جاءت ردود فعل الحزب الديمقراطي المسيحي متبابنة تجاه الدعوة التي أطلقها حليفه الحزب الاجتماعي المسيحي بإجبار الأجانب على تحدث الألمانية حتى في البيت. ويعكس هذا التباين مدى الانقسام داخل حزب ميركل بخصوص الهجرة والاندماج.
إعلان
"من اختار العيش في ألمانيا بشكل دائم، عليه الالتزام بالتحدث باللغة الألمانية سواء في الحياة العامة أو مع عائلته داخل البيت". منذ أن نشر الحزب المسيحي الاجتماعي، المشارك في الائتلاف الحكومي في ألمانيا، هذه الدعوة توالت ردود الأفعال بين منتقد ومؤيد. ولم يتأخر الأمين العام للحزب الديمقراطي المسيحي بيتر تاوبر في الرد و كتب على صفحته على الفيسبوك بأن السياسة ليس لها دخل في اللغة التي يتحدث بها الناس داخل منازلهم.
طرق شرعية للوصول إلى ألمانيا
رغم صعوبة الهجرة إلى ألمانيا، إلا أن هناك طرقاً شرعية يمكن سلوكها للوصول إلى ألمانيا والحصول على إقامة شرعية بها.
صورة من: picture-alliance/dpa
الحياة في ألمانيا
يعيش في ألمانيا حوالي 6.75 مليون أجنبي. وفي السنوات الأخيرة، ارتفعت أعداد الأجانب بشكل طفيف، للمرة الأولى منذ خمس سنوات، لأن الهجرة إلى ألمانيا ليست بالأمر السهل.
صورة من: picture-alliance/dpa
طرق الهجرة إلى ألمانيا
هناك طرق شرعية للوصول إلى ألمانيا: سواء عن طريق العمل، أو الدراسة والتدريب المهني أو عن طريق طلبات اللجوء. وعادة ما يحصل المهاجرون في بداية الأمر على تصريح إقامة مؤقت، وبعد قضاء خمسة أعوام بشكل قانوني، يثبت المهاجرون بعدها تمكنهم من تأمين معيشتهم، وأنه ليس لديهم سوابق جنائية ويجيدون تحدث اللغة الألمانية، يحصلون على تصريح إقامة دائمة.
صورة من: picture-alliance/dpa
الخبراء المتخصصون يحصلون على الإقامة فورا
يمكن للخبراء المتخصصين في بعض المجالات أن يحصلوا بشكل فوري على تصريح الإقامة الدائمة، ولا يحتاجون بالتالي للانتظار لمدة خمس سنوات. والمقصود هم الخبراء في مجالات اقتصادية أو في مجالات البحث العلمي من أصحاب الكفاءات العليا، أو المتخصصين في مجالات علمية نادرة، ويشترط أيضاً ألا يقل راتبهم السنوي عن 66 ألف يورو.
صورة من: DW/J. Bronska
المهنيون
أما أصحاب المهارات والكفاءات المتخصصة ممن يقل راتبهم السنوي عن 66 ألف يورو، فيمكنهم الحصول على تصريح إقامة مؤقتة. ويعرف بالمهني كل من أنهى دراسته الجامعية أو تدريبه المهني، على سبيل المثال المعلمين والعلماء والطباخين المتخصصين أو الرياضيين المحترفين. بعد خمسة أعوام، يمكن لهؤلاء العاملين أن يحصلوا على تصريح إقامة دائمة.
صورة من: picture-alliance/dpa
العمال الموسميون
إلى جانب المهنيين المتخصصين في مجالات بعينها، هناك أيضاً غير الدارسين أو أصحاب الكفاءات المنخفضة من العاملين، الذين يرغبون في الهجرة. ومن بين هؤلاء هناك العمال الموسميين، الذين يعملون حوالي ستة أشهر في مجال الزراعة أو الصناعات الغذائية أو المساعدة في الأعمال المنزلية للمحتاجين إلى رعاية. وعادة ما يحصل هؤلاء العاملين على تصاريح إقامة مؤقتة فقط.
