بعد اتهام أوكرانيا روسيا بقصف محطة زابوريزهيا النووية مجددًا، حذر الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش من أن أي هجوم على محطات نووية "أمر انتحاري"، داعيًا إلى وقف الهجمات والسماح لوكالة الطاقة الذرية بالوصول إلى المحطة.
إعلان
اعتبر الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الإثنين (الثامن من آب/أغسطس 2022) أنّ أيّ هجوم على محطّات للطاقة النوويّة هو عمل "انتحاري"، داعيًا إلى وقف العمليّات العسكريّة في محيط محطّة زابوريزهيا (بالروسية: زابوريجيا) بأوكرانيا حتّى يتسنّى للوكالة الدوليّة للطاقة الذرّية الوصول إليها.
وقال غوتيريش خلال مؤتمر صحفي في طوكيو إنّ "أيّ هجوم على محطّات الطاقة النوويّة هو أمر انتحاري"، وأضاف: "آمل أن تنتهي هذه الهجمات. في الوقت نفسه، آمل أن تتمكّن الوكالة الدوليّة للطاقة الذرّية من الوصول إلى محطّة" زابوريزهيا، الأكبر في أوروبا، والتي شهدت منذ الجمعة عمليّات قصف تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتّهامات بشنّها.
وأضاف غوتيريش أن خطر حدوث مواجهة نووية عاد للظهور بعد عقود داعيا الدول النووية إلى الالتزام بعدم البدء باستخدام هذه الأسلحة.
وأدلى غوتيريش بهذه التصريحات بعد حضوره مراسم في هيروشيما لإحياء ذكرى مرور 77 عامًا على إلقاء أول قنبلة ذرية في العالم على تلك المدينة اليابانية. وحذر غوتيريش من أن خطر حدوث مواجهة نووية عاد للظهور بعد عقود، داعيًا الدول النووية إلى الالتزام بعدم البدء باستخدام هذه الأسلحة. ومنذ أسبوع، يُواصل غوتيريش التعبير عن قلقه حيال المخاطر النوويّة على البشريّة.
قصف المحطة مجددًا
واتهمت أوكرانيا روسيا أمس الأحد بقصف محطة زابوريزهيا للطاقة النووية، وهي الأكبر في أوروبا، مجددًا ودعت إلى فرض عقوبات دولية جديدة على موسكو لتسببها في "إرهاب نووي". وقالت شركة إنرغواتوم الحكومية الأوكرانية للطاقة النووية إن القوات الروسية ألحقت أضرارًا بثلاثة أجهزة استشعار إشعاعي حين قصفت المنشأة من جديد مساء السبت، ما أسفر عن إصابة أحد العاملين بشظايا.
وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تويتر بعد اتصال مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل: "الإرهاب النووي الروسي يتطلب ردًا أقوى من المجتمع الدولي وفرض عقوبات على القطاع والوقود النووي الروسي".
وتعرضت المحطة الواقعة في الأراضي التي تسيطر عليها روسيا لقصف يوم الجمعة أيضًا. وتتهم موسكو القوات الأوكرانية بشن هذه الضربات. وقالت شركة إنرغواتوم إن أحدث هجمات صاروخية روسية قصفت موقع منشأة التخزين الجاف بالمحطة، حيث يتم تخزين 174 حاوية بها وقود نووي مستنفد، في الهواء الطلق، وتابعت: "وبالتالي فإنه لا يمكن الرصد والرد في الوقت المناسب في حالة تدهور الوضع الإشعاعي أو حدوث تسرب إشعاعي من حاويات الوقود النووي المستنفد".
وجاء في بيان نقلته وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء أن الإدارة الروسية لمنطقة إنرهودار الأوكرانية المحتلة، حيث يعيش العاملون بالمحطة، قالت إن أوكرانيا قصفت المحطة باستخدام نظام أوراجان لإطلاق الصواريخ المتعددة من عيار 220 مليمترًا. وأفاد البيان "المباني الإدارية والمناطق المجاورة لمنشأة التخزين لحقت بها أضرار".
وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي قد حذر يوم الجمعة من خطر وقوع كارثة نووية. وأصابت القذائف خط كهرباء عالي الجهد في المنشأة النووية، ما دفع القائمين على العمل إلى فصل أحد المفاعلات على الرغم من عدم اكتشاف أي تسرب إشعاعي. واستولت القوات الروسية على محطة زابوريزهيا في المرحلة الأولى من الحرب في أوائل آذار/مارس ولكن ما زال يديرها فنيون أوكرانيون.
