فرنسا: افتتاح قمة مجموعة 7 وسط خلافات حول التجارة وإيران
٢٤ أغسطس ٢٠١٩
افتتح في منتجع بياريتز بفرنسا قمة مجموعة الدول السبع بحضور زعمائها وسط خلافات عميقة بشأن التجارة الدولية وإيران وحماية المناخ على ضوء حرائق البرازيل، فيما استخدمت الشرطة خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين.
إعلان
افتتح في منتجع بياريتز بجنوب غرب فرنسا مساء السبت (24 آب/ أغسطس 2019) قمة مجموعة الدول الصناعية الكبرى السبع بضيافة الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون وسط أجواء مشحونة بشأن ملفات عديدة، أبرزها السياسة الحمائية وتداعياتها على الاقتصاد العالمي إلى جانب ملف إيران النووي والتوتر القائم في منطقة الخليج. كما تخيم حرائق الغابات في منطقة الأمازون البرازيلية بقوة على جدول أعمال القمة، حسب مصادر فرنسية.
وبدأت القمة تقليديا بصورة جماعية حضر مراسيمها جميع قادة دول المجموعة قبل انتقالهم لتناول طعام العشاء بضيافة الرئيس ماكرون. ومن المقرر أن تبدأ جلسات العمل صباح الأحد.
واستغل قادة دول مجموعة السبع الصناعية الساعات الأولى بعد وصولهم وقبل افتتاح القمة لمشاورات ثنائية، حيث استقبل الرئيس الفرنسي ماكرون نظيره الأمريكي ترامب على مأدبة غداء وأجرى مشاورات معه على مدى ساعتين، حسب الرئاسة الفرنسية.
وقال مسؤول فرنسي إن الزعيمين ترامب وماكرون توصلا بالفعل إلى تفسير لعدة أمور. وأراد الرئيس الفرنسي أن يخفف من خلافاته مع ترامب بشأن المناخ والتجارة وضريبة فرنسية جديدة سيتم فرضها على شركات الإنترنت الأمريكية العملاقة، حسبما أفادت وكالة أنباء بلومبرج.
غير أن فكرة ماكرون الجسورة تمثلت في اقتراحه السماح لإيران بتصدير النفط لفترة محدودة إذا عادت إلى الامتثال للاتفاق النووي (خطة العمل الشاملة المشتركة)، ووافقت على إجراء محادثات رسمية. ولم يرد تعليق على رد فعل ترامب على الفكرة، لكن هذا المقترح ليس من النوع الذي يرجح أن يوافق عليه.
وبعد الغداء، كتب ترامب على تويتر حيث له نحو 60 مليون متابع "خرجت للتو من غداء مع الرئيس الفرنسي"، مضيفا "الكثير من الأمور الجيدة تحصل لبلدينا. نهاية أسبوع مهمّة مع قادة آخرين من العالم".
وحذّر الأوروبيون الرئيس الأميركي دونالد ترامب فور وصوله السبت إلى القمة، من أن الحروب التجارية ستُدمّر الاقتصاد العالمي، ومن أنهم لن يسمحوا له بفرض رسوم على بضائع فرنسية، بعد قيام باريس بفرض ضرائب على شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة.
وفي ما يبدو خطوة لترسيخ هذه الجبهة، التقى بعد ظهر السبت القادة الأوروبيون في مجموعة السبع - بينهم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء الإيطالي المستقيل جوسيبي كونتي - قبل الافتتاح الرسمي للقمة حول مأدبة عشاء.
وفي حين أن الخلافات مع الولايات المتحدة تهدّد بنسف أي وحدة في مجموعة السبع بشأن التجارة أو المناخ، أكد أحد مستشاري الرئيس الفرنسي أن الأخير حرص على أن "يشرح" لنظيره الأميركي المواقف الفرنسية والأوروبية من أجل "تفادي النزاع" في العلاقة مع الولايات المتحدة" و"تخفيف الضغط". وأوضح الإليزيه أن ترامب أكد بشأن ايران "أنه لا يريد حرباً بل يريد "اتفاقاً".
في غضون ذلك، استخدمت شرطة مكافحة الشغب الفرنسية لفترة وجيزة خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين مناهضين للرأسمالية في بايون قرب منتجع بياريتز، حيث تعقد القمة.
