1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الحدود المغربية ـ الجزائرية.. بين إرادة الناس وقسوة الحكام

١٤ فبراير ٢٠١٩

في خضم الحمى الانتخابية في الجزائر، عاد ملف فتح الحدود المغربية ـ الجزائرية إلى الواجهة. الموضوع انتقل إلى مواقع التواصل الاجتماعي وعبر عن إرادة شعبية واضحة في فتح الحدود بين الجارين، لكن هل تتوافق مع الحسابات السياسية؟

Grenzgebiet Marokko - Algerien in Saidia
صورة من: Getty Images/AFP/F. Senna

مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الجزائرية المقررة في الـ 18 أبريل/ نيسان المقبل، عاد ملف فتح الحدود المغربية ـ الجزائرية إلى الواجهة مع بعض المرشحين الجزائريين أمام الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، وأبرزهم، الجنرال السابق،علي غديري، الذي دعا إلى إعادة بناء اتحاد المغرب العربي.

وكان غديري قد تحدث للموقع الجزائري “TSA عربي” عن ملف إعادة فتح الحدود الجزائرية المغربية، معتبراً "أنها ليست نقطة جوهرية بقدر ما يتطلب الوضع حالياً إعادة بناء صرح المغرب العربي الكبير، حتى يكون للمنطقة مكانتها وكلمتها بين الأمم”.

من جهته تحدث الكاتب و الإعلامي الجزائري، غاني مهدي، الذي رشح بدوره نفسه للانتخابات الرئاسية  الجزائرية لعام 2019 في حوار له مع القناة الجزائرية  "النهار تي في" عن ملف فتح الحدود المغربية الجزائرية، وصرح بأنه "مع فتح الحدود المغربية ـ الجزائرية وسيكون ذلك من أول قرارته، لو انتخب رئيساً للبلاد".

هذه التصريحات، فتحت النقاش مجدداً حول موضوع فتح الحدود المغربية الجزائرية على مواقع التواصل الاجتماعي، التي شهدت ظهور بعض الحملات والدعوات المختلفة. أبرزها كانت من سليم مجاهد، وهو كوميدي جزائري، والذي كانت له طريقته الخاصة في تسليط الضوء على ملف الحدود المغربية ـ الجزائرية من خلال مقطع فيديو، ظهر فيه وهو يحي المغاربة قرب المنطقة الحدودية، ويعرفهم بنفسه، ليتفاجأ أنهم يعرفونه جيداً ويشاهدون برنامجه التلفزيوني على قناة "الشروق الجزائرية"، وقال سليم مجاهد في مقطع الفيديو، الذي مدته حوالي دقيقة واحدة:" هم في المغرب ويعرفونني. هل تتابعون برنامجي؟. تابعوني على قناة الشروق".

مقطع الفيديو هذا ومشهد الحدود، التي تفصل الفنان بجمهوره في المغرب حظي بتفاعل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلق عليه عدد من المغاربة والجزائريين على حد سواء. التعليقات على مقطع الفيديو جاءت متباينة من النشطاء الجزائريين، الذين رحب البعض منهم بالمبادرة، التي قام بها الفنان الكوميدي ودعوا بدورهم إلى فتح الحدود من أجل لم شمل العائلات وإعادة صلة الرحم بين المغاربة والجزائريين. من جهة أخرى طالب آخرون بالإبقاء على غلق الحدود بين المغرب والجزائر، تفادياً لحدوث المزيد من المشاكل بين البلدين.

<iframe src="https://www.facebook.com/plugins/comment_embed.php?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Foujda.org%2Fposts%2F1615967238459092%3Fcomment_id%3D1615981131791036&include_parent=false" width="560" height="161" style="border:none;overflow:hidden" scrolling="no" frameborder="0" allowTransparency="true" allow="encrypted-media"></iframe>

الحدود المغربية - الجزائرية  و"الملف المستحيل"

في المقابل عبر عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي عن رفضهم لمسألة فتح الحدود المغربية الجزائرية بشكل تام، معتبرين ذلك من "المستحيل" حدوثه، كما كتب أحد النشطاء الجزائريين في تغريدة له على موقع "تويتر"، والتي عبر من خلالها عن استحالة فتح الحدود مع المغرب واصفاً علاقة المغرب بالجزائر بـ"المستحيلة".

نشطاء آخرون اعتبروا فتح الحدود المغربية والجزائرية من الأحلام، التي يتمنون حدوثها، ولو أن جميع المعطيات والمؤشرات تشير إلى الحيلولة دون تحقيق ذلك الحلم، كما كتب أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تدوينة له على موقع" فيسبوك"، والذي يُدعى شعيب يعقوبي، والذي أحصى في تدوينته عدداً من الأحلام، التي يتمنى تحقيقها، من بينها فتح الحدود المغربية الجزائرية. وختم  تدوينته بالقول بأن "تحقيق هذا ليس بالأمر المستحيل، لكنه سيبقى كذلك بسبب خوف ولامبالاة الشعب وغياب الوطنية".

<iframe src="https://www.facebook.com/plugins/post.php?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fsolot.solot.92%2Fposts%2F334927297120408&width=500" width="500" height="249" style="border:none;overflow:hidden" scrolling="no" frameborder="0" allowTransparency="true" allow="encrypted-media"></iframe>

من جهته استبعد الدكتور والأستاذ الجامعي في علم الاجتماع السياسي، من جامعة الجزائر، نور الدين بكيس، أن يكون ملف فتح الحدود المغربية الجزائرية، ينم عن رغبة حقيقية لدى الساسة الجزائريين، وإنما هو بنظره  مجرد شعارات تسوق أثناء الحملات الانتخابية فقط، ولا تجد لها مكاناً على أرض الواقع وهذه التصريحات ماهي إلا "محاولة لدغدغة مشاعر الناخبين الجزائريين" لأن ملف فتح الحدود مع المغرب هو ملف يخضع لأجندة النظام السياسي والسلطة وليس له علاقة بالإرادة الشعبية سواء للمغرب أو للجزائر، وأضاف بكيس في حديثه لـDW عربية:" الجزائر لا تطرح مسألة فتح الحدود مع المغرب على أنها مطلب شعبي بقدر ما تطرحه على أساس أنه قرار سياسي من السلطات فقط ولا يعبر عن رغبة حقيقية لدى الشعبين الجاريين، اللذين هما فعلياً مع فتح الحدود".

<iframe src="https://www.facebook.com/plugins/comment_embed.php?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Foujda.org%2Fposts%2F1615967238459092%3Fcomment_id%3D1616098751779274%26reply_comment_id%3D1616205905101892&include_parent=false" width="560" height="141" style="border:none;overflow:hidden" scrolling="no" frameborder="0" allowTransparency="true" allow="encrypted-media"></iframe>

الإرادة الشعبة خارج الحسابات السياسية

وبالنظر إلى العلاقات بين الجارتين الجزائر والمغرب، والتي تشهد توتراً منذ 40 سنة بسبب ملف النزاع حول الصحراء الغربية، بالإضافة إلى ملف الحدود بين الجزائر والمغرب، المغلقة منذ عام 1994، يشير مراقبون إلى أن فوز الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بولاية خامسة قد لا يُحدث أي تطور في الملف الحدودي.

بدوره يرى الأستاذ الجامعي، أن مصير ملف الحدود المغربية الجزائرية يقع بيد السلطة وهو خارج عن الإرادة الشعبية، ويقول:" نحن نعلم أن غالبية الانتخابات هي انتخابات صورية، شكلية ولو تمت انتخابات حقيقية لما بقيت هذه النخب الحاكمة في مناصبها وبالتالي هي معادلات خارجة عن إرادة الشعوب".

<iframe src="https://www.facebook.com/plugins/comment_embed.php?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Foujda.org%2Fposts%2F1615967238459092%3Fcomment_id%3D1616013835121099&include_parent=false" width="560" height="121" style="border:none;overflow:hidden" scrolling="no" frameborder="0" allowTransparency="true" allow="encrypted-media"></iframe>

وتطرق الأستاذ الجامعي نور الدين بكيس، في حديثه أيضاً إلى الأسباب الكامنة وراء الإبقاء على غلق الحدود بالقول:"كلا الطرفين كانا دائماً بحاجة إلى ذلك الخطر الخارجي للتغطية على الشرعية الداخلية لأننا نعلم جيداً أن هناك مشكل شرعية داخلية، وأنه كان من الممكن جداً تفعيل المغرب العربي وعدم اللجوء إلى غلق الحدود، لكن ذلك يوضح أن غلق الحدود ما هو إلا إرادة سلطة سياسية وليست إرادة شعبية وأعتقد أنه نفس الشيء بالنسبة للمغرب".

ويذكر أن الجزائر كانت قد تقدمت بطلب لتنظيم اجتماع مجلس وزراء الخارجية الدول المغاربية "في أقرب وقت ممكن"، ما اعتبر كرد غير مباشر منها على دعوة ملك المغرب، محمد السادس، في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي إلى استحداث آلية مشتركة للحوار بين البلدين. غير أنه لم يطرأ تغيير يذكر في ملف الحدود المغربية الجزائرية.

الكاتبة: إيمان ملوك

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW