فرانكفورت تعلق لأول مرة أضواء رمضانية والجالية المسلمة ترحب
٥ مارس ٢٠٢٤
قرر مجلس مدينة فرانكفورت السماح بتعليق إضاءة خاصة في أحد الشوارع احتفالاً بحلول شهر رمضان، أسوة بما يحدث في احتفالات مسيحية ويهودية. القرار قوبل بترحيب كبير من جانب شخصيات وهيئات إسلامية في المدينة.
إعلان
في سابقة هي الأولى من نوعها، سيتم تعليق إضاءة خاصة احتفالاً بشهر رمضان في قلب مدينة فرانكفورت، العاصمة المالية لألمانيا.
ومن المقرر أن يتم تشغيل هذه الإضاءة ابتداء من يوم الأحد المقبل مع حلول أول ليالي رمضان حيث تم تركيب أهلة ونجوم وكتابة عبارة "رمضان كريم" بالفعل في القسم المعروف باسم "فريسغاس" من شارع غروسه بوكنهايمر (Große Bockenheimer Straße) ، ويُعْرف هذا القسم بوجود عدد من المطاعم ومحلات الوجبات السريعة.
طلب عام
كان مجلس المدينة (البرلمان المحلي) قرر في العام الماضي تعليق الإضاءة بعد أن تقدمت كتل ائتلاف الحكومة البلدية في فرانكفورت (حزب الخضر والحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الحر وحزب فولت دويتشلاند) بطلب بهذا الخصوص، وبررت هذه الكتل طلبها بأن فرانكفورت يعيش فيها ما يتراوح بين 100 ألف و150 ألف مسلم يشكلون ما يقارب 15% من إجمالي سكان المدينة.
من جانبها، قالت عمدة المدينة نارغرس إسكنداري-غرونبرغ إن هذه الإضاءة تعبر عن التعايش السلمي وهي تهدف إلى أن تبعث بإشارة دعماً للسلام والتآخي الإنساني ورفضاً للإقصاء والكراهية.
وأضافت أنها تمثل "أضواء التعايش رفضاً للتحفظات ورفضاً للتمييز ورفضاً للعنصرية ضد المسلمين وكذلك رفضاً لمعاداة السامية. في أوقات الأزمات والحروب، تُعد هذه الإضاءة رمزاً للأمل لجميع الناس وتعزز التماسك في مجتمع مدينتنا المتنوع"، وذلك حسبما نُقِل عن المسؤولة المحلية في بيان أمس الاثنين.
وفي رد على سؤال، ذكر المتحدث باسم العمدة أن تكلفة شراء الإضاءة بلغت 75 ألف يورو. وجاء الطلب بناء على مبادرة من جانب عمر شحاتة، عضو مجلس المدينة عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
وقال شحاتة اليوم الثلاثاء إن الفكرة مستوحاة من إضاءة مماثلة في العاصمة البريطانية لندن لافتاً إلى أن فرانكفورت هي أول مدينة في ألمانيا تعلق إضاءة بمناسبة شهر رمضان، وأضاف: "أعتقد أنها لفتة جميلة"، مشيراً إلى أن ردود الفعل إيجابية للغاية حتى الآن.
المسلمون يرحبون
من جانبهم، رحب المسلمون في مدينة فرانكفورت بالخطوة، وقال محمد صدادي العضو المنتدب للجالية الإسلامية في فرانكفورت: "أعتقد أن المشروع جيد ومثالي" بحسب ما نقلت عنه خدمة الصحافة الانجيلية.
وقال صدادي إن هذه الإضاءة تتم عادة في الدول العربية وتركيا وتشمل تزيين الشوارع بالفوانيس والأهلة خلال شهر رمضان، مشيراً إلى أن خطوة تزيين الشوارع في فرانكفورت تعبر عن "أننا جميعًا ننتمي إلى بعضنا البعض".
كما أشاد المتحدث باسم الطائفة الأحمدية، نويد أحمد، بالخطوة قائلاً: "أنا سعيد جدًا بهذا الاعتراف بالمسلمين". وقال إن تزيين الشارع في شهر رمضان هي علامة على التقدير المتساوي للأديان.
يذكر أن شارع يوكينهايمر يتم تزيينه خلال أعياد الميلاد ومهرجان هانوكا اليهودي.
وأوضحت رائدة شبيب، المديرة التنفيذية لأكاديمية الإسلام في العلوم والمجتمع بجامعة غوته، أن تزيين الشوارع بالأضواء في شهر رمضان من التقاليد في الدول الإسلامية من جهة كما تأخذ تقاليد الإضاءة خلال عيد الميلاد المسيحي من جهة أخرى، وقالت إنه كان هناك ميل بين المسلمين في الدول الغربية منذ عدة سنوات لتزيين الشوارع في شهر رمضان.
