فان خال ومباراة الوداع لكن ماذا عن سكولاري؟
١١ يوليو ٢٠١٤ كان فان خال وبامتياز نجم المدربين في النسخة العشرين من نهائيات كأس العالم بفضل جرأته وحنكته، وهو سيترك الفريق "البرتقالي" بذكرى جيدة بعد أن كان فريقه صاحب أجمل العروض في البطولة التي ودعها دون أن يخسر بعدما انتهى مشواره فيها بركلات الترجيح أمام الأرجنتين. لكن ذلك لا ينطبق على نظيره البرازيلي لويز فيليبي سكولاري الذي شاهد منتخبه يتقهقر في الدورين الثاني وربع النهائي وصولا إلى السقوط التاريخي المذل أمام ألمانيا (1-7) في نصف النهائي.
مدرب جريئ وخطط ناجحة
من المؤكد أن المجهود الذي قام به فان خال في مغامرته الثانية مع المنتخب الهولندي (الأولى كانت بين 2000 و2002) كان رائعا لكن أحدا لن يتذكر العروض المميزة التي قدمها الفريق بقيادته بعد الفشل في الوصول حتى إلى المباراة النهائية، وذلك لأن هولندا ليست بالمنتخب الذي يرضى بالدور نصف النهائي وحسب، بل إنها تتطلع دائما لتكون منافسة على اللقب الذي أفلت من يديها في ثلاث مناسبات حتى الآن (1974 و1978 و2010) رغم امتلاكها للاعبين أسطوريين.
وبالرغم من الإرهاق الذي حل بلاعبيه بعد 120 دقيقة أمام الشجاعة الكوستاريكية في الدفاع عن مرمى الحارس العملاق كيلور نافاس، أبى مدرب مانشستر يونايتد المقبل أن يستخدم تبديلاته الثلاث وانتظر حتى الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع في الشوط الإضافي الثاني لإدخال كرول حارس مرمى نيوكاسل يونايتد بدلا من ياسبر سيليسن حارس مرمى اياكس أمستردام لاعتقاده أن كرول أفضل في صد ركلات الترجيح وهذا ما حصل بصده لكرتي براين رويز وميكايل اومانيا.
بعد المباراة كشف فان خال: "انتقلت إلى الخطة "ب" خلال وقفة شرب الماء، لكنها كانت طريقة ذكية للاستفادة من هذه الوقفة، إذ تمكنت من نقل الخطة للجميع". في الدقيقة 76، دفع فان خال بكلاس يان هونتيلار، لأول مرة في البطولة، بدلا من روبن فان بيرسي غير الموفق. بعد لحظات، طرح خطته البديلة: "كنت أعلم أننا سنحصل على هذه الوقفة. تدربنا على ذلك مع هونتيلار وديرك كاوت في المقدمة وكرات طويلة في العمق".
سكولاري بين إنجاز وسقطة تاريخية
فان خال سيسلم لخلفيته غوس هيدينك الأسس الصحيحة التي ستخول المنتخب الهولندي بشبابه ستيفان دو فريي وبرونو مارتنز ايندي ودالي بليند والمخضرمين اريين روبن (30 عاما حاليا) وويسلي سنايدر (30 أيضا) وروبن فان بيرسي (30 أيضا) من أن يكون المرشح الأوفر حظا للفوز بكأس أوروبا المقبلة عام 2016 على الأراضي الفرنسية وعلى اللقب العالمي المقبل على الأراضي الروسية عام 2018. لكن لا يمكن القول الأمر ذاته عن سكولاري الذي كان الخيار البديهي للاتحاد البرازيلي بعد إقالة مانو مينيزيس في تشرين الثاني/نوفمبر 2012، خصوصا أنه كان "مهندس" التتويج الأخير لبلاده عام 2002.
فسكولاري الذي سيعلن عن قرار بقائه مع المنتخب من عدمه بعد مباراة السبت، لن يترك لخلفه في حال رحيله سوى فريق "محطم" معنويا ويفتقد إلى مكونات النجاح بسبب تواجد لاعبين غير قادرين على الارتقاء إلى مستوى التحدي ولا إلى اسم البرازيل في عالم الكرة المستديرة.
ر.ن/ط.أ (أ.ف. ب)