضع بالنسبة إلى مادورو، إذ أن نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس دعا إلى الإطاحة بمادورو. وقال أمام مئات من المهاجرين الفنزويليين في فلوريدا:" الوقت حان لإنهاء ديكتاتورية مادورو". وأضاف بأنّ "هذا ليس وقت الحوار، بل إنه وقت العمل". وقال نائب الرئيس الأمريكي بأن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة.
صورة من: picture-alliance/AP/B. Anderson
رياح عاتية من الاتحاد الأوروبي
وحتى من جانب الاتحاد الأوروبي تهب رياح قوية في وجه مادورو. فألمانيا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال وبريطانيا وهولندا وبلجيكا اعترفت بغوايدو كرئيس انتقالي شرعي. وتجاهل مادورو المهلة الزمنية التي وضعتها الدول الأوروبية للدعوة إلى انتخابات جديدة. ووافق البرلمان الأوروبي قبلها على الاعتراف بخوان غوايدو كرئيس انتقالي في فنزويلا.
صورة من: European Union/EP
لا تكن جاهلا
هذا المتظاهر يحث مواطنيه على الوقوف بشكل أوضح ضد مادورو. "لا تكن جاهلا ولا تكن غير مبال"، كُتب على اللافتة. "بكسلك لن ننتصر على الديكتاتورية".
صورة من: Getty Images/AFP/F. Parra
ضابط يتخذ موقفا
حتى بعض العسكريين بدأوا يتنصلون من مادورو. خوسي لويس سيلفا، الملحق العسكري لفنزويلا في واشنطن انحاز إلى جانب غوايدو. وقال هذا الضابط:" إنه الرئيس الشرعي الوحيد". وفي واشنطن تترك هذه التصريحات صدى إيجابيا.
صورة من: Reuters/J. Roberts
قوة الدولة
مازالت قوى الأمن تتحرك إلى جانب مادورو. وهي تعمل بحزم ضد المتظاهرين الذين لا يتردد بعضهم في استخدام العنف. وأدت المواجهات في الشوارع إلى سقوط بعض القتلى.
صورة من: Reuters/M. Quintero
اختبار القوة
إلا أن المتظاهرين لا ينحنون. "القوة"، كتبت هذه المتظاهرة الشابة من أنصار غوايدو على شريط في العنق. وحتى الجانب الآخر يبرهن على حزم في مواقفه. فالبلاد تقف أمام اختبار قوة حاسم. كيرستن كنب / م.أ.م