صورة من: picture-alliance/dpa
أصحاب الأعمال الخاصة
حتى أصحاب الأعمال الخاصة يمكنهم الحصول على تصاريح إقامة، إذا ما كانت هناك مصلحة اقتصادية او احتياج يتجاوز الحدود الإقليمية، وعندما يكون التمويل مضموناً، أي أنه يجب أن يكون لدى المستثمر الخاص حساب إجمالي قدره 250 ألف يورو وأن يوفر فرص عمل لـ 5 أفراد على الأقل. وإذا ما نجح المشروع الخاص به، يمكنه أن يحصل على إقامة دائمة بعد ثلاث سنوات.
صورة من: Fotolia/Yuri Arcurs
الدراسة في ألمانيا
أما من يريد الدراسة في إحدى الجامعات الألمانية، فيمكنه الحصول على تأشيرة إقامة طوال مدة دراسته. ويمكن تمديد تصريح الإقامة لمدة سنة بعد انتهاء الطالب من دراسته، لتوفير الفرصة له لإيجاد وظيفة مناسبة. وفي حال حصول خريج الجامعة على وظيفة، يمكنه عندئذ التقدم بطلب للحصول على تصريح إقامة للعمل.
صورة من: picture alliance/dpa
العمل كجليسة أطفال لمدة سنة
يمكن التقدم أيضاً للإقامة في ألمانيا لمدة محدودة كجليسة للأطفال، لمدة سنة واحدة عادة. أثناء هذه المدة تعيش الجليسة لدى الأسرة المضيفة وتساعد في الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال.
صورة من: Anna Gurko
لم شمل العائلة
من حق هؤلاء الذين يقيمون في ألمانيا بشكل قانوني أن يجلبوا عائلتهم معهم، ويقصد بذلك الزوج أو الزوجة والأولاد. ويسمح بهذا الأمر إذا ما كان الشخص مقيما بشكل منتظم في ألمانيا، ولديه دخل ثابت ويمكنه إعالة أسرته. كذلك يجب أن يكون بإمكان أفراد الأسرة إجراء محادثات بسيطة باللغة الألمانية، إلا في حالات استثنائية قليلة.
صورة من: MDR/Daniela Dufft
المهاجرون العائدون إلى ألمانيا
المهاجرون العائدون هم الأشخاص من ذوي الأصول الألمانية الذين يعيشون في دول أخرى، ويريدون العودة إلى ألمانيا. ومن بين هذه الدول، دول الاتحاد السوفيتي السابق وغيرها من دول الكتلة الشرقية سابقاً مثل رومانيا وبولندا. بمجرد أن يتم الاعتراف بهؤلاء الأشخاص، كـ"ألمان عائدين"، فإنهم يحصلون فوراً على الجنسية الألمانية.
صورة من: picture alliance/ZB
طلب اللجوء
في ألمانيا يحصل على اللجوء كل من يثبت أنه مضطهد في بلده، سواء لأسباب سياسية أو دينية أو أياً كانت الأسباب. وإلى أن يتم قبول طلب اللجوء، يجب على المتقدم البقاء في الحي الذي يقيم به. بعد ذلك، يحصل على تصريح إقامة لمدة ثلاث سنوات، بعدها يمكنه الحصول على تصريح الإقامة الدائم.
صورة من: picture-alliance/dpa
11 صورة1 | 11
وعلى عكس تاوبر لقيت هذه الدعوة ترحيبا لدى زميله فولفغانغ بوسباخ. ففي حوار مع صحيفة "بيلد أم زونتانغ"، قال بوسباخ بأن تعلم اللغة شرط أساسي في الاندماج لذلك "فمن المهم أن يتكلم الأطفال اللغة الألمانية داخل البيت أيضا." ودافع بوسباخ عن دعوة الحزب المسيحي الاجتماعي للأجانب بالتحدث بالألمانية داخل البيت، مؤكدا أن الهدف من ذلك هو "تحفيز الأجانب على التحدث بالألمانية في حياتهم اليومية".
"قواسم مشتركة بين المسلمين والحزبين المسيحيين"
يعتبر موضوع الهجرة والاندماج أكثر المواضيع إثارة للاختلاف داخل صفوف حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي. فالجناح المحافظ في الحزب لا يزال حتى اليوم بعيدا بعض الشيء عن الواقع كما يرى تيلمان ماير أستاذ العلوم السياسية في جامعة بون، "فهو غير مستعد لقبول التطورات الاجتماعية التي تحدث في ألمانيا"، حسب تعبير ماير.
ويحذر أستاذ العلوم السياسية من أن يكون لمثل هذه المواقف تأثير سلبي على الحزب نفسه بشكل يجعله يُضَيِّع على نفسه فرصة كسب أصوات المهاجرين من أصول مسلمة. ويرى ماير أن ثمة قواسم مشتركة بين المسلمين والاتحادين الديمقراطي المسيحي والاجتماعي المسيحي أكثر من الأحزاب الأخرى. وللاستفادة من ذلك يؤكد ماير على ضرورة أن تقوم قيادة الحزب ببعض المبادرات، "علما بأن الأمر يحتاج لبعض الوقت."
انقسام بشأن موضوع الهجرة
وبالنظر إلى تشكيلة كتلة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في البرلمان نلمس التقارب الذي بدأ يظهر داخل الحزب بخصوص موضوع الهجرة. ففي الانتخابات البرلمانية التي جرت العام الماضي تمكن ثمانية نواب من أصول مهاجرة من تمثيل الحزب في البرلمان الألماني (بوندستاغ)، بينما كان الأمر في الماضي مقتصرا على برلماني واحد فقط. ويرى ماير أن لقاء الأمين العام للحزب بمهاجرين على هامش أحد مؤتمرات الحزب، مؤشر على الانفتاح الذي بدأ ينهجه الحزب تجاه موضوع الهجرة. ويضيف الخبير الألماني: "هذا الأمر يدل على أن الحزب الديمقراطي المسيحي بدأ يغير من سياساته ويزيل الهوة التي كانت متواجدة في السابق".
بيد أن موجة التغيير هذه لا تلقى إجماعا لدى مكونات الحزب الديمقراطي المسيحي. فبينما توجد أصوات تدعو إلى انفتاح أكبر فيما يتعلق بموضوع الهجرة، تنهج أطراف أخرى موقفا متحفظا جدا بهذا الخصوص، "ويظهر ذلك بشكل أكثر لدى أعضاء الحزب الأكبر سنا"، حسب ما قال ماير.
خسارة أصوات المحافظين
وتسبب التغيير الذي بدأ يشهده الحزب الديمقراطي المسيحي في خسارته لبعض أصوات الناخبين المؤيدين للتيار المحافظ في الحزب. فوجد هؤلاء بديلا في حزب "البديل لألمانيا"، وهو حزب جديد تأسس في عام 2013 ومعروف بمواقفه المتشددة بخصوص الهجرة.
ولا تزال التصريحات المتناقضة لبعض عناصر الحزب الديمقراطي المسيحي تضفي ضبابية على موقفه من ملف الهجرة والمهاجرين. ففي إحدى خطاباته الترويجية قال الأمين العام للحزب الديمقراطي المسيحي في شهر أبريل/ نيسان هذا العام إن حزبه يريد أن يصبح حزبا للمهاجرين. لكن وبعد ثمانية أشهر من ذلك عاد الحزب في مؤتمره السنوي ليصنف المهاجرين إلى صنفين: أصحاب الكفاءات الخاصة و إرهابيين محتملين.