فاديفول يدعو إلى زيادة الدول المانحة ضمانات أمنية لأوكرانيا
خالد سلامة أ ف ب، د ب أ، أ ب، رويترز
٢٤ أغسطس ٢٠٢٥
صرح وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول بأنه يعول على تكوين دائرة واسعة من الدول التي ستقدم ضمانات أمنية لأوكرانيا خلال فترة ما بعد الحرب، وأن نحو 30 دولة من بينها اليابان، أبدت استعدادها للدعم.
حذر فاديفول من أن أي اتفاق سلام مع روسيا يجب ألا يكون "سلاماً مفروضاً" على حساب أوكرانيا. صورة من: Thomas Imo/AA/IMAGO
إعلان
خلال فعاليات الأبواب المفتوحة لمقرات الحكومة الألمانية، قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول في برلين اليوم الأحد (24 آب/أغسطس 2025) إن الهدف هو توسيع دائرة الدول الضامنة لأمن أوكرانيا لتتجاوز أوروبا، مشدداً على أن مشاركة الولايات المتحدة أمر مهم. ووفقاً لفاديفول، فقد أعلنت نحو 30 دولة من بينها اليابان، استعدادها للوقوف إلى جانب أوكرانيا.
وأكد فاديفول أن هناك حاجة إلى توافر ضمانات أمنية "تقترب كثيراً مما تعنيه عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو)". وأضاف الوزير المنتمي إلى حزب المستشار فريدريش ميرتس، المسيحي الديمقراطي: "لا يمكننا أن نطلب من أوكرانيا أن تفكر بجدية في التخلي عن أراض، ما لم تحصل على الأقل على ضمانة أمنية حقيقية من أكبر عدد ممكن من الدول، تضمن أن ما تبقى (من أراض) سيكون آمناً". وأعرب عن أمله في أن يؤدي الإصرار على ذلك إلى إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مبيناً أن ذلك لا يشكل أي تهديد لروسيا، "بل قد يكون أساساً لننعم أخيراً بالسلام في أوروبا من جديد".
وشدد فاديفول قائلاً إن "أي ضمانة أمنية يتم انتهاكها تعني هجوماً على أوكرانيا"، لافتاً إلى أنه في هذه الحالة يجب أن تكون أوكرانيا قادرة على الدفاع عن نفسها مجدداً وأن تتلقى الدعم من الدول الضامنة. كما حذر فاديفول من أن أي اتفاق سلام مع روسيا يجب ألا يكون "سلاماً مفروضاً" على حساب أوكرانيا. ودعا الوزير الألماني الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إلقاء السلاح والجلوس إلى طاولة المفاوضات، مؤكداً: "وإلا فعليه أن يضع في حسبانه أننا سنواصل مقاومتنا الواضحة إلى جانب أوكرانيا".
زيلينسكي يشدد على "أهمية" انتشار قوات حليفة في أوكرانيا
ومن جانبه، رأى رئيس الوزراء الكندي مارك كارني اليوم الأحد أنه لا يعود إلى روسيا أن تقرر في شأن الضمانات الأمنية التي تطلبها أوكرانيا من حلفائها الغربيين عندما تنتهي الحرب. وقال كارني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي: "لا يعود الى روسيا أن تقرر كيفية ضمان سيادة أوكرانيا واستقلالها وحريتها مستقبلاً. إنه خيار أوكرانيا و(يتصل) بقرارات الشركاء".
إعلان
وفي المؤتمر الصحافي، اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن انتشار قوات حليفة على الأراضي الأوكرانية بعد انتهاء الحرب مع روسيا هو أمر "مهم".
وفي الملف نفسه ولكن في سياق منفصل، قالت رئيسة الوزراء الأوكرانية يوليا سفيريدينكو اليوم الأحد إنها ناقشت الضمانات الأمنية مع الممثل الأمريكي الخاص لأوكرانيا كيث كيلوغ خلال اجتماع في كييف. وأضافت سفيريدينكو على تيليغرام "لا يتعلق الأمر بالعنصر العسكري فحسب، بل يشمل الاستقرار السياسي والقدرة الاقتصادية". وأردفت قائلة: "نوقشت مسألة المعادن والأصول الصناعية التي تحاول روسيا استغلالها في الأراضي المحتلة مؤقتاً بشكل منفصل. ومن غير المقبول أن يتم تقنين استخراجها أو الاتجار بها".
تحرير: عارف جابو
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.