فرقاطة ألمانية تنهي مهمتها ضد الحوثيين في البحر الأحمر
٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بعد صد هجمات للحوثيين وحماية سفن تجارية، أنهت الفرقاطة الألمانية هيسن مهمتها في حماية الملاحة بالبحر الأحمر في إطار المهمة الأوروبية أسبيدس. ومن المقرر أن تشارك فرقاطة ألمانية أخرى في المهمة الأوروبية في منتصف الصيف.
إعلان
أنهت الفرقاطة الألمانية هيسن مهمتها في حماية السفن التجارية من المسلحين الحوثيين في اليمن وغادرت البحر الأحمر في وقت مبكر من صباح السبت (20 نيسان/أبريل 2024).
ووجه وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس الشكر للقبطان وطاقم السفينة الحربية. وقالت وزارة الدفاع الألمانية في بيان إن "(طاقم) فرقاطة هيسن نفذ مهمتهم في إطار عملية الاتحاد الأوروبي أسبيدس بشجاعة".
وكانت الفرقاطة جزءًا من مهمة أسبيدس البحرية الدفاعية للاتحاد الأوروبي وتم نشرها في البحر الأحمر في شباط/فبراير الماضي لحماية السفن التجارية من هجمات الحوثيين في اليمن. تم نشر السفينة في 23 شباط/فبراير بعد سلسلة من الهجمات على السفن التجارية.
وقال الجيش الألماني إن الفرقاطة التي كان على متنها طاقم مكون من 240 فردًا أنهت مهمتها الساعة 5:50 صباحًا (03:50 بتوقيت غرينتش) وغادرت منطقة العمليات. ومن المتوقع أن تعود السفينة إلى ميناء فيلهلمسهافن في بداية شهر أيار/مايو المقبل.
وفي أول مهمة من نوعها للبحرية الألمانية، قام طاقم الفرقاطة بإسقاط طائرات بدون طيار أطلقها الحوثيون عدة مرات. وقالت وزارة الدفاع الألمانية إن السفينة رافقت 27 سفينة تجارية بأمان عبر منطقة العمليات. وأضافت الوزارة أنه في أربع حالات، تم التصدي بنجاح للطائرات المسيرة والصواريخ الحوثية. وفي المجمل، قطعت الفرقاطة أكثر من 11 ألف كيلومتر في منطقة العمليات.
وقدم الطاقم الإسعافات الأولية الطبية في مناسبتين، لجندي من دولة شريكة ولأحد أفراد طاقم سفينة تجارية. وتم تجهيز الفرقاطة التي يبلغ طولها 143 مترًا بصواريخ مضادة للطائرات، وتم تصميمها للمرافقة والمراقبة البحرية، مع رادار قادر على مراقبة المجال الجوي بحجم بحر الشمال، وفقًا للجيش الألماني.
تُعرف هيسن أيضًا باسم فرقاطة الدفاع الجوي، وأنظمة أسلحتها قادرة على الاشتباك مع أهداف على مسافة تصل إلى 160 كيلومترًا. وكان وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس وصف هذه العملية بأنها أخطر عملية بحرية منذ عقود خلال زيارة للفرقاطة قبل أيام من بدء المهمة.
ويعد البحر الأحمر أهم طريق بحري من آسيا إلى أوروبا عبر قناة السويس. وبدأت شركات الشحن الكبرى في تجنب البحر الأحمر بسبب هجمات الحوثيين، ما أثر على الاقتصاد العالمي.
وستشارك الفرقاطة "هامبورغ" في بداية شهر آب/أغسطس المقبل في مهمة الاتحاد الأوروبي "أسبيدس" لحماية الملاحة في البحر الأحمر.
م.ع.ح/خ.س (د ب أ، رويترز)
باب المندب - مضيق لا تتراجع أهميته الاستراتيجية عبر التاريخ
أعلنت السعودية، أكبر مصدر للبترول في العالم "وقفا مؤقتا" لعبور صادراتها البترولية من مضيق باب المندب بعدما هاجم الحوثيون في اليمن ناقلتي بترول. وتظهر من جديد أهمية أمن باب المندب، المدخل الجنوبي للبحر الأحمر.
صورة من: picture alliance/Photoshot/BCI
أهمية منذ فجر التاريخ
لأن مضيق باب المندب يمثل البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، أحد أهم البحار من الناحية التجارية والاستراتيجية منذ قدم التاريخ، بدأ الصراع للسيطرة عليه وتأمين عبور السفن فيه منذ أقدم العهود، بداية من مصر القديمة (الفرعونية) ومرورا بالإمبراطوريات المتعاقبة، وحتى القوى العظمى والإقليمية في عصرنا الحاضر.
