كشف السلطات الفرنسية هوية مهاجم الكنسية الثاني الذي شارك في احتجاز رهائن وذبح كاهن، وقالت إنه شاب عمره 19 عاما مثل المهاجم الآخر. في حين تواجه الحكومة الفرنسية انتقادات من خصومها المحافظين بقيادة الرئيس السابق ساركوزي.
إعلان
قالت النيابة العامة الفرنسية اليوم الخميس (28 تموز/ يوليو 2019) إن الشرطة حددت هوية المهاجم الثاني في حادث الاعتداء على كنيسة في شمال فرنسا هذا الأسبوع وهو شخص عمره 19 عاما معروف لدى الأجهزة الأمنية ومشتبه بصلته بمتشددين إسلاميين. وقال مصدر قضائي إن الشرطة كشفت أن اسمه هو عبد الملك نبيل بوتيجان من بلدة في شرق فرنسا على الحدود مع ألمانيا. واحتجز بوتيجان مع المتهم الأول عادل كرميش عددا من الرهائن في كنيسة في نورماندي يوم الثلاثاء ثم ذبحا كاهنا مسنا عند مذبح الكنيسة.
وكان المدعي العام الفرنسي قد كشف سابقا هوية المهاجم الثاني ويسمى عادل كرميش (19 عاما) وكان خاضعا لمراقبة مشددة بعد محاولتين فاشلتين للوصول إلى سوريا. وأطلق سراح كرميش من الاحتجاز انتظارا لمحاكمته بسبب عضويته المزعومة في منظمة إرهابية في مارس/ آذار. واضطر لوضع علامة إلكترونية وتسليم جواز سفره ولم يكن مسموحا له بمغادرة منزل والديه إلا لساعات قليلة في اليوم.
وتواجه الحكومة الفرنسية انتقادات لسجلها الأمني في أعقاب الكشف عن أن أحد المهاجمين اللذين ذبحا كاهنا في مذبح كنيسة جهادي مفترض معروف ويخضع لمراقبة الشرطة. حيث قال الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، إن على الحكومة اتخاذ خطوات أكثر قوة لتعقب المتعاطفين مع الإسلاميين. وأضاف ساركوزي المتوقع أن يخوض الانتخابات التمهيدية للمحافظين من أجل خوض الاقتراع الرئاسي العام المقبل لصحيفة لوموند "كل هذا العنف وهذه الهمجية شلت اليسار الفرنسي منذ يناير 2015". وأضاف "فقد اتجاهاته ويتشبث بعقلية لا صلة لها بالواقع". ودعا ساركوزي لاعتقال أو وضع علامات إلكترونية لكل المشتبه بأنهم متشددون إسلاميون حتى لو لم يرتكبوا أي جريمة.
فرنسا بعد اغتيال كاهن - صدمة وحداد وعزيمة للوقوف صفا واحدا
لم تكد فرنسا الجريحة تستفيق من حدة وقع الصدمة التي خلفها هجوم نيس قبل نحو أسوعين، فهاهي تشهد وقع صدمة جديدة خلفها اغتيال كاهن عجوز على يد إرهابيين من "داعش" وهو بصدد القيام بقداس في إحدى الكنائس في النورمندي.
صورة من: picture-alliance/dpa/Vincent Isore
ستبقى كنيسة سانت إيتيين دو روفريه حاضرة في كل أذهان الفرنسيين، لا بل في أذهان الإنسانية بأسرها، بعد أن تعرض فيها قس في 86 من عمره لعملية اغتيال وحشية على يد إرهابيين اثنين قاما بتركيعه وذبحه أمام مذبح الكنيسة وهو يؤدي القداس. العملية التي تبناها "داعش" إنما توثق فصلا جديدا من فصول وحشية هذا التنظيم الإرهابي الذي لا يتوانى حتى على انتهاك حرمة وقداسة دور العبادة.
صورة من: picture-alliance/dpa
الهجوم البشع على الكنيسة في مدينة روان في مقاطعة نورماندي، شمالي فرنسا، جاءت فقط بعد 12 يوما من عملية نيس الدامية والتي أودت بحياة 84 شخصا. العملية الجديدة - التي تزيد من جراح فرنسا التي طالتها يد الإرهاب أكثر من أي بلد آخر في غرب أوروبا في السنوات الأخيرة - أثارت استنكار وتنديدا دوليا واسعا.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Journois
الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند الذي لم يشهد أحد من سابقيه فترة حالكة تعددت فيها العمليات الإرهابية كالتي تشهدها فرنسا الآن، أكد مواصلة الحرب ضد الإرهاب. وقال "نحن نواجه تنظيم الدولة الإسلامية، الذي أعلن الحرب علينا.. يجب أن نشن هذه الحرب بكل الوسائل، مع احترام الحقوق التي تجعلنا ديمقراطية." وأكد على ضرورة توحيد صفوف كل الفرنسيين بمختلف انتماءاتهم الدينية، قائلا: "ما يريده الإرهابيون هو تقسيمنا"
صورة من: Reuters/P. Rossignol
المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أعربت في رسالة إلى الرئيس الفرنسي عن صدمتها لعملية القتل البشعة التي تعرض لها الكاهن المسن خلال إقامته قداسا. وعبرت عن بالغ حزنها وأسفها أن يضرب الإرهاب فرنسا مرة أخرى، مشددة على ضرورة مجابته بتوحيد الصفوف والوقوف جنبا إلى جنب.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
رغم صدمته الشديدة، إلا أن دومينيك ليبرون، رئيس أساقفة مدينة روان التي تتبعها كنيسة سانت إيتيين دو روفريه، مسرح العملية الإرهابية التي راح ضحيتها القس جاك هامل، إلا أنه أكد على أن المسيحية دين تسامح ولا تردعلى المثل بالمثل، بحيث قال: "الكنيسة الكاثوليكية لا تعرف سلاحا آخر غير الصلاة والأخوة بين الناس". وبالفعل فقد قررت كنائس فرنسا الكاثوليكية الرد على الإرهاب بالصيام والصلاة.
