فاديفول: ألمانيا تعول على الهند في اجتذاب كوادر فنية متخصصة
خالد سلامة د ب أ
٢ سبتمبر ٢٠٢٥
أعرب وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول عن اعتقاده بأن الهند تحظى بمكانة خاصة في جهود ألمانيا الرامية إلى اجتذاب كوادر فنية متخصصة من الخارج. ما الذي قد يغري الهنود للقدوم إلى ألمانيا للعمل؟
خلال زيارته لمعهد غوته، حاور فاديفول الطلاب الدارسين للغة الألمانية، وسألهم عن أكثر ما يجذبهم في ألمانيا البعيدة، وتراوحت إجابات الطلاب بين الحصول على فرص جيدة للدراسة والعمل وخلق "توازن بين العمل والحياة".صورة من: Soeren Stache/dpa/picture alliance
إعلان
خلال زيارته لمدينة بنجالورو الهندية المتخصصة في التكنولوجيا المتقدمة، قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول اليوم الثلاثاء (الثاني من أيلول/سبتمبر 2025) إن" ألمانيا بحاجة ماسة إلى كوادر فنية متخصصة". وأوضح أن الهند، كونها الدولة الأكبر في العالم من حيث عدد السكان، تضم أعداداً كبيرة من هذه الكوادر وخصوصاً في مجال تكنولوجيا المعلومات، وصرح الوزير الألماني بأن حكومته تهدف لهذا السبب لجذب المزيد من هذه الكوادر إلى ألمانيا. كما يسعى فاديفول إلى تعزيز التعاون مع الهند على مختلف المستويات.
ويعد موضوع استقطاب الكوادر الفنية محوراً رئيسياً في زيارة فاديفول لمدينة بنجالورو الواقعة في جنوب غرب الهند. وفي هذا المجال، تخوض ألمانيا منافسة على مستوى العالم.
ورأى فاديفول أن هناك ثلاثة عناصر أساسية لزيادة فرص ألمانيا في استقطاب الكفاءات، وتتمثل هذه العناصر في توفير تعليم جيد للغة الألمانية وتسريع الإجراءات الرقمية للحصول على التأشيرة ونشر "ثقافة الترحيب في ألمانيا"، ونبه إلى أن اتفاقية الشراكة الألمانية-الهندية بشأن الهجرة والتنقل واستراتيجية استقطاب الكفاءات من الهند، تمثلان الأساس لتحقيق ذلك.
وخلال زيارته لمعهد غوته، حاور فاديفول الطلاب الدارسين للغة الألمانية، وسألهم عن أكثر ما يجذبهم في ألمانيا البعيدة، وتراوحت إجابات الطلاب بين الحصول على فرص جيدة للدراسة والعمل وخلق "توازن بين العمل والحياة".
وغادر فاديفول بنجالورو متوجهاً إلى العاصمة الهندية نيودلهي لإجراء محادثات سياسية، حيث من المقرر أن يلتقي، وفقاً لوزارة الخارجية الألمانية، غدا الأربعاء بكل من وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار ورئيس الوزراء ناريندرا مودي.
تعزيز التعاون الاقتصادي مع نيودلهي
وأكد فاديفول أنه يريد أن يتعامل مع الهند ببراغماتية ويبحث عن مجالات جديدة للتعاون، بهدف جعل ألمانيا أقرب إلى الهند باعتبارها أكبر شريك ديمقراطي استراتيجي.
ولا يقتصر سعي فاديفول على تعزيز التعاون الاقتصادي مع نيودلهي لتقليل اعتماد ألمانيا والاتحاد الأوروبي على الولايات المتحدة، بل إنه يسعى أيضاً إلى تطوير التعاون في مجالات الأمن والدفاع والصناعات العسكرية، معتبراً أن ذلك يصب في المصلحة المشتركة بين برلين ونيودلهي.
وبحسب الحكومة الألمانية، أصبحت الهند الآن رابع أكبر اقتصاد في العالم، فيما تعد ألمانيا أهم شريك تجاري لها داخل الاتحاد الأوروبي. وتشير الأرقام الرسمية إلى أن أكثر من 2000 شركة ألمانية تعمل حالياً في الهند.
ويرافق فاديفول وفد اقتصادي كبير بشكل غير معتاد، يضم نحو 12 ممثلا لشركات عاملة في مجالات مثل الدفاع، والتقنيات الطبية، والطيران والفضاء، وقطاع التنقل.
تحرير: عبده جميل المخلافي
ألمانيا واللاجئون.. كيف تغير الحال منذ الترحيب الكبير في 2015؟
أغلبية الألمان كانت في عام 2015 مع استقبال اللاجئين ومنحهم الحماية. ولكن الأمور لم تستمر كذلك، حيث تراجعت نسبة التأييد للاجئين بشكل متسارع اعتباراً من مطلع عام 2016. نستعرض ذلك في هذه الصور.
صورة من: Odd Andersen/AFP/Getty Images
ميركل وعبارتها الشهيرة
"نحن قادرون على إنجاز ذلك". عبارة قالتها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في هذا المؤتمر الصحفي للحكومة، الذي عقد بتاريخ 31 أغسطس/آب 2015. لم تكن تعرف حينها أن الجملة ستدخل التاريخ الألماني الحديث، وتسبب استقطاباً في البلاد، ويتحول الرأي العام الألماني من مرحب بنسبة كبيرة باللاجئين، إلى تناقص هذه النسبة بمرور السنوات.
صورة من: Imago/photothek/T. Imo
تأييد كبير لاستقبال اللاجئين
حتى مع ارتفاع أعداد طالبي اللجوء إلى ألمانيا من حوالي 41 ألف طلب لجوء في عام 2010 إلى 173 ألف طلب لجوء في 2014، كانت الأغلبية الساحقة من الألمان، في مطلع عام 2015، مع استقبال اللاجئين وتقديم الحماية لهم.
صورة من: Martin Meissner/AP Photo/picture alliance
أول محطة ترحيب
صيف وخريف 2015 شهد ذروة موجة اللجوء الكبيرة. فبعد أخذ ورد على المستوى السياسي الألماني، ومع الدول الأوروبية المجاورة، سمحت ألمانيا ودول أوروبية أخرى بدخول طالبي اللجوء إليها. مئات الآلاف دخلوا البلاد خلال أسابيع قليل. وظهرت صور التعاطف معهم من جانب السكان الألمان. وكان ذلك واضحاً للعيان في محطات القطارات وفي مآوي اللاجئين.
صورة من: Sven Hoppe/dpa/picture alliance
التأييد حتى على مدرجات الملاعب
وحتى على مدرجات ملاعب كرة القدم، في مباريات الدوري الألماني (بوندسليغا)، شاهد العالم عبارات الترحيب باللاجئين، كما هنا حيث رفعت جماهير بوروسيا دورتموند هذه اللافتة العملاقة بتاريخ 25 أكتوبر/تشرين أول 2015.
وبالمجمل وصل إلى ألمانيا خلال عام 2015 وحده حوالي 890 ألف طالب لجوء.
صورة من: picture-alliance/G. Chai von der Laage
الرافضون لاستبقال اللاجئين أقلية في 2015
بنفس الوقت كان هناك رافضون لسياسة الهجرة والانفتاح على إيواء اللاجئين، وخاصة من أنصار حركة "بيغيدا" (أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب)، الذين كانوا يخرجون في مسيرات، خصوصاً في شرق البلاد، للتعبير عن رفضهم لاستقبال اللاجئين. كما كانت تخرج مظاهرات مضادة لحركة "بيغيدا" وداعمة لاستقبال اللاجئين.
صورة من: Reuters/F. Bensch
ليلة الانعطاف الكبير
وبقي الرأي العام منفتحاً على استقبال اللاجئين حتى ليلة حاسمة، مثلت علامة فارقة في قضية الهجرة واللجوء في ألمانيا. فبينما كان العالم يودع عام 2015 ويستقبل 2016، والاحتفالات السنوية تقام أيضا في المدن الألمانية، وردت أنباء متتالية عن عمليات تحرش بالكثير من الفتيات في موقع احتفال برأس السنة في مدينة كولن (كولونيا). أكثر من 600 فتاة تعرضن للتحرش والمضايقات.
صورة من: DW/D. Regev
تعليق لم الشمل لحملة الحماية المؤقتة
من تلك اللحظة بدأ المزاج العام في التغير وأخذ حجم التأييد لاستقبال اللاجئين يتراجع في الرأي العام الألماني. وبدأ التشديد في قوانين الهجرة واللجوء، كتعليق لم الشمل لمدة عامين للاجئي الحماية الثانوية (المؤقتة)، بموجب القانون الذي صدر في ربيع عام 2016، والذي صدر في عهد وزير الداخلية آنذاك توماس دي ميزير.
صورة من: Getty Images/AFP/J. McDougall
الهجوم على سوق عيد الميلاد في برلين 2016
وقبل أن يودع الألمان عام 2016 بأيام قليلة، أتت كارثة جديدة صدمت الرأي العام: هجوم بشاحنة على سوق لعيد الميلاد في العاصمة برلين، نفذه اللاجئ التونسي سميح عمري. 13 إنسان فقدوا حياتهم في الهجوم، وأصيب 63 آخرون. حصيلة مؤلمة ستترك ندوباً في المجتمع.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
حزب البديل يدخل البرلمان للمرة الأولى
استفاد من هذه الأحداث حزب البديل لأجل ألمانيا اليميني المناهض لسياسة الهجرة واللجوء الحالية والرافض لاستقبال اللاجئين كلياً. ليدخل الحزب البرلمان الألماني لأول مرة في تاريخه، محققاً المركز الثالث في الانتخابات البرلمانية الاتحادية التي أقيمت في سبتمبر/أيلول 2017، بنسبة 12.6 بالمئة.
صورة من: Reuters/W. Rattay
استمرار الاستقطاب
شهدت السنوات اللاحقة استمرار الاستقطاب في المجتمع، خصوصاً مع بعض الهجمات التي نفذها لاجئون، بدوافع إرهابية. أمر قلص الدعم الشعبي للهجرة. إلى أن تراجعت الشعبية، وبات قرابة ثلثي الألمان في استطلاعات الرأي يريدون استقبال أعداداً أقل من اللاجئين أو وقف استقبالهم كلياً.