ألمانيا تبدي تحفظها إزاء إمكانية نشرها قوات في أوكرانيا
محي الدين حسين د ب أ، أ ف ب، رويترز
١٨ أغسطس ٢٠٢٥
أكد وزير الخارجية الألماني فاديفول أن نشر قوات ألمانية في أوكرانيا سيثقل كاهل بلاده على الأرجح، ووصف ذلك بـ"مسألة بعيدة"، لكنه أكد في الوقت نفسه وقوف برلين إلى جانب كييف في السعي لتأمين ضمانات أمنية قوية.
فاديفول أكد أنه لايزال من غير الواضح حتى الآن ما إذا كان سيتم إرسال قوات ألمانية لأوكرانياصورة من: Thomas Imo/AA/photothek.de/picture alliance
إعلان
أبدى وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول تحفظه إزاء إمكانية نشر جنود ألمان في أوكرانيا في إطار توفير ضمانات أمنية غربية ضد تعرض البلاد لهجمات روسية مجددًا.
وردًا على سؤال حول هذا الموضوع خلال زيارته لطوكيو، قال فاديفول اليوم الاثنين (18 آب/أغسطس) إنه لم يتم الاتفاق بعد مع دول أوروبية أخرى بشأن نشر محتمل للقوات كضمان أمني لحل سلمي، وأضاف: "نحن في بداية عملية صعبة".
وفي سياق متصل، قال الوزير في تصريحات للمدونة الصوتية "تيبول توداي" إن إرسال قوات "سيثقل كاهل ألمانيا على الأرجح"، كما وصف الأمر بأنه "مسألة بعيدة". وفي طوكيو، صرح فاديفول للصحفيين بأن الاجتماع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورؤساء دول وحكومات أوروبية آخرين في واشنطن مساء اليوم سيركز على النقاط الرئيسية لموقف مشترك تجاه روسيا.
وذكر فاديفول أنه والحكومة الألمانية أوضحا مرارًا أن هناك حاجة إلى ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا، وأن على ألمانيا المساهمة وتحمل مسؤولية في ذلك، مضيفًا أنه لا يزال من غير الواضح حتى الآن ما إذا كان سيتم إرسال قوات ألمانية لأوكرانيا، وقال: "هذا الأمر يحتاج حقًا إلى تفاوض". وأشار الوزير إلى أن الجيش الألماني سبق أن صرح بأنه يركز على دفع فرقة جاهزة للقتال في ليتوانيا، وأضاف: "لا يمكن الإجابة على أي شيء آخر إلا من قبل وزير الدفاع بوريس بيستوريوس، وليس أنا. هذه ليست وظيفتي وليست مهمتي".
وقال فاديفول إنه خلال المحادثات في واشنطن مساء اليوم، من المهم "الوقوف إلى جانب أوكرانيا وألا تقدم أوكرانيا تنازلات ملزمة قانونيًا منذ البداية"، موضحا أن نقطة الانطلاق لمفاوضات محتملة يجب أن تكون خط التماس الحالي - أي خط المواجهة، مضيفا أنه يتعين بعد ذلك إجراء المفاوضات على قدم المساواة. وأكد فاديفول أن ألمانيا تركز على أراضي حلف شمال الأطلسي (الناتو) بصورة أكثر من أي دول أخرى من الحلفاء، مشيرًا إلى أن ألمانيا هي الدولة الأوروبية الوحيدة التي يوجد لها فرقة متمركزة جاهزة للقتال في ليتوانيا. وقال: "هذا لا يعني أننا لا نستطيع دعم أوكرانيا عسكريًا وتقنيًا بطرق أخرى".
كما شدد فاديفول على تمسك بلاده بأن أوكرانيا وحدها هي من تقرر ما إذا كانت مستعدة للتنازل عن أراضيها، وتحت أي شروط، وقال: "بالطبع، لا يمكنها قبول ذلك إلا إذا كانت من ناحية أخرى متأكدة أيضًا من أن هجومًا روسيًا كهذا لن يتكرر. وأن هناك ضمانات أمنية". وفي الوقت نفسه، ذكر فاديفول أن الدور القيادي الضروري لألمانيا له طابع سياسي، مشيرًا إلى أن المستشار الألماني فريدريش ميرتس نجح في الجمع بين جميع الأوروبيين وتوحيدهم، حتى في حشد المصالح والمواقف المختلفة خلف أوكرانيا، وقال فاديفول: "لم يكن هذا هو الحال دائمًا".
