حين أشرك المدرب يواخيم لوف إلكاي غوندوغان في مباراة ألمانيا وفرنسا (66)، ركزت كاميرات الصحفيين على الفور على اللاعب وردّ فعله في أول لقاء مع جمهور حمل عليه كثيرا قبل وخلال تجربة مونديال روسيا.
إعلان
لم تكن مباراة يوم أمس بين المنتخب الألماني ونظيره الفرنسي (0-0) في مستهل مباريات المنتخبين بالمجموعة الأولى للقسم الأول ببطولة دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم، هيّنة بالنسبة لإلكاي غوندغوان. فاللاعب الذي يحمل الجنسيتين الألمانية والتركية خاض أول مباراة له مع المانشافت عقب أشهر من اللغط والجدل داخل ألمانيا، بعد لقاء مثير للجدل بينه وبين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حضره أيضا لاعب أرسنال مسعود أوزيل. الأمر الذي فجر النقاش على مصرعيه حول إشكالية المواطنة والجذور ما انفك أن اصطدم بلمسات عنصرية.
وفي الوقت الذي تفاعلت فيه الأمور بالنسبة لأوزيل، لدرجة قرر فيها اللاعب ذو الأصول التركية، عدم اللعب للاتحاد الألماني لكرة القدم طالما "لا زال يشعر بالعنصرية" داخل أروقة الاتحاد، بقي غوندوغان في صفوف المنتخب يراقب الوضع عن بعد، لكنه بقي أيضا مطاردا من قبل كابوس صافرات الاستهجان عند كرة مرة ظهر فيها بقميص المانشافت قبيل وخلال مشوار ألمانيا في مونديال روسيا المنتهي عند الدور الأول في خروج مهين لبطل العالم 2014.
وكانت المشاهد الأكثر قسوة بالنسبة لغوندوغان حين انتفض الجمهور في المباراة الودية التي جمعت ألمانيا بالسعودية من على أدراج ملعب "باير أرينا" بليفركوزن. على ضوء ذلك أدلى اللاعب بتصريحات للإعلام تشرح دوافعه للقاء أردوغان في لندن وموقفه من النقاش المنفجر في ألمانيا حينها.
بعد مباراة أمس، أقرّ غوندوغان أنه شعر بتوتر شديد حين قام المدرب يواخيم لوف بإشراكه في الدقيقة 66 من عمر المباراة، موضحا: "لم أشعر بالخوف وإنما ببعض من القلق لأنني لم أكن أعرف كيف سيستقبلني الجمهور".
لكن العكس هو ما حصل، الغالبية حيّت غوندوغان بالتصفيق، أما صافرات الاستهجان فقد بقيت استثناء فقط. وعلّق لاعب مان سيتي على ذلك بالقول: "أسعدني سماع العديد من التصفيقات التي ردَدت عليها بالتصفيق من جانبي. مباشرة ركّزت تماما على اللعب".
ويبدو أنها الخطوة الأولى سواء تعلق الأمر بغوندوغان أو بمشجعي المانشافت للعودة إلى الأجواء الطبيعية، والتي وعلى ما يبدو بدا الطرفان معا بحاجة إليها.
و.ب
أوزيل ـ "عازف ليل" رمى مزماره بسبب صورة مع أردوغان
بعدما ساهم في تربع ألمانيا على عرش كرة القدم وفي صنع أمجادها الرياضية، فجر مسعود أوزيل قنبلة اعتزاله اللعب دوليا مع "المانشافت"، وسط جدل كبير على خلفية صورة له مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. مسيرة أوزيل الكروية في صور
صورة من: picture-alliance/dpa/Bundesregierung/G. Bergmann
الطفل المعجزة
في فترة طفولته، حمل مسعود أوزيل قمصان عدة أندية كروية في مدينة "غيلزنكيرشن" الألمانية، التي ولد فيها، ثم لعب بعد ذلك لمدة خمس سنوات برفقة فريق "روت فايس إيسن". في سنة 2005 انضم أوزيل إلى فريق شالكه، وفي 2009 لعب مع المنتخب الألماني تحت 21 سنة وحصل معه على بطولة أوروبا.
