غينشر في عيد ميلاده الـ 80 ـ الدبلوماسية في خدمة سياسة الانفراج
٢١ مارس ٢٠٠٧ينظم الحزب الديمقراطي الحر (الحزب الليبرالي) اليوم احتفالا كبيرا بمناسبة عيد ميلاد وزير الخارجية الألماني الأسبق هانز ـ ديتريش غينشر الثمانيين في خيمة سيرك في برلين بحضور نحو ألف شخص من ممثلي ونشطاء النخبة السياسية والاقتصادية والثقافية الألمانية.
أما على الصعيد الرسمي فأشاد الرئيس الألماني هورست كولر بغينشر ووصفه بأنه "رجل وطني" يتمتع بنظرة سياسية واسعة الآفاق. وجاء في خطاب تهنئة الرئيس الألماني أن "غينشر عمل بإصرار على إعادة توحيد بلادنا". كما أضاف كولر أن الارتباط الوثيق بين ألمانيا والغرب وعمليات التسامح بين ألمانيا وجيرانها في شرق ووسط أوروبا يحمل توقيع غينشر.
أما وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير فأكد أنه لا يزال يستفيد شخصيا من نصائح وزير الخارجية الأسبق. ونقلت مجلة "بونته" الألمانية عن شتاينماير قوله:" أستفيد دائما من المحادثات الخاصة معه وأعرف كيف أقدر نصائحه. كما أني ممتن لأنه لا يزال مستعدا حتى اليوم لخدمة بلادنا في المواقف الصعبة". ومن المقرر أن يحضر عيد ميلاده الـ 80 الذي يقام في خيمة بوسط برلين في الحادي والعشرين من الشهر الجاري الرئيس السوفيتي السابق ميخائيل جورباتشوف ووزير خارجيته السابق إدوارد شيفارنادزه.
دبلوماسية فن الممكن
يرتبط اسم غينشر ارتباطا وثيقا بإسقاط الستار الحديدي الذي فصل الشطر الشرقي من ألمانيا عن شطرها الغربي وأوروبا حتى عام 1989، نظرا لأنه ساهم بشكل قوي في دفع عملية التحول السلمي في أوروبا إلى الأمام وإنهاء الحرب الباردة وهو ما أدى في النهاية إلى تحقيق الوحدة الألمانية.
ورغم وصفه بأنه وزير الخارجية الأطول خدمة في العالم إلا أنه على مدار الـ 15 عام الأخيرة لعب دور "وزير خارجية متقاعد" حيث حافظ على اتصالاته السياسية، التي كان قد عقدها مع نهاية حقبة الحرب الباردة. وخلال فترة عمله كوزير للخارجية التي امتدت لمدة 18 عاما من 1974 إلى 1992 مع ثلاثة مستشارين ألمان جاب غينشر أنحاء العالم وقطع نحو مليوني كيلومتر في إطار مساعيه لتخفيف حدة المواجهة بين الشرق والغرب. وكان شعاره في السياسة التي انتهجها هو أن "نجاح الاتحاد الأوروبي يظهر أن المساواة هي الشرط المسبق للتعاون البناء".
حياة سياسية حافلة
ولد غينشر عام 1927 في هاله الواقعة فيما سمي بعد ذلك بألمانيا الشرقية. وخدم ضمن "شباب هتلر" ثم أصبح عضوا بالحزب النازي، ثم درس القانون وسافر إلى ألمانيا الغربية في عام 1952 حيث مارس مهنة المحاماة في مدينة بريمن. وانتخب غينشر عضوا في برلمان ألمانيا الغربية عام 1965 وظل عضوا حتى تقاعده عام 1998.
وعين غينشر وزيرا للداخلية في حكومة فيلي برانت عام 1969. وكان في هذا المنصب عندما هاجم متشددون فلسطينيون عام 1972 دورة الاولمبياد في ميونخ. ومازال غينشر مصرا على أن "الهجوم على الفريق الإسرائيلي الذي شارك في الأولومبياد كان أصعب لحظة في تاريخه المهني السياسي".
غير أن حياة غينشر لم تخلو من الجدل، فقد لعب دورا رئيسيا في إسقاط حكومة المستشار هلموت شميت الاشتراكية الديمقراطية عام 1982 عندما توقف الحزب الحر الديمقراطي الذي ينتمي إليه عن مساندة شميت. كما أن مساندته في نهاية عام 1991 للاعتراف رسميا بسلوفينيا وكرواتيا أسهمت في تسريع وتيرة الحرب في البلقان خلال العقد التالي، وفقا لقراءة عدد كبير من المؤرخين لأهم أحداث هذه الحقبة.