وتستمر الهجمات الروسية على أوكرانيا قبل ساعات من اجتماع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن. وأعلنت وسائل إعلام أوكرانية، اليوم الاثنين، مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة 18 آخرين جراء هجمات صاروخية روسية في خاركيف. كما أعلن حاكم منطقة زابوريجيا الأوكرانية أن ثلاثة قتلوا وأصيب عشرون في هجوم روسي على المدينة الواقعة بجنوب شرق البلاد.
من جهتها أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان اليوم الاثنين، أن منظومات الدفاع الجوي التابعة لها، دمرت 23 طائرة مسيرة أوكرانية فوق عدة مناطق روسية خلال الليلة الماضية.
تحرير: عارف جابو
حرب أوكرانيا ـ 3 سنوات من الدمار والقتل والتشريد.. والنتيجة؟
مرّت ثلاث سنوات منذ شنّت روسيا هجومها الشامل على أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد ملايين الأشخاص، بالإضافة إلى دمار واسع النطاق. واليوم، يساور الأوكرانيين القلق بشأن كيفية نهاية هذه الحرب.
صورة من: Serhii Chuzavkov/Avalon/Photoshot/picture alliance
تهديد متزايد
في أواخر 2021، أظهرت صور الأقمار الصناعية تجمع القوات الروسية والأسلحة الثقيلة بالقرب من بلدة يلنيا على حدود بيلاروسيا. وفي 11 نوفمبر من نفس العام، حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، الرئيس الروسي بوتن من غزو أوكرانيا. لكن رغم هذا التحذير، قرر بوتن في 24 فبراير 2022 شن غزو واسع النطاق لأوكرانيا
صورة من: Maxar Technologies/AFP
بداية الحربـ هجوم شامل
في 24 فبراير، سقطت صواريخ على عدد من المدن الأوكرانية، مثل كييف وأوديسا وخاركوف. في كييف، أُضرمت النيران في مبنى عسكري أثناء الهجمات. وبدأت الحرب التي أصرت موسكو على تسميتها "عملية خاصة"
صورة من: Efrem Lukatsky/AP Photo/picture alliance
العنف في بوتشا
في غضون أسابيع، تمكّن الأوكرانيون من طرد القوات الروسية من المدن الشمالية. وبعد ذلك، ظهرت جرائم الحرب إلى العلن، وانتشرت صور لمدنيين تعرضوا للتعذيب والقتل في بوتشا، قرب كييف. وأعلنت السلطات أن أكثر من 1100 مدني قُتلوا في المنطقة. وأظهرت تحقيقات استقضائية أن العنف كان ممنهجا ومخططاً.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/AP Photo/picture alliance
الحياة وسط الدمار
وفقًا لموسكو، كان من المفترض أن تستمر "العملية الخاصة" في أوكرانيا لمدة ثلاثة أيام فقط. لكن بعد ثلاث سنوات، لا تزال الحرب مستمرة. وتشير أحدث التقارير الصادرة عن معهد دراسات الحرب إلى أن روسيا تسيطر حاليًا على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، معظمها في الشرق. تم التقاط هذه الصورة في دونيتسك، شرق أوكرانيا، في مايو/أيار 2023.
صورة من: Sofiia Gatilova/REUTERS
ضم مناطق أوكرانية إلى روسيا
في سبتمبر/أيلول 2022، ضمت روسيا أربع مناطق أوكرانية — لوغانسك، ودونيتسك، وزابوروجيا، وخيرسون — بمساحة تقدر بحوالي 90,000 كيلومتر مربع. وبعد عام، إجراء انتخابات في هذه المناطق في تصويت وصف بـ "الانتهاك الصارخ للقانون الدولي". فاز حزب روسيا الموحدة بقيادة بوتين في جميع المناطق بأكثر من 70% من الأصوات.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
فرار الملايين من الحرب
أجبرت الحرب في أوكرانيا الملايين على الفرار، مما أدى إلى موجة هجرة كبيرة لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفقًا للأمم المتحدة، نزح 3.7 مليون شخص داخل أوكرانيا بسبب القتال. وغادر البلاد أكثر من 6 ملايين شخص أوكرانيا وتوجهوا إلى أوروبا، خاصة إلى بولندا وألمانيا.
صورة من: Filip Singer/EPA-EFE
ماريوبول، مدينة المقاومة الأوكرانية
في عام 2022، استمر حصار روسيا لمدينة ماريوبول الجنوبية لمدة 82 يومًا. تعرضت المدينة لقصف كثيف وتحصن آخر المقاتلين الأوكرانيين في مصنع للصلب. وبعد أن قصفت روسيا مستشفى، انتشرت صورة لامرأة حامل يتم إجلاؤها حول العالم. التقط صحفيون أوكرانيون الصورة، وفازوا لاحقًا بجائزة الأوسكار عن فيلمهم الوثائقي "20 يومًا في ماريوبول".