ح.ع.ح/ ع.خ (أ.ف.ب/د.ب.أ/رويترز)
مجموعة الدول السبع - أماكن قممها والدلالات
تنعقد اجتماعات مجموعة الدول السبع G7 هذه السنة في مدينة إلماو الألمانية بولاية بافاريا. وليست هذه المرة الأولى التي يختار فيها قادة الدول الصناعية الكبرى مكانا هادئا بطبيعة خلابة. وقد يتحول المكان إلى حلبة للغضب.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Nhan
قمة السبع الكبار في إلماو. البداية مع وجبة بافارية تقليدية. اوباما مع المستشارة ميركل وزوجها يتناولون البيرة وكعكة البريتزا البافارية.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Kugler
قصر رامبويه
احتضن القصر الفرنسي الذي يعود بناؤه إلى القرن 14 اللقاء الأول لمجموعة الدول 6 آنذاك، القصر يعد أيضا قصر الإقامة الصيفية للرئيس الفرنسي، وكانت أزمة النفط هي الموضوع الرئيسي للقمة.
صورة من: Getty Images/AFP
سان خوان- بورتو ريكو
في تلك الدورة ارتفع عدد أعضاء المجموعة إلى 7 دول وهي الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا واليابان وفرنسا وبريطانيا وكندا، حيث تم الإجتماع في جزيرة سان خوان السياحية في بحر الكاريبي.
صورة من: picture-alliance/dpa
قمتان في البندقية
خلال ثمانينات القرن الماضي عقدت قمم الدول 7 في مدن كبيرة وجميلة. في 1980 وفي 1987 انعقدت القمة مرتين في مدينة البندقية الإيطالية الساحرة. (في الصورة يرتدي المستشار الألماني هلموت شميت وحده بدلة صيفية).
صورة من: imago/S. Simon
قمتان في العاصمة بون
انعقدت قمم أخرى في الثمانينات في عواصم كبرى مثل لندن و طوكيو، كما انعقدت قمتان في العاصمة بون التي كانت بالمقارنة مدينة صغيرة. في الصورة يتوسط المستشار الألماني هيلموت كول الرئيس الأمريكي رونالد ريغن ورئيسة الوزراء البريطانية مارغاريث تاتشر.
صورة من: picture-alliance/dpa
مناهضة العولمة
تميزت فترة التسعينات وبداية الألفية الثالثة باحتجاجات من طرف مناهضي العولمة الذين سعوا إلى إيصال صوتهم لصناع القرار في تلك الاجتماعات ولم تكن تلك الاحتجاجات دائما سلمية.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Julien
تصعيد في قمة جنوا
شهدت قمة مجموعة السبعة تحولين كبريين خلال مسارها، الأول عندما لقي متظاهر إيطالي في جنوا مصرعه عام 2001 خلال اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين مناهضين للعولمة، أما التحول الثاني فحصل بعد أحداث 11 من سبتمبر 2001 .
صورة من: Getty Images/AFP/G. Julien
انضمام روسيا
2002 انعقدت القمة في أجواء الحياة البرية وبالضبط في كاناناسكيس الكندية. في تلك القمة شمل الاجتماع مجموعة السبعة السابقة زائد روسيا كعضو جديد، وكانت الاحتجاجات على القمة سلمية هذه المرة.
صورة من: picture-alliance/dpa
هايليغندام الألماني 2007
بسبب الاحتياطات الأمنية المصاحبة لقمة 2007 تم تحويل منتجع هايليغندام الألماني لمنطقة محظورة لعدة أسابيع، إذ تم بناء حاجز على مسافة طولها 12 كيلومترا. وقد كلف بناؤه 12.5 مليون يورو، الأمر الذي اعتبره الكثيرون خرقا للقانون الأساسي الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Wüstneck
المكان والرمز
عام 2009 تم تغيير مكان عقد القمة من جزيرة سردينيا إلى مدينة لاكويلا الإيطالية، وجاء ذلك كرسالة رمزية، أراد السياسيون التأكيد عبرها على مساندتهم لضحايا الزلزال القوي الذي هز المدينة الإيطالية في وقت سابق من نفس السنة.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Fusco
حراسة أمنية مشددة
تعتبر أماكن انعقاد قمم مجموعة الدول الصناعية من المناطق الخاضعة لحراسة أمنية عالية المستوى. في الصورة هليكوبتر تابعة للشرطة الألمانية تراقب على علو 2300 متر جبال الألب بالقرب من إلماو الألمانية التي ستنعقد فيها قمة هذه السنة.
صورة من: Reuters/W. Rattay
استمرار الاحتجاجات
للحفاظ على سلامة وأمن رؤساء الدول المشاركة في القمة تقرر نقل مكان الاحتجاجات إلى مكان بعيد عن إلماو وبالضبط الى بلدة غارميش-بارتنكيرخن. وقد بدأت الاحتجاجات فعلا كما يتضح في الصورة.