1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المحطة الأولى للاجئين القادمين من النمسا إلى ألمانيا

دانييل هاينريش/و.ب٢٠ أكتوبر ٢٠١٥

فرايلاسينغ هي أول بلدة ألمانية يصلها اللاجئون القادمون عبر النمسا. وقد أصبحت منطقة عبور لآلاف اللاجئين الذين يفوق عددهم عدد السكان. ورغم ذلك تمر عملية الاستقبال بشكل منظم، لكن المسؤولين يحذرون أن ذلك قد لا يستمر طويلا.

Deutschland Flüchtlinge Freilassing Transitzone
صورة من: DW/D. Heinrich

بالنسبة لغيورغ غرابنار، مدير دائرة فرايلاسينغ بولاية بافاريا العليا على الحدود النمساوية، فإن الأمر لم يعد يطاق، حتى وإن كانت المنطقة التي يعمل فيها عبارة عن جنة بمروجها الخضراء وجبال الألب الشامخة بها، والهدوء الذي لا يكدر صفوه سوى خوار الأبقار وخرير مياه نهر كيمزيه.

منذ قرار القيام بإجراءات مراقبة الحدود منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، تغير الوضع في فرايلاسينغ أول منطقة ألمانية يصلها اللاجئون القادمون من النمسا، وقد بلغ عددهم حوالي 15 ألف شخص خلال نهاية أسبوع، وهو ما يعادل عدد سكان هذه البلدة الصغيرة. ويصرح مدير الدائرة هناك أن القيام بتسجيل جميع الوافدين لدى وصولهم إلى محطة القطار عملية مستحيلة. ومع انطلاق موجة تدفق اللاجئين على المنطقة قام هذا الأخير باكتراء متجر مهجور كان في السابق متجرا لبيع الأثاث المنزلية في المنطقة الصناعية. آنذاك، يضيف غيورغ غرابنار في حوار مع DW "لم يكن أحد يعرف، ما إذا كانت تلك الخطوة صحيحة أم لا".

نقطة العبور الأولى

تتسع قاعات المبنى الضخم لنحو 2000 شخص. وعلى عكس الخيام التي يتم بناؤها كخطوة مؤقتة لإيواء اللاجئين، فإن هذا المبنى الكبير دافئ ويقي من المطر والبرد. وبداخله تقوم الشرطة الاتحادية بتسجيلا البيانات الخاصة بالاجئين، ليخضعوا بعد ذلك إلى فحص طبي، كما يوضح غرابنار. ويحتوى المبنى أيضا على مستودع للألبسة التي يتم توزعها على الأشخاص الذين لم يعودوا يملكون شيئا يقيهم من البرد.

"هنا يحصلون على الطعام والشراب، بعد ذلك يؤخذون بالباصات إلى محطة القطارات"، يتابع غرابنار. ومنها يتم توزيعهم على مراكز إيواء اللاجئين المنتشرة في مختلف المناطق والمدن الألمانية. ورغم أعداد اللاجئين الكبيرة إلا أن الأمور تسير بشكل منظم. في كل يوم يعقد المسيرون اجتماعين لمناقشة تطورات الوضع. ويؤكد مدير دائرة فرايلاسينغ أن "العمل (في هذا المبنى) مستمر دائما، لأن اللاجئين يتوافدون ليلا ونهارا، وفي كل أيام الأسبوع بما في ذلك الأحد "الذي هو يوم عطلة.

غيورغ غرابنار، مدير دائرة فرايلاسينغ بولاية بافاريا العليا.صورة من: DW/D. Heinrich

المتطوعون يلعبون دورا أساسيا

وقد تمت الاستعانة بعناصر من الجيش الألماني لمساعدة الشرطة الاتحادية والصليب الأحمر ومنظمة كاريتاس الخيرية في عملية توزيع الأكل وتسجيل البيانات. ورغم ذلك لا يمكن التغلب على الوضع دون مساعدة من المواطنين المتطوعين. ماركوس هوهنآدل هو أحدهم. وكان الشاب البالغ من العمر 23 عاما يخطط لبدء دراسته في شعبة الإعلام بمدينة فورسبورغ، لكنه فضل تأجيل ذلك إلى الصيف حتى يتمكن من مساعدة اللاجئين.

أكثر من 2000 لاجئ في القاعة الواحدة داخل مبنى متجر سابق لبيع الأثاث في فرايلاسينغ.صورة من: DW/D. Heinrich

منذ خمسة أسابيع يتم توزيع "مؤن أولية تحتوي على خبز وقنينة ماء وفواكه وبسكويت مقوي"، يقول ماركوس مضيفا: "إن العمل هنا شاق جدا و على مدى أربع وعشرين ساعة دون انقطاع". بالنسبة لمدير دائرة فرايلاسينغ فإن جهود المتطوعين لا تقدر بثمن، فهم يقومون بعمل إنساني كبير، لكن الإجهاد أخذ منهم مأخذه أيضا. ويصرح غرابنار أنه من المفترض أن "تعمل المنظمات الإنسانية في حالات الطوارئ، ومن غير المنطقي أن يدوم عملها لأسابيع أو لأشهر". وبالتالي يطالب غيورغ غرابنار الساسيين بالتحرك على المستوى الوطني والأوروبي، محذرا من مخاطر خروج الأمور عن نطاق السيطرة، "فعلى الحكومة الاتحادية إرسال موظفين رسميين لاحتواء الوضع".

خوف من المستقبل

في ظل تغلغل الشعور لدى المواطنين بأن المنطقة تمّ نسيانها من قبل السياسيين، ينتظر المواطنون أيضا مساعدات من الحكومة الألمانية. الكثير منهم لا يجرأ على التعبير عن شعوره بالاستياء خوفا من اتهامه بمعاداة الأجانب أو الانتماء إلى المعسكر اليميني المتطرف. ولكن عندما يتيقنون أن أسماءهم ستظل مجهولة، يسارع هذا أو ذاك للتعبير عن تخوفاته مما قد يأتي به المستقبل، بالنسبة له أو لأطفاله. وفي هذا السياق يقول رجل في الأربعين من العمر لـDW "لا شيء سيبقى كما كان. سيتغير الكثير، وسنلحظ ذلك على مستوى الدخل والعيش المشترك مع الأجانب إلى جانب انعكاسات ذلك على ثقافتنا. الأعداد الهائلة التي تأتي إلينا وإلى ألمانيا أو أوروبا ستحدث تغييرا في مجتمعاتنا". نفس الرأي وإن كان بعبارات أكثر دبلوماسية عبر عنه مدير دائرة فرايلاسينغ، غيورغ غرابنا،ر الذي حذر أنه "إذا فشلت عملية ادماج اللاجئين فسنواجه مشكلة حقيقية في هذا البلد". ويتابع "بالطبع حق اللجوء مقدس، لكن لا يمكن لألمانيا أن تفتح أحضانها للعالم كله".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW