فابيوس يدعو إلى محادثات دون شروط مسبقة بشأن سوريا
٢٧ سبتمبر ٢٠١٥ صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مؤتمر صحافي ليل السبت/ الأحد (27 سبتمبر/ أيلول 2015) في نيويورك أن الرئيس بشار الأسد لا يمكنه أن يحكم سوريا إلى الأبد لكن المهم حالياً هو البدء بمحادثات حول عملية انتقالية سياسية.
وقال فابيوس الذي يشارك في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أن موقفه هذا يعكس "وحدة رأي" مع نظرائه الأوروبيين لكن "مع تمايز في التعبير". ومن دون أن يذهب إلى حد قول ذلك صراحة كما فعلت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي أكدت أنه يجب التحاور مع الأسد، لم يطرح فابيوس مسألة رحيل الرئيس السوري كشرط مسبق لمفاوضات.
ودعا الوزير الفرنسي من جديد إلى "تشكيل حكومة تضم عناصر من النظام وأعضاء من المعارضة التي ترفض الإرهاب". وأضاف أن "هذه المحادثات (في سوريا) لا يمكن أن تكون (مشروطة) مسبقاً بأن بشار الأسد سيكون حاكم سوريا الأبدي المقبل". إلا أن فابيوس اتهم في الوقت نفسه الرئيس السوري بأنه مسؤول عن ثمانين بالمائة من القتلى الذين سقطوا في سوريا منذ بدء النزاع قبل أربع سنوات ونصف، وبلغ عددهم 240 ألف شخص.
ومن جهتها قالت الرئاسة الفرنسية في بيان صدر اليوم الأحد في باريس إن "انتقالاً سياسياً يبدو ملحاً اليوم أكثر من أي وقت مضى"، مشيرة إلى أن تنفيذ هذا الانتقال سيشرك "عناصر من النظام والمعارضة المعتدلة" وفرنسا "ملتزمة به" مع كل الأطراف المشاركة دعماً للموفد الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا.
وأعلنت الرئاسة الفرنسية في البيان أن فرنسا "ضربت في سوريا" استناداً إلى معلومات جمعت خلال الطلعات الاستطلاعية الجوية منذ أكثر من أسبوعين. وقالت الرئاسة إن هذه العملية "جرت في إطار احترام استقلالنا في تحركنا بالتنسيق مع شركائنا في المنطقة"، مؤكداً التصميم على "مكافحة التهديد الإرهابي الذي تمثله داعش" بدون إضافة أي تفاصيل عن العملية.
حديث عن مبادرة أميركية
ويشكل إطلاق حل سياسي في سوريا محور سلسلة من الاتصالات التي سيجريها فابيوس في نيويورك مع نظرائه الأميركي والروسي والإيراني والإماراتي والسعودي والتركي والعراقي. وسيبحث الوزير الفرنسي مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف متابعة تطبيق اتفاق تموز/ يوليو حول الملف النووي الإيراني و"الوضع الإقليمي". وقال فابيوس إن "إيران قالت مرات عدة إنها تقف إلى جانب بشار الأسد ولكن يجب التقدم".
والتقى ظريف السبت وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بعد محادثات مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني. وقال مكتب موغيريني في بيان إنها بحثت مع ظريف في "طريقة المساهمة في إنهاء" النزاع في سوريا، موضحاً أنهما أكدا "استعدادهما للتعاون في إطار الجهود التي تقودها الأمم المتحدة".
ومن جهته، كشف عضو المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق السورية المعارضة خلف داهود عن مبادرة أمريكية ستطرح قريباً على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة لحل الأزمة السورية.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية اليوم الأحد عنه القول أن هناك "مبادرة أميركية ستطرح قريبا على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، ونحن ننتظر فحواها لنبني على الشيء مقتضاه، علماً بأن أي مبادرة لا يجب أن تقتصر على توافق أمريكي - روسي عليها بل يجب أن تشمل الدول الإقليمية والأهم يجب أن تحظى بموافقة الشعب السوري والمعارضة السياسية والعسكرية".
وأضاف: "يتم التداول بأن المبادرة الأمريكية قد تتضمن عرضاً بخروج آمن للأسد من السلطة إلى روسيا أو أي دولة أخرى". وقال: "مصير الرئيس السوري خاضع للتفاوض على أساس بيان جنيف، علماً بأننا لا شك سنسعى أن لا يكون جزءا من المرحلة الانتقالية".
م.س/ ع.غ (أ ف ب، د ب أ)