غوتيريش يطالب بإجراء تحقيق في الحرب "الوحشية" في أوكرانيا
٢٢ سبتمبر ٢٠٢٢
طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بمحاسبة المسؤولين عن الحرب الوحشية في أوكرانيا، معتبرا أن الاستفتاءات التي تنوي روسيا إجراءها مخالفة للقانون الدولي. ووزير الخارجية الروسي يرفض الاتهامات الغربية لبلاده.
إعلان
أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أن علميات الاستفتاء التي تدعمها روسيا في عدة مناطق بشرق أوكرانيا هي بمنزلة انتهاك محتمل للقانون الدولي.
وقال غوتيريس في جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي بشأن حرب أوكرانيا اليوم الخميس (22 سبتمبر/ أيلول 2022): "أي ضم لأراضي دولة من قبل دولة أخرى بناء على التهديد باستخدام القوة أو استخدامها بالفعل هو انتهاك لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي".
وفي الوقت نفسه، أكد غوتيريش، في إشارة إلى التهديدات النووية التي يكاد لا يخفيها رئيس الكرملين فلاديمير بوتين، "أن فكرة الصراع النووي، التي لم يكن من الممكن تصورها في يوم من الأيام، أصبحت موضوعًا للنقاش. هذا غير مقبول بالمرة". مضيفا لذلك فإن الحرب لا تأتي بالتهدئة بل على العكس إنها "تبعد خطوات أخرى عن أي احتمال للسلام - ونحو حلقة لا نهاية لها من الرعب وسفك الدماء".
الدعوة لتحقيق في الحرب "الوحشية"
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق في الحرب "الوحشية" في أوكرانيا، وذلك لدى افتتاحه الاجتماع الذي يحضره كبار الدبلوماسيين الروس والأميركيين. وقال غوتيريش إن تقارير هيئات الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان تظهر "قائمة من (الأعمال) الوحشية -- إعدامات بإجراءات تعسفية وعنف جنسي وتعذيب وغيرها من الممارسات اللاإنسانية والمهينة بحق مدنيين وأسرى حرب".
وأضاف "يجب التحقيق في كل هذه المزاعم بشكل شامل لضمان المساءلة"، بدون أن يتّهم روسيا بشكل مباشر. وتابع "يجب محاسبة الجناة عبر إجراءات قضائية عادلة ومستقلة. للضحايا وأسرهم الحق في العدالة والإنصاف والتعويض".
ودعت فرنسا التي ترأس حاليًا مجلس الأمن إلى جلسة مساءلة حول أوكرانيا خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا لصحافيين قبل دخول الجلسة "لا سلام بدون عدالة".
بلينكن يدعو لمحاسبة بوتين
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حاضرًا، إلى جانب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي رفض إجراء محادثات ثنائية مع نظيره الروسي منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، مشككًا في استعداد موسكو لأي جهود سلام.
ودعا بلينكن دول العالم إلى محاسبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على خلفية غزوه لأوكرانيا، وقال في اجتماع مجلس الأمن الدولي، الذي حضرته روسيا إن "النظام العالمي الذي اجتمعنا هنا لدعمه يٌدمَر أمام أعيننا. لا يمكننا، ولن ندع بوتين يفلت" من المحاسبة.
فيما رفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاتهامات الغربية في شأن أوكرانيا.
ومن المقرر أيضا أن تتحدث وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ونظيرتها من أوكرانيا.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد حث في كلمة أمام زعماء العالم في الجمعية العامة للأمم على إقامة محكمة خاصة وتجريد موسكو من حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للمنظمة الدولية. وقال في كلمته عبر الفيديو أمس الأربعاء "ارتُكبت جريمة بحق أوكرانيا، ونحن نطالب بالقصاص العادل".