صورة من: Getty Images/Hulton Archive
باب الدموع
كلمة المندب في اللغة العربية تعني البكاء والنواح على الميت، ولذلك تُحكى حول سبب تسميته بباب المندب حكايات كثيرة، منها ما يُقال أن أمهات الأفارقة على الجانب الغربي، كن يقفن ينحن على أولادهن، الذين أخذهم العرب عبيدا، إلى الشاطئ الآخر من المضيق.
داخل المياه الإقليمية لثلاث دول
وفقا للقانون الدولي فإن المياه الإقليمية لأي دولة عادة تمتد من ساحلها 12 ميلا بحريا (حوالي 22 كيلومتر) إلى داخل المياه. وبهذا يكون مضيق باب المندب واقعا ضمن المياه الإقليمية لثلاث دول، هي اليمن وجيبوتي وإريتريا، حيث يبلغ عرضه حوالي 30 كيلومتر بين رأس باب المندب شرقا ورأس سيان غربا.
صورة من: picture alliance/Photoshot/BCI
اليمن والسيطرة على باب المندب
في قلب مضيق باب المندب تقع جزيرة بريم اليمينة، التي تقسمه إلى ممرين بحريين أحدها شرقي ضيق، عرضه أقل من 4 كيلومتر وآخر غربي واسع (حوالي 21 كيلومتر) لكن توجد به أيضا جزر أخرى صغيرة تجعل اتساعه أقل من 18 كيلومتر. ويقول العالم العراقي عبدالزهرة شلش العتابي إن من يسيطر على عدن بالدرجة الأولى وجيبوتي بالدرجة الثانية يسيطر على مضيق باب المندب.
صورة من: Imago/photothek
أهمية استراتيجية
رغم أهميته الاستراتيجية منذ القدم، ازداد مضيق باب المندب أهمية بعد افتتاح قناة السويس في عام 1869، حيث أصبح الطريق الرئيسي للتجارة بين أوروبا وجنوب شرق آسيا بديلا عن طريق رأس الرجاء الصالح. وتعبر المضيق حاليا من الجنوب للشمال والشمال للجنوب نحو 21 ألف قطعة بحرية سنويا.
صورة من: picture-alliance/akg-images
الطريق الرئيسي لناقلات البترول
مع اكتشاف البترول في الجزيرة العربية في ثلاثينات القرن الماضي ازدادت أهمية باب المندب مرة أخرى حيث إنه يربط منطقة الانتاج (الجزيرة العربية) بمناطق الاستهلاك في أوروبا والولايات المتحدة. ويمر منه يوميا ما لا يقل عن 4 ملايين برميل نفط ، حسب الباحث المصري أحمد التلاوي.
صورة من: picture-alliance/dpa
ثغرة أمن قومي لدول عديدة
يشكل أمن مضيق باب المندب مسألة أمن قومي بالنسبة لدول إقليمية مثل مصر وإسرائيل ودول الخليج العربية، خصوصا السعودية. وهناك مخاوف من سيطرة الحوثيين، المدعومين من إيران على المضيق. واعترفت مصر في عام 2016 بوجود قوات بحرية لها في باب المندب "لوقف إمدادات الحوثيين بالسلاح والمواد اللوجستية".ا
صورة من: picture-alliance/dpa
القراصنة الصوماليون
قبل تهديد الحوثيين لأمن باب المندب كان هناك القراصنة الصوماليون، الذين ظهروا بقوة عام 2008، حيث بدأوا في مهاجمة السفن العملاقة في منطقة القرن الإفريقي مهددين الملاحة في باب المندب. غير أن التدخل الدولي جعل القرصنة تتراجع تماما منذ عام 2012.
صورة من: picture alliance/AP Photo/F.Abdi Warsameh
أهمية مزدوجة لدول الخليج
لا شك أن الاقتصاد العالمي يتأثر بأمن المضيق لكن بالنسبة لدول الخليج العربية فإن أمن باب المندب أهميته مزدوجة، فهو منفذ الخليج على أسواق النفط الأوروبية والأميركية، ومن ناحية أخرى فإن تهديد أمنه الآن يأتي من الحوثيين المدعومين إيرانيا. وعندما هاجم الحوثيون ناقلتي نفط سعوديتين أعلنت السعودية (الأربعاء 25/7/2018) وقفا مؤقتا لمرور نفطها في باب المندب. وارتفعت أسعار النفط عالميا.