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP/dpa/picture alliance
قصف طريق الاتصال الوحيد بشبه جزيرة القرم.
يُعد جسر القرم، الذي يمتد بطول 19 كيلومترًا (حوالي 12 ميلًا)، الأطول في أوروبا، ويربط جنوب روسيا بشبه جزيرة القرم. في أكتوبر\تشرين الأول 2022، تعرض الجسر لأضرار نتيجة قنبلة زرعها الأوكرانيون، مما جعله قابلاً للاستخدام جزئيًا. وفي يوليو/تموز2023، تعرض الجسر لأضرار أخرى بسبب القوات الأوكرانية.
صورة من: Alyona Popova/TASS/dpa/picture alliance
كارثة بيئية
في 6 يونيو/حزيران 2023، أدى انفجار إلى تدمير سد كاخوفكا وتفريغ نهر دنيبرو. وبينما تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن المسؤولية عن الحادث، كانت روسيا تسيطر على السد في ذلك الوقت. أسفر الفيضان الناتج عن الانفجار عن كارثة بيئية واسعة النطاق، دمرت آلاف المنازل وأدت إلى سقوط مئات القتلى.
صورة من: Libkos/AP Photo/picture alliance
استهداف البنية التحتية للطاقة
استهدفت روسيا بشكل منهجي البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. بعد عام من الغزو، دُمرت 76% من محطات الطاقة الحرارية، وبحلول سبتمبر/أيلول 2024، ارتفع هذا الرقم إلى 95%. أدى ذلك إلى إضعاف شبكة الكهرباء في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وتفاقم الوضع الإنساني، خصوصًا خلال فصل الشتاء.
صورة من: Sergey Bobok/AFP
أوكرانيا تهاجم الأراضي الروسية
في أغسطس/آب 2024، شنت القوات المسلحة الأوكرانية هجومًا على الأراضي الروسية لأول مرة. وفي مواجهة مقاومة ضئيلة على الحدود، تمكنت في البداية من السيطرة على نحو 1400 كيلومتر مربع (حوالي 540 ميلاً مربعاً) في منطقة كورسك. لكنها فقدت منذ ذلك الحين ثلثي الأراضي التي كانت قد احتلتها
صورة من: Roman Pilipey/AFP/Getty Images
حرب الدرون
تستخدم كل من روسيا وأوكرانيا الطائرات بدون طيار للاستطلاع والمراقبة، وكذلك لشن هجمات مستهدفة. ويقول الخبراء إن هناك حوالي 100 نوع مختلف من الطائرات بدون طيار قيد الاستخدام في أوكرانيا. وفي مارس/أذار 2024، قالت أوكرانيا إنها قادرة على تصنيع ما يصل إلى 4 ملايين طائرة بدون طيار سنويًا.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/Radio Free Europe/Radio Liberty/REUTERS
تدمير هائل
خلفت ثلاث سنوات من الحرب آثارًا عميقة في أوكرانيا. في الشرق والجنوب، تحولت العديد من البلدات والقرى، التي دمرتها الهجمات الروسية، إلى مدن مهجورة. بلدة بوغوروديتشني في منطقة دونيتسك، التي تعرضت لهجوم مكثف من روسيا في يونيو/حزيران 2022، أصبحت الآن شبه خالية.
صورة من: Mykhaylo Palinchak/SOPA Images/ZUMA Press Wire/picture alliance
الحياة بعيدًا عن القتال
رغم استمرار الحرب، لا تقتصر كافة مناطق أوكرانيا على خط المواجهة، حيث تدور المعارك المباشرة. بعيدًا عن هذه المناطق، تستمر الحياة بشكل طبيعي. المحلات والمقاهي والمطاعم تواصل عملها، فيما يستعد السكان لانقطاع التيار الكهربائي بتركيب مولدات كهربائية.
صورة من: YURIY DYACHYSHYN/AFP
مستقبل مجهول للدعم الأمريكا
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث عن رغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال "24 ساعة"، لكنه لم يحقق ذلك بعد. ومع ذلك، تثير علاقته الظاهرة مع روسيا ورغبته في الضغط على أوكرانيا للتنازل عن ثرواتها المعدنية لصالح الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تبادل التصريحات القوية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القلق في أوكرانيا وبين حلفائها.