ص.ش/أ.ح (د ب أ، أ ف ب، رويترز)
انطباعات رسامي كاريكاتير عالميين عن بوتين وحربه على أوكرانيا
أحدثت الحرب في أوكرانيا صدمة واضطرابا شديدين في العالم كله، وتفاعل معها رسامو الكاريكاتير من ألمانيا وإيطاليا وأستراليا وأفغانستان وغيرها، فكيف جاءت انطباعاتهم عن الرئيس الروسي وأوكرانيا ومواقف الدول الأخرى مثل الصين؟
قابض الأرواح يدلل "ربيبه"
"قابض الأرواح" أو "الموت" (حسب حدوتة الأخوين غريم "موت العرّاب") يحمل بوتين بين ذراعيه ويقوم بتغنيجه وإرضاعه. بالنسبة لرسام الكاريكاتير الإيطالي باولو لومباردي، وجدت الحرب ربيبها النموذجي في الرئيس الروسي. ويحوم الذباب الأزرق حول قابض الأرواح وبوتين انتظارا للضحايا القادمين.
جهاز الملاحة في يد الشيطان
الموت قابع خلف عجلة القيادة، والشيطان يقرأ خارطة الطريق. وكفريق لا يهزم يوجهان الرئيس الروسي مباشرة إلى الحرب العالمية الثالثة. لقد اشتعلت النار بالفعل في عيني بوتين. إنه وضع ميئوس منه حاليا لهذه الدرجة، وفق تفسير الرسام الهولندي تجيرد روياردس. لكن هل يمكن إعادة برمجة نظام الملاحة؟
تطور الأسلحة
كان هناك اعتقاد أن البشرية ربما تعلمت شيئًا جديدًا عبر آلاف السنين وأنها ستعيش معًا بسلام. لكن على العكس، لم يكن الفكر هو من تطور، وإنما جودة الأسلحة فقط، بحسب وجهة نظر الفنان الأوزبيكي محمود إشونكولوف. وبينما كان إنسان "النياندرتال" يلوح في المعركة بسلاحه الذي هو عبارة عن عظمة فخذ حيوان، فإن جندي اليوم مجهز بأسلحة دقيقة ذات تقنية فائقة.
حرب الأخبار المزيفة أيضا
لكن الحروب لم تعد تدار بالأسلحة التقليدية فقط، فالدعاية المغرضة "البروباغاندا" على جميع الجبهات هي أيضًا جزء منها. وسواء كان ذلك عبر تويتر أو فيسبوك أو إنستغرام، فإن شبكات التواصل الاجتماعي هي وسيلة مذهلة لنشر الأخبار المزيفة بين الناس، بحسب ما يعتقد الكوبي ميغيل موراليس. وأسوأ ما في الأمر هو أنه عادة لا يجري التحقق من صحة الحقائق المزعومة التي تنتشر في وسائل التواصل.
"روسيا الجائعة"
مثل أوكرانيا، كانت ليتوانيا ذات يوم جزءا من الاتحاد السوفيتي القوي حتى أعلنت استقلالها في عام 1990. لكن "الدول الشقيقة" السابقة تعرف المزاج الذي يحرك روسيا. ورسام الكاريكاتير كازيس كِستوتيس شياوليتيس ليس هو فقط من يخشى من أن يتمدد جوع بوتين ونهمه للسلطة إلى دول أخرى.
"الصرخة" .. لا للحرب
من خلال تجربة مؤلمة، يعرف الأفغان بأنفسهم ما تعنيه الحرب في بلد الإنسان ذاته. وفي رسمه الكاريكاتوري، استعار شهيد عتيق الله من الفنان النرويجي إدوارد مونش لوحته الشهيرة "الصرخة" التي تعود لعام 1893. هنا يُفهم الوجه المرعوب على أنه رد فعل على مشاهد المدن التي تعرضت للقصف في أوكرانيا.
آفاق المستقبل
للوهلة الأولى، هذا الكاريكاتير للرسام الروماني ماريان أفراميسكو يذكرنا أيضا بفنان مشهور، هو الهولندي إم. سي. إيشر، الذي كان يرسم أشياء تتعارض مع أي منطق ولا تحمل أي أفق. ويبدو أيضًا أن أوكرانيا ليس لديها أي آفاق في ضوء التفوق الروسي، لكن أوكرانيا أعطت العالم درسا أفضل.