صورة من: Reuters/B. Tessier
لايزال بابا الفاتيكان فرانسيس تحت وقع الصدمة بعد تلقيه نبأ اغتيال أحد قساوسته بشكل بشع. ففي سياق متصل، قال المتحدث باسم الفاتيكان، الأب فيدريكو لومباردي، إن البابا وهو يشعر بالألم بسبب هذا العنف العبثي ، ويدين جميع أشكال الكراهية ويصلي من أجل المصابين. وأضاف لومباردي :"لقد صدمنا بشكل خاص بسبب العنف المروع الذي حدث في كنيسة، في مكان مقدس حيث تعلن فيه محبة الرب، مع قتل قس بشكل وحشي".
صورة من: Getty Images/AFP/T. Fabi
رئيس مؤتمر الأساقفة الكاثوليك الألمان الكاردينال راينهارد ماركس اعتبر أن عملية اغتيال القس جاك هامل في كنيسة سانت إيتيين دو روفريه إنما تسعى إلى زرع الكراهية، "وهذا ما سنحول دونه"، على حد تعبيره. كما أكد على ضرورة فعل كل ما في الوسع حتى لا تولّد العملية الإرهابية دوامة جديدة من العنف.
صورة من: picture alliance/Sven Simon/F. Hoemann
مؤتمر الأساقفة الكاثوليك الألمان أكد أن إغلاق الكنائس ليس حلا للحيلولة دون حدوث عمليات إرهابية كتلك التي طالت كنيسة سانت إيتيين دو روفريه، مشددا على ضرورة إبقاء الأبواب مفتوحة في وجوه المؤمنين والزوار وكل من يقصد بيوت الله. وأكد المؤتمر على ضرورة الحيلولة دون أن يأخذ الخوف اليد العليا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Uwe Zucchi
رئيس الوزراء الفرنسي إيمانويل فالس الذي وصف العملية الإرهابية التي تعرض لها القس جاك هامل في كنيسة سانت إيتيين روفريه بأنه عمل "وحشي"، معبرا أنه ضربة لكل الكاثوليك ولكل فرنسا. ولكنه شدد على ضرورة عدم التفرقة بين مختلف شرائح المجتمع الفرنسي بمختلف انتماءاتهم العرقية والدينية، حيث قال عبر تويتر "سنقف معا".
صورة من: Getty Images/AFP/P. Kovarik
العملية الإرهابية التي تبناها تنظيم "الدولة الإسلامية" ردا على مشاركة فرنسا في التحالف العسكري الدولي ضده، نفذها شخصان اعتبرهما من جنوده. ويبدو أنهما كانا يعتقدان أنهما نفذا ذلك باسم االإسلام. لكنهما كغيرهم ممن سبقهم إنما يسيؤون له يوما بعد يوم، حسب تأكيد دليل بو بكر إمام مسحد باريس الكبير. "هذا العمل ليس من الإسلام من شيء"، على حد تعبيره، مضيفا بأنه "عمل يدينه كل مسلمي فرنسا ويرفضونه."
صورة من: picture-alliance/dpa/Vincent Isore
10 صورة1 | 10
لكن وزير الداخلية برنار كازنوف رفض اقتراح ساركوزي قائلا إن سجنهم سيكون غير دستوري كما أنه سيؤدي لنتائج عكسية. وقال على محطة يوروب وان الإذاعية "إن الذي أنجح جهود فرنسا لتفكيك عدد كبير من الشبكات الإرهابية هو وضع ملفات هؤلاء الناس تحت المراقبة. وهو الأمر الذي يمكن هيئات المخابرات من العمل دون أن يشعر هؤلاء الأفراد". وتمتلك المخابرات الداخلية الفرنسية ملفات سرية لنحو 10500 مشتبه بأنهم متشددون.
ومع تحذير ساسة محافظين من "حرب أديان" سعى أولاند إلى تجنب الانقسامات في اجتماع مع زعماء مسيحيين ويهود ومسلمين وبوذيين. وقال مطران باريس الكردينال أندريه فان تروا للصحفيين بعد الاجتماع الذي عقد في قصر الإليزيه يوم أمس الأربعاء "لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بالانجرار إلى سياسة داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) الذي يسعى للوقيعة بين الطفل وأخيه".
وتجدر الإشارة إلى أن تنظيم "الدولة الإسلامية" نشر أمس الأربعاء تسجيلا مصورا لرجلين ادعى أنهما منفذا الهجوم على الكنيسة الفرنسية وظهرا في الفيديو وهما يبايعان زعيم التنظيم بالعربية.