م.ع.ح/ح.ز (أ ف ب ، رويترز)
انطباعات رسامي كاريكاتير عالميين عن بوتين وحربه على أوكرانيا
أحدثت الحرب في أوكرانيا صدمة واضطرابا شديدين في العالم كله، وتفاعل معها رسامو الكاريكاتير من ألمانيا وإيطاليا وأستراليا وأفغانستان وغيرها، فكيف جاءت انطباعاتهم عن الرئيس الروسي وأوكرانيا ومواقف الدول الأخرى مثل الصين؟
قابض الأرواح يدلل "ربيبه"
"قابض الأرواح" أو "الموت" (حسب حدوتة الأخوين غريم "موت العرّاب") يحمل بوتين بين ذراعيه ويقوم بتغنيجه وإرضاعه. بالنسبة لرسام الكاريكاتير الإيطالي باولو لومباردي، وجدت الحرب ربيبها النموذجي في الرئيس الروسي. ويحوم الذباب الأزرق حول قابض الأرواح وبوتين انتظارا للضحايا القادمين.
جهاز الملاحة في يد الشيطان
الموت قابع خلف عجلة القيادة، والشيطان يقرأ خارطة الطريق. وكفريق لا يهزم يوجهان الرئيس الروسي مباشرة إلى الحرب العالمية الثالثة. لقد اشتعلت النار بالفعل في عيني بوتين. إنه وضع ميئوس منه حاليا لهذه الدرجة، وفق تفسير الرسام الهولندي تجيرد روياردس. لكن هل يمكن إعادة برمجة نظام الملاحة؟
تطور الأسلحة
كان هناك اعتقاد أن البشرية ربما تعلمت شيئًا جديدًا عبر آلاف السنين وأنها ستعيش معًا بسلام. لكن على العكس، لم يكن الفكر هو من تطور، وإنما جودة الأسلحة فقط، بحسب وجهة نظر الفنان الأوزبيكي محمود إشونكولوف. وبينما كان إنسان "النياندرتال" يلوح في المعركة بسلاحه الذي هو عبارة عن عظمة فخذ حيوان، فإن جندي اليوم مجهز بأسلحة دقيقة ذات تقنية فائقة.
حرب الأخبار المزيفة أيضا
لكن الحروب لم تعد تدار بالأسلحة التقليدية فقط، فالدعاية المغرضة "البروباغاندا" على جميع الجبهات هي أيضًا جزء منها. وسواء كان ذلك عبر تويتر أو فيسبوك أو إنستغرام، فإن شبكات التواصل الاجتماعي هي وسيلة مذهلة لنشر الأخبار المزيفة بين الناس، بحسب ما يعتقد الكوبي ميغيل موراليس. وأسوأ ما في الأمر هو أنه عادة لا يجري التحقق من صحة الحقائق المزعومة التي تنتشر في وسائل التواصل.
"روسيا الجائعة"
مثل أوكرانيا، كانت ليتوانيا ذات يوم جزءا من الاتحاد السوفيتي القوي حتى أعلنت استقلالها في عام 1990. لكن "الدول الشقيقة" السابقة تعرف المزاج الذي يحرك روسيا. ورسام الكاريكاتير كازيس كِستوتيس شياوليتيس ليس هو فقط من يخشى من أن يتمدد جوع بوتين ونهمه للسلطة إلى دول أخرى.
"الصرخة" .. لا للحرب
من خلال تجربة مؤلمة، يعرف الأفغان بأنفسهم ما تعنيه الحرب في بلد الإنسان ذاته. وفي رسمه الكاريكاتوري، استعار شهيد عتيق الله من الفنان النرويجي إدوارد مونش لوحته الشهيرة "الصرخة" التي تعود لعام 1893. هنا يُفهم الوجه المرعوب على أنه رد فعل على مشاهد المدن التي تعرضت للقصف في أوكرانيا.
