ناشد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، السلطات في ميانمار اليوم الثلاثاء (الخامس من أيلول/سبتمبر 2017) إنهاء العنف في ولاية راخين محذراً من أن استمراره "يوجد موقفاً يمكن أن يزعزع استقرار المنطقة". وقال غوتيريش للصحفيين إنه بعث برسالة إلى مجلس الأمن للإعراب عن قلقه واقترح خطوات لإنهاء العنف. وأضاف غوتيريش أن مسلمي الروهينغا في ميانمار "يواجهون خطر التطهير العرقي" فيما دعا إلى منحهم الجنسية أو وضعا قانونيا أمنا.

وقال للصحفيين في نيويورك إن هناك "تاريخا طويلا من التمييز واليأس والفقر" في ولاية راخين، وان محنة الروهينغا  لم تحل بعد". وتابع " لم يعد من الممكن تأجيل خطة عمل فعالة لمعالجة الأسباب الجذرية، وسيكون من الأهمية بمكان منح مسلمي راخين جنسية الدولة أو على الأقل في الوقت الراهن / منحهم / وضعا قانونيا يسمح لهم بالحياة الطبيعية، بما في ذلك حرية التنقل، والوصول إلى أسواق العمل والتعليم والخدمات الصحية ".

ونشبت الموجة الأخيرة من العنف في راخين بشمال غرب ميانمار في 25 أغسطس/ آب عندما هاجم متمردون من الروهينغا عشرات من نقاط الشرطة وقاعدة للجيش. وتسببت اشتباكات تلت ذلك وهجوم مضاد من الجيش في مقتل 400 شخص على الأقل وفي نزوح جماعي للقرويين الروهينجا إلى بنغلادش.

ماليزيا تستدعي سفير ميانمار

استدعت الحكومة الماليزية، التي تستضيف  حوالى 60 ألفاً من مسلمي روهينجا، اليوم الثلاثاء، سفير ميانمار لديها للتعبير عن قلقها البالغ إزاء عمليات العنف الدائرة في البلاد.

كما طالبت منظمة "هيومان رايتس واتش" الزعيمة الفعلية للبلاد والحائزة على جائزة نوبل للسلام، أون سان سو تشي، بإدانة أعمال العنف. وقال فيل روبيرتسون، نائب مدير المنظمة في آسيا "لديها سلطة أخلاقية. وتحظى بدعم شعب بورما، ولكنها لا تمارس ذلك عندما يلاحق الجيش أقلية عرقية دينية، وهذا أمر مخز". وأضاف "هناك التزامات حقوقية دولية يتعين على الفائزين بجوائز نوبل للسلام الإيفاء بها".

وكانت شبكة بورما لحقوق الإنسان قد نشرت اليوم تقريراً يشير إلى أن المسلمين في ميانمار يعانون من اضطهاد متزايد منذ أن تولت مستشارة الدولة، أون سان سو تشي، منصبها، وذلك بعد فرض قيود على وثائق الهوية وأماكن العبادة وحظر دخول المسلمين لعدد من القرى. وجاء في تقرير للشبكة أن عملية قمع المجتمعات المسلمة توسعت إلى خارج ولاية راخين شمال غرب ميانمار، حيث فر 90 ألف من مسلمي الروهينجا من أعمال العنف خلال الأيام الماضية.

الأمم المتحدة تعبر عن "قلقها العميق"

ومن جانبها، قالت "مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين" اليوم الثلاثاء إنها تشعر بقلق عميق بشأن النزاع في ولاية راخين في ميانمار الذي دفع الآلاف للفرار عبر الحدود فيما وردت تقارير بموت بعض الفارين.

كما قالت المنظمة الدولية للهجرة إن نحو 123 ألفاً من اللاجئين تدفقوا إلى بنغلادش منذ يوم 25 أغسطس/ آب يعيش الكثير منهم في ملاجئ بدون طعام فيما لا تستطيع وكالات الإغاثة الوصول إلى بعضهم. وبعد موجة النزوح الأخيرة يصل عدد اللاجئين الروهينغا الذين فروا إلى بنغلادش منذ أكتوبر/ تشرين الأول إلى 210 آلاف شخص. وكان نحو 87 ألف شخص فروا في أكتوبر/تشرين الأول إلى بنغلادش فراراً من أعمال العنف.

تركيا: العنف ضد مسلمي الروهينجا إبادة جماعية

وقالت تركيا إنها ستبدأ توزيع أول مساعدات خارجية غداً الأربعاء في شمال غرب ميانمار. ووصف متحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان العنف ضد مسلمي الروهينغا بالإبادة الجماعية وقال إن سلطات ميانمار أقرت توزيع المساعدات بعد أن أجرى إردوغان اتصالاً هاتفياً مع أونج سان سو كي زعيمة البلاد أمس الثلاثاء.

وقال المتحدث إبراهيم كالين إن طائرات هليكوبتر تابعة للجيش ستوزع ألف طن من المواد الغذائية والملابس والأدوية. وأضاف أن ميانمار أبلغت موافقتها لمسؤولين من هيئة المساعدات الحكومية التركية على دخولهم البلاد وتسليم المساعدات بالتنسيق مع السلطات المحلية في ولاية راخين.

وقالت مصادر رئاسية تركية إن إردوغان أبلغ سو كي اليوم الثلاثاء بأن العنف ضد الروهينغا يمثل انتهاكاً لحقوق الإنسان ويثير قلقاً عميقاً في العالم الإسلامي.

وقالت مصادر تركية إن وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو سيتوجه إلى بنجلادش مساء غد الأربعاء وسيعقد اجتماعات يوم الخميس.

خ.س/أ.ح(رويترز، د ب أ)