ع.ح/ع.ج.م (د ب أ، إ ب د)
يوم المسجد المفتوح في ألمانيا... فعاليات للتعريف بالإسلام
في يوم الوحدة الألمانية المصادف الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام، تفتح المساجد في ألمانيا أبوابها فيما يعرف بـ"يوم المسجد المفتوح"، في خطوة تهدف لتعريف الزوار بالإسلام عن كثب من خلال إقامة العديد من النشاطات.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Baumgarten
منذ عام 1997، تقام فعالية "يوم المسجد المفتوح" في الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام، والذي يصادف يوم الوحدة الألمانية. واختيار هذا اليوم بالذات لم يأت مصادفة، فالمجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا يود في هذا اليوم أن يؤكد على "أن المسلمين جزء من الوحدة الألمانية بالإضافة إلى التعبير عن ارتباطهم بمجموع السكان في ألمانيا". وفي هذه السنة يتوقع أن يبلغ عدد زوار المساجد 100 ألف شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
الجاليات الإسلامية تريد في هذا اليوم أن تقرب الزوار من الإسلام أكثر، واختارت المساجد كأفضل مكان للالتقاء، فالمساجد ليست مكاناً للصلاة فقط، بل ولعقد اللقاءات والندوات أيضاً.
صورة من: picture-alliance/dpa/Paul Zinken
معظم المساجد تقدم جولات في هذا اليوم، وتظهر الصورة إحدى تلك الجولات في مسجد في بلدة هورت التابعة لمدينة كولونيا، حيث يتلقى الزوار معلومات عن العمارة والتاريخ والحياة اليومية في المساجد التي تعتبر أهم ملتقيات الجاليات الإسلامية في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Baumgarten
المسجد المركزي في مدينة دويسبورغ هو من أكبر المساجد في ألمانيا، وتم افتتاحه عام 2008. يشارك المسجد في نشاطات تدعم الاندماج في المدينة. في يوم المسجد المفتوح، يتيح المسجد لزواره، بالإضافة للجولة، فرصة مشاهدة صلاتي الظهر والعصر، بالإضافة إلى تقديم الشاي لهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Skolimowska
يتعرف الزوار على الإسلام أكثر ابتداء من اتباع بعض القواعد البسيطة المتبعة في المساجد، حيث يخلعون أحذيتهم قبل الدخول إلى مكان الصلاة، كما يشاهدون كيف يتوضأ المسلمون. ويقوم المسجد المركزي في كولونيا بتوضيح بعض الطقوس والقواعد للزوار في يوم المسجد المفتوح.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Baumgarten
المسجد الأزرق في هامبورغ، الذي أخذ اسمه من المسجد الأزرق في إسطنبول، لا يقع على البوسفور، بل على نهر ألستر! وهو رابع أكبر مسجد في ألمانيا. في العام الماضي وفي يوم المسجد المفتوح، رسم الفنان حسن روح العالمين "مذبحة كربلاء"، ذات الأهمية الكبيرة في المذهب الشيعي.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Scholz
أبواب المساجد لا تفتح في يوم المسجد المفتوح فقط، وإنما هناك فرصة لتبادل الزيارات في يوم الكاثوليك أيضاً، كما في مسجد يافوز السلطان سليم بمانهايم، حيث قامت الراهبات وطالبات الدين من كنيسة مريم العذراء المقابلة للمسجد بجولة تعرفن فيها على الإسلام بشكل أقرب.
صورة من: picture-alliance/dpa
يحصل الناس أحياناً على بعض الهدايا الرمزية في هذا اليوم، كالصبي الصغير الذي يظهر في الصورة، والذي حصل على مَسبَحة في يوم المسجد المفتوح في منطقة بونامس بفرانكفورت.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Rumpenhorst
ويتيح يوم المسجد المفتوح للزوار مشاهدة المصلين عند تأدية الصلاة ولو لمرة واحدة. ورغم أنه لا يمكن للزوار دخول مكان الصلاة إلا أنهم يمكن أن يتابعوا الصلاة من أماكن تطل عليها، كما يظهر في الصورة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Hanschke
وبعد الجولة في يوم المسجد المفتوح، يمكن للزوار أن يستمتعوا بوجبات من جميع أنحاء العالم. وقد قدم مسجد شهيتليك (جامع الشهادة) في حي نويكولن ببرلين تشكيلة واسعة من الأطباق لزواره خلال السنوات الماضية.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Hanschke
مسجد فضل عمر في هامبورغ والذي تم افتتاحه عام 1957 لديه شيء للجميع في يوم المسجد المفتوح، حيث تقام فيه ورشات عمل للرسم والخط العربي، بالإضافة إلى معرض يمكن فيه القيام بـ"رحلة عبر الزمن الإسلامي". كما يقدم الرعاية للأطفال، ومشروبات منعشة لراكبي الدراجات خلال استراحتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Daniel Reinhardt
وفي مدينة دريسدن أيضاً تدعو المساجد الناس للتعرف على الإسلام وإلى التبادل الثقافي. وقد أطلق مسجد المصطفى في المدينة برنامجاً يتم فيه تقديم القهوة للزوار إضافة إلى محاضرات توضيحية عن الإسلام.
هيلينا فايزه/ محي الدين حسين