آفاق المستقبل
للوهلة الأولى، هذا الكاريكاتير للرسام الروماني ماريان أفراميسكو يذكرنا أيضا بفنان مشهور، هو الهولندي إم. سي. إيشر، الذي كان يرسم أشياء تتعارض مع أي منطق ولا تحمل أي أفق. ويبدو أيضًا أن أوكرانيا ليس لديها أي آفاق في ضوء التفوق الروسي، لكن أوكرانيا أعطت العالم درسا أفضل.
الحب بدلا من الحرب
منذ أن غزا الجيش الروسي أوكرانيا، والناس في جميع أنحاء العالم تقوم بمظاهرات ضد الحرب العدوانية الوحشية، لكن بلا فائدة، بحسب الرسامة التركية منكشي جام. فلا الطغاة ولا الموت يسمحون لنشطاء السلام بالتأثير عليهم؛ وهذا ما أظهره التاريخ بما يكفي في كثير من الأحيان.
أوكرانيا تفضل الناتو
لفترة طويلة، كانت أوكرانيا قريبة من "الشعب الشقيق" في روسيا. لكن استقلال البلاد لم يعد يتناسب مع نظرة بوتين للعالم، فهو يعتبر أوكرانيا جزءً من إمبراطورية روسية كبرى. وبالنسبة إلى الرسام عامر من دولة الإمارات، فلا عجب أن أوكرانيا الصغيرة تتطلع بشغف إلى الناتو. لكن روسيا لا تريد أن تسمح لها بالسير وراء هذه الرغبة.
تهديد عالمي
من وجهة نظر الرسام التنزاني "بوبا"، هذه الحرب لا تتعلق فقط بأوكرانيا، وإنما تتعلق بالسلطة والقوة في العالم. فروسيا تهدد العالم الغربي بشن حرب نووية إذا استمر في التدخل. وهذا لا يحظى بالرضا من جانب الولايات المتحدة، التي يمكنها على الفور توجيه ضربة انتقامية. وهناك خوف في جميع أنحاء العالم من قيام شخص ما بالضغط على الزر الأحمر، الزر النووي.
التفاوض على طريقة بوتين
على المسرح الدبلوماسي، يحاول سياسيون غربيون عمل كل شيء من أجل إحضار الرئيس الروسي إلى طاولة المفاوضات. طاولة بوتين الطويلة، التي يجلس إليها على مسافة بعيدة من زواره الدوليين تسببت في إثارة الاستغراب في جميع أنحاء العالم. ومن وجهة نظر رسام الكاريكاتير الألماني أغوستينو تاله، فإن ما يهم بوتين النرجسي هو اعتقاده بأنه: يجب ألا تكون أوكرانيا موجودة.
الدكتور "أوكتوبوتين" يتحكم في الطاقة
في مفاوضاته مع الغرب، لدى الرئيس الروسي حجة قوية: العديد من الدول الأوروبية تعتمد على الغاز والنفط الروسيين. "دكتور أوكتوبوتين"، كما يراه رودريغو من ماكاو / الصين، له اليد العليا. فعلى الرغم من كل العقوبات، لا تزال ألمانيا ودول أخرى تحصل على الطاقة من روسيا، وبذلك تقوم بتمويل صندوق حرب بوتين.
لاجئون من الدرجة الأولى؟
بأعداد هائلة، فر الأوكرانيون من الحرب، وأوروبا ترحب بهم بأذرع مفتوحة، حيث يجدون ببساطة من يلوح لهم مرحبا عند الحدود. وعلى الرغم من كل التعاطف مع اللاجئين، يتساءل رسام الكاريكاتير الفلبيني "زاك" عما إذا كانت هناك معايير مزدوجة؟ وأنه يُسمح لهم بدخول البلاد بسبب لون بشرتهم الفاتح؟ لأن الاتحاد الأوروبي عادة ما يغلق حدوده بإحكام.
حسابات صينية
منذ سنوات وأستراليا تشعر بالتهديد من الصين، التي تسعى جاهدة للسيادة في جنوب المحيط الهادئ، وقد ألمحت مرارًا إلى نيتها في ضم تايوان. وفقًا لرسام الكاريكاتير الأسترالي "برولمان"، يراقب الباندا عن كثب ما إذا كان الدب الروسي سيبلع العسل الأوكراني، أم أن مستعمرة النحل ستقوم بطرده. وإذا لم ينجح الدب، فإن الباندا بإمكانه أن يجرب حظه في وعاء آخر. إعداد: سوزانه كوردس/ صلاح شرارة