حذر الأمين العام للأمم المتحدة من أن أرواح "الملايين" في خطر إذا لم يتضامن العالم وخصوصا مع الدول الأشد فقرا، في مكافحة تفشي كورونا. وفي تونس أول وفاة بكورونا والفلسطينيون يتحدون حظر الحكومة، والكويت تعلن عطلة حتى الصيف.
إعلان
قال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش اليوم الخميس (19 مارس/ آذار 2020) متحدثا عن خطر تفشي فيروس كورونا حول العالم، في مؤتمر صحفي عبر الفيديو "تم إثبات أنه يمكن احتواء الفيروس. يجب أن يتم احتواؤه. إذا تركنا الفيروس ينتشر مثل ألسنة نار، خاصة في المناطق الأكثر هشاشة في العالم، فإن ذلك سيودي بأرواح الملايين".
وشدّد على أن "التضامن العالمي ليس واجبا أخلاقيا فحسب، وإنما هو في مصلحة الجميع". وقال "علينا فورا الانتقال من مرحلة تطبق فيها كل دولة استراتيجياتها الصحية الخاصة إلى مرحلة تؤمن بكل شفافية، ردا عالميا منسقا، بما في ذلك مساعدة الدول الأقل استعدادا لمواجهة الأزمة".
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة الحكومات إلى "دعم من دون تحفظ للجهود المتعددة الأطراف لمكافحة الفيروس، التي تقودها منظمة الصحة العالمية". وأشار إلى أن "الكارثة الصحية تظهر بوضوح أننا لسنا أقوياء إلى الحد" الذي تتوقعه الأنظمة الصحية.
وقال غوتيريش إنه على الصعيدين الاقتصادي والمالي "علينا التركيز على الأشخاص الأضعف والعاملين ذوي الأجور المتدنية والشركات الصغيرة والمتوسطة". وأضاف "هذا يعني دعما للأجور وتأمينا وضمانا اجتماعيا ووقاية من الإفلاس وخسارة الوظائف". وقال "علينا الامتناع عن محاولة اللجوء إلى الحمائية. إنها لحظة تفكيك الحواجز التجارية وإنشاء شبكات إمدادات".
أول وفاة في تونس
وواصل فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19) تفشيه في أنحاء العالم اليوم الخميس وأفاد مصدر طبي في مستشفى بمدينة سوسة التونسية بوفاة أول مريضة مصابة بفيروس كورونا المستجد. وأوضح المصدر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن المتوفاة (72 عاما) هي من العائدين من الخارج، تحديدا من تركيا، وقد أثبتت التحاليل المخبرية إصابتها بالفيروس لكنها كانت تعاني كذلك من أمراض أخرى مزمنة.
أما الكويت فقد قررت تمديد تعطيل الدراسة في المدارس والجامعات حتى الرابع من أغسطس/ آب بسبب تفشي فيروس كورونا. بذلك تكون البلد الخليجي الأول بين جيرانه الذي يفرض إجازة طويلة بهذا الشكل في مسعى لاحتواء الفيروس.
في حين تحدى الفلسطينيون اليوم دعوة حكومتهم لوقف العمل في المستوطنات الإسرائيلية بسبب المخاوف من فيروس كورونا المستجد وقالوا إن الأولوية لهم هي توفير احتياجات عائلاتهم.
وكان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية قد طالب نحو 25 ألف عامل فلسطيني، يعملون في المستوطنات، بالبقاء في بيوتهم اعتبارا من اليوم الخميس في إطار جهود الحكومة للحد من انتشار المرض.
لكن العمال الفلسطينيين المؤقتين في مستوطنة رامات جفعات زئيف في الضفة الغربية رفضوا أمر السلطة الفلسطينية وقللوا من خطر المخاوف المتعلقة بفيروس كورونا. وقد رُصدت أكثر من 500 حالة إصابة مؤكدة بالمرض في إسرائيل ونحو 50 حالة في الضفة الغربية.
ع.ج/ ص.ش (ا ف ب، د ب أ)
ممنوع اللمس: أين يختبئ فيروس كورونا؟
أخبار كورونا في كل مكان، وتزداد معها المخاوف من كل ما حولنا. هل الفيروس على الخضروات التي نأكلها؟ على الهاتف؟ على الحيوان الأليف؟ هل يمكننا لمس أي شيء الآن؟ أسئلة تدور في رأس الكثيرون، فبماذا يجيب العلماء؟
صورة من: picture-alliance/Kontrolab/IPA/S. Laporta
الحذر من مقابض الأبواب
فيروسات كورونا المعروفة للعلماء تبقى في المتوسط من أربعة إلى خمسة أيام على الأسطح المختلفة مثل مقابض الأبواب. ورغم إنه من غير الواضح بعد كيف ينتشر فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، إلا أن العلماء يرجحون انتشاره عبر الرذاذ الناتج عن السعال أو العطاس. هذا الرذاذ ينتقل عادة من الأيدي إلى الأسطح المختلفة. لذلك من الضروري غسل اليدين دائماً.
صورة من: picture-alliance/dpa Themendienst/F. Gabbert
الأكل في الخارج ليس شهياً دائماً!
ينبغي الحرص عند الأكل في المطاعم وغيرها من الأماكن العامة. فقد ينتقل الفيروس من شخص مصاب إلى آخرين عن طريق السعال أو العطس مباشرة على الصحون أو أدوات المائدة. وفقاً للمعهد الاتحادي لتقييم المخاطر لم يُثبت حتى الآن انتقال المرض بهذه الطريقة. لكن من الأفضل حالياً توخي الحرص وتناول الطعام المُعد في المنزل.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Kalaene
هل أخاف من البضائع المستوردة؟
مع إغلاق المدارس ومكوث الأطفال في المنزل، يحتاجون إلى الألعاب لتسليتهم. فهل تمثل الألعاب المستوردة من بلاد أخرى خطراً؟ يجيب المعهد الاتحادي لتقييم المخاطر بالنفي، فحتى الآن لا توجد حالات انتقال للعدوى عبر بضائع مستوردة. كما يقول الخبراء إن الفيروس يظل على الأسطح لمدة أطول كلما زادت برودة الجو وارتفعت الرطوبة، وهو ما لا يحدث بالضرورة مع البضائع حيث تتعرض لعدة تغيرات جوية حتى تصل إلى وجهتها الأخيرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Gollnow
هل التسوق الإلكتروني خطر؟
في ظل عمل الكثيرين من المنزل هذه الأيام وتفاديهم المتاجر، تزدهر التجارة الإلكترونية بشكل كبير. فهل من الممكن الإصابة بالعدوى من خلال لمس الطرود؟ بشكل عام فإن فيروسات كورونا لا تعيش طويلاً على الأسطح الجافة. بما أن بقاء الفيروس مرتبط بعدة عوامل بيئية مثل درجة حرارة الجو والرطوبة، فإن المعهد الاتحادي لتقييم المخاطر يرى أن انتقال الفيروس عن طريق الطرود أو البريد "مستبعد".
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Becker
هل "صديق الإنسان" ناقل للفيروس؟
العزل المنزلي يصيب الكثيرين بالملل، وتكون الحيوانات الأليفة في هذه الحالة مبعثاً للتسلية. لكن هل من الممكن أن تنتقل العدوى من الحيوان للإنسان أو العكس؟ رغم تأكيدات الخبراء أن احتمالية إصابة الحيوانات بالعدوى "ضئيلة جداً"، إلا أنهم لا يستبعدون هذا الاحتمال تماما. فالحيوانات لا تًظهر أي أعراض، وبالتالي فهي لا تمرض. لكن لا يعني ذلك أنها غير حاملة للفيروس وقد ينتقل للإنسان برذاذ الحيوان أو إفرازاته.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/A. Tarantino
هل نعزل الخضروات؟
يعلم الجميع أن الخضروات مفيدة للصحة، ولكن هل صارت خطراً علينا؟ يُصنف المعهد الاتحادي لتقييم المخاطر احتمالية انتقال فيروس كورونا عن طريق الخضروات على إنها "ضئيلة جداً". فحتى الآن لا توجد حالات إصابة بالعدوى عبر هذا الطريق. أهم ما يُنصح به هو غسل اليدين قبل تحضير الطعام، وهو الأمر الذي يجب المواظبة عليه حتى بدون وجود خطر كورونا. كما يمكن تقليل احتمال العدوى عن طريق الطبخ أو التسخين.
صورة من: picture-alliance/Kontrolab/IPA/S. Laporta
ماذا عن الأغذية المجمدة؟
إذا كانت فيروسات كورونا المعروفة لنا مثل السارس (SARS) والميرس (MERS) لا تتأثر بالبرودة، فهل يعني ذلك وجود فيروس كورونا المستجد على أسطح الأغذية المجمدة؟ هذه الفيروسات قد تظل معدية لمدة عامين في درجة حرارة -20. لكن المعهد الاتحادي لتقييم المخاطر يُطمئن الجميع: فحتى الآن لا توجد أي حالات معروفة عن انتقال كورونا عن طريق الأغذية، حتى المُجمدة منها.
صورة من: picture-alliance /imageBROKER/J. Tack
ممنوع أكل الحيوانات البرية!
الخبر الوحيد الجيد منذ بدء أزمة كورونا هو أن الصين منعت أكل الحيوانات البرية. فجميع الدلائل تشير إلى أن المرض انتقل من الخفاش للإنسان. ولم يكن هذا ذنب الخُفاش، فالإنسان هو من اختار أكله. لذلك لا يُنصح أبداً بأكل أي حيوانات برية.