فرق موسيقية ضد العنف اليميني المتطرف
٨ سبتمبر ٢٠١٥ يقول يوشي إنه يستمتع بالعمل في حملة "لا رغبة في النازيين". يسدي يوشي مع آخرين النصح لشباب يتصدون لليمينيين المتطرفين في ألمانيا. ويقول إنه مصدوم من أعمال العنف الأخيرة التي قاموا بها ضد مراكز إيواء اللاجئين. ويرتدي الشاب الألماني ذو الشعر الأشقر الملون قميص "تي شيرت" أسود مكتوب عليه "أهلاً باللاجئين".
يُذكر أن أفراد اليمين المتطرف يهاجمون "كل ليلة تقريباً" مراكز تأوي لاجئين في ألمانيا. وحسب إحصائيات وزارة الداخلية، فإن عدد الهجمات في هذه السنة وصل إلى 340 هجوماً حتى الآن. "لقد ضقنا ذرعاً ويجب أن يحدث شيء ما"، يقول يوشي.
"فعل شيء ما"
لذلك وأمام هذه الهجمات قررت مجموعة "لا رغبة في النازيين" بالاشتراك مع مجموعات أخرى من المنظمات المدافعة عن اللاجئين مثل منظمة "برو أزول" وأصدروا بيان مناشدة يطالب بحماية أفضل للاجئين من اليمين المتطرف. ويحمل البيان عنوان "حان الوقت لفعل شيء ما" ويطالب بإيواء اللاجئين في مراكز تليق بالكرامة الإنسانية ويطالب بدعم أكثر للأشخاص الذين يعملون حتى الإرهاق في أوقات فراغهم لمساعدة اللاجئين. هذا البيان موجه أيضاً لدعم "أولئك الذين يتصدون للنازيين حين ينوون مهاجمة مراكز إيواء اللاجئين"، كما يقول يوشي.
ويشكو الناشط الألماني من تصرف الشرطة، التي فشلت في "السيطرة على اليمينيين المتطرفين" في مدينة هايديناو حيث أحرق النازيون الجدد مركزاً لإيواء اللاجئين، لكنها أرادت منع إقامة حفل "للترحيب باللاجئين". وهو يرى أنه يجب شكر الناشطين الذين يدعمون اللاجئين.
فنانون يدعمون اللاجئين
وقع على البيان 24 فرقة موسيقية مشهورة منها "die Toten Hosen" المعروفة بتصديها لعنف اليمين المتطرف منذ زمن. وفي الثلاثين من شهر آب/ أغسطس الماضي أحيت الفرقة حفلاً في بلدة "يامل" الواقعة في شمال شرق ألمانيا والتي "يبدو أن النازيين قد استولوا عليها"، كما يقول عازف الغيتار ميشائيل برايتكوبف، المشهور باسم "برايتي".
وسبب إحياء الحفل الموسيقي في تلك البلدة النائية هو التضامن مع الفنان لوهماير وزوجته الفنانة أيضاً، اللذين يتعرضان لمضايقات متواصلة من اليمين المتطرف بسبب دعمهما لقدوم اللاجئين، فقد أحرق متطرفون حظيرة في بيتهما. ويقول الموسيقار برايتي: "الأشخاص الذين يعملون من أجل الديمقراطية يتركون لوحدهم، أما الجناة من اليمين المتطرفين، فيعاملون بقفازات من حرير". لذلك يطالب البيان السلطات الألمانية بالتصدي بحزم لمرتكبي المخالفات القانونية من اليمين المتطرف.
ويرحب بيرند ميزوفيتش، نائب المدير العام لمنظمة برو أزول لمساعدة اللاجئين بالزيادة الملحوظة في عدد النشطاء الداعمين للاجئين. لكنه يقول إن المجتمع المدني لا يمكنه تعويض الأخطاء التي ارتكبتها الجهات الرسمية. "نحن بحاجة إلى إعادة تفكير شاملة في سياسة بناء البيوت لذوي الدخل المحدود"، يقول ميزوفيتش، ويضيف بأن 40 بالمئة من اللاجئين يحتاجون إلى رعاية نفسية، وهو أمر لا يمكن التغلب عليه بدون مساعدة الدولة.