صورة من: Imago/Team 2
التألق دولياً ـ البداية من جنوب إفريقيا
سنة 2008 انتقل "عازف الليل" إلى فريق فيردر بريمن، بسبب خلافات بشأن تجديد عقده بين فريق شالكه، ووالد مسعود أوزيل (مصطفى)، الذي كان آنذاك وكيلا لأعمال ابنه. لكن صاحب القدم اليسرى جلب اهتمام العديد من الأندية الأوروبية الكبرى، بعدما قدم أداء رائعا في مونديال جنوب أفريقيا 2010، حيث انتقل أوزيل إلى ريال مدريد، الذي لعب معه ثلاث سنوات، ليحط الرحال بعدها في فريق أرسنال في صفقة بلغت 50 مليون يورو.
صورة من: Imago/Sven Simon
نموذج للاندماج
سنة 2010 فاز مسعود أوزيل بجائزة "بامبي" الإعلامية الشهيرة كمثال ناجح للاندماج. في نهاية 2007 تنازل أوزيل عن جنسيته التركية، بيد أنه لم يخف أبدا فخره بجذوره التركية. سنة 2016 نشر مسعود صورا لرحلة حج في مكة.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Pedersen
بطل القلوب
هنأت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل (الصورة) مسعود أوزيل، على الانتصار الذي حققه منتخب "المانشافت" على نظيره التركي، في مباراة برسم التصفيات المؤهلة إلى بطولة أمم أوروبا 2012. وبعد مونديال البرازيل 2014 تبرع أوزيل بمكافأة الفوز لصالح الأطفال البرازيليين، الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية، وهو ما جعل صانع الألعاب ينال استحسان الكثير من الناس، كما زار أوزيل الأطفال السوريين اللاجئين في الأردن.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bundesregierung/G. Bergmann
صانع الفرص بعد ميسي
شارك مسعود أوزيل في جميع مباريات المنتخب الألماني (سبع مباريات) في رحلته نحو الفوز بكأس العالم 2014، حيث يُعد صاحب القدم اليسرى الساحر ليس فقط صانع ألعاب منتخب "المانشافت"، بل أيضا حلقة وصل مهمة بين المدرب يواخيم لوف وباقي اللاعبين في المنتخب. كما نجح أوزيل في مونديال البرازيل 2014 في الحلول ثانيا بعد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي كأكثر لاعب يخلق الفرص.
صورة من: picture-alliance/GES/M. Gillar
الصورة المثيرة للجدل
ليست المرة الأولى ( مايو/أيار 2018)، التي يتم فيها تصوير مسعود أوزيل برفقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إذ سبق وظهر أوزيل مع أردوغان، غير أن صورته الأخيرة مع الرئيس التركي، قبل انطلاق مونديال روسيا أثارت الكثير من الاهتمام. وفيما أنتقد البعض أوزيل لدعمه حاكم سلطوي، أتهمه البعض الآخر بعدم الولاء لألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Presidential Press Service
كبش فداء لفشل المانشافت؟
في مونديال روسيا ودع منتخب "المانشافت" البطولة من الدور الأول، وهو ما اعتبر أكبر إخفاق في تاريخ مشاركات المنتخب الألماني في نهائيات كأس العالم. على إثر ذلك أعتبر رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم راينهارد غريندل، أن صمت أوزيل بخصوص قضية لقائه مع أردوغان أثقل كاهل المنتخب. تصريحات غريندل قوبلت بانتقادات من الوسطين السياسي والرياضي أما أوزيل فقد أعتبر أنه يتم استخدامه كـ"كبش فداء".
صورة من: picture-alliance/Photoshot
"ألماني عند الفوز ومهاجر حال الخسارة"
في بيان مثير للانتباه، على حسابه الخاص في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أعلن مسعود أوزيل (29 عاما) في ( 22 يوليو/تموز 2018) اعتزاله اللعب رسميا مع المنتخب الألماني. أوزيل الذي لعب 92 مباراة مع "المانشافت" وسجل 23 هدفا وساهم في صنع 40 هدفا، كتب قائلا: "أنا ألماني عندما نفوز، ومهاجر عندما نخسر". الكاتب : شوماخر إليزابيث/ر.م