رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس يدعو دول الخليج إلى استقبال المزيد من اللاجئين السوريين، لافتا إلى أن أوروبا لا تستطيع استقبال جميع الوافدين عليها، كما حذر من أن اللاجئين السوريين في دول البلقان معرضين لكارثة إنسانية.
إعلان
دعا رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس اليوم الجمعة (29 يناير/كانون الثاني 2016) الدول الخليجية الى استقبال مزيد من اللاجئين السوريين، مؤكدا أن أوروبا لا تستطيع استقبال كل المهاجرين القادمين من سوريا والمعرضين لخطر "كارثة إنسانية" في دول البلقان. وقال فالس "أكرر أن أوروبا لن تكون قادرة على استقبال كل اللاجئين القادمين من سوريا، لذلك نحتاج إلى حل دبلوماسي وسياسي وعسكري في سوريا". وأضاف رئيس الوزراء الفرنسي الذي كان يتحدث خلال لقاء مع سكان خصص لتبعات اعتداءات باريس في مدينته ايفري أنه من الضروري "استقبال اللاجئين في الدول المجاورة وعلى كل طرف تحمل مسؤوليته، وأفكر خصوصا بدول الخليج".
ولجأ الجزء الأكبر من النازحين السوريين البالغ عددهم أربعة ملايين وفروا من الحرب إلى لبنان وتركيا والأردن الدول الثلاث المجاورة لسوريا. لكن أبواب دول الخليج ما زالت موصدة أمامهم، بينما تواجه أوروبا صعوبات في تبني موقف موحد حول استقبال مئات الآلاف منهم الذين يصلون الى شواطئها.
وحذر فالس من أنه في غياب مراقبة فعلية على حدود الاتحاد الأوروبي "ما يحدث هو أننا سنشهد كارثة إنسانية في البلقان هذا الشتاء وأوروبا ستغلق حدودها من جديد".
قصص اللاجئين
همبر العيسى من سوريا
كان همبر يعمل طبيباً جراحاً في سوريا. ولأسباب لا يرغب في الخوض فيها اضُطر إلى مغادرة وطنه، وهو يأمل أن لا يكون فراقاً إلى الأبد. وهو يرغب في العودة إلى سوريا في أقرب فرصة ممكنة، ويؤسس هناك مركزاً طبياً.
مقدونيا
عبر طريق البلقان فر همبر إلى ألمانيا. وبعد وصوله إلى مقدونيا تابع إلى الحدود الصربية سيراً على الأقدام. وعندما كان يصل إلى مدينة ما، كان يتواصل مع عائلته عن طريق الإنترنت. والداه كانا قلقين عليه جداً.
كرواتيا
في كرواتيا حاول همبر مواصلة سفر إلى هنغاريا عن طريق القطار. استغرق الأمر يومين إلى أن تمكن من الحصول على مكان له في القطار.
الوصول أخيراً
ليس مسموح لهمبر العمل كطبيب في ألمانيا بعد. وهو يحاول استغلال الوقت بشكل مفيد، ويريد مواصلة تخصصه في ألمانيا. حالياً يعمل مترجماً في مركز طبي.
توبة شيرمحمدي من أفغانستان
ابنة الـ 16 ربيعاً توبة هربت من مدينة هيرات الأفغانية. في وطنها كانت تُشن هجمات تستهدف التلميذات، لمنع الفتيات من الذهاب إلى المدرسة. كانت توبة تريد الدراسة، والمشاركة في دورات التحضير للدراسة في الجامعة.
توبة وعائلتها
فرت توبة مع شقيقتيها وزوجيهما إلى ألمانيا. عن طريق إيران وتركيا واليونان ثم عبر طريق البلقان وصولاً إلى ألمانيا.
انتظار قبل مواصلة الرحلة
في معسكر لاستقبال اللاجئين في مقدونيا انتظرت توبة وأسرتها لفترة، ليواصل الجميع رحلتهم إلى صربيا.
توبة شيرمحمدي
تأمل توبة أن تتمكن من الدراسة في جامعات ألمانيا. ولكن قبل ذلك تريد تعلم اللغة الألمانية. هدفها أن تنعم بحياة مستقلة.
أحمد علوان وهبة علوان وصالح الزير من سوريا
كذلك أحمد (في الوسط) وزوجته هبة وصديقه صالح اضطروا أن يتركوا وطنهم سوريا. كان الصحافي أحمد يعمل لصالح عدة محطات تلفزيونية عربية، وكانت زوجته هبة تعمل مهندسة معمارية. أما صالح فكان على وشك التخرج مهندساً من الجامعة.
ريف إدلب، سوريا
أحمد وهبة وصالح من مدينة إدلب، في شمالي غرب سوريا، والتي تعرضت لقصف جوي هائل. وعندما استولت جماعات إسلامية على إدلب، أصبح العمل للصحافيين لا يطاق. وبعد أن تلقى أحمد تهديدات، قرر الفرار مع زوجته وصديقه.
جنى علوان
وكذلك ابنة العام الواحد جنى، اصطحبها أحمد وهبة في رحلة الهروب.
في الطريق إلى ألمانيا
سارت المجموعة (ككثيرين أيضاً) عبر طريق البلقان إلى ألمانيا. وما أن تتحسن الأوضاع في سوريا، يريدون العودة إلى ديارهم. يريد أحمد مزاولة مهنته من جديد، ويريد صالح إتمام دراسته، وتريد هبة، المهندسة المعمارية، المساعدة في إعادة إعمار وطنها.
12 صورة1 | 12
وترفض فرنسا ورئيسها فرنسوا أولاند أي خلط بين اللاجئين و"الإرهابيين". لكن فالس حذر من خطر تسلل إرهابيين بين اللاجئين، كما هو حال عدد من منفذي اعتداءات باريس. وقال "يكفي أن يكون بضعة أفراد إرهابيين تسللوا بين اللاجئين خلال أزمة هذا الخريف لتقول الشعوب الأوروبية إذا دخل إرهابيون مع اللاجئين، فهذا يعني أن هناك خطرا مع أي لاجىء".
وأضاف فالس معبرا عن أسفه "نرى الخطاب الذي يتضمن خلطا بين الإرهابيين واللاجئين، بينما فر اللاجئون بمعظمهم من إرهاب دولة بشار (الأسد الرئيس السوري) أو إرهاب داعش". ووصل أكثر من 800 ألف مهاجر إلى أوروبا بحرا منذ بداية العام الجاري، معظمهم من الشرق الأوسط.