الحب بدلا من الحرب
منذ أن غزا الجيش الروسي أوكرانيا، والناس في جميع أنحاء العالم تقوم بمظاهرات ضد الحرب العدوانية الوحشية، لكن بلا فائدة، بحسب الرسامة التركية منكشي جام. فلا الطغاة ولا الموت يسمحون لنشطاء السلام بالتأثير عليهم؛ وهذا ما أظهره التاريخ بما يكفي في كثير من الأحيان.
أوكرانيا تفضل الناتو
لفترة طويلة، كانت أوكرانيا قريبة من "الشعب الشقيق" في روسيا. لكن استقلال البلاد لم يعد يتناسب مع نظرة بوتين للعالم، فهو يعتبر أوكرانيا جزءً من إمبراطورية روسية كبرى. وبالنسبة إلى الرسام عامر من دولة الإمارات، فلا عجب أن أوكرانيا الصغيرة تتطلع بشغف إلى الناتو. لكن روسيا لا تريد أن تسمح لها بالسير وراء هذه الرغبة.
تهديد عالمي
من وجهة نظر الرسام التنزاني "بوبا"، هذه الحرب لا تتعلق فقط بأوكرانيا، وإنما تتعلق بالسلطة والقوة في العالم. فروسيا تهدد العالم الغربي بشن حرب نووية إذا استمر في التدخل. وهذا لا يحظى بالرضا من جانب الولايات المتحدة، التي يمكنها على الفور توجيه ضربة انتقامية. وهناك خوف في جميع أنحاء العالم من قيام شخص ما بالضغط على الزر الأحمر، الزر النووي.
التفاوض على طريقة بوتين
على المسرح الدبلوماسي، يحاول سياسيون غربيون عمل كل شيء من أجل إحضار الرئيس الروسي إلى طاولة المفاوضات. طاولة بوتين الطويلة، التي يجلس إليها على مسافة بعيدة من زواره الدوليين تسببت في إثارة الاستغراب في جميع أنحاء العالم. ومن وجهة نظر رسام الكاريكاتير الألماني أغوستينو تاله، فإن ما يهم بوتين النرجسي هو اعتقاده بأنه: يجب ألا تكون أوكرانيا موجودة.
الدكتور "أوكتوبوتين" يتحكم في الطاقة
في مفاوضاته مع الغرب، لدى الرئيس الروسي حجة قوية: العديد من الدول الأوروبية تعتمد على الغاز والنفط الروسيين. "دكتور أوكتوبوتين"، كما يراه رودريغو من ماكاو / الصين، له اليد العليا. فعلى الرغم من كل العقوبات، لا تزال ألمانيا ودول أخرى تحصل على الطاقة من روسيا، وبذلك تقوم بتمويل صندوق حرب بوتين.
لاجئون من الدرجة الأولى؟
بأعداد هائلة، فر الأوكرانيون من الحرب، وأوروبا ترحب بهم بأذرع مفتوحة، حيث يجدون ببساطة من يلوح لهم مرحبا عند الحدود. وعلى الرغم من كل التعاطف مع اللاجئين، يتساءل رسام الكاريكاتير الفلبيني "زاك" عما إذا كانت هناك معايير مزدوجة؟ وأنه يُسمح لهم بدخول البلاد بسبب لون بشرتهم الفاتح؟ لأن الاتحاد الأوروبي عادة ما يغلق حدوده بإحكام.
حسابات صينية
منذ سنوات وأستراليا تشعر بالتهديد من الصين، التي تسعى جاهدة للسيادة في جنوب المحيط الهادئ، وقد ألمحت مرارًا إلى نيتها في ضم تايوان. وفقًا لرسام الكاريكاتير الأسترالي "برولمان"، يراقب الباندا عن كثب ما إذا كان الدب الروسي سيبلع العسل الأوكراني، أم أن مستعمرة النحل ستقوم بطرده. وإذا لم ينجح الدب، فإن الباندا بإمكانه أن يجرب حظه في وعاء آخر. إعداد: سوزانه كوردس/ صلاح شرارة